عرض مشاركة واحدة

الهادي@
عضو ذهبـي
رقم العضوية : 15998
الإنتساب : Jan 2008
المشاركات : 2,894
بمعدل : 0.48 يوميا

الهادي@ غير متصل

 عرض البوم صور الهادي@

  مشاركة رقم : 9  
كاتب الموضوع : مرتضى العاملي المنتدى : منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
افتراضي البعثة النبوية المباركة
قديم بتاريخ : 20-07-2009 الساعة : 01:30 AM


البعثة النبوية المباركة
في (27) من شهر رجب بعث النبي محمّد(ص) برسالته الخالدة المكمّلة لجميع رسالات الانبياء قبله و كان عمره الشريف (40) سنة، و المبعث النبوي هو عيد من الاعياد العظيمة في الاسلام إذ انقذ الناس من الظلمات إلى النور و من الجهل إلى العلم و من الوهم إلى الفهم.
تمثل نصوص القرأن الكريم أقدم النصوص التأريخية التي تتمتع بالصحة و الدقة و المعاصرة لأحداث عصر الرسالة الاسلامية، و المنهج العلمي يفرض علينا أن لا نتجاوز القران الكريم فيما يخص عصر النبي (ص) الذي نزلت فيه الايات حين بعثته و استمرت بالنزول حتى وفاته.
و اذا عرفنا أن الروايات التأريخية المتمثلة في كتب الحديث و السيرة قد تأخّر تدوينها عن عصر وقوع الحوادث أوّلاً ، كما أنّها قريبة من الدس و تطرق التزوير اليها ثانياً؛ كان من الطبيعي و المنطقي أن نعرضها على محكمات الكتاب و السنة و العقل لنأخذ ما يوافقها و نرفض ما يخالفها .
و ينبغي أن لا يغيب عنا أن النبوة سفارة ربّانية و مهمة إلهية تتعيّن من قبله سبحانه و تعالى لغرض رفد البشرية بالهداية اللازمة لها على مدى الحياة. و أن الله إنما يصطفي من عباده من يتمتّع بخصائص فذة تجعله قادراً على اداء المهامّ الكبير المراد منه و تحقيقه بالنحو اللائق .
اذن لابدّ أن يكون المرسل من قبله تعالى مستوعباً للرسالة و أهدافها و قادراً علي أداء الدور المطلوب منه على مستوي التلقيّ و التبليغ و التبيين و التطبيق و الدفاع و الصيانة و كل هذه المستويات من المسؤولية تتطلب العلم و البصيرة (و المعرفة) و سلامة النفس و صلاح الضمير و الصبر و الاستقامة و الشجاعة و الحلم و الانابة و العبوديّة لله و الخشية منه و الاخلاص له و العصمة (و التسديد الرباني) على طول الخط . و لم يكن خاتم المرسلين بدعاً من الرسل بل هو أكملهم و أعظمهم فهو أجمع لصفات كمالهم و الله أعلم حيث يجعل رسالته.
و من أبده القضايا و من مقتضيات طبائع الاشياء أن يكون المرشّح لمهمّة ربانيّة كبرى على استعداد تام لتقبّلها و تنفيذها قبل أن يتولّى تلك المهمة أو يرشّح لأدائها . إذن لابد للنبي الخاتم أن يكون قد أحرز كل الخصائص اللازمة لتحقيق هذه المهمة الربانية قبل البعثة المباركة.
فعن الإمام علي بن محمد الهادي (ع) : أنّ رسول الله لمّا ترك التجارة الى الشام و تصدّق بكل ما رزقه تعالى من تلك التجارات كان يغدو كل يوم الى حراء يصعده و ينظر من قلله الى اثار رحمة الله، و إلى أنواع عجائب رحمته و بدائع حكمته و ينظر إلى أكناف السماء و أقطار الأرض و البحار و المفاوز و الفيافي، فيعتبر بتلك الاثار، و يتذكّر بتلك الايات، و يعبد الله حقّ عبادته.
فلمّا استكمل أربعين سنة و نظر الله عزّ و جلّ إلى قلبه فوجده إفضل القلوب و إجلّها و أطوعها و أخشعها و أخضعها أذن لأبواب السماء ففتحت و محمّد ينظر إليها و اذن للملائكة فنزلوا و محمّد ينظر إليهم ، و أمر بالرحمة فانزلت عليه من لدن ساق العرش إلى رأس محمد و غرّته، و نظر إلى جبرئيل الروح الأمين المطوّق بالنور طاووس الملائكة هبط إليه و أخذ بضبعه و هزّه و قال:
يا محمد اقرأ، قال: و ما اقرأ ؟ قال يا محمّد ( اقرأ باسم ربّك الذي خلق* خلق الإنسان من علق * اقرأ و ربّك الأكرم* الّذي علّم بالقلم* علّم الإنسان ما لم يعلم*) .
ثمّ اُوحي إليه ربّه عزّ و جلّ ثمّ صعد إلى العلو .
و نزل محمّد (ص) من الجبل و قد غشيه من تعظيم جلال الله و ورد عليه من كبير شأنه ما ركبه الحمّي و النافض ... و قد اشتدّ عليه ما يخافه من تكذيب قريش في خبره و نسبتهم إيّاه إلى الجنون، و إنّه يعتريه شياطين، و كان من أوّل أمره أعقل خلق الله ، و أكرم براياه، و أبغض الأشياء إليه الشيطان و أفعال المجانين و أقوالهم، فأراد الله عزّ و جلّ أن يشرح صدره ؛ و يشجّع قلبه ، فأنطق الله الجبال و الصخور و المدر، و كلّما وصل إلى شىء منها ناداه: السلام عليك يا محمّد، السلام عليك يا وليّ الله ، السلام عليك يا رسول الله أبشر، فإنّ الله عزّ و جلّ قد فضّلك و جمّلك و زيّنك و أكرمك فوق الخلائق أجمعين من الأوّلين و الاخرين، لا يحزنك أن تقول قريش إنّك مجنون، و عن الدين مفتون ، فإنّ الفاضل من فضّله ربّ العالمين، و الكريم من كرّمه خالق الخلق أجمعين، فلا يضيقنّ صدرك من تكذيب قريش و عتاة العرب لك، فسوف يبلغك ربّك أقصى منتهى الكرامات، و يرفعك إلى أرفع الدرجات، و سوف ينعّم و يفرّح أولياءك بوصيّك عليّ بن أبي طالب، و سوف يبثّ علومك في العباد و البلاد بمفتاحك و باب مدينة حكمتك: علي بن أبي طالب، و سوف يقر عينك ببنتك فاطمة، و سوف يخرج منها و من عليّ: الحسن و الحسين سيّدي شباب أهل الجنّة، و سوف ينشر في البلاد دينك و سوف يعظّم اجور المحبّين لك و لأخيك، و سوف يضع في يدك لواء الحمد فتضعه في يد أخيك عليّ ، فيكون تحته كلّ نبيّ و صدُّيق و شهيد، يكون قائدهم أجمعين إلى جنّات النعيم .
هذا ليس سوى مختصر جداً للتذكير بهذه المناسبة
منقول



من مواضيع : الهادي@ 0 النرجسية في مواقع التواصل الأجتماعي
0 تواصل أم قطيعة على مواقع التواصل الأجتماعي
0 صورة للمعتقد الانساني
0 المصحف الألكتروني
0 ( الغارقون في الـوهم )... دعوة لأقلمكم
التعديل الأخير تم بواسطة عاشق الامام الكاظم ; 20-07-2009 الساعة 01:32 AM.

رد مع اقتباس