كان سيّدنا موسى عليه السلام، يفر بقومه من ظلم فرعون وملاحقته لهم فلم يجد سوى سيناء يلجأ إليها، وهناك حدثت له المعجزات الشاهدة على التواء بني اسرائيل وفساد طويتهم وانحراف أخلاقهم فنزلت بهم آيات الله البينات حجة عليهم بأنهم قوم مغضوب عليهم، مراوغون كاذبون أنانيون*..* وفي* سيناء* كان* التيه* العظيم* حقا* عليهم* لأنهم* خذلوا* نبيهم* ومحررهم* من* جبروت* فرعون*.
سيناء المسكونة بقبائل عربية صميمة منذ الأزل تتمدد بصحرائها ورمالها وجبالها فضاء فسيحا بين بلاد الشام ومصر، فهي قريبة من أهل الشام وإن كانت الجغرافيا السياسية تضمها إلى مصر.. في هذا الموطن المقدس يعيش الناس شظف الحياة وقسوتها فهم رغم توفر الأرض على البترول والمعادن وأشياء أخرى كثيرة، لم تلق أية عناية من الحكام المصريين منذ عشرات السنين.. وأبلى أهل سيناء في الحرب مع إسرائيل بلاءات كبيرة وكانوا هم الجنود المجهولين خلف مواقع العدو يسندون الجيش المصري بأدق التفصيلات.
ولكن أهل المدن في مصر كانوا ينظرون إلى البدو من أهل سيناء بنظرة استعلائية يتهمونهم في ولائهم ووطنيتهم، فحرموهم من حقوق المواطنة الأساسية وتركوا أرضهم وبلداتهم تحت طائلة التهميش.. وأصبح المواطن في هذه الرقعة إنما هو من درجة ثالثة أو رابعة.
الآن سيناء تستعيد عافيتها، حيث اختارت مرشحا يضع نصب عينيه المواطنة الصالحة للجميع ورفع الغبن عن الجميع.. في هذه الأثناء يدرك أهل سيناء أن "كامب ديفد" وتداعياته هي السبب في تهميش سيناء وعدم قيام مشاريع من شأنها تطوير البلد والارتقاء بأهلها من الأمية والمرض والفقر* إلى* الاستغناء* والتعلم* والمشاركة* في* أجهزة* الدولة* بلا* حدود*.
في الأيام الأخيرة، انطلقت عدة صواريخ من سيناء في اتجاه إسرائيل أوقعت خسائر، وإن كانت الخسارة على الصعيد المعنوي هائلة حيث تجد القيادة الإسرائيلية في الخطر القادم من سيناء مصر تهديدا حقيقيا سيربك المخطط الصهيوني، وسيفتح عليه جبهة جديدة خطرة.