|
شيعي فاطمي
|
رقم العضوية : 23528
|
الإنتساب : Oct 2008
|
المشاركات : 4,921
|
بمعدل : 0.82 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
نووورا انا
المنتدى :
منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
بتاريخ : 09-10-2009 الساعة : 01:06 AM
اللهم صل على محمد وآل محمد
فلا أدري إن كان هؤلاء المشكّكون في قضية وعقيدة الانتظار من المسلمين، كيف يجيبون على الإشكالية المطروحة من قبل الماديين على الدين؟ وكيف يتخلّصون من هذه الرؤية التحليلية المشابهة إلى حدٍّ كبير لرؤيتهم المادية التحليلية وتفسيرهم فما أعدّوه من الجواب في مسألة الدين وإبطال مزاعم الماديين في استنتاجهم وتحليلهم هو بعينه يكون جواباً على شبهاتهم المطروحة في قضية الإمام المهدي وعقيدة الانتظار، ولنا أن نُسجل على هذه الشبهة جهلها التاريخي في نشوء عقيدة الانتظار إذ من المسلّم به أنّها تولدت لدى المسلمين قبل بروز الشيعة كطائفة يشار إليهم وإن كان هناك اُناس قد وصلوا القمة في الإيمان يتشيعون لعليّ عليه السلام في عصر الرسالة.
إذ في زمن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم نراه مصرحاً ورافعاً صوته عالياً بضرورة الإيمان بالمهدي وإن المنكر له يعدّ كافراً. بل أكثر من هذا فإن انتظار المهدي الموعود هو عقيدة الأنبياء والمرسلين كما سبق الإشارة إليه، قال تعالى: (إِنَّمَا الْغَيْبُ لِلَّهِ فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ).(20)
فقد جاء في الحديث الشريف عن محمّد بن الفضيل عن أبي الحسن الرضا عليه السلام: قال: سألته عن الفرج؟ قال: (إن الله عز وجل يقول: (انْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ) ).(21)
وعن أحمد بن محمّد بن أبي نصر قال: قال الرضا عليه السلام: (ما أحسن الصبر وانتظار الفرج أما سمعت قول الله عز وجل: (وَارْتَقِبُوا إِنِّي مَعَكُمْ رَقِيبٌ)،(22) (فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ) فعليكم بالصبر فإنه إنما يجيء الفرج على اليأس فقد كان الذين من قبلكم أصبر منكم).(23)
وبما تقدم من الإجابات يتضح الجواب حول الشبهة الثانية والتي تدعي أنّ عقيدة الانتظار إنما هي صنيع السلطات الحاكمة وغذاء الحكومات الجائرة التي مرت في تاريخ الإسلام إلى شعوبهم المضطهدة البائسة كي تنسى مطالبها ودورها السياسي وتستسلم لواقعها المرير، فعقيدة الانتظار إنما هي أحبولة تنسجها السلطات للصيد.
ويزعم هؤلاء (أنّ الحكّام المستبدين أيضاً عرفوا رغبة الناس الحقيقية للحق وإقامة العدل. فسعوا متعمدين لإلهاء الجماهير بعقيدة خرافية لا أساس لها... ليعيش المغبونون على أمل، وأن تشتغل قلوب المظلومين بالأمل بالمنشود ويتفرغ الظالمون لنهب خيرات الله ونعمه في الأرض فيعيثوا فيها فساداً وبالتالي تكون فكرة المهدي وهماً يتسلّى به المغبونون وتلهو قلوبهم عن عبث الحاكمين الظلمة).
أقول: ممّا تقدم تظهر الإجابة وبوضوح حول هذه الشبهة أيضاً وأنه لا ربط للإستبداد في غرس هذه العقيدة في قلوب المسلمين بل هي عقيدة الهية مستمدة من الكتاب والسُنّة.
الهوامش
(15)المهدي والمهدوية: 15.
(16)لا مهدي ينتظر/ عبد الله آل محمود: ....
(17) المهدي المنتظر ومن ينتظرونه: 112.
(18) المهدية في الإسلام/ سعد محمّد حسن الأزهري: 175.
(19)اقتصادنا: 116.
(20) يونس: 20.
(21)كمال الدين: 645.
(22)هود: 93.
(23)كمال الدين: 645.
المصدر
ثلاثية المعرفة المهدوية
السيد محمّد السيد حسن القبانجي
|
|
|
|
|