السلام عليكم
هل كان معاوية هو من خرج على سيّدنا عليّ أو سيّدنا عليّ من جاء من الكوفة إلى صفين؟!
ثانياً: هل كان قتال معاوية من أجل السلطة، أم من أجل دم عثمان؟!
وقد كان الأشتر قائد الخوارج في جيش سيّدنا عليّ، فلا تدلّسوا على الناس وتقولوا كان القتال من أجل السلطة.
الإجابة
الأخ خالد المحترم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
سوف نجيب على ما قلت وفق مباني أهل نحلتك.. فنقول:
1ــ إنّ علي( عليه السلام) أنتخب من الصحابة والتابعين ليكون خليفة للمسلمين فبايعه الناس على أن يكون الخليفة، وقد تم الأمر له بذلك، والذي يخالف ذلك يكون خارجاً عليه، وعلى هذا يكون معاوية خرج على الخليفة ورفض أن يسلّم الأمور لخليفة المسلمين عليّ(عليه السلام)، فحاله بذلك حال المرتدين الذين خرجوا على أبي بكر!
فهل يمكنك القول هنا مثلاً أنّ أبا بكر هو الخارج على المرتدين؟!
2ــ لو أراد معاوية حقاً المطالبة بدم عثمان كان المناسب له أن يقدّم شكوى بذلك، لا أن يشق عصا المسلمين ويفرّق وحدتهم!
3ــ من الأدلّة على أنّ معاوية لم يكن مهتماً بأمر عثمان هو عدم نصرته له في زمن حصاره، فإنّه لا يهمه أمر عثمان بقدر ما يهمّه محاربة عليّ(عليه السلام) الذي يريد أن يعزله عن ملك الشام.
ومن الأدلّة الأخرى التي تدلّ على أنّ معاوية لم يكن يقاتل عليّاً(عليه السلام) لأجل المطالبة بدم عثمان ما قاله بعد صلح الإمام الحسن(عليه السلام)، كما أورد ابن أبي شيبة (ت235هـ) عن سعيد بن سويد، حيث قال: ((صلّى بنا معاوية الجمعة بالنخيلة في الضحى، ثمّ خطبنا فقال: ما قاتلتكم لتصلّوا ولا لتصوموا ولا لتحجّوا ولا لتزكّوا، وقد أعرف أنّكم تفعلون ذلك، ولكن إنّما قاتلتكم لأتأمر عليكم، وقد أعطاني الله ذلك وأنتم له كارهون))(المصنّف 7: 251).
4ــ النبيّ(صلّى الله عليه وآله وسلّم) وضع لنا مائزاً لمعرفة الحقّ من الباطل بقوله: (إنّ عمّار تقتل الفئة الباغية)، وعمّار قتل من قبل أتباع معاوية، فمعاوية وأتباعه هم الفئة الباغية.
5ــ أمّا الأشتر وهو مالك بن الحارث(رضوان الله عليه) فهو أعظم وأشرف من كلّ هؤلاء الذين تعظّمهم! كيف تقول أنّه قائد الخوارج وهذا أمير المؤمنين(عليه السلام) بكاه حين قتله معاوية بالسمّ غدراً حتّى أصبح في خده أخدوداً ومدحه بقوله (عليه السلام): (كان لي مالك كما كنت لرسول الله(صلّى الله عليه وآله)(شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 2: 214، 15: 98).
ودمتم في رعاية الله