عرض مشاركة واحدة

الصورة الرمزية الباحث الطائي
الباحث الطائي
بــاحــث مهدوي
رقم العضوية : 78571
الإنتساب : Jun 2013
المشاركات : 2,162
بمعدل : 0.55 يوميا

الباحث الطائي غير متصل

 عرض البوم صور الباحث الطائي

  مشاركة رقم : 8  
كاتب الموضوع : الباحث الطائي المنتدى : منتدى القرآن الكريم
افتراضي
قديم بتاريخ : 03-06-2021 الساعة : 10:11 AM




بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم ياكريم

اصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُودَ ذَا الأَيْدِ إِنَّهُ أَوَّابٌ (17) إِنَّا سَخَّرْنَا الْجِبَالَ مَعَهُ يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِيِّ وَالإِشْرَاقِ (18) وَالطَّيْرَ مَحْشُورَةً كُلٌّ لَّهُ أَوَّابٌ (19) وَشَدَدْنَا مُلْكَهُ وَآتَيْنَاهُ الْحِكْمَةَ وَفَصْلَ الْخِطَابِ (20) وَهَلْ أَتَاكَ نَبَأُ الْخَصْمِ إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرَابَ (21) إِذْ دَخَلُوا عَلَى دَاوُودَ فَفَزِعَ مِنْهُمْ قَالُوا لا تَخَفْ خَصْمَانِ بَغَى بَعْضُنَا عَلَى بَعْضٍ فَاحْكُم بَيْنَنَا بِالْحَقِّ وَلا تُشْطِطْ وَاهْدِنَا إِلَى سَوَاء الصِّرَاطِ (22) إِنَّ هَذَا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً وَلِيَ نَعْجَةٌ وَاحِدَةٌ فَقَالَ أَكْفِلْنِيهَا وَعَزَّنِي فِي الْخِطَابِ (23) قَالَ لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ إِلَى نِعَاجِهِ وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنْ الْخُلَطَاء لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَقَلِيلٌ مَّا هُمْ وَظَنَّ دَاوُودُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ (24) فَغَفَرْنَا لَهُ ذَلِكَ وَإِنَّ لَهُ عِندَنَا لَزُلْفَى وَحُسْنَ مَآبٍ (25) يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الأَرْضِ فَاحْكُم بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ (26) / سورة ص


نكمل المبحث الاخير ، ولقد وصلنا الى الآية 26 ( يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الأَرْضِ فَاحْكُم بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ )

بعد انتهاء الاختبار الإلهي لنبيه داوود ع وما حصل فيه من خطأ انتبه اليه وتداركه سريعا ، جاء الخطاب الإلهي مبينا له دوره ومنبها له عن اي زيغ قد يحرفه عن سبيل الله ، وإن شأت قل كان الاختبار عن طريق الملائكة هو من اجل اتمام تسديده وتثبيته على الصراط المستقيم ويكون عبرة لمن بعده .

فخاطبه الله ( يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الأَرْضِ ) ، اي جعلناك خليفة الله في ارضه وهو سنة الله التكوينية التي اثبتها اول ما وجد الخلق حيث قال تعالى ( وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً ) ، وداوود ع احد خلفاء الله في ارضه ،

والخليفة هو من يخلف غيره في شؤونه ويمثله في تحقيق ارادته ، ولا شك ان الحكم العادل والقضاء الحق من مقتضيات عمل خليفة الله في ارضه ولذلك قال الله تعالى ( فَاحْكُم بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ ) فالهوى والحق قد يتقاطعان ، ولعل الهوى يصد عن الحق وهذا يؤدي الى أن يخرج الحكم عن الحق وبالتالي لا يؤدي الخليفة دوره فيما استخلف فيه .
ومن هنا نفهم اهمية ملكة العصمة التي يسدد الله بها انبيائه ورسله واصفيائه ممن جعلهم حجة على الناس . ولكن حيث ان العصمة لا تسلب الاختيار ولا تغير تكوين الطبع البشرية فلا بد من الاسترشاد بالحكمة والعقل والشرع في منهج الحياة والسير على الصراط المستقيم .

فأذا مال الانسان بهواه عن الحق ، فهذا يعني انحرافه عن الصراط المستقيم ، واستقامة الصراط المستقيم لا تكون إلا باتباع الحق ،
والصراط المستقيم في الدنيا متمثل بأمرين هما : 1- حجة الله في ارضه 2- وبالتشريع الإلهي الذي يحكم به
ولقد أمر الله خلقه بعبادته فقال ( وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ ) وجعل الله عبادته متحققة من خلال اتباعهم للصراط المستقيم فقال تعالى ( وَأَنِ اعْبُدُونِي هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ / سورة يس )

فأذا مال عن الحق بأتباع الهوى من هو حجة الله على خلقه والذي هو احد اركان الصراط المستقيم ، انحرف هو ومن يتبعه ، وتخلف نظام الهداية عن غايته وبدل ان يصل بهم الى كمالهم ينحدر بهم الى خسرانهم وانهار بهم في نار جهنم ، لان السائر على غير هدى لا يزيده السير إلا بعدا ، ولذلك قال الله تعالى منبها وملخصا لهذه الحيثية الخطيرة في آخر خطابه مع عبده داوود ع ( إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ )

الى هنا ننتهي من بحث وتفصيل مطالب هذه الآيات المباركة اذا وفقنا الله وأصبنا الحق والله اعلم

الباحث الطائي






توقيع : الباحث الطائي
لا اله الا اللـه محمــــد رســــول الله
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم

( الاسلام محمدي الوجود . حُسيني البقاء . مهدوي الغاية )

*
*

الباحـ الطائي ــث
من مواضيع : الباحث الطائي 0 القراءة السياسية والعلامتية لاحداث مصر
0 متى يخرج السفياني لغزو العراق
0 في أي فصول السنة يظهر القائم ع
0 الفتنة الشرقية الغربية وعلو بني إسرائيل الثاني
0 قراءة جديدة في رواية اذربيجان
التعديل الأخير تم بواسطة الباحث الطائي ; 03-06-2021 الساعة 10:23 AM.

رد مع اقتباس