|
عضو برونزي
|
رقم العضوية : 41588
|
الإنتساب : Sep 2009
|
المشاركات : 667
|
بمعدل : 0.12 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
رضا الهاشم
المنتدى :
المنتدى الثقافي
بتاريخ : 08-10-2009 الساعة : 01:00 AM
مخالفات الصحابة للرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم )
إن الباحث المتجرد سيكتشف أن الصحابة هم أول من خالف الله ورسوله ولم يكونوا جميعا مطيعين متهالكين في طاعته ( صلى الله عليه وآله وسلم ) كما يدعي البعض ، وإليك غيض من فيض من هذه المخالفات : عن البراء بن عازب ( رضي الله عنه ) قال : " جعل النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) على الرجالة يوم أحد - وكانوا خمسين رجلا - عبد الله بن جبير فقال : إن رأيتمونا تخطفنا الطير فلا تبرحوا مكانكم هذا حتى أرسل إليكم ، وإن رأيتمونا هزمنا القوم وأوطأناهم فلا تبرحوا حتى أرسل إليكم ، فهزموهم ( هزيمة المشركين ) ، قال فأنا والله رأيت النساء يشتددن قد بدت خلاخلهن وأسوقهن رافعات ثيابهن ، فقال أصحاب عبد الله بن جبير : الغنيمة أي قوم الغنيمة ، ظهر أصحابكم فما تنتظرون ، فقال عبد الله بن جبير : أنسيتم ما قال لكم رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ؟ قالوا : والله لنأتين الناس فلنصيبن من الغنيمة ، فلما أتوهم صرفت وجوههم فأقبلوا منهزمين ، فذاك إذ يدعوهم الرسول في أخراهم ، فلم يبق مع النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) غير اثني عشر رجلا فأصابوا منا سبعين " (صحيح البخاري 4 : 79) . أنظر إلى هؤلاء الصحابة يخالفون أوامر الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) علانية حتى تسببوا في هزيمة المسلمين وشهادة خيار الصحابة كمصعب بن عمير وحمزة وغيرهما ، ولو لم ينزلوا من الجبل لكانت معركة أحد الضربة القاضية للمشركين ، ولما تجرأوا بعدها على خوض حروب أخرى ضد الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) كغزوة الخندق وغيرها . ويا ليته كان فرارهم الأول بعد هزيمتهم ، لكن أعادوا نفس الفعلة في غزوة حنين . وإليك حادثة أخرى وقعت قبل أربعة أيام من وفاة الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، وهي المعروفة برزية يوم الخميس : عن ابن عباس قال : " يوم الخميس وما يوم الخميس ، ثم بكى حتى خضب دمعه الحصباء ، فقال : اشتد برسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وجعه يوم الخميس فقال : إئتوني بكتاب أكتب لكم كتابا لن تضلوا بعده أبدا ، فتنازعوا - ولا ينبغي عند نبي تنازع - فقالوا : هجر رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، قال : دعوني فالذي أنا فيه خير مما تدعوني إليه ، وأوصى عند موته بثلاث : أخرجوا المشركين من جزيرة العرب ، وأجيزوا الوفد بنحو ما كنت أجيزهم ونسيت الثالثة " (صحيح البخاري 4 : 85 ، وصحيح مسلم 3 : 1257 كتاب الوصية ، ومسند أحمد 1 : 222) .
مرحى لهؤلاء الصحابة يأمرهم الرسول فيقولون إن النبي يهجر ( يخرف ) ! ! ولا يطيعونه حتى يعرض عنهم . ويا حسرة على ذلك الكتاب الذي لم يكتب والذي قال عنه الرسول ( لن تضلوا بعده ) ولو فعل الصحابة ما أمروا به لما اختلف مسلمان إلى يوم القيامة ، فانظر إلى ما جناه علينا الصحابة من الضلال وما حرمونا منه .
حديث آخر فخذه : " عن علي ( رضي الله عنه ) قال : بعث النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) سرية وأمر عليهم رجلا من الأنصار وأمرهم أن يطيعوه ، فغضب عليهم وقال : أليس قد أمر النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أن تطيعوني ؟ قالوا : بلى ، قال : عزمت عليكم لما جمعتم حطبا وأوقدتم نارا ثم دخلتم فيها ، فجمعوا حطبا فأوقدوا ، فلما هموا بالدخول نظر بعضهم إلى بعض قال بعضهم : إنما تبعنا النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فرارا من النار أفندخلها ؟ فبينما هم كذلك إذ خمدت النار وسكن غضبه ، فذكر للنبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فقال : لو دخلوها ما خرجوا منها أبدا إنما الطاعة في المعروف " (صحيح البخاري 9 : 113 ، ما جاء في السمع والطاعة).
أنظر إلى هذا الأمير المتلاعب كيف يأمر الصحابة بالهلاك وسوء العاقبة في الدنيا والآخرة ، وانظر استنكار الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لذلك الفعل وما قاله . والأعجب من هذا كله أنك تجد في كتب وصحاح أهل السنة أحاديث في الطاعة ما أنزل الله بها من سلطان ، بل مخالفة لصريح القرآن والفطرة الإنسانية مثل هذا الحديث الآتي : عن أنس بن مالك ( رضي الله عنه ) قال : " قال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) : اسمعوا وأطيعوا وإن أستعمل عليكم عبد حبشي كأن رأسه زبيبة " (صحيح البخاري 9 : 113) .
نقول :
أولا : حاشى لرسول الله أن تصدر منه هكذا أوصاف في حق عباد الله ، وهو الذي وصفه الله تعالى بالخلق العظيم ولا يعير الرسول أحدا من الخلق ولا يقول رأس فلان ككذا ولا غيرها .
وثانيا : أليس الله تعالى يقول : ( ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار... ) (سورة هود : 113) . فالله ينهي عن طاعة الظالمين فكيف يأمر بها نبيه ؟ ! نعم ، إن معاوية وملوك بني أمية وبني العباس وضعوا هذه الأحاديث حتى لا يخرج عليهم أحد ولا ينهاهم مسلم ، وهل يريد الحكام الظالمون أكثر من ذلك ؟ ! وتعال إلى حديث آخر شبيه بالسابق : قال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : " من رأى من أميره شيئا فكرهه فليصبر ، فإنه ليس أحد يفارق الجماعة شبرا فيموت إلا مات ميتة جاهلية " (تجد الحديث قريب منه في لفظه في مسند أحمد 4 : 96) . إن هذا الحديث كذب صريح ، وإلا لو كان صحيحا فلماذا خالفه الصحابة أنفسهم ، أليس قد فارق علي بن أبي طالب جماعة المسلمين ولم يبايع أبا بكر إلا بعد ستة أشهر ؟ أليس قد خالفت عائشة هذا الحديث وخرجت على علي في حرب الجمل مع طلحة والزبير ؟ ! أليس قد فارق عبد الله بن عمر الجماعة ولم يبايع عليا طيلة خلافته ثم بايع بعد ذلك يزيد وعبد الملك بن مروان ؟ !
وهناك حديث آخر يعارض هذه الأحاديث ، يقول : عن عبد الله عن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قال : " السمع والطاعة على المرء المسلم فيما أحب أو كره ما لم يؤمر بمعصية ، فإن أمر بمعصية فلا سمع ولا طاعة " (صحيح البخاري 9 : 113) .
وإليك فعلة شنيعة أخرى اقترفها صحابي ابن صحابي : عن أسامة بن زيد بن حارثة قال : " بعثنا رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) إلى الحرقة ( قبيلة ) من جهينة ، قال فصبحنا القوم فهزمناهم ، قال ولحقت أنا ورجل من الأنصار رجلا منهم ، قال : فلما غشيناه قال لا إله إلا الله ، قال : فكف عنه الأنصاري فطعنته برمحي حتى قتلته ، قال : فلما قدمنا بلغ ذلك النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم )، قال : فقال لي : يا أسامة أقتلته بعدما قال لا إله إلا الله ، قال : قلت : يا رسول الله إنما كان متعوذا ( أي قالها خوفا من القتل لا إيمانا ) قال : أقتلته بعد أن قال لا إله إلا الله ؟ قال : فما زال يكررها علي حتى تمنيت أني لم أكن أسلمت قبل ذلك اليوم " (صحيح البخاري 9 : 5 ، مسند أحمد 5 : 200) .والواقع أن الإنسان لا يجد ما يعلق عليه في هذه الحادثة ، لذا نتركها للقارئ .
وإليك حادثة أخرى : عن أبي هريرة قال : " شهدنا مع رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فقال لرجل ممن يدعي الإسلام : هذا من أهل النار ، فلما حضر القتال قاتل الرجل قتالا شديدا فأصابته جراحة ، فقيل : يا رسول الله الذي قلت إنه من أهل النار فإنه قد قاتل اليوم قتالا شديدا وقد مات ، فقال النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : إلى النار ، قال : فكاد بعض الناس أن يرتاب ، فبينما هم على ذلك إذ قيل : إنه لم يمت ولكن به جراحا شديدا ، فلما كان من الليل لم يصبر على الجراح فقتل نفسه ، فأخبر النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بذلك فقال : الله أكبر إني عبد الله ورسوله ، ثم أمر بلالا فنادى بالناس... " (صحيح البخاري 4 : 88).
هذا رجل مسلم ، صحب النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وغزا معه ، والله أعلم كم غزوة شارك فيها ، ولم يكفر بالله ولم يرتد لكنه من أهل النار لأنه انتحر ولم يصبر على الجراح ، فكيف يقال : إن جميع الصحابة عدول؟! نكتفي بهذا القدر اليسير من مخالفات الصحابة لله ولرسوله وننتقل إلى بحث آخر وهو : رأي الصحابة في بعضهم البعض .
|
|
|
|
|