يحكى أنه كان هنالك امرأة عجوز لديها جرتان كبيرتان ، تحمل كل واحدة .منهما على طرف العصا التي تضعها على رقبتها وتذهب بهما لجلب الماء
كانت احدى الجرتين مكسورة من الجانب ، بينما كانت الجرة الأخرى سليمة وكانت العجوز تذهب بهما في طريق طويل الى الجدول لجلب الماء كانت الجرة السليمة تحمل الماء وتوصله دون أن يتدفق منه شيئا في نهاية الطريق الطويل من الجدول الى منزل العجوز
بينما كانت الجرة المكسورة تحمل نصف الكمية من الماءووكان هذا حال العجوز لمدة عامين، تعود يومياً الى بيتها .وهي تحمل جرة
و نصف جرة مملوءة بالماء
بالطبع، كانت الجرة السليمة فخورة بكمالها.ودائما ما تتباهى امام الجرة المكسورة بانها توصل الماء من دون ان يسقط منه شيئا
في حين كانت الجرة المكسورة تشعر بالخجل من كسرها وعدم تمكنها من القيام بواجبها لكونها تستطيع فقط تقديم نصف ما صُنِعت من أجله.
بعد مضي عامين من ادراكها لفشلها المرير، تحدثت الى العجوز يوما قرب جدول الماء قائلة :
”أنا خجلة من نفسي، لأن ذلك الكسر على جانبي يجعل الماء يتسرّب مني طول طريق عودتك إلى المنزل“.
ابتسمت العجوز قائلة: ” هل لاحظتِ أن هنالك زهور على الجانب الذي تمرين به!!!!!
ذلك لأننـي دائماً كنت أعلمـ بفيضك، لذلك وضعت بذور للأزهار علىى الجانب الذي تمرين به، وكل يوم عند عودتنا كنتِ أنتِ
من يسقي هذه البذور .
ولمدة عامين كنت محظوظة بقطف هذه الأزهار الجميلة,لتزيين طاولتي
ولولا وجودك على ما انت عليه لم يكن هذا الجمال ليكون موجود في منزلي!“
قد نختلف في اشكالنا وصورنا وقد نختلف بما نحمله من مزايا ظاهرية بيننا ولكن يبقى لكل منّا فيضه الفريد ..
وحدها تلك الكسور والفيوض التي يملكها كل منا . هي ما يجعل حياتنا معاً ممتعة وذات قيمة
علينا أن نأخذ الناس بما هم عليه ونسعى دائما للنظر لاشياء الجميلة فيهم
لكل.. (ذوي الجرار المكسورة)..
أتمنى لكم لحظات طيبة طول حياتكم..
ولا تنسوا أبدأ أن تستنشقوا رائحة الزهور،
على جانبكـم ذلك الذي ” تمرون به“..