|  | 
| 
| 
| عضو  برونزي 
 |  | 
رقم العضوية : 83053
 |  | 
الإنتساب : May 2018
 |  | 
المشاركات : 826
 |  | 
بمعدل : 0.30 يوميا
 |  |      |  |  |  
   
 
   
 
 | المنتدى : 
منتدى القرآن الكريم 
 [تفسير۞فَمَا بَكَتۡ عَلَیۡهِمُ ٱلسَّمَاءُ وَٱلۡأَرۡضُ وَمَا كَانُوا مُنظَرِین۞] 
			 بتاريخ : 14-10-2023 الساعة : 06:09 PM 
 
 [تفسير۞فَمَا بَكَتۡ عَلَیۡهِمُ ٱلسَّمَاءُ وَٱلۡأَرۡضُ وَمَا كَانُوا مُنظَرِین۞]
 إنَّ عَـدَم*بُـكاء*السماء والأرض ربَّما كان كِنايةً عن حقارتهم ، وعدم وجود ولِـيّ ولا نصير لهم لِـيَحْـزَن عليهم ويَـبْكيـهِم ، ومِنَ المُـتَعارَف بَـيْـنَ العَرب أنهم إذا أرادوا تِـبْـيانَ أهَمِـيَّة مكانة*المَـيّت ، يقولون :*بَـكَت*عَـلَـيْهِ السّماءُ والأرض ، وأظلمتْ الشمسُ والقمرُ لِـفَـقْدِهِ .
 
 واحتمل أيضاً أن المراد*بكاء*أهل السماوات والأرض ، لأنهم يبكون المؤمنين المُـقَـرَّبين عند الله ، لا الجَـبَـابِـرة والطواغيت وأمثاله.
 
 
 وقال البعض : إنَّ*بُـكاءَ*السماءِ والأرض*بُـكاءٌ*حقيقيّ ، حيث تظهر احمراراً خاصاً غير احمرار الغروب والطلوع ، كما نقرأ في رواية : " لما*قتل*الحسين بن علي*بن*أبي طالب (عليه السلام)*بَـكَتِ*السماءُ عليه ، وبكاؤها حُـمرةُ أطرافِـها " .
 
 وفي رواية أخرى عن*الإمام الصادق (عليه السلام) : "*بَـكَـتِ*السماء على*يحيى بن زكريا*وعلى*الحسين بن علي (عليهما السلام)*أربعين صباحاً ، ولم تَـبْـكِ إلا عليهما " قلتُ :
 وما بكاؤها ؟ قال : " كانت تَـطـلـعُ حمراء ، وتَـغِـيبُ حمراء " .
 
 غير أننا نقرأ في حديث روي عن*النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) : " ما مِنْ مؤمن إلا ولَـهُ بابٌ يَـصْـعَـدُ مِـنْـهُ عَـمَـلُـهُ ، وبابٌ يَنزِل مِـنْـهُ رزقُـهُ ، فإذا*ماتَ*بَـكَـيَـا عَـلَـيْه " .
 
 ولا مُـنَـافَـاة بَـيْنَ هذه الروايات ، حيثُ كان لشهادة*الحسين (عليه السلام)*ويحيى بن زكريا (عليه السلام) صفة العموم في كل السماء ، ولما ورد في الروايات الأخيرة صفة الخصوص .
 
 على أيّ حال ، فلا تضاد بين هذه التفاسير ، ويمكن جمعها في معنى الآية .
 
 نعم لم تَـبْـكِ السماءُ لِموتِ هؤلاء الضالين*الظالمين ، ولم تحزن عليهم الأرض ، فقد كانوا موجودات خبيثة ، وكأنما لم تكن لهم أدنى علاقة بعالم الوجود ودنيا البشرية ، فلما طُرِدَ هؤلاء الأجانب من العالم لم يَـحُسّ أحد بِخلُـوّ مكانهم مِنْـهُم ، ولم يشعر أحد بِـفَـقْدِهم ، لا على وجه الأرض ، ولا في أطراف السماء ، ولا في أعماق قلوب البشر ، ولذلك لم تذرف عين أحد دمعة لِمَـوتِـهِم .
 
 
 وننهي الكلام في هذه الآيات بِـذِكْرِ روايةٍ عن*أمير المؤمنين (عليه السلام) .
 
 
 فقد ورد في رواية أن أمير المؤمنين علياً (عليه السلام) لما مَـرَّ على المَدائن ، ورأى آثار كِسرى مُـشرِفةً على السقوط والانهيار ،
 
 أنشد أحد أصحابِه الذين كانوا مَـعَـهُ :
 جَـرَتِ الرياحُ على رُسُومِـهِمْ
 فَـكأنَّـهُمْ كانوا على مِيعادِ !
 
 فقال*أمير المؤمنين علي (عليه السلام) : " أفلا قلتَ
 ۞ كَـمۡ تَـرَكُـوا مِن جَـنَّـاتࣲ وَعُـیُون ۞ وَزُرُوعࣲ وَمَـقَـامࣲ كَـرِیم ۞ وَنَـعۡـمَـةࣲ كَـانُوا فِـیهَـا فَـاكِـهِـین ۞.....فَـمَـا بَـكَـتۡ عَلَـیۡـهِـمُ ٱلسَّـمَـاءُ وَٱلۡأَرۡضُ وَمَـا كَـانُـوا مُـنْـظَـرِین ۞ "
 [سُورَةُ الدُّخَان/25 - 26 - 27 - 29]
 
 ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ  ــــــــــــــــ
 
 [ الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل .
 ج 16. ص 91 ـ 92 .
 تأليف الشيخ ناصر مكارم الشيرازي ]
 
 ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ  ــــــــــــــــ
 
 [ لا تَـنْسوني وَوالِدَيَّ مِنْ خالِصِ دُعائِكُم ]
 
 وآخِرُ دَعوَانَا
 
 ۞ أَنِ ٱلۡحَمۡدُ لِلهِ رَبِّ ٱلۡعَالَمِین ۞
 
 
 |  |  |  |  |  | 
 |