بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف
مشكل الآثار ـ الطحاوى ج8
الكتاب : مشكل الآثار للطحاوي
مصدر الكتاب : موقع جامع الحديث
[ الكتاب مرقم آليا غير موافق للمطبوع ]
3030 - وحدثنا فهد بن سليمان قال : حدثنا عبد الله بن صالح قال : حدثني الليث قال : حدثني يحيى بن سعيد ، عن أنس بن مالك ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « سدوا هذه الأبواب إلا باب أبي بكر ، فإني رأيت على كل باب منها ظلمة » قال أبو جعفر : فذكرت هذا الحديث لإبراهيم بن أبي داود ، وقلت له : إن فهدا قد وافقه فيه حسن بن سليمان ، أفسمعته أنت من عبد الله بن صالح ؟ فقال : حدث به في يوم لم أحضره فيه ، ثم حضرته في غده ، فذكره ، ورجع عنه . قال أبو جعفر : ففيما روينا من هذه الأحاديث أن الباب المستثنى منها كان باب أبي بكر ،
وقد روي أن الباب المستثنى منها كان باب علي بن أبي طالب رضي الله عنه .
3033 - وحدثنا يزيد بن سنان قال : حدثنا عبد الله بن الجراح القهستاني قال : حدثنا زافر بن سنان ، عن إسرائيل بن يونس ، عن عبد الله بن شريك ، عن الحارث بن ثعلبة قال : قلت لسعد رضي الله عنه : أشهدت شيئا من مناقب علي عليه السلام ؟ قال : شهدت له أربع مناقب ، والخامسة لقد شهدتها ، لأن يكون لي أخراهن أحب إلي من الدنيا وما فيها : «
سد رسول الله صلى الله عليه وسلم أبواب المسجد وترك باب علي رضي الله عنه ، فسئل عن ذلك فقال : » ما أنا سددتها ، وما أنا تركتها « ، وزوجه رسول الله صلى الله عليه وسلم فاطمة عليها السلام ، فولدت له ، وأعطاه الراية يوم خيبر »
3034 - وحدثنا أحمد بن شعيب قال : أخبرنا أحمد بن يحيى الصوفي قال : حدثنا علي - وهو ابن قادم ، عن فطر - وهو ابن خليفة ، عن عبد الله بن شريك ، عن عبد الله بن أبي الرقيم ، عن سعد : « أن العباس أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال :
سددت أبوابنا إلا باب علي ؟ فقال : » ما أنا فتحتها ، وما أنا سددتها «
3035 - وحدثنا أحمد بن شعيب قال : أخبرني محمد بن وهب بن أبي كريمة الحراني قال : حدثنا مسكين بن بكير قال : حدثنا شعبة ، عن أبي بلج ، عن عمرو بن ميمون ، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : «
أمر النبي صلى الله عليه وسلم بأبواب المسجد فسدت إلا باب علي عليه السلام »
3036 - أخبرنا أحمد قال : وأخبرنا محمد بن المثنى قال : حدثنا يحيى بن حماد قال : حدثنا الوضاح - وهو أبو عوانة قال : حدثنا يحيى - وهو ابن أبي سليم أبو بلج قال : حدثنا عمرو بن ميمون قال : قال ابن عباس : «
وسد أبواب المسجد - يعني النبي صلى الله عليه وسلم - غير باب علي عليه السلام ، فكان يدخل في المسجد وهو جنب ، وهو طريقه ليس له طريق غيره »
3037 - وحدثنا فهد قال : حدثنا يحيى بن عبد الحميد الحماني قال : حدثنا أبو عوانة ، عن أبي بلج ، عن عمرو بن ميمون ، عن ابن عباس قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : «
سدوا أبواب المسجد إلا باب علي »
3039 - وحدثنا إبراهيم بن مرزوق قال : حدثنا أبو عامر العقدي ، وحدثنا فهد بن سليمان قال : حدثنا أبو نعيم قالا : حدثنا هشام بن سعد ، عن عمرو بن أسيد ، عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : « كنا نتحدث في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : » خير الناس أبو بكر ، ثم عمر رضي الله عنهما « ، وقد أعطي علي عليه السلام ثلاث مناقب ، لأن يكون لي إحداهن أحب إلي من حمر النعم (1) : زوجه رسول الله صلى الله عليه وسلم فاطمة فولدت منه ، وأعطاه الراية يوم خيبر ،
وسد أبواب المسجد كلها إلا باب علي »
__________
(1) النعم : الإبل والشاء ، وقيل الإبل خاصة
3040 - وحدثنا أحمد بن شعيب قال : أخبرنا محمد بن بشار قال : حدثنا محمد بن جعفر قال : حدثنا عوف ، عن ميمون أبي عبد الله ، عن زيد بن أرقم قال : « كان لنفر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أبواب شارعة (1) في المسجد ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : »
سدوا هذه الأبواب إلا باب علي « ، فتكلم في ذلك أناس ، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال : » أما بعد :
فإني أمرت بسد هذه الأبواب غير باب علي ، فقال فيه قائلكم ، والله ما سددت ، ولا فتحت ، ولكن أمرت بشيء فاتبعته « قال أبو جعفر : فقال قائل : هذا اضطراب شديد ، واختلاف بعيد ، فكيف تقبلون هذا ، وتضيفونه بجملته إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ فكان جوابنا له في ذلك بتوفيق الله عز وجل وعونه :
إنه لم يبين لنا في ذلك ما ادعاه من الاختلاف ، وإنه إنما أتى في ذلك من قلة علمه بسعة اللغة التي كانت العرب يخاطب بعضهم بها بعضا ، ويفهم بعضهم بها عن بعض مرادهم بما يتخاطبون به منها ، فقد يحتمل أن يكون كان منه ما في كل واحد من هذين الجنسين من هذه الأحاديث في قولين مختلفين ، فكان الأول منهما أمر بسد تلك الأبواب إلا الباب الذي استثناه منها ، إما باب أبي بكر ، وإما باب علي ، ثم أمر بعد ذلك بسد الأبواب التي أمر بسدها بقوله الأول ، ولم يكن منها الباب الذي استثناه منها إلا الباب الذي استثناه ، إما باب أبي بكر ، وإما باب علي ، فعاد البابان مستثنيين بالاستثناءين جميعا ، ولم يكن ما أمر به آخرا رجوعا عما كان أمر به أولا ، وعاد ما كان منه في أمريه جميعا باقيا ، فعاد البابان : باب أبي بكر ، وباب علي مستثنيين جميعا ، خارجين من الأبواب التي كان أمر بسدها ، وكان ذلك مما اختص به أبا بكر وعليا ، كما قد اختص غيرهما من أصحابه بما اختصه به . فمن ذلك ما كان منه مما اختص به عمر من قوله له : » فقد كان في الأمم محدثون - يعني ملهمين - فإن يكن في أمتي منهم أحد فعمر « ، وهذه رتبة لم يطلقها في أحد غير عمر . ومثل ذلك ما اختص به عثمان ، إذ أخبر باستحياء الملائكة منه ، وذلك مما لم يذكره لغيره ، ومثل ذلك ما كان منه في طلحة بن عبيد الله بإخباره أنه ممن قضى نحبه .
__________
(1) الشارعة : المفتوحة المطلة على المكان
http://islamport.com/d/1/srh/1/19/38...tsub=%C8%D3%CF
يتبع »»»»