كل قول لرسول الله عمر يخاف منه لماذا ( ادخلوا تجدون الجواب)
بتاريخ : 19-06-2009 الساعة : 10:17 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
فيما رواه احمد ومسلم عن حذيفة قال: قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): (في أصحابي اثنا عشر منافقاً فيهم ثمانية لا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط، ثمانية منهم تكفيكهم الدبيلة
إن المجموعة التي تآمرت على تنفير ناقة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) عند العقبة كانوا أربعة عشر إنساناً وصفوا بالنفاق، وقد عرفهم حذيفة من رواحلهم لأنهم كانوا ملثمين، وعرّفه النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بأسمائهم، فكان ـ كما يقول النووي (في تهذيب الاسماء واللغات ج1 / 154 ط المنيرية) صاحب سر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في المنافقين يعلمهم وحده، قال النووي: وسأله عمر بن الخطاب (صلى الله عليه وآله وسلم) هل في عمالي أحد منهم؟ قال: نعم واحد، قال: من هو؟ قال: لا أذكره، فعزله عمر.
وقد ورد في كتاب (المعرفة والتاريخ للبسوي ت 277 (ط اوقاف بغداد) ج2 / 168) قال: مات رجل من المنافقين فلم يصلّ عليه حذيفة، فقال له عمر من القوم هو؟ قال: نعم قال: بالله أنا منهم، قال: لا ولن أخبر أحداً بعدك.
وقد ذكر عن النظام ـ المتكلم المعتزلي ـ انه طعن في عمر وزعم... انه شك في يوم الحديبية في دينه، وشك في وفاة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وانه كان في من نفر بالنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ليلة العقبة، وانه ضرب فاطمة ومنع ميراث العترة. (راجع عبد القاهر بن طاهر البغدادي في اعتقادات فرق المسلمين).
وقد روى مسلم في (صحيحه 8 / 123) بسنده عن أبي الطفيل قال: كان بين رجل من أهل العقبة وبين حذيفة بعض ما يكون بين الناس، فقال: أنشدك بالله كم كان أصحاب العقبة؟ قال: وقال القوم: أخبره إذ سألك، قال (أبو موسى الاشعري) كنا نخبر أنهم أربعة عشر، فقال حذيفة: فإن كنت منهم فقد كان القوم خمسة عشر، وأشهد بالله ان اثني عشر منهم حرب لله ولرسوله في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد.
وهذا هو الذي أشار إليه ابن عبد البر في (الاستيعاب) في ترجمة أبي موسى الاشعري فقال: فقد روى حذيفة فيه كلاماً كرهت ذكره... فتعقبه ابن أبي الحديد في (شرح النهج ج3 / 292 ط مصر /الأولى) فقال: الكلام الذي أشار اليه... ولم يذكره قوله فيه وقد ذكر عنده بالدين: أما انتم فتقولون ذلك، وأما أنا فأشهد انه عدو لله ولرسوله وحرب لهما في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد، يوم لا ينفع الظالمين معذرتهم ولهم الة ولهم سوء الدار.
وقال ابن أبي الحديد: وروي ان عماراً سئل عن أبي موسى فقال: لقد سمعت فيه قولاً عظيماً سمعته يقول: صاحب البرنس الأسود، ثم كلح كلوحاً علمت انه كان ليلة العقبة بين ذلك الرهط.
وأخرج ابن عدي في (الكامل ج2 / 262) وابن عساكر في (التاريخ) كما في (منتخب كنز العمال بهامش مسند احمد ج5 / 234) باسناده عن أبي نجاء حكيم قال: كنت جالساً مع عمار فجاء أبو موسى فقال: ما لي ولك؟ ألست أخاك؟ قال: ما أدري ولكن سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يك ليلة الجبل، قال: إنه استغفر لي، قال عمار: قد شهدت ال ولم أشهد الاستغفار.
ويظهر مما أخرجه أحمد في (مسنده ج5 / 273 ط مصر الاولى) والهيثمي في (مجمع الزوائد 1 / 112) نقلاً عن الطبراني في (معجمه الكبير) عن أبي مسعود قال: خطبنا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) خطبة فحمد الله واثنى عليه، ثم قال: (إن فيكم منافقين فمن سمّيت فليقم)، ثم قال: (قم يا فلان، قم يا فلان حتى سمى ستة وثلاثين رجلاً)، ثم قال: (ان فيكم أو منكم، فاتقوا الله...).
فيظهر مما سبق أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) سمّاهم وغيرهم من المنافقين، الا أن التعتيم الإعلامي الرسمي كنّى عن الأسماء بفلان وفلان.
وكذلك فيما رواه احمد ومسلم عن حذيفة قال: قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): (في أصحابي اثنا عشر منافقاً فيهم ثمانية لا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط، ثمانية منهم تكفيكهم الدبيلة...)، وأربعة لم يحفظ الراوي عن شعبة ما قال فيهم! (الفتح الكبير للنبهاني ج 2 / 271 ـ 272).
وعلى ذلك شواهد كثيرة طمست فيها حقائق تاريخية حفاظاً على شخوص الحاكمين.