|  | 
| 
| 
| مشرف المنتدى العام 
 |  | 
رقم العضوية : 30153
 |  | 
الإنتساب : Jan 2009
 |  | 
المشاركات : 9,708
 |  | 
بمعدل : 1.59 يوميا
 |  |      |  |  |  
   
 
   
 
 | المنتدى : 
المنتدى الثقافي 
 كذبت امي !!!!؟؟؟؟ 
			 بتاريخ : 05-11-2009 الساعة : 04:51 PM 
 
 ليس دائما ً: تقول أمي الحقيقة 
 ثماني مرات : كذبت أمي عليّ !!!...
 
 تبدأ القصة عند ولادتي ، فكنت الابن الوحيد في أسرة شديدة الفقر
 فلم يكن لدينا من الطعام ما يكفينا .....
 وإذا وجدنا في يوم من الأيام بعضا ًمن الأرز لنأكله ويسد جوعنا :
 كانت أمي تعطيني نصيبها .. وبينما كانت تحوِّل الأرز من طبقها إلى
 طبقي كانت تقول : يا ولدي تناول هذا الأرز ، فأنا لست جائعة ..
 
 
 وكانت هذه كذبتها الأولى  وعندما كبرت أنا شيئا قليلا كانت أمي تنتهي من شئون المنزل وتذهب
 للصيد في نهر صغير بجوار منزلنا ، وكان عندها أمل أن أتناول سمكة قد
 تساعدني على أن أتغذى وأنمو ، وفي مرة من المرات استطاعت بفضل
 الله أن تصطاد سمكتين ، أسرعت إلى البيت وأعدت الغذاء ووضعت
 السمكتين أمامي فبدأت أنا أتناول السمكة الأولى شيئا فشيئا ، وكانت أمي
 تتناول ما يتبقى من اللحم حول العظام والشوك ، فاهتز قلبي لذلك ،
 وضعت السمكة الأخرى أمامها لتأكلها ، فأعادتها أمامي فورا وقالت :
 يا ولدي تناول هذه السمكة أيضا ، ألا تعرف أني لا أحب السمك ..
 
 وكانت هذه كذبتها الثانية  وعندما كبرت أنا كان لابد أن ألتحق بالمدرسة ، ولم يكن معنا من المال
 ما يكفي مصروفات الدراسة ، ذهبت أمي إلى السوق واتفقت مع موظف بأحد
 محال الملابس أن تقوم هي بتسويق البضاعة بأن تدور على المنازل
 وتعرض الملابس على السيدات ، وفي ليلة شتاء ممطرة ، تأخرت أمي في
 العمل وكنت أنتظرها بالمنزل ، فخرجت أبحث عنها في الشوارع المجاورة ،
 ووجدتها تحمل البضائع وتطرق أبواب البيوت ، فناديتها : أمي ، هيا نعود
 إلى المنزل فالوقت متأخر والبرد شديد وبإمكانك أن تواصلي العمل في الصباح ،
 فابتسمت أمي وقالت لي : يا ولدي.. أنا لست مرهقة ..
 
 وكانت هذه كذبتها الثالثة  وفي يوم كان اختبار آخر العام بالمدرسة ، أصرت أمي على الذهاب معي ،
 ودخلت أنا ووقفت هي تنتظر خروجي في حرارة الشمس المحرقة ،
 وعندما دق الجرس وانتهى الامتحان خرجت لها فاحتضنتني بقوة ودفء
 وبشرتني بالتوفيق من الله تعالى ، ووجدت معها كوبا فيه مشروب كانت
 قد اشترته لي كي أتناوله عند خروجي ، فشربته من شدة العطش حتى ارتويت ،
 بالرغم من أن احتضان أمي لي : كان أكثر بردا وسلاما ، وفجأة نظرت
 إلى وجهها فوجدت العرق يتصبب منه ، فأعطيتها الكوب على الفور وقلت لها :
 اشربي يا أمي ، فردت : يا ولدي اشرب أنت ، أنا لست عطشانة ..
 
 وكانت هذه كذبتها الرابعة  وبعد وفاة أبي كان على أمي أن تعيش حياة الأم الأرملة الوحيدة ، وأصبحت
 مسئولية البيت تقع عليها وحدها ، ويجب عليها أن توفر جميع الاحتياجات ،
 فأصبحت الحياة أكثر تعقيدا وصرنا نعاني الجوع ، كان عمي رجلا طيبا
 وكان يسكن بجانبنا ويرسل لنا ما نسد به جوعنا ، وعندما رأى الجيران
 حالتنا تتدهور من سيء إلى أسوأ ، نصحوا أمي بأن تتزوج رجلا ينفق
 علينا فهي لازالت صغيرة ، ولكن أمي رفضت الزواج قائلة :
 أنا لست بحاجة إلى الحب ..
 
 وكانت هذه كذبتها الخامسة  وبعدما انتهيت من دراستي وتخرجت من الجامعة ، حصلت على وظيفة
 إلى حد ما جيدة ، واعتقدت أن هذا هو الوقت المناسب لكي تستريح أمي
 وتترك لي مسؤولية الإنفاق على المنزل ، وكانت في ذلك الوقت لم يعد
 لديها من الصحة ما يعينها على أن تطوف بالمنازل ، فكانت تفرش فرشا
 في السوق وتبيع الخضروات كل صباح ، فلما رفضت أن تترك العمل
 خصصت لها جزءا من راتبي ، فرفضت أن تأخذه قائلة :
 يا ولدي احتفظ بمالك ، إن معي من المال ما يكفيني ..
 
 وكانت هذه كذبتها السادسة وبجانب عملي واصلت دراستي كي أحصل على درجة الماجيستير ،
 وبالفعل نجحت وارتفع راتبي ، ومنحتني الشركة الألمانية التي أعمل بها
 الفرصة للعمل بالفرع الرئيسي لها بألمانيا ، فشعرت بسعادة بالغة ،
 وبدأت أحلم ببداية جديدة وحياة سعيدة ، وبعدما سافرت وهيأت الظروف ،
 اتصلت بأمي أدعوها لكي تأتي للإقامة معي ، ولكنها لم تحب أن تضايقني
 وقالت : يا ولدي .. أنا لست معتادة على المعيشة المترفة ....
 
 وكانت هذه كذبتها السابعة  كبرت أمي وأصبحت في سن الشيخوخة ، وأصابها مرض السرطان ،
 وكان يجب أن يكون بجانبها من يمرضها ، ولكن ماذا أفعل فبيني وبين
 أمي الحبيبة بلاد ، تركت كل شيء وذهبت لزيارتها في منزلنا ، فوجدتها
 طريحة الفراش بعد إجراء العملية ، عندما رأتني حاولت أمي أن تبتسم لي
 ولكن قلبي كان يحترق لأنها كانت هزيلة جدا وضعيفة ، ليست أمي
 التي أعرفها ، انهمرت الدموع من عيني ولكن أمي حاولت أن تواسيني
 فقالت : لا تبكي يا ولدي فأنا لا أشعر بالألم ...
 
 وكانت هذه كذبتها الثامنة  بعدما قالت لي ذلك ، أغلقت عينيها ، فلم تفتحهما بعدها أبدا ...
 إلى كل من ينعم بوجود أمه في حياته :
 حافظ على هذه النعمة قبل أن تحزن على فقدانها ...
 
 وإلى كل من فقد أمه الحبيبة :  تذكر دائما كم تعبت من أجلك ، وادع الله تعالى لها بالرحمة والمغفرة
 
 منقول من الايميل لروعته
 تحياتي
 
 
 
 |  |  |  |  |  | 
 |