[زهرة الخليج 88]

قبل أشهر قليلة، جاءتنا الفنلندية نوكيا، رائدة عالم الهواتف المتحركة "التقلدية"، التي غابت عن المنافسة في سوق الهواتف المتحركة "الذكية" لسنوات طويلة، بإعلانها عن هاتفها الجديد لوميا 920، الذي يعمل بنظام التشغيل الأخير من مايكروسوفت "ويندوز 8"، والذي بنت وعقدت عليه الشركة آمالاً غلاظاً لعودة قوية للسوق الذي غابت عنه لفترات طويلة، والذي أكدت وفي أكثر من مناسبة، بأنه جيل هواتفها الجديدة هذه، سيقلب الطاولة من جديد، وسيسحب كافة البسط من أسفل الشركات العالمية المنتجة والمصنعة للهواتف الذكية، وخصوصاً شركة أبل الأمريكية، التي كان لها الدور الأكبر والأساسي من خلال هاتفها الأول آي فون، في عزل نوكيا جزئياً ولجم إنتشار هواتفها، والتقليل بشكل مباشر من مبيعاتها وأرباحها في هذا السوق.



وقبل أسبوع من اليوم تقريباً، أعلنت نوكيا الشرق الأوسط إطلاق هاتفها الذكي الجديد "لوميا 920" في المنطقة ودولة الإمارات العربية المتحدة، وذلك بالشراكة مع شركة الإتصالات الإماراتية "دو". والذي ترى الفنلندية نوكيا بأن هواتفها الذكية الجديدة تيعتبر أكثر الهواتف الذكية "التي تعمل بنظام التشغيل ويندوز 8" إبداعاً في العالم. والتي تعتبر بحسب نائب الرئيسي في نوكيا الشرق الأوسط "توم فاريل"، بأنها لن تتجاوز الأجهزة السابقة فحسب، بل ستحدث ثورة في هذا القطاع.

وفي هذه الأيام وهذه الأوقات بدأنا نرى الجيل الخامس من هواتف شركة أبل الذكية "آي فون 5"، تباع في بعض متاجرنا وأسواقنا المحلية، هذا الجيل من الهواتف الذي لم يأتي بتلك الإختلافات الجوهرية فيما يتعلق بالمواصفات والميزات، إنما جاء بحجم أكبر ونظام تشغيل محدث بشكل كبير.


ومع تزامن إعلان نوكيا عن طرح آخر وأحدث وأقوى هواتفها الذكية “لوميا 920”، في الأسواق المحلية، ومع توفر أيضاً آخر نسخة من هواتف آي فون 5 في الأسواق المحلية، ها هي المنافسة تشتعل من جديد بين أكبر شركتين في العالم للهواتف الذكية، وكأن التاريخ يعيد نفسه، فهل سيتمكن نوكيا لوميا 920 بمواصفاته وميزاته اللامحدودة من سحب البساط من أسفل آي فون 5، أكثر الهواتف مبيعاً وطلباً في العالم، كما فعل آي فون 1 في هواتف نوكيا التقليدية قبل نحو 5 سنوات؟
وتاليا مقارنة سريعة بين أهم الميزات والمواصفات الفنية والتقنية بين الهاتفين، لتسهيل معرفة الفرق بينهما، ولجعل الصورة أوضح لمن يرغب في شراء هاتف ذكي جديد، ومحتار بين لوميا 920 وآي فون 5:

◆ نظام التشغيل والبرامج: يأتي لوميا بنظام التشغيل الجديد ويندوز 8، بواجهة مترو المخصصة للهواتف والأجهزة الذكية، والذي أعادت شركة مايكروسوفت برمجته وتصميمه بشكل كامل، لتأتي النسخة الجديدة منه بمتطلبات أقل في استهلاك الذاكرة العشوائية وطاقة المعالج، والذي زود إلى جانب ذلك بمتجر مايكروسوفت للبرامج الذي يأتي ما يقارب 150 ألف تطبيق مجاني ومـدفوع الأجر.

في حين يأتي آي فون 5 بأحدث نسخة من نظام التشغيل من أبل آي أو أس 6، والذي جاء بعشرات التغيرات الجذرية الإيجابية للبعض والسلبية للبعض الآخر، ولعل على رأسها إزالة خرائط جوجل واستبدلها بخرائط خاص بأبل، جنباً إلى جنب تحديث متجر أبل للبرامج الذي جاء بشكل جديد تماماً والذي تتجاوز به البرامج لأكثر من 425 ألف تطبيق مجاني ومدفوع الأجر. أضف إلى ذلك خبرة المبرمجين ومصممي البرامج التي تتفوق بشكل أكبر في التطبيقات المصممة لنظام التشغيل في أبل عنها في ويندوز 8، وذلك لقدم الأول وحداثة الأخير. ومع ذلك يأتي لوميا مزوداً ومن المصنع بنسخة كاملة مخصصة من مايكروسوفت أوفيس وبرنامج أوتلوك.


الشاشة: جاء لوميا بشاشة قياس 4,5 إنش وبوضوح عال يصل إلى (1280x768) بكسل، وهو نفس الوضوح تقريباً الذي جاء في هواتف جالاكسي نوت 2 من سامسونج، ولكن على شاشة أكبر بحجم يصل إلى 5,5 إنش، كما جاءت شاشة لوميا الجديد بكثافة صورة تصل إلى 332 بكسل لكل إنش، مما يعني أن وضوح الصورة في لوميا 920 سيتفوق على وضوحها في آي فون 5، والذي جاءت شاشاته بقياس 4,0 إنش اختلف عن قياسات النسخ السابقة للهاتف، وجاءت بوضوح جيد وصل إلى (1136x640) بكسل، وبكثافة صورة وصلت إلى 326 بكسل لكل إنش.

◆ الكاميرا: من المؤكد أن كاميرا آي فون 5 من كاميرات الهواتف الذكية فائقة الجودة والمبينة على تقنيات صور عديدة ومختلفة، خصوصاً مع التطبيقات التي وفرتها أبل والمخصصة للكاميرات في نظام تشغيلها آي أو أس النسخة 6، والتي تمتلك تقنية HDR “المدى الديناميكي العالي”، وهي التقنية القادرة على المزج بطريقة فائقة في الصورة بين الإضاءة والظلام، مما ينتج عنها صور غنية مفصلة الألوان أقرب للواقعية، رغم صغر حجمها الذي لا يتعدى 8 ميجابكسل. بالإضافة إلى امتلاكها فتحة عدسة بقياس جيد يصل إلى f/2,4، الأمــر الـذي يدخل إضاءة أكبر للعدسة مما يقلل الضبابية في الصورة، ويجعل عملية التصوير في الأماكن المظلمة ممكنه، بالإضافة إلى القدرة الكبيرة على تصوير اللقطات تلو الأخرى بسرعة عالية.

في الجانب الآخر جاءت كاميرا لوميا بالعديد من التقنيات الأخرى الكثيرة، التي تفوقت بها ليس على هاتف آي فون 5 فحسب، بل على العديد من الهواتف الذكية الأخرى، ورغم أنها جاءت بحجم وصل إلى 8,7 ميجابكسل، إلا أن استخدامها لتقنية “بيور فيو” الحصرية في هواتف نوكيا، وبفضل تكنولوجيا العدسة العائمة المتطور، وفتحة العدسة الممتاز الذي يصل إلى f/2,0، يستطيع هاتف نوكيا لوميا 920، من جذب لغاية 5 أضعاف من كمية الضوء المحيط، مقارنة بهاتف آي فون 5 وغيره، الأمر الذي ينعكس على الصورة بأن تأتي بشكل أكثر وضوحاً وحدةً ونقاء، حتى مع أسوء ظروف التصوير المحيطة سوءاً وقلة في الإنارة، هذا بالإضافة لتقنيات “الثبات، مراحل فتح وإغلاق العدسة الثنائية، الفلاش المزدوج” بالإضافة إلى أن العدسة في الكاميرا “معتمدة” من مصنع معتمد للعدسات، حيث جاءت من نوت “كارل زيز”.

◆ الشكل الخارجي: رغم أن حجم الشاشة في لوميا 920 لا يتجاوز نصف إنش زيادة عن حجمها في آي فون 5، إلا أن الحجم الإجمالي والوزن والسماكة في هاتف نوكيا الجديد تأتي أكبر من هاتف أبل وبشكل ملاحظ. حيث جاءت سماكة لوميا 10,7 مليمتر، وجاء بوزن 185 جرام، وبطول 130,3 مليمتر.

ومقارنة بآي فون 5، الذي تفوق بالحجم الخارجي على لوميا 920، فجاء بسماكة لا تتجاوز 7,6 مليمتر، وبوزن خفيف وصل إلى 114 جراما، وبطول أقصر 123,8 مليمتر. إلى ذلك يأتي الغلاف الخارجي لآي فون 5 بلونين ومصنع من الألمونيوم بشكل كامل مع تخلص أبل من الخلفية الزجاجية التي كانت في نسخ هواتفها السابقة، إلا ذلك يأتي الهيكل الخارجي في لوميا 920 بعدة ألوان مختلفة، ومصنع من نوع جديد من البلاستيك المقوى والمنتج حصرياً لهواتف شركة نوكيا تحت اسم “بولي كاربونيت”.

◆ الخرائط: هناك العديد من السلبيات التي واجهة هواتف ايفون 5 فيما يتعلق بالخرائط، خصوصاً بعد انفصالها عن جوجل وخرائطها التي كانت تزوج أجهزة أبل الذكية السابقة، في هذه الأثناء تأتينا نوكيا في هواتفها الجديدة بخرائط حصرية خاصة بها، والتي تتوافق مع ميزة “سيتي لينس/City Lens”، التي تمكنك وبمجرد توجيه كاميرا الهاتف إلى أي متجر أو محل أو فندق لتحصل على العديد من المعلومات عن هذا المكان، بالإضافة إلى العديد من الاقتراحات حوله.

◆ التقنيات الفنية: يأتي لوميا 920 بالمعالج المركزي ثنائي النواة سناب دراجون، بسرعة تصل إلى 1,5 جيجاهيرتز، وذاكرة عشوائية بحجم 1 جيجابايت، وذاكرة تخزين داخلية محددة بحجم 32 جيجابايت.

كما ويدعم تقنيات NFC للاتصال قريب المدى، ما يعني قدرته على إعادة شحن بطاريته لاسلكياً، كما حجم بطاريته يصل إلى 2000 ملي أمبير. فيما يأتي آي فون 5 بالمعالج المركزي ثنائي النواة أيضاً من نوع “إيه 6” إنما بسرعة أقل تصل إلى 1 جيجاهيرتز، ويأتي بحجم الذاكرة العشوائية نفسها والبالغ 1 جيجابايت، وبخيارات متعددة لذاكرة التخزين، يصل أقصاها إلى 64 جيجاهيرتز، ولا يدعم الشحن اللاسلكي لعدم احتوائه على تقنيات NFC، ولا يمكن التعامل معه بقراءة الملفات الداخلية به، كما في هاتف لوميا، ويأتي ببطارية ذات سعه استيعابية أقل تصل إلى 1,418 ملي أمبير.

الخلاصة

رغم أن الميزات والمواصفات الكثيرة التي صاحبت هاتف نوكيا الذكي الجديد لوميا 920، قد تلفت إنتباه الآلاف من المستخدمين والباحثين عن شراء هواتف ذكية جديدة، وخصوصاً عشاق نظام التشغيل ويندوز، الذين أرهقهم طول إنتظار نسخة مخصصة من نظام تشغيلهم المفضل على الهواتف الذكية، والتي تكللت اليوم بنظام ويندوز 8، إلا أن آي فون 5 سيبقى وبدون شك الهاتف السحري، الذي يسيطر على عقول الملايين من مستخدمي الهواتف الذكية حول العالم صغارهم قبل كبارهم، والذي لن يؤثر بالنتيجة ظهور هاتف لوميا 920 وغيره على إختياراتهم وقراراتهم في هذا العالم. وتبقى الأسئلة التي لن تكشف إجاباتها سوى الأرقام والحسابات في مبيعات كلا الهاتفين، فهل سيمكن لوميا 920 من التغلب على آي فون 5؟ وهل ستتمكن الفنلندية نوكيا من العودة إلى السوق، الذي أبعدتها عنه ولسنوات طويلة الأمريكية أبل؟

[عباس صادق]

مشكوره على هذا الموضوع الرائع

[سحر الأبجد]

رغم عدم تجربتي له

لكن حقيقه سامسونغ مبدعه سنويا

اي فون لازالت لاتريد تغيير جوهري للأي فون او تصنيع اي فونات مبتكره اخرى كمثيلها جالكسي