إنَّ المُلاحَظَ في هذه النصوص الشريفة
هو كون الروح أو النفس الإنسانية هي بحق
نفخة إلهيّة الصدور والخَلق جعلت الحياة والإحساس والحركة تدب في وجود الإنسان
ويظهر أيضاً أنَّ مفهوم الروح والنفس هو واحدٌ
عند أهل اللغة بفارق التذكير للروح والتأنيث للنفس
:لسان العرب : ابن منظور : مادة روح:ونفس:
ثمَّ إنَّ مصطلح النفس جاء في القرآن الكريم بصورة مُلفتة للنظر والتأمل
وبنمطيات متنوعة ومتعددة ومختلفة موضوعاً ومحمولاً وحكماً ونسبة .
وهذا ما يستدعي الوقوف و التفحص في معرفة هوية النفس ومعالمها ولو خارجيا وفعليا.
فمثلا جاءت كلمة النفس بصورة المعرفة أو العلميّة
أو الطبيعة ثمان مرات نصياً في القرآن .
:النفس:
وجاءت بصورة التنكير والإبهام والشيوع غير المحدد أربعة عشر مرة.
:نفسٌ:
وجاءت أيضا بصورة الجمع المُخاَطَب خمساً وأربعين مرّة.
:أنفسكم:
وجائت كلمة النفس بصورة الجمع للحكاية ست مرات.
:الأنفس:
وجاءت بصورة جمع المُتكلِّم ثلاث مرات
:أنفسنا :
وجاءت بصورة ضمير المتكلم المفرد ثلاثة عشر مرة.
:نفسي :
ومن خلال الإطلاع على هذا الكم العددي
والكيف المفهومي لمصطلح النفس في صوره المتكثرة قرآنيا.
يتضح أنَّ النفس في حقيقتها تُمثِّل البعد الوجودي الأكبر في كيان الإنسان حياتيا
والشاهد على ذلك هو كثرة تعاطي القرآن الكريم
مع مصطلح النفس بصورة أكثر إستعمالاً وقصدا ودلالة من تعاطيه مع البدن أو الجسم أو الجسد الإنساني .
بحيث ذكر مصطلح البدن فيما يخصُّ الإنسان مرة واحدة فقط.
في قضيَّة إهلاك فرعون الطاغية