|
مشرف منتـدى سيرة أهـل البيت
|
رقم العضوية : 36627
|
الإنتساب : May 2009
|
المشاركات : 6,437
|
بمعدل : 1.12 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
m@awadh
المنتدى :
المنتدى العقائدي
بتاريخ : 07-10-2009 الساعة : 02:19 PM
اقتباس :
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة m@awadh
[ مشاهدة المشاركة ]
|
2 - يزعم الشيعة أن أبابكر وعمر رضي الله عنهم كانا كافرين، ثم نجد أن عليًا رضي الله عنه وهو الإمام المعصوم عند الشيعة قد رضي بخلافتهما وبايعهما الواحد تلو الآخر ولم يخرج عليهما، وهذا يلزم منه أن عليًا غير معصوم، حيث أنه بايع كافرين ناصبَيْن ظالـمَيْن إقراراً منه لهما، وهذا خارم للعصمة وعون للظالم على ظلمه، وهذا لا يقع من معصومٍ قط، أو أن فعله هو عين الصواب!! لأنهما خليفتان مؤمنان صادقان عادلان، فيكون الشيعة قد خالفوا إمامهم في تكفيرهما وسبهما ولعنهما وعدم الرضى بخلافتهما! فنقع في حيرة من أمرنا: إما أن نسلك سبيل أبي الحسن رضوان الله عليه أو نسلك سبيل شيعته العاصين؟!
|
الجواب:
قد بينا في الجواب على السؤال السابق أن الشيعة لا يقولون بكفر أبي بكر وعمر، وأما الإمام علي عليه السلام فلم يرض بخلافتهما .
ولبيان ذلك لا بأس أن نوضح الأمور التالية:
ثانيا : أما بالنسبة للإمام علي عليه السلام فإنه كان يرى مصلحة الإسلام والإسلام غير مرتبط بخلافة أبي بكر وعمر وإنما الإسلام دين الله عز وجل وفي حال الخطر يجب على الإنسان أن يحافظ عليه بكل الطرق والوسائل ومن هذا المنطلق كان الإمام علي عليه السلام يتحرك وفق المصلحة المرتبطة بالشريعة الإسلامية , وخصوصا حسب الأخبار أن من يعارض الخلافة يقتل كما جرى لسعد بن عبادة كما هو مذكور بعدة مصادر، ففي صحيح البخاري:
".... و نزونا على سعد بن عبادة فقال قائل منهم قتلتم سعد بن عبادة فقلت قتل الله سعد بن عبادة قال عمر وإنا والله ما وجدنا فيما حضرنا من أمر أقوى من مبايعة أبي بكر خشينا إن فارقنا القوم ولم تكن بيعة أن يبايعوا رجلا منهم بعدنا فإما بايعناهم على ما لا نرضى وإما نخالفهم فيكون فساد فمن بايع رجلا على غير مشورة من المسلمين فلا يتابع هو ولا الذي بايعه تغرة أن يقتلا"[1]
والإمام علي عليه السلام كما في نهج البلاغة قد هاجم خلافة الثلاثة وقد بين أن خلافتهم غير شرعية وهلكة للأمة، ففي خطبة له وهي المعروفة بالشقشقية:
(( أما والله لقد تقمصها فلان وإنه ليعلم أن محلي منها محل القطب من الرحى . ينحدر عني السيل ولا يرقى إلي الطير . فسدلت دونها ثوبا وطويت عنها كشحا . وطفقت أرتئي بين أن أصول بيد جذاء أو أصبر على طخية عمياء يهرم فيها الكبير . ويشيب فيها الصغير . ويكدح فيها مؤمن حتى يلقى ربه فرأيت أن الصبر على هاتا أحجى فصبرت وفي العين قذى . وفي الحلق شجا أرى تراثي نهبا حتى مضى الأول لسبيله فأدلى بها إلى فلان بعده ( ثم تمثل بقول الأعشى ) شتان ما يومي على كورها * ويوم حيان 1 أخي جابر فيا عجبا بينما هو يستقيلها في حياته إذ عقدها لآخر بعد وفاته لشد ما تشطرا ضرعيها فصيرها في حوزة خشناء يغلظ كلامها ويخشن مسها . ويكثر العثار فيها . والاعتذار منها ، فصاحبها كراكب الصعبة إن أشنق لها خرم . وإن أسلس لها تقحم فمني الناس لعمر الله بخبط وشماس وتلون واعتراض . فصبرت على طول المدة وشدة المحنة . حتى إذا مضى لسبيله . جعلها في جماعة زعم أني أحدهم فيا لله وللشورى متى اعترض الريب في مع الأول منهم حتى صرت أقرن إلى هذه النظائر لكني أسفت إذ أسفوا وطرت إذ طاروا . فصغى رجل منهم لضغنه ومال الآخر لصهره مع هن وهن إلى أن قام ثالث القوم نافجا حضنيه بين نثيله ومعتلفه . وقام معه بنو أبيه يخضمون مال الله خضمة الإبل نبتة الربيع إلى أن انتكث فتله . وأجهز عليه عمله وكبت به بطنته فما راعني إلا والناس كعرف الضبع إلي ينثالون علي من كل جانب . حتى لقد وطئ الحسنان . وشق عطفاي مجتمعين حولي كربيضة الغنم فلما نهضت بالأمر نكثت طائفة ومرقت أخرى وقسط آخرون كأنهم لم يسمعوا كلام الله حيث يقول . ( تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا والعاقبة للمتقين ) بلى والله لقد سمعوها ووعوها . ولكنهم حليت الدنيا في أعينهم وراقهم زبرجها . أما والذي فلق الحبة . وبرأ النسمة لولا حضور الحاضر وقيام الحجة بوجود الناصر . وما أخذ الله على العلماء أن لا يقاروا على كظة ظالم ولا سغب مظلوم لألقيت حبلها على غاربها ولسقيت آخرها بكأس أولها . ولألفيتم دنياكم هذه أزهد عندي من عفطة عنز ( قالوا ) وقام إليه رجل من أهل السواد عند بلوغه إلى هذا الموضع من خطبته فناوله كتابا فأقبل ينظر فيه . قال له ابن عباس رضي الله عنهما . يا أمير المؤمنين لو أطردت خطبتك من حيث أفضيت . فقال هيهات يا ابن عباس تلك شقشقة هدرت ثم قرت. قال ابن عباس فوالله ما أسفت على كلام قط كأسفي على هذا الكلام أن لا يكون أمير المؤمنين عليه السلام بلغ منه حيث أراد))[2] .
فيتضح من كلام أمير المؤمنين أنه لم يكن راضيا بخلافة الثلاثة و لم يكن مقرا لهم ، بل صبر من أجل الحفاظ على الإسلام.
وهذا يدل على أن الإمام علي عليه السلام ليس شاغله إلا الإسلام وهل هذا يناقض العصمة ؟ المشكلة بمن يرى أن الإسلام مرتبط بأشخاص وأن الذي يريد أن يخدم الإسلام يجب أن يكون من خلال الشيخين كما نرى من طرح الكاتب وكأن الإسلام مملوك للشيخين , وكان الإمام علي عليه السلام قد تلقى عدة مرات وصية من رسول الله بالصبر وأنه سيظلم وعليه بالصبر ، قال الحاكم:
(( أخبرنا أحمد بن سهل الفقيه البخاري ثنا سهل بن المتوكل ثنا أحمد بن يونس ثنا محمد بن فضيل عن أبي حيان التيمي عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال النبي صلى الله عليه و سلم لعلي أما أنك ستلقى بعدي جهدا قال في سلامة من ديني ؟ قال : في سلامة من دينك
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين و لم يخرجاه))[3]
و قال أيضا:
((حدثنا أبو حفص عمر بن أحمد الجمحي بمكة ثنا علي بن عبد العزيز ثنا عمرو بن عون ثنا هشيم عن إسماعيل بن سالم عن أبي إدريس الأودي عن علي رضي الله عنه قال : إن مما عهد إلي النبي صلى الله عليه و سلم أن الأمة ستغدر بي بعده)).
هذا حديث صحيح الإسناد و لم يخرجاه[4]
و ((عن حيان الأسدي سمعت عليا يقول : قال لي رسول الله صلى الله عليه و سلم إن الأمة ستغدر بك بعدي و أنت تعيش على ملتي و تقتل على سنتي من أحبك أحبني و من أبغضك أبغضني و إن هذه ستخضب من هذا يعني لحيته من رأسه))
صحيح[5]
وإذا تعلقت الأمور بتحريف الشريعة كان الإمام علي عليه السلام لا يتساهل ومثال على ذلك قول الإمام علي عليه السلام لعمر أنت لا تعلمنا السنة، قال البيهقي:
((أخبرنا أبو بكربن الحسن ثنا أبو العباس أنبأ الربيع أنبأ الشافعي أنبأ ابن عيينة عن عمرو عن أبىجعفر قال أبصر عمر بن الخطاب رضي الله عنه على عبد الله بن جعفر ثوبين مضرجين وهومحرم فقال ما هذه الثياب فقال على بن أبى طالب رضي الله عنهما أخال أحدا يعلمنا السنة فسكت عمر رضي الله عنه))[6] .
وهذا يدل على أن الإمام علي عليه السلام لم يكن له شاغل إلا الحفاظ على الشريعة الإسلامية ولذلك صبر من أجل المحافظة عليها.
ثم إن كتب القوم تذكر أن الإمام علي عليه السلام كان يرى أبا بكر وعمر غادرين آثمين خائنين كاذبين، ففي صحيح مسلم:
((.......قال أبو بكر أنا ولي رسول الله صلى الله عليه وسلم فجئتما تطلب ميراثك من ابن أخيك ويطلب هذا ميراث امرأته من أبيها فقال أبو بكر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ما نورث ما تركنا صدقة ) فرأيتماه كاذبا آثما غادرا خائنا والله يعلم إنه لصادق بار راشد تابع للحق ثم توفي أبو بكر وأنا ولي رسول الله صلى الله عليه وسلم وولي أبا بكر فرأيتماني كاذبا آثما غادرا خائنا والله يعلم إني بار راشد تابع للحق ........)) "[7] .
إذن الإمام علي عليه السلام كان يتحرك من منطلق الحفاظ على الوحدة الإسلامية والحفاظ على الشريعة ومدارات المجتمع وتصحيح الانحراف الذي حصل بعد وفاة رسول الله صلى اله عليه وآله وسلم وخصوصا بعد ما انتشرت حركة الارتداد وما هنالك من انحراف .
وأما بالنسبة للبيعة فهناك تضارب شديد في الروايات التي تذكر بيعة الإمام علي عليه السلام وأقصى ما تدل عليه الروايات أن البيعة تمت بالإكراه والإمام علي عليه السلام من منطلق الحفاظ على بيضة الإسلام وخصوصا أن الإسلام كانت تحيطه مخاطر كبيرة كتجهيز الروم والفرس الجيوش للنيل من الإسلام وكانوا يراقبون الإسلام بشدة كما ينقل أرباب التاريخ وانتشار حركة الردة حيث إن كثيرا من القبائل العربية ارتدت عن الإسلام وانتشرت حركة ادعاء النبوة وكان من المسلمين حديثو عهد بالإسلام، و قد انتشرت حركة النفاق حيث إن في من كان في السقيفة منافقين كما تقول عائشة، وهذا يدل على أن المنافقين كانت لهم يد في كل شيء حتى في إدارة مشروع السقيفة كما هو منصوص بالبخاري على لسان السيدة عائشة .
((لقد خوف عمر الناس وإن فيهم لنفاقا فردهم الله بذلك ))[8]
يقول الحافظ ابن حجر في شرح هذه العبارة: (( أي أن في بعضهم منافقين ))[9]
والإمام علي عليه السلام لم يبايع على الأقل مدة ستة أشهر إن كان قد بايع لأنه كما بينا أن هناك تضاربا شديدا في الروايات التي تذكر البيعة ولم يشارك في السقيفة أحد من بني هاشم وكثير من الصحابة وحتى أن البخاري يبين أن الذين شاركوا من الصحابة قلة جدا .
ثم إن سيدة نساء العالمين لم تبايع أبا بكر ، فرواية البخاري تذكر أن أمير المؤمنين عليه السلام إنما بايع بعد وفاة الزهراء عليها السلام بعدما استنكر وجوه الناس ، ففي البخاري:
((فوجدت فاطمة على أبي بكر في ذلك فهجرته فلم تكلمه حتى توفيت وعاشت بعد النبي صلى الله عليه وسلم ستة أشهر فلما توفيت دفنها زوجها علي ليلا ولم يؤذن بها أبا بكر وصلى عليها وكان لعلي من الناس وجه حياة فاطمة فلما توفيت استنكر علي وجوه الناس فالتمس مصالحة أبي بكر ومبايعته ولم يكن يبايع تلك الأشهر....))[10]
إذن، فالسيدة الزهراء عليها السلام لم تبايع أبا بكر، و قد قال النبي صلى الله عليه و آله: ((من مات و ليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية)) كما في صحيح مسلم، فنحن الآن أمام خيارين:
الأول: أن خلافة أبي بكر باطلة و أن السيدة الزهراء (ع) بايعت أمير المؤمنين (ع) كما هو رأي الشيعة الإمامية أعلى الله كلمتهم.
الثاني: أن خلافة أبي بكر صحيحة كما يدعي أهل السنة، فيلزمهم حينئذ القول بأن بضعة رسول الله (ص) ماتت ميتة جاهلية و العياذ بالله.
فأيهما يختار الكاتب ؟
إذن فهذه البيعة تثير الريبة وليست بيعة رضى وخصوصا أن هناك علاقة شديدة جدا بين الإمام علي عليه السلام والسيدة فاطمة عليها السلام وان الإمام علي عليه السلام دفنها ليلا ولم يأذن لأبي بكر المشاركة بالدفن حسب الوصية التي وصت بها فاطمة عليها السلام.
[1]البخاري ج6 ص2503
[2]
[3]المستدرك على الصحيحين ج3ص 150 ح4677 قال الذهبي بالتلخيص على شرط البخاري ومسلم
[4]المصدر السابق ح4676 قال الذهبي بالتلخيص صحيح
[5]المستدرك على الصحيحين ج3ص153 ح4686 قال الذهبي بالتلخيص صحيح .
[6] السنن الكبرى للبيهقي ج5 ص59
[7] صحيح مسلم ج3ص1376
[8] فتح الباري ج4ص24ح3669
[9] فتح الباري ج7ص40
[10] فتح الباري ج7ص628 ح4240 , 4241 .
|
|
|
|
|