السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
تدعون أن عمر بن الخطاب كان زاهدا بالدنيا ولم تكن عنده ثروة , فتقولون أنه زاهدا بالدنيا فما كان يريد الدنيا وما انتفع من خلافته !! . والمعروف ان عمر بن الخطاب كان فقيرا وكان خادما عند الوليد بن المغيرة ولا باس ننقل لكم حال عمر وهل فعلا ليس له علاقة بالدنيا .
فقد ذكر عدة من الحفاظ منهم العيني في عمدة القاريء وابن حجر العسقلاني في فتح الباري في شرح صحيح البخاري قال : (( ..... وقد أنكر نافع مولى بن عمر أن يكون على عمر دين فروى عمر بن شبة في كتاب المدينة بإسناد صحيح أن نافعا قال من أين يكون على عمر دين وقد باع رجل من ورثته ميراثه بمائة ألف انتهى وهذا لا ينفي أن يكون عند موته عليه دين فقد يكون الشخص كثير المال ولا يستلزم نفي الدين عنه... ))[1] .
وقال العيني في عمدة القاريء (( .. فإن قلت روى عمرو بن شبة في ( كتاب المدينة ) بإسناد صحيح أن نافعا مولى ابن عمر قال من أين يكون على عمر دين وقد باع رجل من ورثته ميراثه بمائة ألف قلت قيل هذا لا ينفي أن يكون عند موته عليه دين .. . ))[2]
والمعروف أن عمر ابن الخطاب له تسعة من الأولاد والبنات من غير أزواجه فإذا كان هذا سهم واحد من أولاده وهو مبلغ كبير جدا فما بال مجموع أملاكه لأولاده التسعة وباقي زوجاته ونحن نعرف من سيرة عمر انه كان فقيرا قبل دخوله في الإسلام وكان خادما عند الوليد بن المغيرة .
بل أن عمر بن الخطاب هو يعترف أن التجارة والصفق بالأسواق ألهته عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقد اخرج عدة من الحفاظ منهم مسلم في صحيحه والبخاري في صحيحه واللفظ للبخاري قال : حدثنا محمد بن سلام أخبرنا مخلد بن يزيد أخبرنا ابن جريج قال أخبرني عطاء عن عبيد الله بن عمير أن أبا موسى الأشعري استأذن على عمر بن الخطاب رضي الله عنه فلم يؤذن له وكأنه كان مشغولا فرجع أبو موسى ففرغ عمر فقال ألم أسمع صوت عبد الله بن قيس ائذنوا له , قيل قد رجع فدعاه فقال كنا نؤمر بذلك . فقال تأتيني على ذلك بالبينة فانطلق إلى مجلس الأنصار فسألهم فقالوا لا يشهد على هذا إلا أصغرنا أبو سعيد الخدري فذهب بأبي سعيد الخدري فقال عمر أخفي هذا علي من أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ ألهاني الصفق بالأسواق , يعني الخروج إلى تجارة . [3]
وفي تفسير الصنعاني : عبد الرزاق عن ابن جريج عن عمرو بن دينار عن بجالة المتيمي قال مر عمر بغلام وهو يقرأ النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم وهو أب لهم فقال عمر احككها يا غلام قال أقرأنيها أبي فأرسل إلى أبي بن كعب فجاءه قال فرفع صوته عليه فقال أبي كان يشغلني القرآن إذ كان يشغلك الصفق بالأسواق فسكت عمر.[4]
بقلم الحاج القدس
الفهرســـــت
[1] فتح الباري ج7 ص66 " بقية كتَاب المناقب " باب قصة البيعة والاتفاق على عثمان بن عفان .
[2] عمدة القاريء ج16ص212 .
[3] صحيح البخاري ج2 ص727 ح1956 , صحيح مسلم ج3 ص1964 ح36 , التحرير والتنوير ج1 ص2894 , صحيح ابن حبان ج13 ص123 ح5807 , السلسلة الصحيحة ج3 ص21 رقم1024
[4] تفسير الصنعاني ج3 ص112 .