"فالمهدي الذي أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم اسمه محمد بن عبد الله لا محمد بن الحسن, وقد روي عن عليرضي الله عنه أنه قال: "هو من ولد الحسن بن على لا من ولد الحسين بن علي".
وأحاديث المهدي معروفة رواها الإمام أحمد وأبو داود والترمذي وغيرهم؛ كحديث عبد الله بن مسعود عن النبي e أنه قال: ((لو لم يبق من الدنيا إلا يوم لطوَّل الله ذلك اليوم حتى يبعث فيه رجلاً من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي واسم أبيه اسم أبي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً.
وقال ابن القيم:
"وقد اختلف الناس في المهدي على أربعة أقوال:
أحدها: أنه المسيح ابن مريم.
القول الثاني: أنه المهدي الذي ولي من بني العباس, وقد انتهى زمانه.
القول الثالث: أنه رجل من أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم من ولد الحسن بن علي يخرج في آخر الزمان, وقد امتلأت الأرض جوراً وظلماً فيملأها قسطاً وعدلاً, وأكثر الأحاديث على هذا تدل.
وفي كونه من ولد الحسن سر لطيف, وهو أن الحسن رضي الله تعالى عنه ترك الخلافة لله فجعل الله من ولده من يقوم بالخلافة الحق المتضمن للعدل الذي يملأ الأرض, وهذه سنة الله في عباده أنه من ترك لأجله شيئا أعطاه الله أو أعطى ذريته أفضل منه وهذا بخلاف الحسين رضي الله عنه، فإنه حرص عليها وقاتل عليها فلم يظفر بها, والله أعلم.
وأما الرافضة الإمامية فلهم قول رابع وهو: أن المهدي هو محمد بن الحسن العسكري المنتظر من ولد الحسين بن علي لا من ولد الحسن الحاضر في الأمصار الغائب عن الأبصار الذي يورث العصا, ويختم الفضا دخل سرداب سامراء طفلاً صغيراً من أكثر من خمس مئة سنة؛ فلم تره بعد ذلك عين, ولم يحس فيه بخبر, ولا أثر وهم ينتظرونه كل يوم يقفون بالخيل على باب السرداب, ويصيحون به أن يخرج إليهم أخرج يا مولانا .. ثم يرجعون بالخيبة والحرمان فهذا دأبهم ودأبه.ولقد أحسن من قال:
ما آن للسرداب أن يلد الذي كلمتموه بجهلكم ما آنا
فعلى عقولكم العفاء فإنكـــــم ثلثتم العنقاء والغيلانـا
ولقد أصبح هؤلاء عاراً على بني آدم وضحكة يسخر منها كل عاقل