|
عضو ذهبـي
|
رقم العضوية : 23928
|
الإنتساب : Oct 2008
|
المشاركات : 2,923
|
بمعدل : 0.49 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
(رقية بنت الحسين)
المنتدى :
منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
بتاريخ : 20-09-2009 الساعة : 04:27 AM
أهل البيت هل يعلمو علم الغيب؟؟
قال (عليه السلام): يا ابن خنيس ألا أدلك على أوضح من هذا مما أخبرتك به جميعه؟
قلت: سيدي فأي شيء أوضح من هذا وأنور مما أخبرتني به؟
قال: القرآن كله نور وشفاء لما في الصدور ورحمة للعالمين ومن القرآن قول عيسى على نبينا وآله وعليه السلام لبني إسرائيل أني قد ﴿ جِئْتُكُم بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُم مِّنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللّهِ…﴾ {آل عمران/49}إلى قوله ﴿… إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ ﴾ {آل عمران/49}فهل أنبأهم بما يأكلون وبما يدخرون في بيوتهم إلا بشيء غائب عن بصره هذا علم الغيب بعينه هل يستطيعون له إنكارا أو منه فرارا؟
قلت: كلما أخبرتني به واضح وهذا أوضح وأنور.
فقال (عليه السلام): أليس القرآن ينطق بصدق قولنا وتكذيب قولهم؟ يا ابن خنيس جميع ما أخبرتك به من الظاهر فكيف لو سمعت بباطن واحد وما تراهم فاعلون وما عساهم يظهرون لو سمعوه كان والله يظهر منهم ما لا تقوى على احتماله ولا تقدر على استماعه إلا بمعونة الله .
قلت: سيدي امنن على عبدك بباطن واحد في هذا المعنى.
فقال (عليه السلام): إنك لا تحتمله.
قلت: أحتمله إن ثبتني الله وسددني وهداني فادع الله لي
فقال (عليه السلام): افعل به ذلك فإنه من أوليائنا، يا ابن خنيس اقرأ هذه الآية ﴿﴿ وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ… ﴾ {الأنعام/59}﴾ إلى قوله ﴿… فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ ﴾{الأنعام/59}﴾ أو تدري ما الكتاب المبين؟
قلت: القرآن.
قال: ذلك مبلغك من علم الكتاب، فقال الإمام (عليه السلام): ما القرآن يا ابن خنيس؟
قلت: القرآن إمامي.
قال: نعم الله ربك ومحمد نبيك والقرآن إمامك ألا أوجدك ذلك من كتاب الله ؟
قلت: بلى.
قال: والذي فلق الحبة وبرء النسمة ونصب القبلة لقد أعطى الإمام ما لم يعط ملك مقرب ولا نبي مرسل، ألا أوجدك ذلك من كتاب الله .
قلت: بلى يا ابن رسول الله وهذا أيضا في الكتاب.
قال (عليه السلام): ويحك أما قرأت ﴿ مَّا فَرَّطْنَا فِي الكِتَابِ مِن شَيْءٍ﴾ {الأنعام/38}اقرأ قصة موسى.
قلت : أي القصص؟
قال: قوله تبارك وتعالى ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينَا مِن كُلِّ شَيْءٍ﴾{النمل/16} ، فقرأتها ، فقال: أفهمتها يا ابن خنيس؟ إنما أوتي من كل شيء ولولا ذلك لكان يقول علمنا منطق الطير وأوتينا كل شيء ولم يقل من كل شيء.
قلت : كذلك هو يا ابن رسول الله.
قال : اقرأ قصة عيسى.
قلت: أي القصص؟
قال: قوله ﴿ وَلِأُبَيِّنَ لَكُم بَعْضَ الَّذِي تَخْتَلِفُونَ فِيهِ﴾ {الزخرف/63}وإنما علم بعض الشيء ولم يقل الكل.
قلت: كذلك هو يا ابن رسول الله .
قال: اقرأ قصة الإمام.
قلت: سيدي وأي قصة الإمام؟
قال (عليه السلام): أبين القصص وأوضحها ﴿ إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ﴾{يس/12} قال كل شيء ولم يقل من شيء ولا بعض الشيء ، قال: أو تدري أين تحقيقه من كتاب الله ؟
قلت: لا أدري.
قال: قوله ﴿وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لاَ يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِن وَرَقَةٍ إِلاَّ يَعْلَمُهَا وَلاَ حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأَرْضِ وَلاَ رَطْبٍ وَلاَ يَابِسٍ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ﴾ {الأنعام/59}أتدري أن الإمام أعطي بأمر من الكتاب؟
قلت: بلى يا ابن رسول الله.
قال (عليه السلام): فعلم كل ما في السماوات والأرض عند الإمام فمن ذلك قال ﴿ وَكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ﴾ وذلك أن الإمام حجة الله في أرضه لا يصلح أن يسأل عن شيء فيقول لا أدري.
قلت: كذلك هو يا ابن رسول الله.
قال: أو تدري لم فعل ذلك به ومعه؟
قلت: لا.
قال: لأن الإمام خليفة الله في أرضه لا ينبغي أن يكون ناقصا منقوصا أليس الله قال يا محمد ﴿ قُلْ فَلِلّهِ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ فَلَوْ شَاء لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ﴾{الأنعام/149} يقول لو شاء لهداكم إلى علمه ولكن خص بذلك إمامه وخليفته وحجته، ثم قال (عليه السلام): ارفع رأسك يا ابن خنيس واسمع ما قال في الإمام إن الإمام من روح الله وهي الروح التي جعلها الله في آدم ﴿ فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي﴾ {الحجر/29}وقال في عيسى ﴿ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ﴾{النساء/171}.
قلت: سيدي أخبرني عن أمر الروح ما هي؟
قال: ضروب كثيرة أحدها روح الرحمة وهو قوله ﴿ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ﴾{المجادلة/22} وأما الثانية فهي جبرئيل وذلك قوله تعالى ﴿ نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُعَلَى قَلْبِكَ﴾ {الشعراء/193-194}وأما الثالثة يعني به ملكا من الملائكة مسكنه السماء السابعة صورته صورة الإنسان وجسده جسد الملائكة وذلك قوله ﴿يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلَائِكَةُ صَفًّا لَّا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرحْمَنُ وَقَالَ صَوَابًا﴾ {النبأ/38}يعني بذلك الملك وهو أعظم من كل شيء خلقه الله تعالى وهو حافظ الملائكة فإذا كان يوم القيامة قام بين يدي الله صفا واحدا لم يزاحمه أحد وتقوم الملائكة صفا آخر، وأما الرابعة فإنه يعنى أمره وهو قوله ﴿ وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي﴾{الإسراء/85} وقوله ﴿ وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا﴾{الشورى/52} وقوله ﴿ تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ﴾{القدر/4} والخامسة فإنه يعني روح الله الخاصة بمن ركبت فيه وهذه الروح علم بها ما في السماوات والأرض وعرج بها إلى السماء وهبط بها إلى الأرض وعلم بها الغيب فإن كان في المغرب وأحب أن يكون في المشرق صار في لحظة واحدة في أقل من طرفة.
قلت: يا سيدي يا ابن رسول الله لقد شفيت صدري.
قال: يا ابن خنيس إن علمنا شفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم).
(حجة الإسلام الميرزا محمد تقي شريف في صحيفة الأبرار ج 1 ح الحادي والتسعون)
نسألكم الدعاء
|
|
|
|
|