[وفاء النجفي]

ماذا يريد حسن نصر الله؟السبت , 19 سبتمبر 2009 م
المحرر السياسي

كان جدير بحسن نصر الله أن يناشد المتمردين بتسليم السلاح والنزول من الجبال والكف عن قطع الطرق وإجبار الأطفال على حمل السلاح.
كان عليه بحكم الملة الواحدة مع رموز الفتنة النصيحة لهم أنهم أمام خيارين إما الاستسلام والتحول إلى مواطنين صالحين بدلاً من المليشيات الإرهابية أو مواجهة الشعب كله والذي حتماً سينتصر لإرادته ووطنه ومستقبل وحدته.
كان على نصر الله إن كان ثمة قيم أخلاقية ودينية أن يسحب عناصره التي تدرب وتخطط للمتمردين، ولكي يثبت صدقية مناشدته كان عليه أن يدعو المرجفين إلى كف الأذى عن الوطن، أما أن تحمل نداءاته ومناشداته إيقاف الحرب للأخ الرئيس، فذلك يعني أنه يحمل الدولة المسؤولية ويعني أيضاً أن تقف الحرب بين فريقين وكأننا أمام دولتين وليس فريق تمرد خائن منتهك حرمات الشعب وإرادته في المواجهة.
هذه الروح الثعلبية التي يتمتع بها حسن نصر الله لا يمكنها أن تنطلي على أحد لأنه ينظر إلى هذه الحرب وإيقافها ليس بهدف حرمة إراقة الدماء، ولكن لإيجاد تسوية سياسية تمكن المتمردين من استرداد أنفاسهم وتحشيد قواهم بعد أن خارت وبهدف إعلام إدارة الدولة بأنها توقظ الحرب ، وهو يدرك أن الإيقاف مرتبط جذرياً بتسليم المتمردين أسلحتهم..
هذه لا يريد أن يعقلها نصر الله لأنه يريد في اليمن دولة داخل دولة حالها حال لبنان، أو كما هو ومليشياته التي تعيق وجود دولة لبنانية ذات سيادة وهذا ينطبق أيضاً على ما هو حاصل في العراق بمليشيات الصدري وبدر..إلخ.
إن هذه السياسة ذات الارتباط الجذري بطهران هدفها الفوضى والقلاقل والإرهاب وحين ما توشك أن تخمد وتنتصر الشعوب لإرادتها نجد هذه الأطراف الداعمة عسكرياً وسياسياً وإعلامياً تبدأ بالرغاء والثغاء طلباً لإيقاف الحرب باعتبارها ظالمة.
.
إن حسن نصر الله وأذنابه لا يؤمنون سوى بالمليشيات والخراب وهم يدركون جيداً أن المتمردين يمتلكون أسلحة متطورة وتدريباً عال والأولى إثبات انصياعهم لإرادة الشعب في وضع السلاح والدخول في السلم كافة وإلا لما إيقاف حرب على قتلة متمردين..
أليس فقهياً وسياسياً ضرورة استئصال منهم متمردون باعتبارهم خارجين عن الدستور والقانون..
حسن اليوم يتباكى وهو أول الداعمين للفتنة ورموزها ، ينبري ذلك جيداً من خلال المساواة بين متمرد ودولة، يريد دولة داخل الدولة، يؤجل الفتنة ،يريدها نائمة لإيقاظها بعد تمكنهم متى أراد..
هؤلاء هم الذين يخلصون اليوم ولم نجدهم مخلصين في نصيحة التمرد بأن يكف عن تمرده لأنهم من ذات المنهل يشربون، وبدورنا نحن نناشد حسن نصر الله بحق الأخوة والدين بأن ينصاع للدولة اللبنانية وألا يكن خارجاً عنها وأن يكف عن تهديد الوطن اللبناني بالسلاح وألا يكون يد طهران في تنفيذ أجندتها بالمنطقة ، وأن يقبل بالديمقراطية وحكم الأكثرية دونما اشتراطات تعجيزية وأن يقلع عن أن يكون دولة داخل دولة ، وأن يسلم سلاحه للجيش اللبناني وينضوي فيها عسكرياً إن كان صادقاً، وأن يتراجع عن تبني المواقف الخارجية، ويحتكم للشرعية الدستورية والخيار الديمقراطي ، وألا يكون متمرداً على النظام والقانون باسم المقاومة التي جلبت حماية الأممية على الحدود الإسرائيلية كأحد أهم مخرجات الانتصارات المزعومة لـ"نصر الله" والتي أباد من خلالها نصف لبنان ويسعى إلى إبادته بالكامل من أجل خاطر المرجعية الفارسية علي خامنئي والتي أقر بها نصر الله وأعتبر أن توجيهاته هي الفيصل وليس لبنان والخيار الوطني.
هذه أجندة طهران التي يريدها نصر الله في اليمن، وماذا تعني المناشدة غير هذا.
******************


علي عبد صالح يلعب على الحبلين كما يبدو فهو يجمد العمليات العسكرية وفي نفس الوقت يفتح النار على السيد نصر الله بأبواقه النجسة؟؟؟.