|
شيعي فاطمي
|
رقم العضوية : 23528
|
الإنتساب : Oct 2008
|
المشاركات : 4,921
|
بمعدل : 0.82 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
نووورا انا
المنتدى :
منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
بتاريخ : 14-11-2009 الساعة : 06:00 AM
اللهم صل على محمد وآل محمد
اليماني وأزمة التحدّيات:
لم يزل اليماني في تحديّاتٍ خطيرةٍ تواجهه إبّان دعوته، فموقع اليمن الاستراتيجي وأهمّيته التاريخيّة تفرضان على دول المنطقة أن تأخذ موقفها الحازم اتّجاه اليماني وأنشطته المتأجّجة في دعوتها لآل البيت عليهم السلام؛ إذ دعوة اليماني الخطيرة ستأخذ اهتمامها لدى الحركات السياسيّة وقتذاك، وسيكون توجّساً لدى الجميع حيال دعوة اليماني، وهو أمرٌ يثير الاستغراب حقّاً؛ إذ مع دعوة اليماني الداعية للرجوع إلى الإسلام الحقيقي تُستثار القوى والحركات الإسلاميّة وقتئذٍ، فهي تحاول الإجهاز على حركته واستئصالها في الوقت الذي تدعو هذه الحركات للرجوع إلى الإسلام ومعالمه، ممّا يظهر أنّ هناك اختلافاً في وجهات النظر التطبيقيّة بل التنظيريّة كذلك، فاليماني ينطلق من دعوته الإصلاحيّة على أساس رؤية أهل البيت عليهم السلام الذين يمثّلون الإسلام المحمّدي، ودعاوى الإصلاح الاُخرى ستنطلق من رؤيةٍ مناوئةٍ لأهل البيت عليهم السلام، أي ستُبتلى بأزمة (التسييس الديني)، وهي الأزمة التي ستخلق فيما بعد إسلاماً مسيّساً تنظيماً يتعارض وبكلّ تأكيد مع الإسلام الأصيل، أي سيُبرمج الإسلام الآخر على أساس المعطيات السياسيّة أو سيتمادى حتّى يصل إلى الإسلام الإقليمي والطائفي والذي سيخلق فيما بعد أزمة الفهم العقلاني للإسلام الحقيقي، أي ستكون أزمة العقلنة في الانتماء إحدى المشاكل المعرقلة لتقدّم الحركات الرافعة لشعارات الإصلاح، فهي بقدر نداءها للإصلاحات الدينيّة وإظهار حرصها على ذلك من خلال ما ترفعه هذه الجهات إلاّ أنّها تتردّد في قبولها لدعوة اليماني الإصلاحيّة، وهو ما يفسّر لنا تكالب الحركات الداعية للإصلاح على المستوى التنظيمي أو على المستوى العامّ من الوقوف اتّجاه دعوة اليماني موقفاً سلبيّاً داعياً إلى تصفيتها.
لذا فقد أشارت الأخبار إلى خروج جبهةٍ معارضةٍ لليماني، إلاّ أنّ الظاهر ستكون غير قادرة على تحرّكاته وصدّه، وستكون معارضتها فقط على المستوى التنظيري الداعي إلى صدّ حركة اليماني وإيقافها.
فعن محمّد بن مسلم، قال: (يخرج قبل السفياني مصري ويماني).(8)
قال صاحب (بشارة الإسلام) في بيانه لذلك:
(المصري مقابل اليماني، فإنّ اليماني يدعو النّاس إلى المهدي عليه السلام ).(9)
فمصر تُعدّ معقلاً للحركات الفكريّة، وترى مصر أنّ لها صدارة الأحداث الإسلاميّة، وهي لا تريد أن يكون هناك تحدّياً منافساً لها، ولعلّ حركة اليماني ستكون لها أهمّيتها، بل ازدهارها في استقطاب العديد من ذوي الكفاءات الثقافيّة، وسترى الحركات الاُخر خطورة تنامي اليماني وامتداداته، وبالمقابل شلّ هذه الحركات وإضعافها، لذا فستكون مصر السبّاقة في تولّي أمر اليماني والتصدّي له.
على أنّ الرواية غير ناظرة إلى تعدّد اليماني، فإنّ اليماني واحد غير متعدّد، والظاهر أنّ قول الراوي _ قبل السفياني _ يماني لا يريد التعدّد، أي وجود يماني آخر قبل السفياني، بل الظاهر أنّ الرواية مشيرة إلى مرتبة الظهور، فإنّ اليماني سيكون خروجه قبل خروج السفياني وليس أكثر، بل أرادت الرواية الإشارة إلى حتميّة ظهور اليماني ومثله السفياني، وأنّ المصري هو إحدى ملازمات حركة اليماني، كما أشرنا عند استقراءنا للظروف الإقليميّة المحيطة بحركة اليماني الإصلاحيّة.
ولو استفدنا من الرواية تعدّد اليماني، فإنّ ذلك لا يعدو عن ظهور رجلٍ مصلحٍ من اليمن لعلّه يمهّد لحركة اليماني ويبشّر بها، والله العالم.
يتبع...
|
|
|
|
|