عرض مشاركة واحدة

الصورة الرمزية نسايم
نسايم
شيعي حسيني
رقم العضوية : 18676
الإنتساب : Apr 2008
المشاركات : 7,218
بمعدل : 1.16 يوميا

نسايم غير متصل

 عرض البوم صور نسايم

  مشاركة رقم : 9  
كاتب الموضوع : نسايم المنتدى : المنتدى الثقافي
افتراضي
قديم بتاريخ : 02-12-2009 الساعة : 05:34 AM


- حسناً يا دكتور هاني ، سأفتح لك قلبي، وأشرح لك مشكلتي،ليس بحثاً عن حلّ لها ليقيني – كما قلت لك – أنه ليس لها حلّ ، ولكن لأنني أشعر أنني بحاجة فعلاً إلى شخص مثلك أحبه وأحترمه لأشكو له همي وحزني، لعلّ وعسى أن يرتاح قلبي قليلاً.
- تفضل يا باسم ، فكلي آذان صاغية.
قام باسم عن كرسيه وأخذ يتمشى في الغرفة جيئة وذهابا والدكتور هاني يرقبه باهتمام بالغ.. وقف باسم والتفت إلى الدكتور قائلاً:
مشكلتي يا دكتور أنني.....أنني محب عاشق
تبسم الدكتور هاني ابتسامة عريضة أشرق منها وجهه وراح يقول:
وهل تعتبر هذه مشكلة يا باسم؟؟!!!،كيف؟؟!! والحب أجمل شيء في الحياة!!!.
تأوه باسم وأجاب:
أعلم يا دكتور أن الحب أجمل شيء في الحياة، فلولاه لما أصبح لحياتنا معنى،ويقيني أنه هو الماء الذي جعل الله منه كل شيء حي،وبدونه تتحول الدنيا إلى صحراء قاحلة،وكل شيء فيها يذبل ويموت؟
أخذ الدكتور كأس العصير وشرب منه قليلاً،ثم وضعه وهو يبتسم،وقال محاولاً أن يلاطف باسم:
كلامك عن الحب حلو ٌوجميل،وكله شاعرية ورومانسية،فقد حوّلك الحب من طالب يدرس الطب إلى شاعر وأديب،يحوّل النثر بعذوبة كلامه إلى شعر منظوم؟
تكلّف باسم الإبتسامة،ولكنه قبل أن ينطق بكلمة واحدة،قام الدكتور عن كرسيه ووقف أمامه،وقال والإبتسامة لا تزال طافحة على وجهه:
ولكن أخبرني إلى أي مدى بلغ بك الحب والعشق،يا قيس؟؟!!.
ترك الدكتور هاني واقفاً يتأمله وراح يتمشى في الغرفة محاولاً أن يصف حبه بالصوت والصورة فقال:
صدقني يا دكتور ما بلغ حب قيس لليلى معشار حبي لحبيبتي،كيف؟؟!!وهي نبض قلبي،والدم الذي يجري في شراييني،والنور الذي تبصر به عيني...إنها...إنها يادكتور هاني كل كياني،فهي الروح التي تهبني الحياة..وهي.....
قهقه الدكتور ضاحكا ًوهو يقول:
يكفي!!،يكفي!!،يا باسم،فحقاً إنك من العاشقين!!،ولكن أخبرني عن حبيبتك:أهي جميلة،وتستحق كل هذا الحب؟؟!!.
صاح بلا وعي:
طبعاً يا دكتور،إنها جميلة،وجميلةجدا،وتستحق هذا الحب وأكثر،فما أبصرت عيناي غزالة أجمل منها في دنيا الوجود!!،إنها كظبي البراري في جمالها،وحسن صورتها،ورشاقة قوامها.....فهي:
ممتلئة البدن،رشيقة القوام..قمرية الوجه..عسلية العينين..أسنانها مستوية كالعقد المنظوم..شعرها أسود كالليل البهيم..ناعم كالحرير......فكيف لا تستحق كل هذا الحب؟؟!!،ولو أني وضعتها في عيوني،إلى يوم القيامة ما كفاني؟!!!.
ــ ما شاء الله!!..ما شاءالله!!،إنك تحسن الوصف،وتجيد القول يا باسم!!!.
ــ هذا من إلهام حبها وعشقها،وماهو إلاّ قطرة في محيط جمالها.
جلس الدكتور هاني على سرير باسم،واتكأ عليه براحتي يديه،وراح يهزّ قدميه ويسأل:
أخبرني يا باسم،هل حبيبتك هذه،تبادلك حباً بحب،وتحمل لك ما تحمله لها من العواطف والمشاعر والأحاسيس؟؟.
كان باسم قد ارتاحت نفسه،وانشرح صدره بسبب حديثه عن معشوقته،فجاء وجلس إلى جانب الدكتور هاني وأجابه وهو ينظر إلى وجهه ويبتسم:
طبعاً،إنها تبادلني حبا بحب،وعشقا بعشق.
هزّ الدكتور رأسه وهو يقول:
جميل...جميل...ولكن ما أدراك أنها تحبك؟؟!!،فهل أخبرتك هي بهذا الحب؟؟.
ــ لا، يا دكتور،إنها لم تخبرني لأنها لا تتكلم،ولكني فهمت ذلك من خلال تعاملها معي.
التفت الدكتور إليه وسأله متعجباً:
ماذا قلت؟؟!!، إنها لا تتكلم؟؟!!،لماذا؟؟!!،هل حبيبتك خرساء؟؟!!.
أجابه بضجر:
لا،يا دكتور،إنها ليست خرساء،ولكن طبيعتها هكذا.
قام الدكتور هاني عن السرير،وذهب إلى جانب الطاولة المكتبية،وأخذ عصيره ورشف منه رشفة،ثم التفت إلى باسم وهو لا يزال واقفاً وتبدو على وجهه علامات الإستغراب والدهشة،وقال:
مع أني لم أفهم ماذا تعني بكلامك هذا،ولكن أين تكمن المشكلة،إذا كنتما تحبان بعضكما إلى هذا الحد؟؟!!.
عاد إلى باسم حزنه،وظهرت عليه ملامح الألم ،وأجاب بحسرة وتأثر:
المشكلة يا دكتور تكمن في أن هناك من اعتدى على هذا الحب الجميل،وفرّق بيني وبين حبيبتي.
تفاعل الدكتور مع هذا الكلام كثيرا،فتطلع في وجه باسم بدهشة وسأله باستغراب:
هناك من اعتدى على حبك؟؟!!،وفرّق بينك وبين حبيبتك؟؟!!.
ــ نعم، يا دكتور،نعم.
ــ ومن هو؟؟!!.
- قد لا تصدق إذا أخبرتك!
- أخبرني!!!!.
- إن..إ..إنه أبي.
صرخ بدهشة:
ماذا؟؟أبوك!!!،ولماذا؟؟!!.
ــ ليتني كنت أدري؟؟!!.
- لعله رأى فيها عيباً.
- أبداً، فقد أخبرتك أنها مثال الجمال والكمال ، وأبي نفسه كان يحبها ومن المعجبين بها.
ـ عجباً!! ، أبوك يحبها ومعجب بها، ومع ذلك يفرّق بينك وبينها.
- تصور !!. حتى تعرف إلى أي مدى تصل قسوة الآباء على أبنائهم أحيناً.
- ألم تناقشه وتحاول أن تعرف سبب فعله هذا؟!!!.
قام عن سريره وجلس على كرسيه الخشبي وقال والحزن يعصر قلبه:
- لم أجرؤ على ذلك، فهيبته في قلبي وحبي واحترامي له، كل ذلك منعني من سؤاله.
- ولكن هذا خطأ يا باسم ،فيجب أن تناقش أباك في أمرخطير كهذا.
- قلت لك لا أستطيع، ثم ليس هناك فائدة، فقد خسرت حبيبتي وانتهى كل شيء.
- ولكن من خلال مناقشتك لأبيك قد يعود إليك ما خسرته.
- كيف؟؟!!، وقد باعها في السوق؟!
دُهش الدكتور بقوة لسماع هذه الكلمة إلى درجة أن كأس العصير قد سقط من يده على الأرض ،وقال بتلعثم واستغراب:
- ما..ما.. ماذا؟! باعها في السوق؟!!!
- نعم يا دكتور ،صدقني،فأنا لا أمزح ، لقد باعها في السوق.
فتح عينه وفاه من الدهشة ، وأخذ يتطلع في وجه باسم وقد انعقد لسانه عن الكلام ، ثم انطلق فصرخ:
هل جننت يا رجل؟؟!!،كيف يكون باعها؟؟!!،وهل هناك فتاة تباع وتشترى؟؟؟!!!!!!.
قام عن كرسيه قائلاً بحدة وانفعال:
ما هذا الكلام يا دكتور؟؟!!!،أرأيتني حدثتك عن فتاة؟؟!!.
صرخ الدكتور بانفعال أكبر،وقد وقف شعر رأسه من هول ما يسمع من كلام عجيب غريب:
إذن عن ماذا كنت تحدثني؟؟؟!!!!.
ـ إنما أحدثك عن حبيبتي" صباح".
يتبع


توقيع : نسايم

يا باب الحوائــج حاجتي يمكــ
عليك اقسم بضلع الطاهرة امــكـ


إلهي أسئلك العفو والعافية

عافية الدنيا والأخرة
من مواضيع : نسايم 0 رائحة القهوة
0 فلكي يصف إمكانية رؤية قمرين بـ«كذبة أغسطس»
0 سحابة «سـوداء» أخفت برج سـاعة مكـة
0 بالورد والياسمين نرحب بالأخ العزيز الرادود علي حامد الكاظمي
0 الشاعر واثق العيساوي والملا باسم الكربلائي في قصيدة ماجينه
رد مع اقتباس