|
عضو برونزي
|
رقم العضوية : 41588
|
الإنتساب : Sep 2009
|
المشاركات : 667
|
بمعدل : 0.12 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
رضا الهاشم
المنتدى :
المنتدى الثقافي
بتاريخ : 08-10-2009 الساعة : 12:54 AM
مفتاح الحقيقة
رأيت طوال حياتي - سنيا ثم شيعيا بعد ذلك - أن مسألة الصحابة عموما من المواضيع الحساسة والمهمة والتي جعلت فيما مضى على عيني حجابا منعني من الولوج في عالم البحث عن الحقيقة ، وكان سبب ذلك شيئان :
أولهما: أنني كنت خائفا في داخلي من التعرض للصحابة باعتبار ما تربينا عليه من التخويف والنهي عن الخوض في هذه المسألة ، فكانت تمثل خطا أحمرا بالنسبة لي بالرغم مما كان يجيش في صدري من صرخات وعذابات.
وثانيهما : ما كان يقوله شيوخنا بأن نكف عما شجر بين الصحابة فهم كلهم من أهل الصلاح وأنهم حاملوا لواء الرسالة بعد النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، وهذا ما جعلني أصرف النظر عن هكذا بحوث .
ولهذا اخترت موضوع مقالتي هذه مسألة الصحابة ، حتى ترتفع الضبابية عن الأعين .
الولوج في البحث
إن مسألة الصحبة من المسائل التي أسالت حبرا كثيرا وصار حولها لغط كثير ، فأهل السنة عموما يعتبرون الصحابة جزءا لا يتجزأ من إيمان الفرد المسلم ، وإذا طعن أي فرد بأي واحد من الصحابة فقد اقترف إثما عظيما ووزرا كبيرا . لكن هذه المسألة - مسألة الصحابة - لو يتجرد الباحث المسلم المنصف للخوض فيها فسيرى ويعلم علم اليقين أنها ليست من المعتقدات المهمة سواء التي اتفقت عليها طوائف المسلمين كالتوحيد والمعاد والنبوة ، ولا من التي اختلف حولها كالعدل والإمامة . فأركان الإسلام عند أهل السنة خمسة وهي : شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ، والصلاة والزكاة وحج بيت الله الحرام لمن استطاع إليه سبيلا والإيمان بالقضاء والقدر خيره وشره.
فأين الصحابة من هذه الأركان الخمسة التي يقوم عليها الإسلام ؟ ! وأما عند الشيعة فأصول الدين خمسة وهي : التوحيد والعدل والنبوة والمعاد ، والإمامة ، وإن كان العدل والإمامة من أركان وأصول المذهب عندهم أي لا يكفر الإنسان بإنكارها ، وكما ترى فلا أثر للصحابة في هذه العقيدة ولا وجود لهم . وأما الإيمان ، فكما اتفقت عليه كلمة المسلمين وكما ورد في القرآن فمؤسس على الإيمان بالله وكتبه ورسله والملائكة . اقرأ قوله تعالى في سورة البقرة حيث يقول : ( آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير ) ( سورة البقرة : 285 ) . وانظر إلى قوله تعالى في سورة النساء حيث يقول : ( يا أيها الذين آمنوا آمنوا بالله ورسوله والكتاب الذي نزل على رسوله والكتاب الذي أنزل من قبل ومن يكفر بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر فقد ضل ضلالا بعيدا ) ( سورة النساء : 136 ) . فأين محل الصحابة في هذا الإيمان؟!! ثم أليس لكل نبي صحابة ؟ ! فإذا كان الإيمان بصحابة رسول الله من ضرورات الإسلام أو من أركان الإيمان ، فلماذا لا يكون الإيمان بصحابة نوح وإبراهيم وموسى وعيسى كذلك ؟ ! ثم بأي دليل من الكتاب والسنة نجد أن الإيمان بمسألة الصحابة جميعا واجب علينا كالإيمان بالله ورسوله ؟ !
|
|
|
|
|