[ابوزينب1]

القبر

ما هي إلا ساعات بين عويل ونحيب من أخ شقيق ووالد شفيق وأم حنون , وأحبة يبكون وبعض يجزعون , وأنا بين يدي مُغسلي يُقلبني يميناً وشمالاً , ثم أدرجني في أكفاني خاضعاً مُنقاداً سلساً , ثم ألقى على الأعواد يحملني أولادي وأصحابي إلى دار غربتي ومنقطعي , حيث انصرف المشيّع عني ورجع المتفجع من خاصتي بعد ان ارتفعت أيديهم وانخفضت تحمل من تراب الأرض لترميه على عزيزهم المفقود , وبقيت في حفرة ضيقة , وقبر مظلم , وبيت وحدة , ومنزل وحشة , وضغطة مؤلمة , ... . وإليك بعض ما ورد عن أهل البيت(عليهم السلام) في وصف القبر وعذابه :
1- ورد عن النبي الأكرم محمد(صلى الله عليه وآله وسلم): { يقول القبر للميت حين يوضع في قبره , ويحك ياابن آدم ما غرك بي , ألم تعلم إني بيت الفتنة وبيت الظلمة وبيت الوحدة وبيت الدوّد , ما غرك بي , إذ كنت تمر بي مراراً ....} .
2- ورد عن النبي المصطفى(صلى الله عليه وآله وسلم): { ان الميت يقعد وهو يسمع خطوة مشيعيه فلا يُكلمه شيء إلا قبره , فيقول : ويحك يا ابن آدم أليس قد حذرتني وحذرت ضيقي وهولي ودودي ... فما أعددت مني ؟ } .
3- ورد عن النبي(صلى الله عليه وآله وسلم): { عذاب القبر من النميمة والغيبة والكذب } .
4- عن أمير المؤمنين(u): { دهمته فجعات المنية ... بين أخ شقيق ووالد شفيق , وداعية بالويل جزعاً , ... , والمرئ في سكرة ملهية وغمرة كارثة وانّة موجعة وجذبة مكربة وسوقة متعبة .... ثم أُدرج في أكفانه مُبلساً , وجذب مُنقاداً سلساً , ثم ألقي على الأعواد , ... تحمله حفدة الولدان وحشدة الاخوان إلى دار غربته ومنقطع زورته , حتى إذا انصرف المشيع ورجع المتفجع اقعد في حفرته نجياً لبهتة السؤال وعثرة الامتحان , ... وأعظم ما هنالك بلية نزول الحميم وتصلية جحيم وفورات السعير وسورات الزفير , لا فترة مريحة ولا دعة مزيحة ولا قوة حاجزة ولا موتة ناجزة ولا سنة مسلية بين اطوار الموتات وعذاب الساعات , انّا بالله عائذون } .
5- وعنه(عليه الصلاة والسلام): { وان غداً من اليوم قريب , يذهب اليوم بما فيه ويجيء الغد لاحقاً به , فكان كل امرئ منكم قد بلغ من الأرض منزل وحدته , ومخط حفرته , فيا له من بيت وحدة , ومنزل وحشة , ومنفرد غربة , وكأن الصيحة قد أتتكم والساعة قد غشيتكم , وبرزتم لفصل القضاء ....} .
6- وعنه(u): { وبادروا الموت في غمراته , وامهدوا له قبل حلوله , واعدوا له قبل نزوله .... وقبل بلوغ الغاية ما تعلمون من ضيق الارماس (القبور) وشدة الابلاس , وهول المطلع , وروعات الفزع , واختلاف الاضلاع , واستكاك الاسماع , وظلمة اللحد , وخيفة الوعد , وغم الضريح (اللحد) وردم الصفيح ...} .
7- وعنه(u): { فاجعلوا طاعة الله ... مصابيح لبطون قبوركم, وسكناً لطول وحشتكم , ونفساً لكرب مواطنكم } .
8- وعنه(u): { اليكِ عني يا دنيا ... أين القرون الذين غررتهم بمداعبك , أين الأمم الذين فتنتهم بزخارفك , ها هم رهائن القبور ومضامين اللحود ....} .
9- وعن سيد الوصيين وإمام الموحدين علي(u): { يا أهل الديار الموحشة , والمحال المقفرة , والقبور المظلمة , يا أهل التربة , يا أهل الغربة , يا أهل الوحدة , يا أهل الوحشة ..} .
10- ورد عنه(u): { عذاب القبر يكون من النميمة , وعزب الرجل عن أهله } .
11- ورد عن الإمام الصادق(u): { اللهم بارك لي في الموت , اللهم أعنِّي على سكرات الموت , اللهم أعنّي على غم القبر , اللهم أعنّي على ضيق القبر , اللهم أعنّي على ظلمة القبر , اللهم أعنّي على وحشة القبر } .
12- كان الإمام الصادق(u)إذا أصبح يقول: {.... اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر ومن ضيق القبر ومن ضغطة القبر} .
13- ورد عن الإمام السجاد(u): { أشد ساعات ابن آدم ثلاث ساعات :
الساعة التي يعاين فيها ملك الموت .
والساعة التي يقوم فيها من قبره .
والساعة التي يقف فيها بين يدي الله تبارك وتعالى , فأما إلى الجنة وأما إلى النار .... ان نجوت يا ابن آدم عند الموت فأنت أنت وإلا هلكت , .... وان نجوت يا ابن آدم حين توضع في قبرك فأنت أنت وإلا هلكت , .... وان نجوت حين يحمل الناس على الصراط فانت انت وإلا هلكت , .... وان نجوت حين يقوم الناس لرب العالمين فأنت أنت وإلا هلكت , .... ثم تلا(u)قوله تعالى: {ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون}
قال(u): هو القبر وان لهم فيه لمعيشة ضنكاً , والله ان القبر لروضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النار...} .
14- ورد انه سئل الإمام الصادق(u): { أيفلت من ضغطة القبر أحد ؟ قال(u): نعوذ بالله منها .. ما أقل من يفلت من ضغطة القبر } .
15- ورد انه سُئل الإمام الصادق(u): { عن المصلوب يصيبه عذاب القبر ؟ فقال(u): ان رب الأرض هو رب الهواء فيوحي الله عز وجل إلى الهواء فيضغطه } .
16- ورد عنه(u): { إذا أتيت بالميت القبر فلا تفدح به القبر , فإن للقبر أهوال عظيمة وتعوذ من هول المطلع, ولكن ضعه قرب شفير القبر وأصبر عليه هنيئة ثم قدّمه قليلاً وأصبر عليه ليأخذ اهبته , ثم قدّمه إلى شفير القبر } .
17- عن الإمام الصادق(u): {... ان كان كافراً , خرجت الملائكة تشيعه إلى قبره يلعنونه حتى إذا انتهى إلى قبره ... قالت له الأرض : لا مرحباً بك ولا أهلاً ... أما والله لقد كنت أبغض ان يمشي علّيّ مثلك ... لا جرم لترينَّ ما أصنع بك اليوم , فتضيق عليه حتى تلتقي جوانحه} .

نسألكم الدعاء
مقدمة كتاب الطهارة للسيد الحسني