من ابداعات الإمام جعفر الصادق عليه السلام نظريته الخاصة بالضوء. فمن رأيه أن الضوء ينعكس من الأجسام على صفحة العين البشرية، أما الأجسام البعيدة فلا ينعكس منها إلا جزء صغير من الضوء، ولهذا تتعذر رؤيتها بالوضوح الكافي. أما إذا استعنا بجهاز أو آلة لتقريب الضوء إلى العين، كالجهاز الكهربي الضوئي مثلاً فعندئذ يمكننا مشاهدة الجسم البعيد بنفس حجمه الحقيقي وبوضوح تام، بمعنى أن الجسم الذي يبعد عنا بثلاثة آلاف ذراع، نراه وكأنه يبعد عنا بستين ذراعاً، فنكون بذلك قد قربناه أكثر من خمسين مرة. ونتيجة للاتصال الذي تحقق بين أوربا والشرق في أثناء الحروب الصليبية، انتقلت هذه النظرية من الشرق إلى أوروبا، ودرست في المعاهد العلمية والجامعات الأوربية. وهناك نقطة بالغة الأهمية في نظرية الإمام الصادق عليه السلام بشأن الضوء، هي تأكيده، بأن الضوء ينعكس من الأجسام إلى العين ، وهو قول يناقض التفكير الذي كان سائداً في ذلك العصر وكان مؤداه أن الضوء ينعكس من العين على الأجسام المرئية. والإمام الصادق عليه السلام وهو أول عالم في تاريخ الإسلام كله يناقض هذا الرأي السائد. فقد قال إن الضوء لا ينعكس من العين على الأجسام بل الذي يحدث فعلاً هو نقيض ذلك، أي أن الضوء ينعكس من الأجسام ويصل إلى العين. دليل ذلك أننا لا نرى في الظلمة شيئاً، ولو أن العين كانت تعكس الضوء على الأجسام لشاهدنا الأجسام نهاراً وليلاً. وللإمام الصادق عليه السلام نظرية أخرى عن الضوء وحركته وسرعته لا تقل أهمية عن نظريته الخاصة بالضوء وانعكاساته. فمما قاله أن الضوء ينعكس من الأجسام على العين بسرعة(كلمح البصر) أي أن الإمام الصادق عليه السلام عرف أن للضوء حركة(كلمح البصر)، ولو أسعفته الوسائل التقنية الحديثة لاستطاع أن يقيس هذه السرعة بدقة شديدة. فهو إذن قد اكتشف نظرية الضوء، وقال إن للضوء حركة وإن هذه الحركة سريعة جداً. أفلا يدل هذا كله على أنه كان سابقاً على عصور علمية كثيرة؟