[عاشق الزهراء]

بمناسبة الذكرى السادسة لرحيل العالم الرباني، الفقيه المجاهد، المجدد الثاني المرجع الديني سماحة آية الله العظمى السيد محمد الحسيني الشيرازي قدس سره الشريف، ولأجل تفقد أوضاع الجالية المسلمة في الغرب قام آية الله السيد مرتضى الشيرازي برفقة عدد من العلماء والفضلاء من لندن والبحرين والحجاز وهم: فضيلة الشيخ يوسف المهدي، وفضيلة الشيخ محمود آل سيف، وفضيلة الشيخ عبد العظيم المهتدي، وفضيلة الشيخ عبد الرحمن الحائري، وفضيلة الشيخ عبد الحسن الأسدي، وفضيلة الشيخ سعيد الأحمدي، بجولة تفقدية إلى عدد من الدول الأوروبية في شهر تشرين الثاني 2007 للميلاد، زار خلالها العديد من المراكز والحسينيات والمؤسسات التابعة لمرجعية سماحة آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي دام ظله، وكذلك التابعة للمسلمين المغتربين والمؤسسات الرسمية، والتقى بمسؤوليها وتباحث معهم حول أمور متعددة ومختلفة، وألقى محاضرات متنوعة بالجاليات المسلمة القاطنة في أوروبا وغيرهم. وإليكم تقريراً موجزاً عن بعض نشاطات تلك الجولة:

1. الدانمارك
• في عاصمة الدانمارك كوبنهاكن وفي صالة المجمع السكني العام حاضر السيد مرتضى الشيرازي في ندوة حضرها أكثر من 150 شخص وتحدّث سماحته حول موضوع العهد من خلال الآية الكريمة: «إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْؤُولاً»فأعطى تفسيراً رائعاً وقال: إن العهد مع الله يعني عدم معصيته. فالعصيان خلاف العهد، ومن سقط فعليه الإسراع إلى مسح الذنب بالاستغفار ليثبّته الله على العهد، وقال: إن ثمن نفوسكم الجنة فلا تبيعوها إلا بها.
• زار سماحته مقر (رابطة الشباب المسلم) وألقى كلمة مختصرة في الحضور بعد استماعه لتقريرات عدد من الشباب حول تأسيس الرابطة وأهدافها وأنشطتها.
• في يوم السبت الموافق لـ 3/11/2007 للميلاد زار سماحته الحسينية الباكستانية المعروفة بـ (سنتر جعفري) واستقبله بحفاوة كبيرة جمع من الوجهاء كان منهم السيد مريد النقوي، وتفقّد سماحته الحسينية، وصلّى فريضتي الظهر والعصر بهم جماعة.
• حضر سماحته في جلسة حوارية أقيمت في منزل الشيخ قاسم النقاش وحضرها (100) من الفتيان والفتيات الذين كانوا متعطشين لسماع نصائح سماحته وإجاباته على أسئلتهم. وكانت هذه الندوة التي أقيمت عصراً واستغرقت ساعتين ونصف الساعة فرصة طرح خلالها الشباب مختلف همومهم في الغرب والتحديات التي يمرّون بها. وقد أجاب سماحة السيد مرتضى الشيرازي على أسئلة الحضور، ثم أقيمت فريضتي المغرب والعشاء جماعة بإمامة سماحته.
• وفي الساعة الثامنة والنصف في ليلة الأحد (4/11/2007) وفي المكان ذاته التقى جمع كبير من الوجهاء والشباب بسماحته وبحثوا معه إمكانية تأسيس حسينية في العاصمة الدانماركية.
وألقى سماحته كلمة توجيهية حثّ فيها الحاضرين على هذا المشروع الذي طالما حلم به الإخوة، وقال: إن الشيعة مهما يقدّمون من خدمة للإمام الحسين سلام الله عليه لا يفون بجزء بسيط مما قدّمه مولانا سيد الشهداء سلام الله عليه من التضحيات التي أحيى بها الإسلام، وجعلنا على خط الهداية إلى الجنة.
ثم بادر سماحته نيابة عن المرجع الديني سماحة آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي دام ظله بالتبرّع بمبلغ قدره (20 ألف دولار) لشراء مكان للحسينية، وطلب الحاضرون من سماحته أن يختار اسماً للحسينية فاختار سماحته اسم (حسينية الإمام الصادق سلام الله عليه) حيث صادف هذا اللقاء قبل يومين من ذكرى استشهاد مولانا الإمام الصادق سلام الله عليه. فرفع الحاضرون أصواتهم بالصلاة على محمد وآل محمد.
• في عصر يوم الأحد الموافق لـ 4/11/2007 للميلاد وفي حسينية سيد الشهداء سلام الله عليه في مدينة أودنسة التي يسكنها آلاف اللاجئين من أتباع أهل البيت سلام الله عليهم كان لسماحته ندوة مع النساء وقد حضر عدد غفير منهن بحيث لم تسعهن قاعة الحسينية، وقال المشرفون على الحسينية: إنهن لأول مرة يجتمعن بهذا العدد.
كما كان لكلمة سماحته للرجال مساء اليوم نفسه حضور كبير غير مسبوق في هذه الحسينية. وكعادته أبدع سماحته في محاضرته التي أقبل إليها الجمهور بلهفة عالية. فقد تحدّث سماحته حول تربية الأطفال وجيل الشباب، ودور الأسرة، ومسؤولية أتباع أهل البيت سلام الله عليهم في المهجر أمام الله تعالى والتاريخ تجاه مقدّساتهم في العراق وبالذات في سامراء المشرفة، ومسؤولية المؤمنين تجاه مراقد البقيع، ومستقبل الجالية الإسلامية في ظل الأخطار المتعددة.

2. السويد
• زار سماحته حسينية (دار الحسين سلام الله عليه) في مدينة مالمو السويدية يوم الاثنين الموافق لـ 5/11/2007 للميلاد واستقبله عدد من العلماء والمؤمنين الذين كانوا متلهّفين لقدوم سماحته. وبعد أن صلّى بهم جماعة ألقى سماحته كلمة تربوية اشتملت شرحاً قيّماً لحديث عن مولانا الإمام الصادق سلام الله عليه حول أربع خصال للمؤمن وهي: الحياء، والشكر، والصدق، وحسن الخلق.
• في مساء اليوم نفسه زار سماحته حسينية مجاورة للإخوة العراقيين وألقى محاضرة قيمة حول «عالم الغيب وعالم الشهود المنفصلين من ناحية والمتصلين من ناحية» نالت إعجاب الحضور وأعربوا عن إعجابهم بقولهم: لأول مرّة نسمع هذه الأفكار العلمية والتربوية المؤثرة في العقل والروح.
وحثّ سماحته في هذه المحاضرة الإخوة المغتربين على الدفاع عن مذهب أهل البيت سلام الله عليهم، وخاصة عن المقدسات في العراق التي تتعرض للهدم وعن شيعة العراق الذين يتعرضون للقتل على أيدي الإرهابيين التكفيريين والبعثيين.
كما استنهض سماحته همم المؤمنين للعمل على بناء المرقد الطاهر للإمامين العسكريين صلوات الله عليهما في مدينة سامراء، والمراقد الطاهرة لأئمة أهل البيت سلام الله عليهم في البقيع الغرقد، فضجّ الحاضرون على أثرها بالبكاء.

3. النرويج
• تلبية لدعوة من (المعهد الدولي لجائزة نوبل للسلام) قام آية الله السيد مرتضى الشيرازي دامت بركاته بزيارة إلى مقرّه الرئيسي في العاصمة النرويجية أوسلو، وكان في استقباله المدير العام للمعهد البروفيسور كاير لونديستاد.
في هذا اللقاء تبادل سماحة السيد مرتضى الحديث مع المدير العام للمعهد حول عدد من الشؤون المتعلقة بالسلم، ومعاناة الشعوب من التسلّط والإرهاب، وخاصة ما يعانيه الشعب العراقي من الإرهاب، وماقدّمه من تضحيات في مواجهته.
وتناول سماحته أيضاً في هذا اللقاء أهمية اعتبار الإسلام والمسلمين عاملاً مهماً ورئيسياً في بناء السلم، موضحاً أن الإسلام بكل تعاليمه يمثّل السلم في كل شؤون ومرافق الحياة البشرية. ونوّه إلى أن المسلمين الآن هم ضحية الإرهاب، ودليل ذلك هو ما يجري في العراق من أعمال القتل التي ترتكبها المجموعات الإرهابية. واعتبر سماحته أعمال المتطرفين من عمليات إرهابية باسم الإسلام بمثابة محاولة لتشويه صورة الإسلام. ودعا إلى الاهتمام بما يعانيه الشعب العراقي على يد الإرهاب والاحتلال.
كما قال السيد الشيرازي: لقد صنّف والدي أعلى الله درجاته (1300) كتاب قسم منها حول السلم والسلام، ويوجد (300) منها في مركز الهدى الثقافي.
وبدوره قال مدير المعهد البروفيسور كاير لونديستاد: لا أستطيع أن أتخيل ذلك، لأني صنّفت عشرة كتب فأرهقت. وأضاف: لأول مرّة يزور معهدنا علماء كبار كجنابكم، وإنّي لأول مرة أسمع آراء جديدة ومهمة.
• قام رئيس الحكومة النرويجية الأسبق السيد كورو فليللوك بزيارة آية الله السيد مرتضى الشيرازي دامت بركاته في (مركز الهدى الثقافي) الواقع وسط العاصمة النرويجية أوسلو. وتناول الطرفان الحديث عن العراق وعن دور الإسلام في تحقيق السلم في العالم، وأبدى رئيس الوزراء النرويجي أسفه وألمه لما يحدث في العراق، وأكّد أن الشعب العراقي يستحق العيش بأمن وسلام بعد عهود طويلة من الحكم الاستبدادي.
كما تناول الجانبان ظاهرة الإرهاب، ومحاولة وسائل الإعلام وبعض الحكومات الغربية تحميل الإسلام ما تقوم به مجموعات إرهابية في العالم باسم الإسلام.
وتحدّث سماحة السيد مرتضى الشيرازي عن نماذج من منهج الحكم من خلال سيرة مولانا الرسول الأعظم صلّى الله عليه وآله وسيرة الإمام أمير المؤمنين سلام الله عليهما أثناء عهدهما.
• بمناسبة زيارة آية الله السيد مرتضى الشيرازي إلى النرويج أقام طلبة من جامعة أوسلو ندوة بعنوان (موقف الإسلام من التطرّف والإرهاب وحقيقة الصدام بين الحضارات)، حيث عقدت الندوة في قاعة (هوغ سكولن) بحضور طلاب نرويجيين وعرب وباكستانيين وصومالين ومن جنسيات أخرى.
تحدّث في هذه الندوة السيد مرتضى الشيرازي عن الأبعاد الحقيقية لنظرية السلم والسلام في الإسلام. وعبّر طلبة نرويجيون عن دهشتهم من بقاء مثل هذه الموضوعات غائبة وغير مطروحة. وبعد المحاضرة التي استمرت ساعة كاملة، طرح المشاركون في الندوة والحضور أسئلة وأجاب عنها سماحته.

4. ألمانيا
• زار سماحة السيد مرتضى الشيرازي دامت بركاته (حسينيةالمعصومين الأربعة عشر سلام الله عليهم) في مدينة برلين الألمانية وهي تابعة للإخوة الأتراك الذين كانوا متلهفين لرؤية سماحته. وألقى سماحته فيهم كلمة موجزة، ثم صلّى بهم جماعة.
• زار سماحته (مدرسة القائم عجّل الله تعالى فرجه الشريف) في برلين وهي تابعة للجالية اللبنانية. ورحّب مدير المدرسة الحاج يوسف اليوسف بسماحة السيد، وقدّم تقريراً عن فعاليات المدرسة التي تضمّ (400) طالب وطالبة من مرحلة الإبتدائية حتى الثانوية.
• في يوم الخميس الموافق لـ 8/11/2007 للميلاد زار سماحته (حسينية الإمام الصادق سلام الله عليه) التي أسسها الإخوة الأتراك في برلين. وقام السيد الوحيدي نجل آية الله العظمى السيد محمد الوحيدي قدس سره بإلقاء كلمة موجزة عرّف خلالها المرجع الديني الراحل آية الله العظمى السيد محمد الحسيني الشيرازي أعلى الله درجاته، وتحدّث عن عطائه الفكري والفقهي للأمة ومشاريعه في العالم.
ثم ألقى سماحة السيد مرتضى الشيرازي كلمة تناول فيها ثلاثة محاور وهي:
أ : مكانة العلماء.
بـ : ضرورة تعلّم الناس من العالم وثواب الحضور في مجالس العلماء.
جـ : دور الحسينيات في الاستقامة على خط مذهب أهل البيت سلام الله عليهم لاسيما في المهجر حيث يكون خطر الذوبان مضاعفاً.
بعدها طرح المؤمنون أسئلة على سماحة السيد حول العراق، ومصير العتبات المقدسة، وفلسفة المصائب والفجائع التي يمرّ بها أتباع أهل البيت سلام الله عليهم ومحبّوهم في العالم، وخاصة في العراق الجريح.
• زار سماحته (مركز العلويين) واطلع على نشاطاته وفعالياته.
• قام العديد من العلماء ومدراء المراكز التابعة للجالية العراقية والإيرانية وغيرهم بزيارة سماحة السيد مرتضى الشيرازي.

5. فرنسا
• في يوم الأربعاء الموافق لـ 14/11/2007 للميلاد زار سماحته (جمعية الغدير الإسلامية) التي تأسست قبل (21) عاماً في باريس بجهود المؤمنين اللبنانين. ودار الحديث حول كيفية الارتقاء بمستوى الفعاليات الدينية إلى درجة ضمان الاستقامة في الأجيال القادمة وخاصة مشروع المدارس الخاصة التي تؤهّل الطالب إلى الدراسة الجامعية. وأمّ سماحته الحاضرين في إقامة فريضتي الظهر والعصر جماعة.
• زار سماحته (مركز الإمام الخوئي الثقافي) في باريس. ودعا فضيلة الشيخ مصطفى أحد مدراء المركز سماحة السيد مرتضى الشيرازي إلى الاهتمام بالجالية المسلمة في فرنسا مؤكداً أهمية هذه الزيارة، وأعرب له عن سرور الجالية المغتربة بالتواصل الذي يقوم به العلماء معهم على مستوى رفيع.
• التقى سماحته بالعالم والخطيب الشيخ فتوّت القمي المقيم في فرنسا قرابة (25) عاماً. ورحّب الشيخ القمي بسماحة السيد ترحيباً حارّاً وقدّمه لإقامة صلاتي المغرب والعشاء جماعة.

6. بلجيكا
• زار سماحته (حسينية الزهراء سلام الله عليها) في العاصمة البلجيكية بروكسل، وألقى محاضرة قيمه حضرها الكثير من الجاليات المسلمة، كان بينهم مستبصرون مغاربة.

7. بريطانيا
التقى سماحته بالعلماء وبمختلف الشخصيات القاطنة في لندن، وزار المراكز والحسينيات والمؤسسات، وألقى كلمات ومحاضرات في الجاليات المسلمة حول مواضيع مختلفة.
هذا، وقد أكد آية الله السيد مرتضى الشيرازي دامت بركاته أنه: خلال هذه الجولة التفقدية أثنى الكثير من مسؤولي المراكز والحسينيات وأبناء الجاليات المسلمة على دور القنوات الفضائية: الأنوار، والزهراء، وسلام، وأهل البيت، وفورتين، في نشر معارف أهل البيت صلوات الله عليهم أجمعين.
المصدر: مؤسسة الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله