|
شيعي حسيني
|
رقم العضوية : 18676
|
الإنتساب : Apr 2008
|
المشاركات : 7,218
|
بمعدل : 1.16 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
نسايم
المنتدى :
المنتدى الثقافي
بتاريخ : 02-12-2009 الساعة : 05:35 AM
صاح بغضب ودهشة:
- وصباح هذه أليست فتاة من الفتيات؟!!
- طبعاً لا.
- طبعاً لا !! إذن ماذا تكون صباح هذه ؟!!.
- إنها " نعجتي"الجميلة ، أنا سميتها"صباح"لجمالها
وصباحة وجهها.
رمى الدكتور نفسه على الكرسي وقد احمرّ وجهه من الغيظ والدهشة اللذين اجتمعا عليه معاً ، وبقي صامتاً كأنما أُلجم الحجر،ثم رفع رأسه إلى باسم سائلاً:
أكل هذا الوقت الذي أمضيناه معاً،إنما كنت تحدثني فيه عن نعجتك (صياح).
هزّ رأسه مجيباً:
نعم,إنما كنت أحدثك عن نعجتي العزيزة: (صباح).
- وكل هذا الحب الكبير إنما هو لهذه النعجة؟!!
- نعم، نعم إنه لها وهي تستحقه.
- وهذا الحزن الذي أنت فيه ، والذي جعلك تهجر أصدقاءك ، وتترك جامعتك، وتحبس نفسك في هذه الغرفة أهو من أجل هذه النعجة فقط؟!!
- نعم يا دكتور، نعم هو من أجلها،وهو قليل في حقها.
- صفق الدكتور يداً بأخرى وراح يقول:
- لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، لقد جُنّ باسم وفقد عقله.
صرخ باسم بقوة:
أرجوك يا دكتور،فأنا لم أُجن.
فصرخ الدكتور:
بل جُننت وخرفت!!، وإلاّ كيف تضيّع حياتك ومستقبلك من أجل نعجة؟؟!!!
هدأ باسم قليلاً وقال:
ربما يحق لك أن تقول ذلك ، فأنت لا تعرف ماذا تعني لي هذه النعجة ، ولا تدري ما هي قصتي معها ، ولو أنك علمت شيئاً من ذلك لعذرتني.
تأوه وأجابه:
هات وحدثني.
- وتسمعني بهدوء.
- أسمعك وأمري لله.
شرع باسم يحكي قصته مع تلك النعجة قائلاً:
لقد بدأت علاقتي بهذه النعجة منذو اليوم الأول من ولادتها،فقد ماتت أمها يوم ولدتها ،فنشأت تلك النعجة ( يتيمة)،وأنا من تكفّل بتربيتها ورعايتها،وقد أوليتها من الرعاية والاهتمام ما عوضها حنان الأم،فقد كنت أشتري لها الحليب الصناعي وأرضعها بنفسي......،أتعلم يا دكتور هاني أن هذه النعجة هي أختي من الرضاعة؟؟!!!!.
رقص الدكتور هاني طرباً لهذا الكلام المضحك،وعلّق مبتسماً:
يا سلام..،ما أجمل هذا الكلام!!!،هذه النعجة أختك من الرضاعة؟؟!!،كيف؟؟!!، فهل أرضعتك أمها من ضرعها؟؟!!.
ــ لا يا دكتور،بل أمي هي التي أرضعت هذه النعجة بلبن أختي الصغيرة (ضياء)،فقد جعلت (ثدياً) خاصاً بضياء،والثدي الآخر جعلته لصباح.
- من صباح هذه؟!
- إنها النعجة.
- آه ،نعم، لقد نسيت،أكمل.
- بل أكثر من ذلك يا دكتور.
ـ أكثر من ذلك؟؟!،ماذا تعني؟؟!!.
ــ كنت أكثر من ملاعبة هذه النعجة ومداعبتها.
ـ هذا طبيعي يا عزيزي، فا لتيوس على أشكالها تقع،المهم أكمل ،وأخبرني ماذا جرى بعد ذلك؟؟!!.
ــ مازلت أهتم بتلك النعجة وأسهر على تربيتها،إلى أن شبّت واشتد عودها،وكنت أخرجها معي للتنزّه والترويح عن النفس،وأصطحبها معي إلى الحدائق والمنتزهات وشواطىء البحار......
قهقه الدكتور ضاحكا وقال ساخرا:
أحقا كل هذا كنت تفعله لهذه النعجة؟؟!!،يا لها من نعجة محظوظة ومدللة!!!.
ــ بل أكثر من ذلك يا دكتور.
- أكثر من ذلك ! جميل..جميل.. هيّا هات وأخبرني.
- أتعلم أنني كنت أتركها تنام معي في فراش واحد، ونمضي معاً أوقاتاً جميلة وسعيدة قبل النوم.
سأله باهتمام وقد وضع يده على قلبه خشية نزول صاعقة:
ماذا تقصد؟!أكنت تفعل معها....
قاطعه قائلاً:
لا يا دكتور،فقد ذهب فكرك بعيداً،فأنا لست من التيوس الذين لا يفكرون إلاّ في إشباع غرائزهم،ولا يكفون عن ملاحقة النعاج ومغازلتهن فكل،فإذا كنت لاأعتدي على النعجة الأجنبية،فكيف تريدني أن أعتدي على نعجتي وهي من أهلي ومحارمي؟؟!.
ـ النعجة (صباح) من أهلك ومحارمك؟؟!!.
ـ بالتأكيد!!،أم أنك نسيت أني وهي أخوان من الرضاعة؟؟!!.
ـ آه!!،فعلاً لقد نسيت ذلك!!،فأنا آسف جداً ياتيسي،عفوأ،
أقصد: يا باسمي العزيز،المهم أخبرني: ماذا تعني بقولك تقضي مع تلك النعجة أوقاتاً جميلة في الفراش؟؟!!.
ـ كل ما أعنيه أنه كل ما جنّ الليل اصطحبّتها معي إلى فراشي ، وبدأت ألاعبها ، فأحملها بيدي ، وأضعها على صدري ،وأوسدها ذراعي ، وأحكي لها الحكايات الجميلة.
- ما شاء الله ! ما شاء الله! أكل هذا كنت تفعله لهذه النعجة؟! جميل جداً.. هيّا أكمل.
- صدقني فأنا لا أمزح ، فقد حكيت لها حكاية " قمر الزمان" و" بنت السلطان" و"السند باد البحري"
و" الشاطر حسن" و"علي بابا والأربعين حرامي" .... وغيرها من الحكايات الكثيرة الجميلة.
- وطبعاً هي كانت تسمعك وتفهمك؟؟!!.
- طبعاً ، فهي ذكية جداً ، فحينما تتوسد ذراعي وأشرع في سرد الحكاية، كانت لا ترفع بصرها عن وجهي ،وتصغي إليّ باهتمام كبير... فإذا ما انتهيت من حكايتي تبسّمتْ تبسم الرضا والسرور، ولعقتْ بلسانها(أرنبة أنفي) معبّرة بذلك عن شكرها وتقديرها لي ، ثم تغمض عينيها وتنام.
- لا إله إلاّ الله!!، حقاً إنها نعجة مدللة وذكية!! ،فماذا حدث بعد ذلك!!
- طبعاً كبرت النعجة وبلغت مبلغ النعاج.
- وهنا أصبحت محرمة عليك، ولا يجوز لك الإختلاء بها.
- هذا صحيح، ولهذا فرّقتُ بيني وبينها في المضاجع ، خشية أن يحدث بيننا ما لا تحمد عقباه ، فأسيء إلى شرفها وكرامتي وأجلب لها ولنفسي الخزي والعار.
- ما شاء الله ! أإلى هذا الحد بلغ تحرجك في الدين، وتحرزك من الحرام!! ، حقاً إنك يا باسم رجل تقي ،ورع ، مؤمن!!!.
- هذا من فضل ربي، وشكراً على هذه الشهادة يا دكتور.
ــ المهم أكمل فقد استهواني حديثك الشائق عن نعجتك المدللة:
ــ رغم أننا افترقنا عن بعضنا في المنام،إلاّ أنني ما كنت أطيق أن أنمام دون أن أراها!!،فكنت أزورها كل ليلة في (زريبتها)(فتربض) هي في (زاوية) وأنا في (زاوية) أخرى وكلّ منا يسترق النظر إلى الآخر ويغازله بعينيه، ولكن بحشمة ووقار.
- طبعاً!!، فإيمانكما وورعكما يمنعانكما من الإخلال بالآداب والأخلاق!!!.
- الأمر كما تفضلت يا دكتور ، فإيماننا كان يمنعنا من الوقوع في الرذيلة، خصوصاً وأن(صباح)...
- عفواً، تقصدالنعجة طبعاً.
- نعم، أقصد النعجة صباح.
- نعم، أكمل،ما بها صباح؟!
- أقول : خصوصاً أن صباح كانت عفيفة وتستحي.
- هذا شيء طبيعي يا باسم ، فزينة (المرأة)، عفواً أقصد(النعجة) :العفة والحياء.
- أحسنت يا دكتور ، أحسنت.فياليت، (نعاج) هذه الأيام يفهمن هذا الكلام.
ــ لو كان لهن عقول كعقول نعجتك لفهمنّ،ولكنهنّ بلا عقول.
ـ وهل تقيس يا دكتور نعاج هذه الأيام بنعجتي الذكية؟؟!!.
- قطعاً،لا، فنعجتك أفضل منهنّ بكثير، على كل حال أكمل ، ودعني أرى إلى أين سأنتهي معك.
يتبع
|
|
|
|
|