[يعقوب بن حسين]

الأخ حيدر القرشي المحترم ! قولكم: كل شيء يبدأ باسم الله، وكل شيء يسبح باسمه....) الخ.
أقول لكم: الجملة الأخيرة صحيحة، وهي مضمون قوله تعالى: ( تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدَهِ وَلَـكِن لاَّ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيماً غَفُوراً )(الإسراء44).
وأما الجملة الأولى فليست على إطلاقها، إذ لا يذكر المسلم اسم الله إلا على ما شرعه الله له، أو أباحه، وكلامكم الذي قلت لكم: ( احذفوا منه بسم الله الرحمن الرحيم ليس مما شرعه الله لكم ولا مما أباحه، فذكركم اسم الله عليه كذكره على كل محرم بالكتاب والسنة والإجماع كذكره على شرب الخمر، أو على فاحشة الزنى وأمثال ذلك.
هذا أولا، وأما ثانيا: فإنه ورد حديث في مسند الإمام أحمد وغيره عن نافع عن بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : اللهم بارك لنا في شامنا ويمننا مرتين، فقال رجل: وفي مشرقنا يا رسول الله؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من هنالك يطلع قرن الشيطان ولها تسعة عشار الشر!
وليس في هذا الحديث إشارة إلى بيت عائشة الذي كان في جهة الشرق بالنسبة للمنبر الشريف الذي كان يقف عليه صلى الله عليه وآله وسلم حال خطبته تلك، وما كانت الإشارة إليه ولا تقصده، وإنما تقصد الجهة، ولما كانت صدوركم تنغل حقدا على بيت النبوة طرتم فرحا بتلك الإشارة وبنيتم عليها قصورا عالية من الملح الحجري !! ( فالله الموعد ! ).
وهذا جواب قولك: ( من أين أتيت بهذه القرينة؟! ).
وتقول: الرسول يقول: بيت عائشة، وأنت تقول: المشرق. من نصدق؟!
وأقول لكم: هذا كذب منكم صريح على الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، لأنه لم يذكر ( لفظ ) بيت عائشة، وإنما هذا من كلام الراوي، فجعلتموه كذبا وزورا كلاما للنبي صلى الله عليه وآله وسلم، والله تعالى سينتقم لعبده ورسوله ممن يكذب عليه، وعلى عباده الصالحين.