عرض مشاركة واحدة

الصورة الرمزية صبر الحوراء
صبر الحوراء
شيعي حسني
رقم العضوية : 48746
الإنتساب : Feb 2010
المشاركات : 5,284
بمعدل : 1.02 يوميا

صبر الحوراء غير متصل

 عرض البوم صور صبر الحوراء

  مشاركة رقم : 2  
كاتب الموضوع : صبر الحوراء المنتدى : منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
افتراضي
قديم بتاريخ : 06-03-2011 الساعة : 12:39 AM


ثم رمت بطرفها نحو الأنصار فقالت : يا معشر النقيبة وأعضاد الملة وحضنة الإسلام ما هذه الغميزة في حقي والسنة عن ظلامتي أما كان رسول الله ص أبي يقول المرء يحفظ في ولده

سرعان ما أحدثتم وعجلان ذا إهالة ولكم طاقة بما أحاول وقوة على ما أطلب وأزاول أتقولون مات محمد ( ص ) فخطب جليل استوسع وهنه واستنهر فتقه وانفتق رتقه وأظلمت الأرض

لغيبته وكسفت الشمس والقمر وانتثرت النجوم لمصيبته وأكدت الآمال وخشعت الجبال وأضيع الحريم وأزيلت الحرمة عند مماته فتلك والله النازلة الكبرى والمصيبة العظمى لا مثلها نازلة

ولا بائقة عاجلة أعلن بها كتاب الله جل ثناؤه في أفنيتكم وفي ممساكم ومصبحكم يهتف في أفنيتكم هتافا وصراخا وتلاوة وألحانا ولقبله ما حل بأنبياء الله ورسله حكم فصل وقضاء حتم

وَ ما مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلى أَعْقابِكُمْ وَ مَنْ يَنْقَلِبْ عَلى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئاً وَ سَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ إيها بني قيله أأهضم تراث أبي

وأنتم بمرأى مني ومسمع ومنتدى ومجمع تلبسكم الدعوة وتشملكم الخبرة وأنتم ذوو العدد والعدة والأداة والقوة وعندكم السلاح والجنة توافيكم الدعوة فلا تجيبون وتأتيكم الصرخة فلا تغيثون

أنتم موصوفون بالكفاح معروفون بالخير والصلاح والنخبة التي انتخبت والخيرة التي اختيرت لنا أهل البيت قاتلتم العرب وتحملتم الكد والتعب وناطحتم الأمم وكافحتم البهم لا نبرح أو

تبرحون نأمركم فتأتمرون حتى إذا دارت بنا رحى الإسلام ودر حلب الأيام وخضعت ثغرة الشرك وسكنت فورة الإفك وخمدت نيران الكفر وهدأت دعوة الهرج واستوسق نظام الدين

فأنى حزتم بعد البيان وأسررتم بعد الإعلان ونكصتم بعد الإقدام وأشركتم بعد الإيمان بؤسا لقوم نكثوا أيمانهم من بعد عهدهم وهموا بإخراج الرسول وهم بدءوكم أول مرة أ تخشونهم

فالله أحق أن تخشوه إن كنتم مؤمنين ألا وقد أرى أن قد أخلدتم إلى الخفض وأبعدتم من هو أحق بالبسط والقبض وخلوتم بالدعة ونجوتم بالضيق من السعة فمججتم ما وعيتم ودسعتم

الذي تسوغتم فإن تكفروا أنتم ومن في الأرض جميعا فإن الله لغني حميد ألا وقد قلت ما قلت هذا على معرفة مني بالجذلة التي خامرتكم والغدرة التي استشعرتها قلوبكم ولكنها فيضة

النفس ونفثة الغيظ وخور القناة وبثة الصدر وتقدمة الحجة فدونكموها فاحتقبوها دبرة الظهر نقبة الخف باقية العار موسومة بغضب الجبار وشنار الأبد موصولة بنار الله الموقدة التي

تطلع على الأفئدة فبعين الله ما تفعلون وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون وأنا ابنة نذير لكم بين يدي عذاب شديد فاعملوا إنا عاملون و انتظروا إنا منتظرون .

فأجابها أبو بكر عبد الله بن عثمان وقال يا بنت رسول الله لقد كان أبوك بالمؤمنين عطوفا كريما رءوفا رحيما وعلى الكافرين عذابا أليما وعقابا عظيما إن عزوناه وجدناه أباك دون

النساء وأخا إلفك دون الأخلاء آثره على كل حميم وساعده في كل أمر جسيم لا يحبكم إلا سعيد ولا يبغضكم إلا شقي بعيد فأنتم عترة رسول الله الطيبون الخيرة المنتجبون على الخير

أدلتنا وإلى الجنة مسالكنا وأنت يا خيرة النساء وابنة خير الأنبياء صادقة في قولك سابقة في وفور عقلك غير مردودة عن حقك ولا مصدودة عن صدقك والله ما عدوت رأي رسول الله

ولا عملت إلا بإذنه والرائد لا يكذب أهله وإني أشهد الله وكفى به شهيدا أني سمعت رسول الله ( ص ) يقول نحن معاشر الأنبياء لا نورث ذهبا و لا فضة و لا دارا و لا عقارا و إنما نورث

الكتاب والحكمة والعلم والنبوة وما كان لنا من طعمة فلولي الأمر بعدنا أن يحكم فيه بحكمه وقد جعلنا ما حاولته في الكراع والسلاح يقاتل بها المسلمون ويجاهدون

فقالت عليها السلام سبحان الله ما كان أبي رسول الله ( ص ) عن كتاب الله صادفا ولا لأحكامه مخالفا بل كان يتبع أثره ويقفو سوره أفتجمعون إلى الغدر اعتلالا عليه بالزور وهذا بعد وفاته

شبيه بما بغي له من الغوائل في حياته هذا كتاب الله حكما عدلا وناطقا فصلا يقول يَرِثُنِي وَ يَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ و يقول وَ وَرِثَ سُلَيْمانُ داوُدَ وبين عز وجل فيما وزع من الأقساط

وشرع من الفرائض والميراث وأباح من حظ الذكران والإناث ما أزاح به علة المبطلين وأزال التظني والشبهات في الغابرين كلا بل سولت لكم أنفسكم أمرا فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون

فقال أبو بكر صدق الله ورسوله وصدقت ابنته معدن الحكمة وموطن الهدى والرحمة وركن الدين وعين الحجة لا أبعد صوابك ولا أنكر خطابك هؤلاء المسلمون بيني وبينك قلدوني ما

تقلدت وباتفاق منهم أخذت ما أخذت غير مكابر ولا مستبد ولا مستأثر وهم بذلك شهود

فالتفتت فاطمة عليها السلام إلى الناس و قالت : معاشر المسلمين المسرعة إلى قيل الباطل المغضية على الفعل القبيح الخاسر أفلا تتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها كلا بل ران على

قلوبكم ما أسأتم من أعمالكم فأخذ بسمعكم وأبصاركم ولبئس ما تأولتم وساء ما به أشرتم وشر ما منه اغتصبتم لتجدن والله محمله ثقيلا وغبه وبيلا إذا كشف لكم الغطاء وبان بإورائه

الضراء وبدا لكم من ربكم ما لم تكونوا تحتسبون و خسر هنا لك المبطلون

ثم عطفت على قبر النبي ( ص ) و قالت

قـد كـان بعـدك أنبـاء و هنبثة لوكنت شاهدها لم تكثر الخطب
إنـا فقـدناك فقـد الأرض وابلها و اختل قومك فاشهدهم و لا تغب

قـد كـان جبريـل بالآيات يؤنسنا فغاب عنا فكـل الخيـر محتجب
و كنت بـدرا و نـورا يستضاء به عليك ينزل من ذي العـزة الكتب

تجهمتنـا رجـال و استخف بنـا إذ غبت عنا فنحن اليـوم تغتصب
فسوف نبكيك ما عشنا و ما بقيت منا العيـون بتهمال لها سكـب

فهكذا الزهراء عليها السلام تطالب بحقها وتدافع عن زوجها حتى أنها سلام الله عليها عندما أتوا إلى بيت أمير المؤمنين ليجبروه على البيعة، خرجت فاطمة فوقفت من وراء الباب، فقالت أيها الضالون المكذبون ماذا تقولون وأي شيء تريدون ؟

فقال عمر: يا فاطمة.

فقالت فاطمة: ما تشاء يا عمر ؟!

فقال عمر: ما بال ابن عمك قد أوردك للجواب وجلس من وراء الحجاب ؟

فقال عليها السلام: طغيانك يا شقي أخرجني وألزمك الحجة وكل ضالٍ غوي.

فقال عمر: دعي عنك الأباطيل وأساطير النساء وقولي لعلي يخرج.

فقالت: لا حب ولا كرامة أبحزب الشيطان تخوفني يا عمر وكان حزب الشيطان ضعيفا.

فقال عمر: إن لم يخرج جئت بالحطب الجزل وأضرمتها ناراً على أهل هذا البيت وأحرق من فيه أو يقاد علي إلى البيعة.

وأخذ عمر سوط قنفذ وضرب. وقال لخالد بن وليد: أنت ورجالنا هلموا في جمع الحطب فقال عمر: إني مضرمها.

فقالت عليها السلام: يا عدو الله وعدو رسوله وعدو أمير المؤمنين فضربت سلام الله عليها يديها على الباب تمنعنه من فتحه فرامه عمر فتصعب عليه فضرب عند إذ كفيها بالسوط فآلمها فسمع لها زفيراً وبكاءً، فركل الباب وقد ألصقت الزهراء أحشائها بالباب تترسه فنادت: يا أبتاه يا رسول الله هكذا كان يفعل بحبيبتك وابنتك آه يا فضة إليك فخذيني فقد قتل ما في أحشائي من حمل.

فدفع عمر الباب ودخل فأقبلت إليه الزهراء سلام الله عليها فصفقها صفقةً على خديها من ظاهر الخمار فانقطع قرطها وتناثر إلى الأرض.

فبعد ذلك أخرجوا علياً ملبباً إلى المسجد وخرجت وراءهم الزهراء منادية لا أدعكم تجرون ابن عمي ظلماً وأمر عمر قنفذ ليضربها بالسوط ففعل اللعين ذلك.

فلقد علمتنا الزهراء بمواقفها تلك واجبنا تجاه الدين الحنيف ومن يمثله من العترة الطاهرة فقد فدت بنفسها وولدها من أجل إعلاء كلمة الحق. وعندما قرب موعد رحيلها من هذه الدنيا الدنية إلى بارئها راضية مرضية نادت علياً عليه السلام وقالت له: يا ابن عم ما عهدتني كاذبةٌ ولا خائنة، ولا خالفتك منذ عاشرتني.

فقال علي عليه السلام: معاذ الله أنتي أعلم بالله وأبر وأتقى وأكرم وأشد خوفاً من الله من أن أوبخك بمخالفتي وقد عز علي مفارقتك وفقدك إلا أنه أمرٌ لا بد منه، والله لقد جددت علي مصيبة رسول الله وقد عظم وفـاتك وفقدك فإنا لله وإنا إليه راجعون من مصيبة ما أفجعها وآلمها وأمضها وأحزنها هذه مصيبة لا عزاء منها ورزية لا خلف لها.

إلى أن قالت: أوصيك أن لا يشهد أحدٌ جنازتي من هؤلاء الذين ظلموني فإنهم عدوي وعدو رسول الله ولا تترك أن يصلي علي أحدٌ منهم ولا من اتباعهم وادفني في الليل إذا هدأت العيون ونامت الأبصار.

فسلام عليك يا سيدتي يوم ولدت ويوم استشهدت مظلومة مغصوبة حقك ويوم تبعثين لتأخذين الثأر ممن ظلمك

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته


توقيع : صبر الحوراء
من مواضيع : صبر الحوراء 0 قرأوا المعلومة اللى تبكي عن القرآن
0 "من لزم الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجا
0 طائف قرآنية
0 من لازم الاستغفار
0 كلمات اهل جنوب العراق تدل عى اصالهتم
رد مع اقتباس