عرض مشاركة واحدة

الصورة الرمزية نووورا انا
نووورا انا
شيعي فاطمي
رقم العضوية : 23528
الإنتساب : Oct 2008
المشاركات : 4,921
بمعدل : 0.82 يوميا

نووورا انا غير متصل

 عرض البوم صور نووورا انا

  مشاركة رقم : 2  
كاتب الموضوع : نووورا انا المنتدى : منتدى العقائد والتواجد الشيعي
افتراضي
قديم بتاريخ : 30-09-2009 الساعة : 09:29 AM


اللهم صل على محمد وال محمدد وعجل فرجهم



وهذا الاعتراف بدخيلة النفس وانتباهه إلى الحرص على كتمان ما عنده من المساوئ يستثيران الرغبة في طلب العفو والمغفرة من الله تعالى لئلا يفتضح عند الناس لو أراد الله أن يعاقبه في الدنيا أو الآخرة على افعاله ، فيلتذ الانسان ساعتئذ بمناجاة السر
، وينقطع إلى الله تعالى ويحمده أنه حلم عنه وعفا عنه بعد المقدرة فلم يفضحه ، إذ يقول في الدعاء بعد ما تقدم : " فلك الحمد على حلمك بعد علمك وعلى عفوك بعد قدرتك " ثم يوحي الدعاء إلى النفس سبيل الاعتذار عما فرط منها على أساس ذلك
الحلم والعفو منه تعالى ، لئلا تنقطع الصلة بين العبد وربه ، ولتلقين العبد أن عصيانه ليس لنكران الله واستهانة بأوامره إذ يقول ، " ويحملني ويجرئني على معصيتك حلمك عني ، ويدعوني إلى قلة الحياء سترك علي . ويسرعني إلى التوثب على محارمك معرفتي بسعة رحمتك وعظيم عفوك " .

وعلى أمثال هذا النمط تنهج الأدعية في مناجاة السر لتهذيب النفس وترويضها على الطاعات وترك المعاصي . ولا تسمح الرسالة هذه بتكثير النماذج من هذا النوع . وما أكثرها .

ويعجبني أن أورد بعض النماذج من الأدعية الواردة بأسلوب الاحتجاج مع الله تعالى لطلب العفو والمغفرة ، مثل ما تقرأ في دعاء كميل بن زياد :

" وليت شعري يا سيدي ومولاي ! أتسلط النار على وجوه خرت لعظمتك ساجدة ، وعلى ألسن نطقت بتوحيدك صادقة وبشكرك مادحة ، وعلى قلوب اعترفت بإلهيتك محققة ، وعلى ضمائر حوت من العلم بك حتى صارت خاشعة ، وعلى جوارح سعت إلى أوطان تعبدك طائعة وأشارت باستغفارك مذعنة ، ما هكذا الظن بك ولا أخبرنا بفضلك " .

كرر قراءة هذه الفقرات ، وتأمل في لطف هذا الاحتجاج وبلاغته وسحر بيانه ، فهو في الوقت الذي يوحي للنفس الاعتراف بتقصيرها وعبوديتها ، يلقنها عدم اليأس من رحمة الله تعالى وكرمه ، ثم يكلم النفس بابن عم الكلام ومن طرف خفي لتلقينها
واجباتها العليا ، إذ يفرض فيها أنها قد قامت بهذه الواجبات كاملة ، ثم يعلمها أن الانسان بعمل هذه الواجبات يستحق التفضل من الله بالمغفرة ، وهذا ما يشوق المرء إلى أن يرجع إلى نفسه فيعمل ما يجب أن يعمله إن كان لم يؤد تلك الواجبات .

ثم تقرأ أسلوبا آخر من الاحتجاج من نفس الدعاء ، " فهبني يا إلهي وسيدي وربي صبرت على عذابك فكيف أصبر على فراقك ! وهبني يا إلهي صبرت على حر نارك فكيف أصبر عن النظر إلى كرامتك " .

وهذا تلقين للنفس بضرورة الالتذاذ بقرب الله تعالى ومشاهدة كرامته وقدرته ، حبا له وشوقا إلى ما عنده ، وبأن هذا الالتذاذ ينبغي أن يبلغ من الدرجة على وجه يكون تأثير تركه على النفس أعظم من

العذاب وحر النار ، فلو فرض أن الانسان تمكن من أن يصبر على حر النار فإنه لا يتمكن من الصبر على هذا الترك ، كما تفهمنا هذه الفقرات أن هذا الحب والالتذاذ بالقرب من المحبوب المعبود خير شفيع للمذنب عند الله لأن يعفو ويصفح عنه . ولا يخفى لطف هذا النوع من التعجب والتملق إلى الكريم الحليم قابل التوب وغافر الذنب .

ولا بأس في أن نختم بحثنا هذا بإيراد دعاء مختصر جامع لمكارم الخلاق ولما ينبغي لكل عضو من الانسان وكل صنف منه أن يكون عليه من الصفات المحمودة : " اللهم ارزقنا توفيق الطاعة وبعد المعصية ، وصدق النية وعرفان الحرمة " .

" وأكرمنا بالهدى والاستقامة ، وسدد ألسنتنا بالصواب والحكمة واملأ قلوبنا بالعلم والمعرفة ، وطهر بطوننا من الحرام والشبهة ، واكفف أيدينا عن الظلم والسرقة ، واغضض أبصارنا عن الفجور والخيانة ، واسدد أسماعنا عن اللغو والغيبة " .

" وتفضل على علمائنا بالزهد والنصيحة ، وعلى المتعلمين بالجهد والرغبة ، وعلى المستمعين بالإتباع والموعظة " .

" وعلى مرضى المسلمين بالشفاء والراحة ، وعلى موتانا بالرأفة والرحمة " .

" وعلى مشايخنا بالوقار والسكينة وعلى الشباب بالإنابة والتوبة ، وعلى النساء بالحياء والعفة ، وعلى الأغنياء بالتواضع والسعة ، وعلى الفقراء بالصبر والقناعة " .

" وعلى الغزاة بالنصر والغلبة ، وعلى الأسراء بالخلاص والراحة ، وعلى الأمراء بالعدل والشفقة ، وعلى الرعية بالإنصاف وحسن السيرة " .

" وبارك للحجاج والزوار في الزاد والنفقة ، واقض ما أوجبت عليهم من الحج والعمرة " .

" بفضلك ورحمتك يا أرحم الراحمين " .

وإني لموص إخواني القراء ألا تفوتهم الاستفادة من تلاوة هذه الأدعية ، بشرط التدبر في معانيها ومراميها وإحضار القلب والاقبال والتوجه إلى الله بخشوع وخضوع ، وقراءتها كأنها من إنشائه للتعبير بها عن نفسه ، مع اتباع الآداب التي ذكرت لها من طريقة آل البيت ، فإن قراءتها بلا توجه من القلب صرف لقلقة في اللسان ، لا تزيد الانسان معرفة .

ولا تقربه زلفى ، ولا تكشف له مكروبا ، ولا يستجاب معه له دعاء . ( إن الله عز وجل لا يستجيب دعاء بظهر قلب ساه ، فإذا دعوت فأقبل بقلبك ثم استيقن بالإجابة )







المصدر

عقائد الامامية
الشيخ محمد رضا المظفر


من مواضيع : نووورا انا 0 بواطن الرحمة الإلهية في ظواهر الشرور السفيانية
0 علامات الظهور بين الأولويات والانحراف
0 الابـــــــــــــــــلّة
0 شيعة البحرين تجذّر المواطنة ونابضية الولاء
0 شيعة باكستان والحصانة العقدية
رد مع اقتباس