| 
	 | 
		
				
				
				عضو جديد 
				
				
 |  
| 
 
رقم العضوية : 81782
  |  
| 
 
الإنتساب : Dec 2014
 
 |  
| 
 
المشاركات : 36
 
 |  
| 
 
بمعدل : 0.01 يوميا
 
 |  
| 
      
 |  
| 
 |  
		
 
  
					 
  
  
			
			
			
			
  
 | 
	
	
		
		
		
المنتدى : 
منتدى العقائد والتواجد الشيعي
 
معرفة الله تعالى أساس إنساني 
			
			
			 
			
			بتاريخ : 25-12-2014 الساعة : 11:07 PM
			
			 
			
			 
		
		
 
 
 
 
 عن الإمام علي ( عليه السلام ) : ( أول الدين معرفته ) .  
 لو  شبّهنا الدين ببناء يتألّف من جدران وباب وسقف ونوافذ وقواعد ينهض عليها  البناء ، فإنّ قواعد جميع الأفكار والعقائد والأخلاق الدينية هي معرفة الله  ؛ ولو شبّهنا الدين بكتاب علمي يضم أبواباً وفصولاًَ وقضايا متنوّعة  وأفكاراً يقوم عليها أصل الكتاب فإنّ معرفة الله سبحانه هي الأساس الأوّل  في ذلك .  
 إذا  أردنا مثلاً أن نخزن مقداراً من مواد البناء فليس مهمّاً ترتيب خزنها ، أو  أردنا أن نؤلّف كتاباً متنوّعاً يضم مقالات مختلفة فليس مهم ترتيب مقالاته  أو تسلسلها ، ذلك أنّه كتاب متنوّع في مواضيعه .  
 وحتّى  مطالعة مثل هكذا كتاب لا يلزمنا أن نبدأ بالموضوع الأوّل أو بالصفحة  الأولى ، إذ يمكننا أن نبدأ من منتصف الكتاب أو من آخره ، أمّا إذا أردنا  أن نقيم بناءً معيّناً فإنّ الأمر هنا يختلف تماماً ، فالتسلسل والدقّة  والحساب أمر مطلوب ، وكذلك لو أردنا أن نؤلّف كتاباً علمياً ، أو أردنا  مطالعته ، فإنّ أوّل شيء نفعله هو مواكبة الكتاب من بدايته ، وحسب ترتيب  مواضيعه .  
 فالتديّن  المنطقي والسليم يلزم المرء أن يشرع من البداية من الأسس ، ألا وهي  التوحيد ومعرفة الله ، فإذا لم يثبت هذان الأصلان في أعماق الروح وطيّات  القلب ، فإنّ سائر الأجزاء ستبقى دونما أساس متين .  
 فعندما  صدع الرسول الأعظم ( صلى الله عليه وآله ) بدعوته وبشّر برسالته ، هل قال :  صلّوا أو صوموا ؟ وهل قال : صَلوا أرحامكم ، ولا يظلم بعضكم بعضاًَ ، وهل  دعا إلى الإلتزام ببعض الآداب المستحبّة في المشي أو الجلوس أو تناول  الطعام ؟  
 إنّه لم يقل أو يذكر من ذلك شيئاً ، بل هتف ( عليه السلام ) : ( قولوا لا إله إلاّ الله تفلحوا ) .  
 لقد  بدأ الرسول الأعظم ( صلى الله عليه وآله ) دعوته إلى الدين الحنيف بهذه  العبارة ، فاحتلّ بها قلوب العالمين ، ومن ثمّ بنى أمّته العظيمة انطلاقاً  من ذلك الأساس المتين .  
 إنّ معرفة الله لا تقتصر على الدين فحسب ، بل إنّها جوهر الوجود الإنساني ، ذلك أنّ بناء الإنسان لا يتم إلاّ على أسس التوحيد .  
 إنّنا  نطلق على كثير من الأمور والشؤون وننعتها بالإنسانية ، فنقول : إنّ  الإنسانية تقتضي الرحمة والمروءة والإحسان ، وإنّ الإنسانية تنشد السلام  وتنفر من الحرب ، وتجعلنا متعاطفين مع المرضى والجرحى والمنكوبين ، وتدفعنا  إلى مساعدة المحتاجين ، وتطلب منّا التضحية بالنفس ، واحترام حقوق الآخرين  ، وإلى غير ذلك من المواقف والسلوك ، وكلّ ذلك صحيح لا يعترض عليه أحد ،  بل إنّ على كل إنسان أن يحقّق إنسانيته من خلال ذلك ، ولكنّا لو تسائلنا عن  الأسس المنطقية التي تستند إليها تلك الوصايا والأخلاق التي تدفعنا إلى  التضحية بمصالحنا من أجلها ، فإنّنا سنكون حينها عاجزين عن إقناع أنفسنا  والآخرين بالفلسفة الكامنة وراء تلك الأخلاق والمواقف ، إذا لم نأخذ بنظر  الإعتبار معرفة الله تعالى .  
 لا  يمكننا أبداً إكتساب القيم الأخلاقية الرفيعة ، أو الانتهال من الفيض  الروحي بعيداً عن نبعه الإلهي ، فحتّى أكثر المؤسّسات مادّية في العالم تجد  نفسها مضطرة إلى أن تبني نظمها الإجتماعية على أسس أخلاقية .  
 لا  يمكن إقصاء الإنسانية بعيداً عن معرفة الله ؛ فأمّا الإيمان أو السقوط في  حضيض الحيوانية ، وعبادة الذات والمصلحة الشخصية ، وما تضج به من انقياد  إلى الشهوة والوقوع في أسرها ؛ فأمّا عبادة الله أو عبادة البطن والجاه  والمناصب والمال ، إذ ليس هناك من طريق ثالث .  
 ومن يدّعي الشرف والخلق والتقوى والعفّة ، وهو بعيد عن الله الذي هو نبع كل تلك الصفات ، فإنّ ذلك مجرّد أوهام لا غير .  
 يعبّر القرآن الكريم عن هذه الحقيقة بقوله عز وجل : (  أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍ  طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء تُؤْتِي أُكُلَهَا  كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا ) إبراهيم : 24 ـ 25 .  
 الإيمان  شجرة تمد جذورها في أعماق الروح ، فتتفرّع منها أغصان الإعتقاد بالنبوّة  والولاية والأديان ، وكذلك الإعتقاد بأنّ هذا العالم قائم على العدالة  والحق ، وأنّه لا يضيع أجر المحسنين ، وسيلقى المسيئون جزاء أعمالهم .  
 أمّا ثمار هذه الشجرة الطيّبة ، فهي الشرف والكرامة والعفّة والتقوى والإحسان والتسامح والفداء والقناعة والطمأنينة والسلام .  
 وفي مقابل ذلك يضرب القرآن مثلاً آخر ، يقول تعالى : ( وَمَثلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِن فَوْقِ الأَرْضِ مَا لَهَا مِن قَرَارٍ ) إبراهيم : 26 .  
 وهذه  حقيقة تتجلّى أحياناً في أفراد نراهم يتحمّسون دفاعاً عن عرق أو قومية ،  أو يقعون تحت تأثير بعض العقائد ، فتشتعل في نفوسهم المشاعر الكاذبة التي  قد تدفعهم إلى التضحية بأرواحهم من أجلها ، ولو سمحت الفرصة لأحدهم أو راجع  نفسه قليلاً لعجز عن إيجاد أساس منطقي لموقفه وسلوكه ، فقليل من التأمّل  والإرشاد سوف يقشع تلك السحب عن سماء روحه .  
 أجل  ، إنّ الإيمان هو وحده الذي يمتلك أساسه الإنساني المتين ، وإنّ قواعد  البناء الإنساني إنّما تنهض على التقوى والاستقامة والطهر ، وعلى الشجاعة  والشهامة والفداء ، وهي الخصال التي يمتاز بها الإنسان عن الحيوان .  
 قال الله تعالى : (  اللهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُواْ يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى  النُّوُرِ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ أَوْلِيَآؤُهُمُ الطَّاغُوتُ  يُخْرِجُونَهُم مِّنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ ) البقرة : 257 .
  
		
 |  | 
		
		
		
                
		
		
		
	
	
 | 
 
| 
 | 
		
 |   
 |