عرض مشاركة واحدة

المسامح
مشرف منتـدى سيرة أهـل البيت
رقم العضوية : 36627
الإنتساب : May 2009
المشاركات : 6,437
بمعدل : 1.12 يوميا

المسامح غير متصل

 عرض البوم صور المسامح

  مشاركة رقم : 8  
كاتب الموضوع : m@awadh المنتدى : المنتدى العقائدي
افتراضي
قديم بتاريخ : 07-10-2009 الساعة : 02:23 PM


اقتباس : المشاركة الأصلية كتبت بواسطة m@awadh [ مشاهدة المشاركة ]

4 - يروي صاحب كتاب ( نهج البلاغة ) ـ وهو كتاب معتمد عند الشيعة ـ أن عليًا رضي الله عنه استعفى من الخلافة وقال: «دعوني والتمسوا غيري»!() وهذا يدل على بطلان مذهب الشيعة، إذ كيف يستعفي منها، وتنصيبه إمامًا وخليفة أمر فرض من الله لازم ـ عندكم ـ كان يطالب به أبابكر ـ كما تزعمون ـ؟!


الجواب:

كان يفترض من الكاتب أن يسرد الخطبة ولا يبترها حتى يتبين مفاد قول الإمام علي عليه السلام وهذه هي الخطبة ((ومن خطبة له عليه السلام لما أريد على البيعة بعد قتل عثمان رضي الله عنه دعوني والتمسوا غيري فإنا مستقبلون أمرا له وجوه وألوان . لا تقوم له القلوب ولا تثبت عليه العقول وإن الآفاق قد أغامت والمحجة قد تنكرت . واعلموا أني إن أجبتكم ركبت بكم ما أعلم ولم أصغ إلى قول القائل وعتب العاتب . وإن تركتموني فأنا كأحدكم و لعلي أسمعكم وأطوعكم لمن وليتموه أمركم.....))[1]

الأمر الأول : الإمام علي عليه السلام رفض الخلافة الحاصلة بالبيعة أي الخلافة التي تعقد ببيعة الناس كبيعة أبي بكر وأما الخلافة الإلهية التي البسها الله عز وجل له يوم غدير خم فلم تكن مطروحة للذين أرادوا بيعة الإمام علي عليه السلام فأراد أن يبطل بيعة الناس ويرجع الناس إلى ما نصه الله عز وجل له وهذا واضح من خطبه واحتجاجاته بغدير خم على الصحابة كما فعل يوم الرحبة فالخلافة التي تحصل عن طريق البيعة , فهي بها ومن دونها الإمام يكون إماما بنص الرسول الأكرم فلا يحتاج إلى بيعتهم والأدلة على إمامة الإمام علي عليه السلام كثيرة في كتب الفريقين سنذكرها في محلها تباعا .

الأمر الثاني : كان الإمام عليه السلام يريد أن يعمل على تصحيح مسار الأمة وهذا يحتاج إلى طاعة الأمة له لقبول هذا التصحيح وإن هناك انحرافات كثيرة حصلت ويريد أن يقضي على الانحرافات وهذا يستوجب عزل بعض الولاة المنحرفين أو المقصرين أو من ليس أهلا للولاية بسبب أمور أخرى ولذلك كان الإمام علي عليه السلام يريد أن يلزم الناس ويلقي عليهم الحجة حتى لا يكون لهم عذر والأمة كانت تعيش انحرافا ذاتيا موازيا لخط أمير المؤمنين عليه السلام وهذا الخط لم يكن وليد الحال فهذا الخط استمر حتى بعد استشهاد الإمام علي عليه السلام ولذلك لا بأس أن نذكر أمثلة على حال الأمة في تلك الفترة .
ونطرح بعض الأمثلة من الولاة المنحرفين الذين كانوا يعملون جاهدين لتضليل الأمة والدعوة إلى مخالفة القرآن والسنة النبوية فمعاوية كان والي الشام من طرف عمر بن الخطاب وكان يأمر الناس أن يأكلوا أموال الناس بالباطل ويقلتوا أنفسهم بغير حق كما نقل الإمام مسلم في صحيحه قال :
(( حدثنا زهير بن حرب وإسحاق بن إبراهيم قال إسحاق أخبرنا وقال زهير حدثنا جرير عن الأعمش عن زيد بن وهب عن عبد الرحمن بن عبد رب الكعبة قال ثم دخلت المسجد فإذا عبد الله بن عمرو بن العاص جالس في ظل الكعبة والناس مجتمعون عليه فأتيتهم فجلست إليه فقال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فنزلنا منزلا فمنا من يصلح خباءه ومنا من ينتضل ومنا من هو في جشره إذ نادى منادي رسول الله صلى الله عليه وسلم الصلاة جامعة فاجتمعنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال إنه لم يكن نبي قبلي إلا كان حقا عليه أن يدل أمته على خير ما يعلمه لهم وينذرهم شر ما يعلمه لهم وإن أمتكم هذه جعل عافيتها في أولها وسيصيب آخرها بلاء وأمور تنكرونها وتجيء فتنة فيرقق بعضها بعضا وتجيء الفتنة فيقول المؤمن هذه مهلكتي ثم تنكشف وتجيء الفتنة فيقول المؤمن هذه هذه فمن أحب أن يزحزح عن النار ويدخل الجنة فلتأته منيته وهو يؤمن بالله واليوم الآخر وليأت إلى الناس الذي يحب أن يؤتى إليه ومن بايع إماما فأعطاه صفقة يده وثمرة قلبه فليطعه إن استطاع فإن جاء آخر ينازعه فاضربوا عنق الآخر فدنوت منه فقلت له أنشدك الله آنت سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم فأهوى إلى اليسرى وقلبه بيديه وقال سمعته أذناي ووعاه قلبي فقلت له هذا بن عمك معاوية يأمرنا أن نأكل أموالنا بيننا بالباطل ونقتل أنفسنا والله يقول يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل إلا أن تكون تجارة عن تراض منكم ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما قال فسكت ساعة ثم قال أطعه في طاعة الله واعصه في معصية الله"[2]

وكذلك كان معاوية يأمر بعدم التلبية بغضا للإمام علي عليه السلام فقد نقل النسائي بسنده قال: ((أخبرنا أحمد بن عثمان بن حكيم الأودي قال حدثنا خالد بن مخلد قال حدثنا علي بن صالح عن ميسرة بن حبيب عن المنهال بن عمرو عن سعيد بن جبير قال : كنت مع بن عباس بعرفات فقال ما لي لا أسمع الناس يلبون قلت يخافون من معاوية فخرج بن عباس من فسطاطه فقال لبيك اللهم لبيك لبيك فإنهم قد تركوا السنة من بغض عل))"[3]

وكان معاوية يقدم رأيه على سنة رسول الله صلى الله عليه آله وسلم ويرفضها بالرغم من تنبيه الصحابة له أنها سنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقد نقل الطبراني بالمعجم الكبير بسنده قال :
((حدثنا علي بن عبد العزيز ثنا هوذة بن خليفة ثنا بن جريج حدثني عكرمة بن خالد أن أسيد بن حضير بن سماك حدثه قال ثم كتب معاوية رضي الله عنه إلى مروان بن الحكم إذا سرق الرجل فوجد سرقته فهو أحق بها إذا وجدها فكتب إلي مروان بذلك وأنا عامله على اليمامة فكتبت إلى مروان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قضى أن إذا وجدت ثم المتهم فإن شاء سيدها أخذها بالثمن وإن شاء اتبع سارقه ثم قضى بذلك بعده أبو بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم فبعث مروان بكتابي إلى معاوية فبعث معاوية إلى مروان إنك لست أنت ولا أسيد يقضيان علي فيما وليت ولكني أقضي عليكما فانفذ ما أمرتك به فبعث مروان بكتاب معاوية إلي فقلت والله لا اقضي به أبدا))[4]

ويعلم الإمام علي عليه السلام أنه سيقاتل من قبل الناكثين والمارقين والقاسطين فكان يريد أن يلزم الناس بالبيعة برضاهم وليس بطلب الإمام علي عليه السلام حتى يلقي الحجة عليهم وطلب أن تكون البيعة بالمسجد و أمام الناس وعلنية وكانت قريش تكره بني هاشم ولها موقف من بني هاشم فقد أخرج الحافظان ابن عساكر وأبو نعيم بالإسناد عن عكرمة عن ابن عباس قال : ((قال عثمان (ع) رضي الله عنهما : ما ذنبي إن لم يحبك قريش , وقد قتلك منهم سبعين رجلا كأن وجوههم سيوف الذهب))[5] .
وقد أخرج عدة من الحفاظ منهم الطبري بسنده عن عبد المطلب بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب :
((حدثنا قتيبة حدثنا أبو عوانة عن يزيد بن أبي زياد عن عبد الله بن الحرث حدثني عبد المطلب بن ربيعة بن الحرث بن عبد المطلب : أن العباس بن عبد المطلب دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم مغضبا وأنا عنده فقال ما أغضبك ؟ قال يا رسول الله ما لنا ولقريش إذا تلاقوا بينهم تلاقوا بوجوه مبشرة وإذا لقونا بغير ذلك قال فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى احمر وجهه ثم قال والذي نفسي بيده لا يدخل قلب رجل الإيمان حتى يحبكم لله ورسوله ثم قال يا أيها الناس من آذى عمي فقد أذاني فإنما عم الرجل صنو أبي ))
قال الترمذي : هذا حديث حسن صحيح[6]
وقال ابن عبد البر أثناء كلامه عن الوليد بن عقبة :
((ثم ولاه عثمان الكوفة وعزل عنها سعد بن أبي وقاص فلما قدم الوليد على سعد قال له سعد والله ما أدري أكست بعدنا أم حمقنا بعدك فقال : لا تجزعن أبا إسحاق فإنما هو الملك يتغداه قوم ويتعشاه آخرون فقال سعد أراكم والله ستجعلونها ملك ))[7]

وقد انتشرت حالة الرشاوى بين الصحابة فمعاوية كان يرشي الصحابة لجرهم لساحته فقد ذكر الذهبي في تاريخ الإسلام :
(( وقال أبو صالح بن السمان : قال علي رضي الله عنه في أمر الحكمين : يا أبا موسى أحكم ولو على حز عنقي
وقال زيد بن الحباب : ثنا سليمان بن المغيرة البكري عن أبي بردة عن أبي موسى أن معاوية كتب إليه : سلام عليك أما بعد فإن عمرو بن العاص قد بايعني على ما أريد وأقسم بالله لئن بايعتني على الذي بايعني عليه لأستعملن أحد ابنيك على الكوفة والآخر على البصرة ولا يغلق دونك باب ولا تقضى دونك حاجة وقد كتبت إليه بخط يدي فاكتب إلي بخط يدك قال : فقال لي : يا بني إنما تعلمت المعجم بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم فكتبت إليه كتابا مثل العقارب فكتب إليه : أما بعد فإنك كتبت إلي في جسيم أمر أمة محمد فماذا أقول لربي إذا قدمت عليه ليس لي فيما عرضت من حاجة والسلام عليك
قال أبو بردة : فلما ولي معاوية أتيته فما أغلق دوني بابا وقضى حوائجي
قال أبو نعيم وابن نمير وأبو بكر بن أبي شيبة وقعنب : توفي سنة أربع وأربعين))[8]


واخرج بن سعد في طبقاته بسند صحيح قال :
(( قال أخبرنا عفان بن مسلم وعمرو بن عاصم الكلابي ويعقوب بن إسحاق الحضرمي قالوا حدثنا سليمان بن المغيرة عن حميد بن هلال عن أبي بردة قال قال أبو موسى كتب الي معاوية سلام عليك أما بعد فإن عمرو بن العاص قد بايعني على الذي قد بايعني عليه وأقسم بالله لئن بايعتني على ما بايعني عليه لأبعثن ابنيك أحدهما على البصرة والأخر على الكوفة ولا يغلق دونك باب ولا تقضى دونك حاجة وإني كتبت إليك بخط يدي فاكتب الي بخط يدك فقال يا بني إنما تعلمت المعجم بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم قال وكتب اليه مثل العقارب أما بعد فإنك كتبت الي في جسيم أمر أمة محمد صلى الله عليه وسلم لا حاجة لي فيما عرضت علي قال فلما ولي أتيته فلم يغلق دوني باب ولم تكن لي حاجة الا قضيت))[9].
فهذا واضح، كان معاوية يرشي أبا موسى الأشعري، وقد ذكر البخاري في صحيحه :
((عن نافع لما انتزى أهل المدينة مع عبد الله بن الزبير وخلعوا يزيد بن معاوية جمع عبد الله بن عمر بنيه ووقع عند الإسماعيلي من طريق مؤمل بن إسماعيل عن حماد بن زيد في أوله من الزيادة عن نافع أن معاوية أراد بن عمر على أن يبايع ليزيد فأبى وقال لا أبايع لأميرين فأرسل إليه معاوية بمائة ألف درهم فأخذها فدس إليه رجلا فقال له ما يمنعك أن تبايع فقال أن ذاك لذاك يعني عطاء ذلك المال لأجل وقوع المبايعة أن ديني عندي إذا لرخيص فلما مات معاوية كتب بن عمر إلى يزيد ببيعته ..... ))[10]
هذه كانت ظروف الإمام علي عليه السلام وبعد أن استقرت البيعة للإمام علي عليه السلام وقد اجمع على بيعته المهاجرون والأنصار خرجت السيدة عائشة تطالب الإمام عليه السلام أن يرجع الخلافة للشورى وقد ذكر الذهبي بسير أعلام النبلاء :
((عن صالح بن كيسان وغيره أن عائشة جعلت تقول إن عثمان قتل مظلوما وأنا أدعوكم إلى الطلب بدمه وإعادة الأمر شورى))[11]
بل إن عائشة ألبت المجتمع على الإمام علي عليه السلام وخرجت عليه لقتاله كما ينقل إخواننا أهل السنة في كتبهم فقد أخرج عدة من الحفاظ منهم أحمد بن حنبل والبيهقي والطبراني ونعيم بن حماد والحاكم وأبو بكر بن أبي شيبة وغيرهم[12]
وقد روي بألفاظ متعددة منها ما أخرجه الحافظ ابن عبد البر الأندلسي في الإستيعاب حيث قال : حدثنا سعيد بن نصر ، قال حدثنا قاسم بن أصبغ ، قال حدثنا محمد بن وضّاح ، قال حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، حدثنا وكيع ، عن عصام بن قدامة ، عن عكرمة ، عن ابن عباس ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم :
(( أيتكن صاحبة الجمل الأدبب ، يقتل حولها خلق كثير ، وتنجو بعد ماكادت )) .
قال ابن عبد البر : وهذا الحديث من أعلام نبوته صلى الله عليه (وآله) وسلم ، وعصام بن قدامة ثقة ، وسائر الإسناد أشهر من أن يحتاج إلى ذكره[13] .
ومنها ما أخرجه أحمد حيث قال : حدثنا محمد بن جعفر ، قال حدثنا شعبة ، عن إسماعيل بن أبي خالد ، عن قيس بن أبي حازم :
(( أنّ عائشة قالت : لما أتت على الحوأب ، سمعت نباح الكلاب ، فقالت : ما أظنني إلا راجعة ، إن رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم قال لنا : أيتكن تنبح عليها كلاب الحوأب؟ فقال لها الزبير : ترجعين عسى الله عزوجل أن يصلح بك بين الناس)) .[14]
قال الحافظ ابن كثير الدمشقي في تاريخه : وهذا الإسناد صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجوه .[15]
وقال أحمد بن حنبل أيضا : حدثنا يحي ، عن إسماعيل ، حدثنا قيس ، قال :
(( لما أقبلت عائشة بلغت مياه بني عامر ليلاً نبحت الكلاب ، قالت : أي ماء هذا؟ قالوا : ماء الحوأب ، قالت : ما أظنني إلا راجعة ، فقال بعض من كان معها ، بل تقدمين ، فيراك المسلمون ، فيصلح الله عزوجل ذات بينهم ، قالت : إن رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم قال لها ذات يوم : كيف بإحداكن تنبح عليها كلاب الحوأب؟)) .[16]
وهذا واضح كما تنقل كتب أخوتنا أهل السنة بأسانيد صحيحة أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قد زجر عائشة من الخروج ولكن لم تكترث ووصلت إلى ماء الحوأب ونبحتها الكلاب فلم ترجع وأكملت إلى أن وصلت البصرة وقاتلت الإمام عليا عليه السلام وكان حذيفة كاتم سر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قد نبه الصحابة أن عائشة ستخرج لقتال الإمام علي عليه السلام على رأس الجيش كما هو منقول بكتب أهل السنة فقد أخرج عدة من الحفاظ منهم الحاكم النيسابوري في المستدرك والحافظ الطبراني في المعجم الأوسط واللفظ للحاكم قال :
((أخبرني عبد الرحمن بن حمدان الجلاب بهمدان ثنا هلال بن العلاء الرقي ثنا عبد الله بن جعفر ثنا عبيد الله بن عمرو عن زيد بن أبي أنيسة عن عمرو بن مرة عن خيثمة بن عبد الرحمن قال ثم كنا ثم حذيفة رضي الله عنه فقال بعضنا حدثنا يا أبا عبد الله ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لو فعلت لرجمتموني قال قلنا سبحان الله أنحن نفعل ذلك قال أرأيتكم لو حدثتكم أن بعض أمهاتكم تأتيكم في كتيبة كثير عددها صدقتم به قالوا سبحان الله ومن يصدق بهذا ثم قال حذيفة أتتكم الحميراء في كتيبة يسوقها أعلاجها[17] حيث تسوء وجوهكم ثم قال فدخل مخدعا هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه))[18] .
وقد قال ابن حجر في فتح الباري (( من طريق عصام بن قدامة عن عكرمة عن بن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لنسائه أيتكن صاحبة الجمل الأدبب بهمزة مفتوحة ودال ساكنة ثم موحدتين الأولى مفتوحة تخرج حتى تنبحها كلاب الحوأب يقتل عن يمينها وعن شمالها قتلى كثيرة وتنجوا من بعد ما كادت[19] وهذا رواه البزار ورجاله ثقات ))[20] .

وهناك حالات تدل على أن رسول الله صلى الله عليه آله وسلم كان يحث الإمام عليا عليه السلام بالصبر والتنازل كما هو منقول في كتب السنة وقد ذكر ابن حجر العسقلاني في فتح الباري قال :
(( وأخرج احمد والبزار بسند حسن من حديث أبي رافع أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعلي بن أبي طالب انه سيكون بينك وبين عائشة أمر قال فانا أشقاهم يا رسول الله قال لا ولكن إذا كان ذلك فارددها إلى مأمنها))[21].
وهنا يبين النبي صلى الله عليه و آله و سلم أنه سيقع أمر بين الإمام علي عليه السلام إشارة إلى حرب الجمل فقال له ارددها إلى مأمنها وهذا يدل أن الإمام عليا عليه السلام سيمر بظروف قاسية وهناك تآمر وبغض وكراهية للإمام علي عليه السلام وقد خرج كثير من الصحابة لقتاله كالزبير وطلحة ومعاوية وعبيد الله بن عمر وعمر بن العاص والمغيرة وغيرهم وهم من الصحابة البارزين الذين لهم نفوذ وقد أخرج البخاري في صحيحه قال :
((حدثنا ‏ ‏إبراهيم بن موسى ‏ ‏قال أخبرنا ‏ ‏هشام بن يوسف ‏ ‏عن ‏ ‏معمر ‏ ‏عن ‏‏الزهري ‏ ‏قال أخبرني ‏ ‏عبيد الله بن عبد الله ‏قال : " قالت ‏عائشة ‏
‏لما ثقل النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏واشتد وجعه استأذن أزواجه أنيمرض في بيتي فأذن لهفخرجبين رجلين تخط رجلاه الأرض وكان بين ‏ ‏العباس ‏ ‏ورجل آخر " . ‏قال ‏ ‏عبيد الله " ‏فذكرت ذلك ‏ ‏لابن عباس ‏ ‏ما قالت ‏‏عائشة ‏ ‏فقال لي وهل تدري من الرجل الذي لم تسم ‏ ‏عائشة ‏ ‏قلت لا قال هو ‏ ‏عليبن أبي طالب ))[22] وقد نقل ابن حجر في فتح الباري وغيره ما صرح به الكرماني قال : ((قوله قال هو علي بن أبي طالب زاد الإسماعيلي من رواية عبد الرزاق عن معمر ولكن عائشة لا تطيب نفسا له بخير ولابن إسحاق في المغازي عن الزهري ولكنها لا تقدر على أن تذكره بخير))[23]
هذه كانت الحالة التي تحيط بالإمام علي عليه السلام ولذلك كان يشترط عليهم في قبول الخلافة , كما فعل نبي الله يوسف عليه السلام عندما كان تحت حكم فرعون وهو نبي ولم يتنازل عن نبوته ولمصلحة الشريعة وتهيئة الأمة فلذلك قبل بحكم فرعون وكذلك الإمام علي عليه السلام لم يتنازل عن الإمامة ولكن لم يرفع السيف على أبي بكر وعمر حفاظا على الشريعة الإلهية وخصوصا إن الصحابة لم يتورعوا عن الرد على رسول الله في مرضه عندما طلب كتفا ودواة ليكتب له فقالوا الكلمة السيئة في حق رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حيث قالوا ((يهجر)) يعني يهذي , هذا في حق رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فماذا تظن مع من هو اقل وهو الإمام علي عليه السلام ؟

[1] نهج بلاغة ج1ص181 \182خطبة92 .

[2] صحيح مسلم صحيح مسلم جزء 4ص1472 باب وجوب الوفاء ببيعة الخلفاء الاول فالاول .

[3]سنن النسائي ج5ص253 وقال الالباني صحيح الاسناد , صحيح بن خزيمة وقال محقق االكتاب الاعضمي اسناده صحيح , سنن البيهقي ج5ص113 , تهذيب الكمال جص398 رقم 338 , تهذيب التهذيب ج1ص195 .

[4] المعجم الكبير للطبراني ج1ص205 ح555 الطبعة الثانية تحقيق حمدي السلفي .

[5] معرفة الصحابة لابي نعيم الاصبهاني ج1ص300, 301 , ح336 .

[6] سنن الترمذي ج5 ص652 ح3758 طبعة دار احياء التراث تحقيق احمد شاكر وآخرون

[7] الاستيعاب في معرفة الأصحاب ج1ص492 , اسد الغابة ج1 ص1108 , تهذيب الكمال ج31 ص57 , توضيح الافكار ج2ص437 .

[8]تاريخ الإسلام ج1ص518 .

[9]طبقات ابن سعدج 4 ص111

[10] فتح الباري ج13 ص77 ح6694 .

[11] سير اعلام النبلاء ج2ص178

[12] مسند أحمد ج6 ص52 ، 97 ط1 ، وج9 ص310 ح24308 ، وص390 ح24708 من الطبعة الحديثة ط دار الفكر / بيروت ، كنز العمال ج11 ص197 ح31208 ، وص334 ح31668 ، دلائل النبوة للبيهقي ج6 ص410 ، 411 ، 412 ، المصنف لأبي بكر ابن أبي شيبة ج7 ص536 ح37771 ، المستدرك ج3 ص12ز ط1 ، وج3 ص128 ، 129 ح4613 .

[13] الإستيعاب في معرفة الأصحاب ج4 ص1885 رقم4020 .

[14] مسند أحمد ج6 ص97 ط1 ، وج9 ص390 ، 391 ح24708 من الطبعة الحديثة . ط دار الفكر/ بيروت

[15] البداية والنهاية لابن كثير ج6 ص236 .

[16] مسند أحمد ج6 ص52 ط1 ، وج9 ص310 ح24308 من الطبعة الحديثة قال شعيب الارناؤؤط على شرط البخاري ومسلم .

[17] العلج : الرجل من كفار العجم والقوي الضخم منهم "تاج العروس"

[18] المستدرك على الصحيحين ج4ص517 ح8453 الطبعة الحديثة قال الذهبي على شرط الشيخين , المعجم الاوسط للطبراني ج2ص53 ورجاله كلهم ثقات رجال الستة الا فلفلة وهو ثقة .

[19]مُجاهدٍ عن أَهل اللغةِ كَادَ يَكَادُ كان في الأَصلِ كَيِدَ يَكْيَدُ . ومما يستدرك عليه : كادَه : عَلَّمَه الكَيْدَ وبه فُسِّرَ قولُه تعالى " كَذلِكَ كِدْنَا لِيُوسُفَ " أَي عَلَّمْنَاه الكَيْدَ على إِخْوَتِه "تاج العروس ج1ص2247) .

[20] فتح الباري في شرح صحيح البخاري ج13 ص55

[21] فتح الباري ج13 ص55 .

[22] صحيح البخاري ج1 ص 236 .

[23]فتح الباري ج6 ص244 , عمدة القاريء ج5 ص192 ,


من مواضيع : المسامح 0 جريمة إحراق بيت الإمام الصادق عليه السلام
0 مساعدة في جمع طرق واقوال العلماء حول حديث حب علي حسنة
0 الناصبي أنجس من الكلب
0 كن في الفتنة كابن اللبون
0 الامام علي(ع): إني أكره لكم أن تكونوا سبابين
رد مع اقتباس