عرض مشاركة واحدة

الصورة الرمزية مصطفى الهادي
مصطفى الهادي
باحث عقائدي
رقم العضوية : 63498
الإنتساب : Dec 2010
المشاركات : 108
بمعدل : 0.02 يوميا

مصطفى الهادي غير متصل

 عرض البوم صور مصطفى الهادي

  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : المنتدى العقائدي
افتراضي بحث حول شخصية الدجال .
قديم بتاريخ : 19-08-2015 الساعة : 07:29 PM


بحث حول شخصية الدجال.
مصطفى الهادي .

هذا البحث ضمن سلسلة بحوث سبقت هذا البحث تتعلق بهذه الشخصية الخطيرة الذي يُشكل ظهورها بدء نهاية دهرنا الحالي الذي نعيش فيه. ليوضع في ارشيف الدهور التي سبقتنا : (يوم نطوي السماء كطي السجل للكتب كما بدأنا أول خلق نعيده وعدا علينا إنا كنا فاعلين).
يُقال له :الأعور الدجال ، وكذلك يُطلق عليه المسيح الدجال ، ولكن يُفضل اكثر العلماء إطلاق (الدجال) على هذه الشخصية التي سوف تلعب دورا خطيرا في يوم الظهور. وهو عند المسلمين كافة من علامات ظهور الامام الحجة سلام الله عليه.
قيل له المسيح الدجال ، لأن ظهورة يتزامن مع نزول السيد المسيح وذلك لقول رسول الله (ص): ((عشٌر قبل الساعة لابد منها: السفياني والدجال والدابة وخروج القائم وطلوع الشمس من مغربها ونزول عيسى وخسف بالمشرق وخسف بجزيرة العرب ونار تخرج من قعر عدن تسوق الناس إلى المحشر)). (1)

وكذلك فإن الرسول الأعظم (ص) هو الذي أطلق عليه إسم المسيح الدجال كما نرى في الرواية التالية : ((لا تبرح عصابة من أمتي ظاهرين على الحق لا يبالون من خالفهم حتى يخرج المسيح الدجال فيقاتلونه)). (2)
واما الذين يطلقون عليه (الأعور الدجال) فهم يستندون أيضا إلى الحديث الوارد عن رسول الله (ص) الذي يقول فيه : ((يخرج الأعور الدجال من يهودية أصبهان عينه اليمنى ممسوحة والأخرى كأنها زهرة)). (3)
تكاد تُجمع الروايات على أن (الاعور الدجال) كان مولود في زمن النبي (ص) كما نرى في رواية البخاري وهو معروف بإسمه (ابن صياد) أو ابن صائدة ولكنه اشتهر بالدجال وقد اشار النبي إلى أن الدجال سوف يبقى إلى يوم القيامة حيا يسعى جاهدا أن يُعيدها جاهلية تعبد الشيطان ، وقد حذر النبي منه ومن مكره. الشيخ الصدوق استفاد من وجود رواية أن الدجال سوف يبقى حيا على إثبات حياة الإمام المهدي (ع) فقال : بأن، الله تعالى أبقى عدوه الدجال حيّا إلى اليوم الموعود فكيف لا يطيل الله عمر وليه ليظهره على الدين كله؟ (4).
وقد تظافرت الروايات على أن المسيح عليه السلام سوف يقتل الدجال وذلك عن طريق البشارة التي وردت عن النبي (ص) حيث يقول : ((... إذا بعث الله عز وجل المسيح بن مريم فينزل عند المنارة البيضاء شرقي دمشق واضعاً يده على أجنحة ملكين فيتبعه فيدركه فيقتله عند باب لد الشرقي...)). (5)
إذن يتضح مما تقدم أن مسألة الدجال متفق عليها عند المسلمين وتواترت الاخبار فيها ، ولكن ماذا عن السيد المسيح هل اخبر عن الدجال؟ وهل له أوصاف او اسم معين ؟
ذكرت التوراة بأن الدجال اسمه (بليعال) وقد ورد في سفر صموئيل الثاني 16: 7 أن شمعي كان عندما يريد شتم شخص غير مؤمن يصفه بأنه بليعال السفّاك للدماء فيقول : ((وهكذا كان شمعي يقول في سبه: «اخرج! اخرج يا رجل الدماء ورجل بليعال)). إذن فإن بليعال هو رجل الدماء ، وقد قرن بولص في رسائله هذه الشخصية مع يسوع فقال في رسالة بولس الرسول الثانية إلى أهل كورنثوس 6: 15((وأي اتفاق للمسيح مع بليعال؟ وأي نصيب للمؤمن مع غير المؤمن؟)).
فـ (بليعال) هنا إسم لشخص ولكثرة مصائبه التي سوف يرميها على رؤوس الناس اطلقوا عليه (الشيطان). ولكن عند الانتقال للانجيل فإن الإسم يتغير إلى شخص اسمه (ضد المسيح) وقد وردت أربع اشارات إلى هذه الشخصية كلها وردت في رسالة يوحنا الرسول الأولى 2: 18التي يقول فيها : ((أيها الأولاد هي الساعة الأخيرة. وكما سمعتم أن ضد المسيح يأتي، من هنا نعلم أنها الساعة الأخيرة)).
ففي النصوص التي اوردها يوحنا اشار إلى أن هذه الشخص سوف يأتي في الساعة الأخيرة من عمر الدنيا وهي علامة من علامات نزول السيد المسيح وهذا طبعا اتفاق مذهل بين ما يراه المسلمون حول هذه الشخصية وبين ما تراه الكتب الأخرى .
قاموس الكتاب المقدس في شرحه لـ (ضد المسيح) يقول : ((لم ترد هذه العبارة إلا في رسائل يوحنا ويراد بها من يقاوم المسيح ومن يدعي بأنه مكان المسيح، فواضح أن يوحنا الرسول كان ينتظر ظهور شخص هو بالتحديد ضد المسيح أي مقاوم عنيد ليسوع المسيح وهو سيأتي في المستقبل فإن كل هذه القوى المقاومة ستبلغ ذروتها في النهاية في شخص واحد سيظهر قبيل مجيء المسيح ثانية وإن هذا دليل على اقتراب الساعة الأخيرة)). (6)
يوحنا في رؤياه كأنه يُريد أن يُشير إلى أبطال الفصل الأخير من عمر البشرية فيُحدد شخصيتين بأنهما مصدر خطر على البشرية حيث يتكلم عن وحشين أحدهما طالع من البحر والاخر من الأرض (7) في تحليل هاتين الشخصيتين نرى ماذا يقول التفسير المسيحي ؟
يقول قاموس الكتاب المقدس : ((ولكنها بصفة عامة ترى أن الوحش الأول هو آخر حكام العالم العظام قبل مجيء المسيح ثانية، وأن الوحش الثاني يشير إلى قائد ديني يعمل تحت السلطة السياسية للوحش الأول حيث يرى البعض أنه هو ضد المسيح، بينما يرى آخرون أن الوحش الثاني هو ضد المسيح. ومن الواضح أن كليهما معاديان للمسيح وقد يكون المضمون هو أن ضد المسيح رغم كل عظمته ونفوذه، فهو ليس سوى إنسان، سيقضي عليه المسيح في النهاية وسيكون هذا الشخص لاهوتياً لأنه سيدّعى أنه الله نفسه، كما سيكون ضد المسيح سياسياً لأنه سيسعى لحكم كل العالم)). (8)
الإمام علي عليه السلام يصف فتنة الدجال وصفا دقيقا وكأنه يراها حيث يقول : ((لكأني أنظرُ إلى ضليلٍ نعق بالشام ، وفحص براياته في ضواحي كوفان، فإذا فغرت فاغرته، واشتدت شكيمته وثقلت في الأرض وطأته، عضّت الفتنة أبناءها بأنيابها، وماجت الحرب بأمواجها، وبدا من الأيام كلوحها،ومن الليالي كدوحها، فإذا أينع زرعهُ، وقام على ينعهِ، وهدرت شقاشقهُ، وبرقت بوارقهُ، عُقدت رايات الفتن المُعضلةِ، وأقبلن كالليل المظلم، والبحر الملتطم، هذا، وكم يخرقُ الكوفةً من قاصفٍ ويمر عليها من عاصفٍ! وعن قليل تلتفَ القرون بالقرون، ويُحصدُ القائمُ، ويُحطمُ المحصودُ)). (9)

وهكذا نرى في خلاصة الموضوع أن هناك رؤية مشتركة بين الأديان حول شخصية (الدجال) وصاحبه السفياني الذي سوف يعمل تحت امره الدجال او ما يُسمى (ضد المسيح) وقد اجمعت التفاسير الاسلامية لهاتين الشخصيتين على انهما فعلا يُمثلان أفراد أو قوى دينية وسياسية في آن واحدة تسعى إلى حكم العالم واحلال الوثنية الشيطانية بدلا من هدى الله تعالى.
الغاية من هذا البحث هو الفات نظر الاخوة في الاديان الأخرى إلى حقيقة ما انبأت به اديانهم حيث ان علمائهم يكتمون كل هذه الاخبار عنهم وبما أن المسيحية والاسلام هي التي سوف تتصدى للدجال فما علينا نحن المسلمون إلا ان نُقدم لهم المعلومة التي تجعلهم في الصفوف الاولى لمقارعة هذا الخبيث الماكر.

المصادر :
1- رادجع المصادر التالية: غيبة الطوسي/436، بحار الأنوار6/303، 52/209،108/92، معجم أحاديث الإمام المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف) 3/268.
2- انظر مسند أحمد 4/434 وطبقات ابن سعد2/167، وسنن أبي داود 3/4 ح 2484 وغيرها من مصادر أهل السنة.
3- معجم أحاديث الإمام المهدي ج1 ص 323 نقلاً عن كنز العمال للمتقي الهندي ج14 ص326 وغيره من المصادر.
4- راجع موجز دائرة معارف الغيبة61ــ62 .
5- مسند أحمد 4/184 وصحيح مسلم4/2250 وسنن أبي داود 4/117 .
6- قاموس الكتاب المقدس ، دائرة المعارف الكتابية المسيحية ، شرح كلمة ضد المسيح.
7- الأصحاح الثالث عشر من سفر رؤيا يوحنا اللاهوتي، حيث يتكلم عن وحشين، أحدهما طالع من البحر كما في (13: 1-10)، والآخر طالع من الأرض كما في (13: 11-18).
8- المصدر السابق .
9- شرح ابن أبي الحديد: 7|96 ـ 100، نهج البلاغة: 146ـ 147، خطبة (101)، شرح ابن ميثم: 3|9 و 12.





توقيع : مصطفى الهادي
إن كنت لا تراه فهو يراك .


من مواضيع : مصطفى الهادي 0 قالوا يا موسى إن فيها قوما جبّارين.
0 هل أمر موسى أمته بالصيام ، وماذا عن عيسى؟
0 انظر مع من تكون.
0 هل كان عليٌ مع الأنبياء. ومن هو إيليا ؟.
0 متى اختفى اسم فلسطين؟
رد مع اقتباس