بسند إمامي صحيح: إساءة أخلاقية شديدة يوجهها أبو بكر وعمر إلى النبي (ص)
بتاريخ : 05-12-2010 الساعة : 12:53 PM
بسند صحيح
إساءة أخلاقية شديدة يوجهها أبو بكر وعمر إلى النبي صلى الله عليه وآله
الإساءات التي ارتكبها أبو بكر وعمر في حقِّ الإسلام والمسلمين كثيرة جداً، وكبيرة جداً، وقد ورد ذكر العديد منها في كتب السنة والشيعة.. وممَّا في كتب الشيعة هذه الرواية الصحيحة التي نريد أن نستعرضها في هذا الموضوع، وهي تدل على قلَّة عقل هذين الرجلين، مع انعدام للأخلاق فيما ينبغي مُراعاته في التعامل مع عامَّة الناس فضلاً عن النبي الأكرم صلى الله عليه وآله.. وقد استاء النبي جداً من تصرُّفهما، وصعد المنبر وبادر الأنصار إلى أسلحتهم وأُمروا بتحضير خيولهم؛ تعبيراً عن عظمة الإساءة والإهانة التي يريد أن يشجبها النبي، ثم أخذ يوبِّخ جميع الصحابة من باب (إياك أعني واسمعي يا جارة) ، واعتبر فعل أبي بكر وعمر تتبُّعاً لعيب رسول الله المُبرّأ من كل عيب.. وإليك نص الرواية.
روى ثقة الإسلام الشيخ محمد بن يعقوب الكليني في كتاب الكافي ج 5 ، ص 565 - 566 ، قال :
(مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام، قَالَ:
إِنَّ أَبَا بَكْرٍ وَ عُمَرَ أَتَيَا أُمَّ سَلَمَةَ، فَقَالا: لَهَا يَا أُمَّ سَلَمَةَ ؛ إِنَّكِ قَدْ كُنْتِ عِنْدَ رَجُلٍ قَبْلَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وآله، فَكَيْفَ رَسُولُ اللَّهِ مِنْ ذَاكَ فِي الْخَلْوَةِ؟ فَقَالَتْ: مَا هُوَ إِلاَّ كَسَائِرِ الرِّجَالِ. ثُمَّ خَرَجَا عَنْهَا، وَأَقْبَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وآله، فَقَامَتْ إِلَيْهِ مُبَادِرَةً فَرَقاً أَنْ يَنْزِلَ أَمْرٌ مِنَ السَّمَاءِ فَأَخْبَرَتْهُ الْخَبَرَ، فَغَضِبَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله، حَتَّى تَرَبَّدَ وَجْهُهُ وَالْتَوَى عِرْقُ الْغَضَبِ بَيْنَ عَيْنَيْهِ، وَخَرَجَ وَهُوَ يَجُرُّ رِدَاءَهُ حَتَّى صَعِدَ الْمِنْبَرَ، وَبَادَرَتِ الأَنْصَارُ بِالسِّلاحِ، وَأَمَرَ بِخَيْلِهِمْ أَنْ تَحْضُرَ، فَصَعِدَ الْمِنْبَرَ فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ مَا بَالُ أَقْوَامٍ يَتَّبِعُونَ عَيْبِي وَيَسْأَلُونَ عَنْ غَيْبِي؟ وَاللَّهِ إِنِّي لأَكْرَمُكُمْ حَسَباً، وَأَطْهَرُكُمْ مَوْلِداً، وَأَنْصَحُكُمْ لِلَّهِ فِي الْغَيْبِ، وَلا يَسْأَلُنِي أَحَدٌ مِنْكُمْ عَنْ أَبِيهِ إِلاَّ أَخْبَرْتُهُ، فَقَامَ إِلَيْهِ رَجُلٌ فَقَالَ: مَنْ أَبِي؟ فَقَالَ: فُلانٌ الرَّاعِي. فَقَامَ إِلَيْهِ آخَرُ فَقَالَ: مَنْ أَبِي؟ فَقَالَ: غُلامُكُمُ الأَسْوَدُ. وَقَامَ إِلَيْهِ الثَّالِثُ فَقَالَ: مَنْ أَبِي؟ فَقَالَ: الَّذِي تُنْسَبُ إِلَيْهِ. فَقَالَتِ الأَنْصَارُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ ؛ اعْفُ عَنَّا ، عَفَا اللَّهُ عَنْكَ ، فَإِنَّ اللَّهَ بَعَثَكَ رَحْمَةً ، فَاعْفُ عَنَّا عَفَا اللَّهُ عَنْكَ . وَكَانَ النَّبِيُّ ـ صلى الله عليه وآله ـ إِذَا كَلَّمَ اسْتَحْيَا وَعَرِقَ وَغَضَّ طَرْفَهُ عَنِ النَّاسِ حَيَاءً حِينَ كَلَّمُوهُ فَنَزَلَ. فَلَمَّا كَانَ فِي السَّحَرِ هَبَطَ عَلَيْهِ جَبْرَئِيلُ ـ عليه السلام ـ بِصَفْحَةٍ مِنَ الْجَنَّةِ فِيهَا هَرِيسَةٌ، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ ؛ هَذِهِ عَمِلَهَا لَكَ الْحُورُ الْعِينُ، فَكُلْهَا أَنْتَ وَعَلِيٌّ وَذُرِّيَّتُكُمَا؛ فَإِنَّهُ لا يَصْلُحُ أَنْ يَأْكُلَهَا غَيْرُكُمْ. فَجَلَسَ رَسُولُ اللَّهِ ـ صلى الله عليه وآله ـ وَعَلِيٌّ وَفَاطِمَةُ وَالْحَسَنُ وَ الْحُسَيْنُ ـ عليهم السلام ـ فَأَكَلُوا، فَأُعْطِيَ رَسُولُ اللَّهِ ـ صلى الله عليه وآله ـ فِي الْمُبَاضَعَةِ مِنْ تِلْكَ الأَكْلَةِ قُوَّةَ أَرْبَعِينَ رَجُلاً، فَكَانَ إِذَا شَاءَ غَشِيَ نِسَاءَهُ كُلَّهُنَّ فِي لَيْلَةٍ وَاحِدَة) انتهى بنصه.
قال العلامة المجلسي ـ رحمه الله ـ في (مرآة العقول) ج20 ، ص421 : (صحيح) ، وهو كمال قال.