|
عضو برونزي
|
رقم العضوية : 41588
|
الإنتساب : Sep 2009
|
المشاركات : 667
|
بمعدل : 0.12 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
رضا الهاشم
المنتدى :
المنتدى الثقافي
بتاريخ : 08-10-2009 الساعة : 12:52 AM
مقدمة المؤلف
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله الطاهرين وأصحابه المتقين . أما بعد ، إن الاختلاف ليس شيئا بدعا وكما أنه ليس رحمة ، وقلما وجدت جماعة أو فرقة أو شعب أو حضارة لم يدب إليها الاختلاف فيقطع أوصالها ويفرق جمعها ، بل لا نعلم جماعة اتسقت أمورها وانتظمت وحدتها واستمر حالها على ذلك ، وقد ورد في أحاديث رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) والأئمة من آله النهي عن الاختلاف والفرقة (أنظر قول أمير المؤمنين علي بن أبي طالب في نهج البلاغة حيث يقول : " الخلاف يهدم الرأي " ص 646، الكلمات القصار) ، إذ ما اختلفت جماعة إلا وكان بعضها متبعا للهوى ، فالهوى هو السبب الرئيسي إن لم نقل الوحيد للاختلاف، وهكذا كان شأن هذه الأمة الإسلامية التي تعبد ربا واحدا وتؤمن بكتاب واحد وبنبي واحد ، حيث دب الاختلاف فيها فتقطعت طرائق قددا وأحزابا شتى وتقطعت تلكم الأحزاب إلى أخرى وهكذا حتى اختلط الحابل بالنابل وكل يدعي أنه على الصراط السوي ، والأتعس من ذلك من يدعي أن غيره على باطل محض . ولسنا الآن بصدد البحث في هذه الاختلافات وأسبابها ومن يقف وراءها أقول وبالله التوفيق : أنا المدعو الهاشمي بن علي التونسي ، نشأت وترعرعت في مدينتي قابس مدينة البحر والواحة وعشت سني طفولتي وشبابي في أحضان عائلة محافظة متوسطة الحال . وكنت منذ سني طفولتي متعلقا بالدين ، حيث ما زلت أذكر تلك الأيام الجميلة التي كنت أرافق فيها والدي لصلاة الجمعة في الجامع الكبير بالحي القديم من مدينتي ، وقد رزقني الله سبحانه حافظة عجيبة فكنت أرجع إلى البيت وأحكي لأهلي ما قاله الإمام في خطبة الجمعة وما جاء فيها من وعد ووعيد . وكانت لا تفوتني من الصلوات الخمس إلا صلاة الصبح ، حيث كان يتعذر علي حضورها لأن أهلي ما كانوا ليسمحوا لطفل صغير بالذهاب في ذلك الوقت المبكر لأداء الصلاة ، وكانت تقام في ذلك المسجد دروس في تاريخ الأنبياء وتاريخ الصحابة وسيرة الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، فما كان يفوتني منها حرف واحد . وكنت أحفظ قصائد في مدح خير البرية ، حيث كنت أواظب على الحضور في المناسبات الإسلامية وخاصة في المولد النبوي الشريف ، وكان مما يرغبني في حضور تلك المناسبات ما يقدم فيها من الحلويات والمشروبات وما كان فيها من الزينة والجمال . وقلما مرت فرصة يزورنا فيها أو أزور فيها بعض الأهل والأصدقاء إلا وطفقت أحدثهم عما امتلأت به ذاكرتي ، فتارة أحدثهم عن النبي يوسف (عليه السلام)، وأخرى عن تقوى الصحابة وإيثارهم ، وثالثة عن القيامة ، ورابعة عن الجحيم وأهوآلها ، وأخرى عن الجنة ونعيمها ، وكان البعض يتعجب مما أقول فلم يكن سمع بذلك طول عمره ولا واتته الفرصة أن يسمع . وهكذا استمر بي الحال حتى دخلت إلى مرحلة التعليم الثانوي ، حيث بدأنا ندرس فيها التاريخ الإسلامي منذ عصر ما قبل الإسلام إلى الفتنة الكبرى كما يقولون .
|
|
|
|
|