|
عضو جديد
|
رقم العضوية : 20195
|
الإنتساب : Jul 2008
|
المشاركات : 26
|
بمعدل : 0.00 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
عبد القادر السلفي
المنتدى :
المنتدى العقائدي
بتاريخ : 22-08-2008 الساعة : 10:46 PM
حيث يقول من العقائد الإسلامية المسلم بها والتي يردها الوهابيون قضية " التوسل " يقول محمد بن عبد الوهاب : " إذا قال لك بعض المشركين ( يعني : المسلمين غير الوهابين ) * ( ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون ) * أو استدل بالشفاعة أنها حق ، أو أن الأنبياء لهم جاه عند الله ، أو ذكر كلاما للنبي يستدل به على شئ من باطله ، ( يعني الشفاعة و . . . ) وأنت لا تفهم ( أي لا تقدر على جوابه ) فجاوبه بقولك : " إن الله ذكر في كتابه أن الذين في قلوبهم زيغ يتركون المحكم ويتبعون المتشابه " . راجع كشف الشبهات في التوحيد لمحمد بن عبد الوهاب طبع قاهرة الصفحة 6 . - والملفت للنظر أن محمد بن عبد الوهاب وأمثاله هم الذين يستدلون بالمتشابهات دون " المحكمات كالآيات الصريحة السابقة في توسل الأمم بأنبيائهم ، والروايات الصحيحة الصريحة في الاستشفاع " - وكتاب تفسير الفاتحة لمحمد بن عبد الوهاب طبع الرياض مكتبة الحرمين الطبعة الأولى 1407 ه . وتاريخ المملكة السعودية لصلاح الدين المختار طبع بيروت في الجزء الثاني الصفحة 344 ما نصه : أصدر العلماء ( الوهابيون ) بيانا منه : " من جعل بينه وبين الله وسائط فهذا كافر ، يستتاب ثلاثا وإلا قتل . " وورد في كتاب " العقيدة الصحيحة ونواقص الإسلام " لعبد العزيز بن عبد الله بن باز ما يلي : من سأل النبي وطلب منه الشفاعة فقد نقض إسلامه . الشفاعة والتوسل بالأنبياء في القرآن والسنة : إذن فطبقا لعقائدهم فإن جميع أنبياء الله وأوليائه مشركون وكفار ، لأن الأنبياء يقرون الاستشفاع والتوسل . فالقرآن الكريم والروايات الشريفة تعرضا لذكر العديد من فضائل الأنبياء والموارد التي توسل فيها الناس بالأنبياء والأولياء إلى الله ، من ذلك مثلا : 1 - عيسى يشفي المريض المتوسل به بإذن الله * ( وأبرئ الأكمة والأبرص وأحيي الموتى بإذن الله ) * آل عمران / 48 - 49 . * ( ولسليمان الريح عاصفة تجري بأمره ) * أنبياء / 81 . - ( يجري الريح بأمر سليمان ) فتوسل الناس إلى عيسى إنما كان لاعتقادهم بأن الله قد حباه قدرة تمكنه من شفاء المرضى . أي أنهم يعتقدون بأنه كان نبي الله وعبده المخلص وأنه قد حصل له لأجل هذه العبودية علم كذاك وقدرة كتلك . وهذا ما لا يمكن عده شركا أبدا إذا لم نقل إنه عين التوحيد . بل الشرك فقط لو كان الناس قد اعتقدوا بأن لعيسى قدرة مستقلة عن قدرة الله تعالى ، ولن يقول أحد من المسلمين بذلك . ‹ صفحة 21 › فتحصل أن توسل الأمم بالأنبياء لشفاء مرضاهم أو قضاء بعض حوائجهم كان لاعتقادهم بأن الله قد حباهم قدرة شفاء المريض أو قضاء هذه الحاجة كما يتوسلون بهم ليدعوا لهم عند الله لأنهم مخلصون ومقربون ولهم عند الله مقام محمود وجاه عظيم فيقبل الله دعاء أوليائه سواء كان الدعاء لأنفسهم أو لمن توسل بهم كما يأتي في توسل أبناء يعقوب به ليستغفر لهم عند الله أو مجئ الصحابة إلى النبي ليستغفر لهم أو يدعو لهم عند الله لنزول المطر أو يشفع لهم يوم القيامة أو . . . آل عمران / 45 - 47 : * ( عيسى بن مريم وجيها في الدنيا والآخرة ومن المقربين ) * الأنفال / 33 : * ( ما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون ) * - آية - * ( ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاؤوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما ) * . النساء / 64 2 - توسل أبناء يعقوب به ، ليستغفر لهم ، قال تعالى : * ( . . . قالوا يا أبانا استغفر لنا ذنوبنا ) * يوسف / 97 . وهم قد طلبوا المغفرة من الله تعالى لا من يعقوب ، إلا أنهم وسطوا لذلك يعقوب ، لأنه كان مقربا وذا جاه عند الله يقتضي أن لا يرد الله دعاءه إذا دعاه . والأمر يتضح بجلاء من جواب يعقوب لأبنائه ، يقول تعالى : * ( قال سوف استغفر لكم ربي إنه هو الغفور الرحيم ) * . يوسف / 98 . كذا مقبولية استغفار رسول الله صلى الله عليه وسلم للمسلمين التائبين لأن لرسول الله جاه عند الله في قوله تعالى * ( ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما ) * النساء / 64 ، دلت الآية على حث الأمة على المجيئ إليه ليستغفر لهم . ما ورد في القرآن الكريم حول التبرك : قوله تعالى حول قصة يعقوب مع أبنائه كيف ارتد بصيرا ببركة قميص يوسف * ( اذهبوا بقميصي هذا فألقوه على وجه أبي يأت بصيرا وأتوني بأهلكم أجمعين ) * يوسف / 93 علاوة على ما أوردنا فهناك أيضا العديد من الروايات التي تدل على أن صحابة الرسول الأكرم صلى الله عليه وسلم قد لجأوا إليه صلى الله عليه وسلم في الكثير مما كانوا يواجهونه من ابتلاءات كالقحط والابتلاء بالمعاصي وشفاء المرضى ، كما تدل على أنهم كانوا يتبركون بماء وضوئه وما تساقط من شعر رأسه بقصد التبرك ولم يعترض الرسول صلى الله عليه وسلم على ذلك ، بل إنه صلى الله عليه وسلم كان يصرح بأنهم سيشفون نتيجة ذلك . وأما ما ورد في " الأحاديث الشريفة " حول التوسل بالرسول الأكرم صلى الله عليه وسلم فكثير ، نورد منه ما يلي : 1 - صحيح البخاري / كتاب صلاة الجمعة / باب الاستسقاء في الخطبة يوم الجمعة : عن أنس بن مالك : قال : أصابت الناس سنة على عهد النبي صلى الله عليه وسلم فبينا النبي يخاطبنا في يوم جمعة قم أعرابي فقال يا رسول الله هلك المال ، وجاع العيال ، فادع الله لنا فرفع يديه وما نرى في السماء من قزعة ، فوالذي نفسي بيده ما وضعها حتى ثار السحاب أمثال الجبال ، ثم لم ينزل من منبره حتى رأيت المطر يتحادر على لحيته صلى الله عليه وسلم فمطرنا يومنا ذلك ، ومن الغد ، وبعد الغد ، والذي يليه ، حتى الجمعة الأخرى . وقام ذلك الأعرابي أو قال غيره فقال : " يا رسول الله تهدم البناء وغرق المال ، فادع الله لنا ، فرفع يديه فقال : اللهم حوالينا ولا علينا . فما يشير بيده إلى ناحية من السحاب إلا انفرجت وصارت المدينة مثل الجوبه ، وسال الوادي قناة شهرا ولم يجئ أحد من ناحية إلا حدث بالجود " . ( وهذه الرواية تدل بأن لرسول الله عند الله مقام محمود وجاه عظيم ) ولذا كان الصحابة تجعلونه وسطا بينهم وبين الله جل وعلا . كذلك توسل الأمم السالفة بأنبيائهم مثلا : الأعراف / 160 ، البقرة / 60 : * ( وأوحينا إلى موسى إذ استسقاه قومه أن اضرب بعصاك الحجر فانبجست منه اثنتا عشرة عينا . . . ) * وقريب منه في مسند أحمد ( مسند أنس بن مالك ) ج 3 / ص 271 وفي صحيح البخاري ، باب الاستسقاء وخروج النبي وفي باب علامات النبوة أيضا . 2 - صحيح البخاري / باب الاستسقاء وخروج النبي صلى الله عليه وسلم وكذا في باب مناقب قرابة النبي صلى الله عليه وسلم وكتاب مجموعة الرسائل والمسائل " لابن تيمية " طبع بيروت المجلد 1 ص 17 عن أنس بن مالك أن عمر بن الخطاب كان إذا قحطوا استسقى بالعباس بن عبد المطلب فقال : " اللهم إنا كنا نتوسل إليك بنبينا فتسقينا ، وإنا نتوسل إليك بعم نبينا فاسقنا . قال : فيسقون " . أما في كتاب الإستيعاب لابن عبد البر / فيما نقل حول العباس ، عن ابن عباس وأنس بن مالك " أن عمر بن الخطاب كان إذا قحط أهل المدينة استسقى بالعباس . قال أبو عمر وكان سبب ذلك أن الأرض أجدبت إجدابا شديدا على عهد عمر زمن الرمادة سنة سبع عشرة فقال كعب : يا أمير المؤمنين إن بني إسرائيل كانوا إذا أصابهم مثل هذا استسقوا بعصبة الأنبياء . فقال عمر : هذا عم رسول الله صلى الله عليه وسلم وصنو أبيه وشكا إليه ما فيه الناس من القحط ثم صعد المنبر ومعه العباس فقال : اللهم إنا قد توجهنا إليك بعم نبينا وصنو أبيه فاسقنا الغيث ولا تجعلنا من القانطين . ثم قال : يا أبا الفضل ، قم فادع ( فدعا العباس دعاء كثيرا ) فسقوا والحمد لله ، فأرخت السماء عزاليها . . . قال أبو عمر هذه والله الوسيلة إلى الله " . وهذه الرواية صريحة في أن التوسل سيرة ثابتة حتى في الأمم السابقة أيضا كبني إسرائيل وأنها سيرة شرعية ثابتة وأن لأولياء الله و ذوي القربى جاه عند الله . 3 - مسند أحمد ( في مسند حذيفة بن اليمان ) ج 5 / ص 391 : " . . . فقلت لها ( لأمه ) دعيني فإني آتي النبي صلى الله عليه وسلم فأصلي معه المغرب ثم لا أدعه حتى يستغفر لي ولك . قال : فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فصليت معه المغرب ، فصلى النبي صلى الله عليه وسلم العشاء ، ثم انفتل فتبعته ، فعرض له عارض فناجاه ثم ذهب فاتبعته فسمع صوتي فقال من هذا ؟ فقلت : حذيفة ، قال : مالك ؟ فحدثته بالأمر ، فقال : غفر الله لك ولأمك . ثم قال : أما رأيت العارض الذي عرض لي . . . ؟ قلت : بلى ، قال فهو ملك من الملائكة لم يهبط الأرض قبل هذه الليلة ، فاستأذن ربه أن يسلم علي ويبشرني أن الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة وأن فاطمة سيدة نساء أهل الجنة - الحديث " . 4 - روى الترمذي عن أنس أنه قال : سألت النبي صلى الله عليه وسلم أن يشفع لي يوم القيامة فقال أنا فاعل . . . سنن الترمذي ج 4 ص 42 ( وفي الصحيحين البخاري ومسلم وغيرهما أحاديث صحيحة في شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم يوم القيامة ) وأما الروايات حول التبرك : 1 - صحيح مسلم / المجلد السابع / باب قرب النبي بالناس وتبركهم به : عن أنس بن مالك : . . . إذا صلى الغداة جاء خدم المدينة بآنيتهم فيها الماء ، فما يؤتى بإناء إلا غمس يده فيها ، فربما جاءوه في الغداة الباردة فيغمس يده فيها . . . الحديث . ومثله في مسند أحمد ( وفي مسند أنس ) ج 3 / ص 137 2 - صحيح مسلم / المجلد السابع / باب قرب النبي بالناس وتبركهم به : " عن أنس قال : لقد رأيت رسول الله والحلاق يحلقه ، وقد أطاف به أصحابه ، فما يريدون أن تقع شعرة إلا في يد رجل . . . الحديث " . ومثله في مسند أحمد ( مسند أنس ) ج 3 / ص 137 3 - صحيح مسلم / المجلد السابع / باب قرب النبي بالناس وتبركهم به.
الصحابة والخلفاء والأئمة كانوا يطلبون الدعاء من النبي ويتوسلون به صلى الله عليه وسلم بعد موته : أبو بكر - قال أحمد بن زيني دحلان في كتابه الدرر السنية في الرد على الوهابية طبع مصر صفحة 36 ، أن أبا بكر بعدما توفي رسول الله ، قال " اذكرنا يا محمد عند ربك ولنكن من بالك " . وعن الحافظ أبي سعيد السمعاني عن علي بن أبي طالب ، أنه قال : قدم علينا أعرابي بعدما دفنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بثلاثة أيام ، فرمى بنفسه على قدم قبر النبي صلى الله عليه وسلم وحثا من ترابه على رأسه ، وقال : يا رسول الله ، قلت فسمعنا قولك ، ووعيت عن الله سبحانه ووعينا عنك ، وكان فيما أنزل عليك ( ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا الله ) الآية ، وقد ظلمت وجئتك تستغفر لي ، فنودي من القبر : إنه قد غفر لك وروى هذا أيضا " ابن حجر " في كتاب الجوهر المنتظم الإمام الشافعي - ذكر أحمد بن زيني دحلان في كتابه في صفحة 30 أن العلامة " ابن حجر " ذكر في كتابه : " الصواعق " المحرقة في الرد على أهل البدع والزندقة " أن الإمام الشافعي توسل بأهل البيت النبوي حيث قال : آل النبي ذريعتي * وهم إليه وسيلتي أرجو بهم أعطى غدا * بيدي اليمين صحيفتي عثمان بن حنيف الصحابي : - روى ابن تيمية في كتاب مجموعة الرسائل والمسائل ( طبع بيروت المجلد 1 صفحة 18 ) أن النسائي والترمذي رويا حديثا صحيحا أن النبي علم رجلا أن يدعو فيسأل الله ثم " يخاطب النبي فيتوسل به " ثم يسأل الله قبول شفاعته : اللهم إني أسئلك وأتوسل إليك بنبيك نبي الرحمة ، " يا محمد يا رسول الله إني أتوسل بك إلى ربي في حاجتي لتقضى لي " اللهم فشفعه في . وروى السمهودي في كتاب وفاء الوفاء المجلد الرابع في باب توسل الزائر ( طبع بيروت ص 1373 ) عن الطبراني في المعجم الكبير : أن رجلا توسل بهذا الدعاء بالنبي صلى الله عليه وسلم عند قبره في زمن عثمان بن عفان فقضى الله حاجته ، وكان عثمان بن حنيف قد علمه إياه وهو : - اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنينا محمد نبي الرحمة " يا محمد إني أتوجه بك إلى ربك أن تقضي حاجتي " - وهذا الدعاء معروف بدعاء الضرير وعلم عثمان بن حنيف في زمن عثمان بن عفان هذا الرجل وبهذا يتضح أن التوسل بالنبي كان سيرة للصحابة في زمن حياة النبي وبعد وفاته أيضا . قال أحمد بن زيني دحلان في كتابه الرد على الوهابية ، إن البخاري ذكر هذا الحديث في تاريخه وابن ماجة في سننه ج 1 ص 441 والسيوطي في الجامع الكبير والصغير والحاكم في المستدرك بإسناد صحيح . وفي مسند أحمد بن حنبل عن عثمان بن حنيف ( ج 4 ص 138 ) . أبو جعفر المنصور والإمام مالك - روى السمهودي 1 أيضا جواب * ( هاهش ) * قال السمهودي قد أشار مالك إلى ما رواه البيهقي بإسناد صحيح في توسل أبينا آدم بالنبي صلى الله عليه وسلم يا رب أسألك بحق محمد إلا ما غفرت لي الإمام مالك عند سؤال أبي جعفر المنصور : أستقبل القبلة وأدعو ، فقال الإمام مالك : لم تصرف وجهك عنه وهو وسيلة أبيك آدم ، بل استقبله " واستشفع به " . ( فقد أمر الإمام مالك أبا جعفر المنصور بالتوسل بالنبي والاستشفاع به صلى الله عليه وسلم والعجب أن الوهابين كيف يستحلون دماء المسلمين لتوسلهم بالنبي صلى الله عليه وسلم مع ورود هذه الأحاديث الصحاح وسيرة الصحابة والأئمة والخلفاء والعلماء . لقد كفر الوهابيون المتوسلين والمستشفعين بالنبي صلى الله عليه وسلم ولم يستثنوا الصحابة والخلفاء والأئمة . قال أحمد بن زيني دحلان في كتاب ( الدرر السنية في الرد على الوهابية ) صفحة 50 : والظاهر من حال محمد بن عبد الوهاب أنه يدعي النبوة إلا أنه ما قدر على إظهار التصريح بذلك وكان في أول أمره مولعا بمطالعة أخبار من ادعى النبوة كاذبا كمسيلمة الكذاب وسجاج والأسود العنسي وطليحة الأسدي وأضرابهم وكأنه يضمر في نفسه دعوى النبوة ولو أمكنه إظهار هذه لأظهرها وكان يقول لأتباعه إني أتيتكم بدين جديد ويظهر ذلك من أقواله وأفعاله . ولهذا كان يطعن في مذاهب الأئمة وأقوال العلماء ولم يقبل من دين نبينا صلى الله عليه وسلم إلا القرآن ويأوله على حسب مراده مع أنه إنما قبله ظاهرا لئلا يعلم الناس حقيقة أمره فينكشفوا عنه بدليل أنه هو وأتباعه إنما يأولونه على حسب ما يوافق أهواءهم لا بحسب ما فسره به النبي صلى الله عليه وسلم وأصحاب والسلف الصالح وأئمة التفسير فإنه كان لا يقول بذلك ولا يقول بما عدا القرآن من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم وأقاويل الصحابة والتابعين والأئمة المجتهدين ولا بما استنبطه الأئمة من القرآن والحديث ولا يأخذ بالإجماع ولا بالقياس الصحيح . وكان يدعي الانتساب إلى مذهب الإمام أحمد - رضي الله عنه - كذبا وتسترا وزورا والإمام أحمد برئ منه ولذلك انتدب كثير من علماء الحنابلة المعاصرين له للرد عليه والفوه في الرد عليه رسائل كثيرة حتى أخوه سليمان بن عبد الوهاب ألف رسالة في الرد عليه وتمسك ( محمد بن عبد الوهاب ) في تكفير المسلمين ( جماعة المسلمين وأهل السنة ) بآيات نزلت في المشركين فحملها على الموحدين وقد روى البخاري عن عبد الله بن عمر في وصف الخوارج أنهم انطلقوا إلى آيات نزلت في الكفار فجعلوها في المؤمنين وفي رواية أخرى عن ابن عمر أنه صلى الله عليه وسلم قال : - أخوف ما أخاف على أمتي رجل متأول للقرآن يضعه في غير موضعه - فهذا وما قبله صادق على محمد بن عبد الوهاب ومن تبعه . وقد كان قتل كثيرا من العلماء والصالحين وغيرهم من المسلمين لكونهم لم يوافقوه على ما ابتدعه وكان يقسم الزكاة على ما يأمره به شيطانه وهواه وكان أصحابه لا يتخذون مذهبا من المذاهب بل يجتهدون كما أمرهم ويتسترون ظاهرا بمذهب الإمام أحمد ويلبسون بذلك على العامة . وقد تصدى كثير من العلماء من أهل المذاهب الأربعة للرد عليه في كتب مبسوطة عملا بقول النبي صلى الله عليه وسلم : إذا ظهرت البدع وسكت العالم فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين 3 السفر لزيارة النبي صلى الله عليه وسلم تحريم الوهابيين 1 السفر لزيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم ورد في كتاب الرد على الاخنانى لابن تيمية ( المطبعة السلفية ومكتبتها ) ما يلي : لا يقصد السفر إلى القبر ( قبر النبي ) دون المسجد إلا جاهل أو كافر . وفي كتاب " مجموعة الرسائل الكبرى " في الرسالة الثالثة في زيارة بيت المقدس ، طبعة بيروت ، المجلد الثاني ، صفحة 59 ورد قوله : " لو نذر زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم لم يجب عليه ، لأن السفر لزيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم منهي عنه . وقد تبعه في ذلك عبد العزيز بن عبد الله بن باز في كتابه " التحقيق والإيضاح " صفحة 69 والدكتور ناصر عبد الرحمن بن محمد الجديع الأستاذ المساعد ‹ صفحة 44 › بكلية أصول الدين بالرياض جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في كتابه المرسوم ب : " التبرك . السنة وسيرة الصحابة والخلفاء تردان الوهابية : لقد حرم الوهابيون وعلى رأسهم إمامهم ابن تيمية زيارة قبره صلى الله عليه وسلم مع أنه ورد الأمر من النبي صلى الله عليه وسلم بزيارة قبور المؤمنين كأمره بزيارة الأحياء من الأقرباء والمؤمنين وأجمعت الأمة والأئمة على جوازهما بل مطلوبيتهما سواء من القريب أو البعيد مضافا إلى سيرة الصحابة والخلفاء بل مضافا إلى سيرة النبي على زيارة القبور ومخاطبته أهلها ، قوله صلى الله عليه وسلم فزوروا القبور - وزوروها ، عن صحيح مسلم باب الأضاحي وكذا عن مسند أحمد بن حنبل عن أبي سعيد الخدري ( ج 3 ص 38 ) . وكذا في أبواب الجنائز من سنن الترمذي وابن ماجة والنسائي وأبو داود ، وإطلاق أمره صلى الله عليه وسلم بزيارة القبور يشمل الزيارة عن القريب والبعيد وسيرة الخلفاء وحجاج بيت الله الحرام حيث يسافرون لزيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم قبل مراسم الحج أو بعدها تؤيد ذلك . نعم السفر بقصد زيارة المساجد لا معني له ، لأن المساجد للصلاة وكلها في الفضيلة من حيث الصلاة سواء إلا المساجد الثلاثة أعني المسجد الحرام ومسجد النبي وبيت المقدس ، ولذا فقد ورد في صحيح البخاري باب فضل الصلاة في مسجد مكة والمدينة أحاديث بأن الصلاة في مسجد الحرام أفضل من الصلاة في مسجد النبي . قال ناصر بن عبد الرحمن : " لما أن القول بشرعية شد الرحال لزيارة قبره صلى الله عليه وسلم يفضي إلى اتخاذه عيدا وهو ما نهى عنه صلى الله عليه وسلم " كتاب التبرك - ص 324 . ونقول للرد على هذا الادعاء : بأن زيارة القبور لا تصبح عيدا سواء قام بها القريب أو البعيد ، ( فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يزور قبر أمه وقبور الشهداء مرة أو عدة مرات في العام كما وردت الإشارة في كتب السير والتاريخ إلى قيام فاطمة بنت رسول الله بزيارة قبر حمزة وقد نحى الصحابة والتابعون هذا المنحى ) فقد ورد أن هارون الرشيد والمنصور وغيرهما من الخلفاء كانوا يسافرون لزيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم . أما ادعاء الوهابين بأن سفر المنصور وهارون الرشيد وكل من كان يحج البيت إلى المدينة لم يكن بقصد زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم وإنما كان لإصابة فضيلة الصلاة في مسجده صلى الله عليه وسلم فهو ادعاء واضح البطلان لما هو معروف من أفضلية الصلاة في المسجد الحرام على الصلاة في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم والعاقل لا يمكن أن يستبدل الذي هو خير بما هو أدنى ! ( أن يترك الصلاة في المسجد الحرام ليصل في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم ) . كما أنهم لو سئلوا عن قصدهم من السفر من مكة إلى المدينة لأجابوا حتما بأنهم يريدون زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم . ‹ صفحة 46 › فمعنى جعل القبور عيدا أن يجعلها متروكة الزيارة إلا في الأعياد ومعنى الحديث الوارد
|
|
|
|
|