|
مــوقوف
|
رقم العضوية : 40023
|
الإنتساب : Aug 2009
|
المشاركات : 1,054
|
بمعدل : 0.19 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
منتدى الجهاد الكفائي
قرب القوى السياسية من المرجعية
بتاريخ : 13-10-2009 الساعة : 05:48 PM
تبقى للمرجعية الدور المميز والبارز في الرعاية الأبوية للمجتمع العراقي ، من خلال المعطيات والمفاهيم الأنسانية وأنها تقف من الجميع على مسافة واحدة بغض النظر عن الجنس والعرق والدين والمذهب والقومية ، ليفيض مناهلها وينابيعها الفكرية والثقافية والأخلاقية لتجري بين ثنايا وحنايا الوطن لتنشر قيم الرسالة الألهية وسط حالات وطقوس روحانية ممزوجة بالطمأنينة والمحبة والأخاء ،وهي رسالة تمتد عروقها الى عمق حضارة أنشأها سيد الأكوان وخاتم الأنبياء ، الذي قال فيه الباري تعالى ( وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين ) وهذه الرحمة التي تشمل العالم كله دون تمييز وأعتبارات عقائدية ودينية وأجتماعية ، أن القيم الرسالية التي تتمسك بها المرجعية تجعلها وسيلة لأرساء الأمن والأستقرار وصمام أمان لهذا المجتمع من الأنحدار الى الصراعات والتناحرات ، وعند مراجعة أوراق السنوات الستة الماضية نجد فيها دليلاً على حكمة ودراية المرجعية وضرورتها وحاجتها في فض وحل كل المنازعات والأحداث التي عصفت بالبلاد ولولاها لبقي نهر الدم يجري الى هذه اللحظة ، أن الصدر الواسع والرحب للمرجعية كانت الأساس في أحتضان وأستيعاب كل المرجعيات الدينية والسياسية والأجتماعية لجميع مكونات المجتمع العراقي والتحاور والتشاور معها لغرض تعزيز وترسيخ فلسفة العيش المشترك ، وكانت للمرجعية الشخصية الكارزمية في التأثير في الشارع العراقي لغرض التوجه الى الأنتخابات بمختلف أشكالها ودعم الديمقراطية ، وقد ظهرت الآثار الملموسة لهذه التأثيرات على الوضع العام وغيرت الكثير من المفاهيم والمعطيات والسلوكيات القديمة لتلبس ثوب الحداثة والتجديد المعاصر بعقلانية وبثوابت أسلامية ولتتسم بالواقعية والموضوعية ، وللمرجعية الدور الأساسي والريادي في كتابة الدستور وتشريع القوانين وأقامة دولة المؤسسات ،والوقوف على خط مستقيم من جميع القوى السياسية ، ألا أن الغريب والعجيب هناك بعض القوى أستمدت القوة منها لتحقيق أهدافها وغايتها والوصول الى السلطة والأستفادة من المكاسب الحكومية والسياسية خدمة لأغراضها الحزبية أو الفئوية ، وتعمل بالضد منها في الباطن بسبب أيديولوجيتها او رؤاها وأفكارها الحزبية أو بسبب الأختلاف في المرجعية التقليدية أو لأسباب وأجندة سياسية تكتيكية نفعية خاصة وخداع الجماهير بالشعارات واللافتات دون تحقيقها ، وللأسف أعتقد بهذه القوى كثير من الناس وأنخدعوا من حيث يدرون أو لا يدرون لجمال صورتها المزيفة وألوانها الزاهية المخادعة أو لتجذر ثقافة السلطة فيهم وما زالت أنظارهم شاخصة الى المكارم والهبات منها ومفهوم السماع دون التحقق من الموضوع ، وكذلك عدم القدرة على التحليل والتقييم للمشهد السياسي لوضع النقاط على الحروف ، وهناك قوى هي أقرب الى المرجعية من حيث ترجمة نظراتها وأفكارها وكل مايدور في خلدها النظري الى التطبيق العملي الفعلي على الواقع وتجسيدها من خلال مؤسسات المجتمع المدني والمراكز الثقافية ونشاطات الحزبية المختلفة ، أن هذه القوى لها متبنيات ومسؤوليات وألتزامات تجاه المرجعية وفق روابط أيمانية شرعية وعلاقات فكرية وثقافية ومشتركات العقيدة والمذهب وثوابت سياسية أسلامية ، ألا أن كثير من الناس لاتقيم هذه العلاقة بالمنظور والرؤية الواقعية والموضوعية والصورة الصحيحة لتأثرها بالأعلام المضاد المسموم والبعثي الذي تقوم بها القوى المعارضة للمرجعية لتشويه الحقائق والوقائع وتحويلها عن مواضعها الحقيقية الى مواضع الشك والريبة ، مما ولد لدى الناس معياراً وقياساً خاصاً كان الأساس في توجههم وميولهم الخاطئة والتي أدخلتهم في دروب العتمة الفكرية وعمى البصيرة ليقفوا بالضد من هذه القوى الخيرة التي تعمل من أجل الوطن والمواطنين وكانت السبب الرئيسي في كل الأنجازات التي حصلت على كافة الأصعدة ، وعلى كل حال يجب أخذ الحيطة والحذر في المرحلة المقبلة من الأنتخابات حيث المرجعية تبعث أشارات أو تلميحات أوأيحاءات الى قائمة معينة تكون قريبة منها وقوية وتلبي طموحات وآمال المجتمع وتحقق دولة المؤسسات والفصل بين السلطات وتقديم الخدمات وبنسبة أفضل من القوى الاخرى الموجودة على الساحة ، وعدم التأثر بالأعلام المضلل ودراسة الواقع بجدية وتأني وتقييم القوى من منظور شرعي ووطني بعيداًعن الدعايات والتهم الباطلة وخلط السم بالعسل...
علي حسين غلام
|
|
|
|
|