سيد اسلام آل محمد ..
لا عجب ان تتفق عقول النواصب التكفيريين ,, و عقول بعض الغربيين المعتقدين بألوهية السياسة الغربية و عولمتها ,, و عقول اسلاموية متشيعة موغلة حد النخاع بالجهل والتخلف والتعصب الاعمى والحقد على نجاح الاخرين ,, فكلها عقول يحتويها الانحراف و العمى ,,
لكم اسعدني هذا المقال الذي الصقته جنابكم الكريم بما فيه من خيالات واكاذيب و طمس للحقائق و تغابٍ عن الواقع ,, لأنه فقط علامة فارقة بين اسلامين ,, اسلام قاده الامام الخميني فقلب معادلات العالم السياسية والعسكرية و الديموغرافية و الايديولوجية و اللوجستية والبنائية لصالح التشيع فتوافدت الملايين من اصحاب العقول النيرة والقلوب النظيفة و الضمائر الحية بين مناصر بالقول والفعل و مناصر بالقول دون الفعل وآخر بالصمت اذعانا او اطمئناناً بسلامة المسار الجديد في حياة الامة .. و اسلام اخر وقف بصف العداء لأسلام الامام الخميني و مساره العظيم ,, وقف بكل تصاغر و هوان و ضعة و دونية و احباط امام هذا البناء التأريخي المهيب الذي كان مجرد حلم في عقلية المظلومين والمستضعفين ,, مجرد طرح سماوي في ضمائر الانبياء و الاوصياء و الصالحين لم يلامس الارض منذ صلح الامام الحسن صلوات الله عليه ,, و على الرغم من كون الفارق الكبير والهوة السحيقة بين الاسلامين كانت ولا تزال واضحة بكل المقاييس السماوية والارضية وفق معادلات الموت والحياة ,,و اثبات الوجود قبالة الانزواء المتذلل ,, والقوة والعزة و المنعة و المقاومة و النصر قبالة الانهزام والتخاذل و الرضى بالدون,, والبناء المدني الحضاري القيمي قبالة الهدم الممنهج المؤدلج .. الا انها كانت تستتر من حين الى آخر خلف بعض المسميات الكمالية والبروتكولية و المجاملاتية من قبيل الحفاظ على وحدة المذهب و احترام رموز التشيع و مكانة الفقهاء و غيرها من الامور ,, مع الالتفات الى ان مفجر الثورة الاسلامية الامام الخميني لم يتوانَ عن نعت من وقف بوجه التغيير الاسلامي و الثورة و من اراد تعطيل مسارها ممن يدورون في فلك الفقاهة الدينية بأنهم مجرد علماء حيض و نفاس ..
وقد فات البعض ان الخط المعادي للثورة الخمينية كانوا هم المستفيد الاكبر من بركاتها ففي حين راحت تتناثر اشلاء ابطال الثورة من اصحاب العمائم النقية الطاهرة في تفجيرات طالت ثمانين بالمئة من قياداتها راح اعداؤها يتنعمون بفسحة الراحة والرخاء بعد عقود عجاف من ظلم الظالمين كأمثال صدام المجرم ,, فظهرت علينا طبقة من المترفين تنظيرياً و المتنعمين فقاهتياً ليفترشوا زغب الراحة والاسترخاء و يتفرغوا اخيراً لملء المكتبات كتباً و التي على جلالة قدرها لا تصلح لأن تثرد فتطعم الجياع و لا لأن تخيط فتكسي العراة ولا ان تستحيل سلاحاً بيد جندي يحمي بلاده من غزو البعث الكافر و من خلفه كل قوى الاستكبار العالمي فما لبثت تلك الطبقة ان اعلنت سلطنتها على عرش الفقاهة ,, ثم تناست ايام الجور البعثي الصدامي بعدما امنت على دمائها و اعراضها و اموالها و مكتباتها العملاقة و التي كانت في يوم من الايام وقفاً لقرار يتخذه كلب تكريت او من شابهه من الطواغيت ,, فراحت تناصب العداء للتجربة الشيعية الفريدة في خضم الصراع بين الاسلام و الكفر .. و اليوم يظهر علينا بين فترة واخرى البعض ممن ابتلع لسانه دهراً فينطق بقيح جوفه متقولاً بالقبيح من القول حتى صار له سمة يُنعت بها ليكيل التهم جزافاً للأسلام المحمدي الوجود و الحسيني البقاء و الخميني العودة ..
لقد تناسى هذا الخط المعادي المملوء بوضاعة الماضي و تصاغره و دونيته التي قضاها و جميع افراد اسرته يتقلب من خوف الى خوف و من هزيمة الى اخرى ومن طامورة الى سرداب ومن مذلة الى اهانة ,, تناسى ان ذلك الجناح الذي اظله يوما و احتمى به فأمن على نفسه و ماله وعرضه هو الذي صنع له حاضراً مزدهراً و مستقبلاً واعداً و جعل له اسماً على خارطة العالم الجديد ورسماً فتحول بفضله من نكرة غير معرف الا بالذل والهوان ومجرد شاخص له تأريخ ولادة ورقم تسلسلي على قائمة الاعدام جزافاً لا عن قضية الى عنوان كبير..
سيد اسلام آل محمد ..
نسيت او لربما تناسيت او لربما جهلت وانت تلصق المقال ان تنتبه الى كبير التناقض في المحتوى و الفكرة العامة وخصوصاً في هذا الاقتباس:
خلال عام 1977 التقى شاه إيران مع كل من ألفريد أثيرتون، ووليم سوليفان، وسايروس فانس، والرئيس كارتر، وزبيغنيو برزيزينسكي، ففي مواجهة هذه الثورة سعى الشاه وراء مساعدة من الولايات المتحدة. فقد احتلت إيران موقعاً استراتيجياً في السياسة الخارجية الأمريكية في الشرق الأوسط، فهي موالية لأمريكا وتتقاسم حدوداً طويلة مع عدوها في الحرب الباردة الإتحاد السوفياتي، وهي أكبر دولة نفطية قوية في الخليج العربي، لكن النظام البهلوي حظي بدعاية سلبية لسجله السيء في مجال حقوق الإنسان.
السفير الأمريكي في إيران، ويليام سوليفان يقول بأن مستشار الأمن القومي الأمريكي السيد زبيغنيو برزيزينسكي "أكد للشاه مراراً وتكراراً أن الولايات المتحدة تدعمه بالكامل". لكن الرئيس كارتر فشل في الالتزام بتلك الوعود والتأكيدات. في 4 تشرين الثاني/نوفمبر 1978، اتصل برزيزينسكي بالشاه ليبلغه بأن الولايات المتحدة "ستدعمه حتى النهاية"، وفي الوقت نفسه، قرر بعض المسؤولين رفيعي المستوى في وزارة الخارجية أن الشاه يجب أن يذهب بغض النظر عمن سيحل مكانه.
واستمر برزيزينسكي والوزير جيمس شليزنغر في التعهد للشاه بأن الولايات المتحدة ستسانده عسكرياً. حتى في آخر أيام الثورة، عندما كان الشاه يعتبر هالكاً لا محالة مهما كانت نتائج الثورة، استمر برزيزينسكي في الدفاع عن خطة التدخل العسكري الأمريكي لإعادة الاستقرار الإيراني. الرئيس كارتر لم يحسم كيفية استعمال القوة بشكل مناسب، وعارض قيام الولايات المتحدة بانقلاب وأمر حاملة الطائرات يو أس أس كونستوليشن بالتوجه إلى المحيط الهندي لكنه سرعان ما ألغى أمره، تم التخطيط لصفقة مع جنرالات إيران لتحويل الدعم لصالح حكومة معتدلة، لكن هذه الخطة انهارت مع اجتياح الخميني وأتباعه البلاد، وتوليهم السلطة في 12 شباط/فبراير 1979.جيمي كارتر أعلن دعمه الكامل للنظام و التزام أمريكا بحفظ أمن إيران و المنطقة و لكن من الواجب ان يحفظ الشاه التزاماته و تعهداته بتحسين أوضاع حقوق الإنسان و تحسين الوضع السياسي عبر المشاركة في السلطة و أحتواء الأزمة.
فأما ان تكون ثورة الامام الخميني هي ثورة اسلامية ايرانية بكل امتياز واما ان تكون اميركية فهل في السطور المقتبسة اعلاه ما يؤيد رغباتك ؟؟ .. ام هي تبرئة للثورة الاسلامية من الدعم الاميركي ,, حيث يظهر و بكل وضوح فشل كل المحاولات الاميركية في الالتفاف على الثورة و استبدال مسارها او ركوب موجتها .. بالاضافة الى ان العالم بأسره قد شهد احتراق الطائرات المعادية الاميركية في صحراء طبس فهل ارسلت اميركا طائراتها لتحترق على الرمال نصراً للثورة الاسلامية المباركة ؟؟...
ثم اسمح لي ان اسألك و من هم على شاكلتك :
هل تناسيتم ذلك التأريخ الطويل و الحافل للشعب الايراني الشيعي المسلم في الثورة ضد الطواغيت ؟؟.. هل عميت ابصاركم و بصائركم عن النهج الثوري الذي قاده الامام الخميني قبل عقود من نجاح الثورة الاسلامية المباركة والذي لا تزال ثورة خرداد في بدية ستينيات القرن العشرين شاهداً عليه ,, الا يكفيكم هذا دليلاً على اصالة الثورة الاسلامية و قدرتها في تحريك الجماهير ؟؟.. اليس هذا التأريخ الثوري الكبير بكافٍ لأن يبني قاعدة ثورية جماهيرية تقتلع الشاه من جذوره و تقمع التدخل الاميركي الغربي الاستكباري ..؟؟ ام ترى ان حادثة رهائن السفارة الاميركية قد حذفت من ذاكرتكم كما حذف الصدق و المروءة و الانصاف و التعقل ؟؟..
ثم هل لك ان تخبرني عن اية اجواء تتحدثون زاعمين انها فتحت امام جيوش اميركا لضرب العراق ؟؟... ام تراكم اعتدتم استعارة ألسِنَةِ النواصب التكفيريين الذين فارقوا الحياء فراحوا يغمضون اعينهم عن اساطيل اميركا و قواعدها الجوية على اراضيهم و يتهمون ايران بمساعدة الغرب على احتلال المنطقة ..؟؟
هل تعتقدون ان الاسلام عاجز عن ان يحرك الجماهير و يقلب معادلات الباطل و يصنع كيانه الخاص بنفسه وبمحض ارادته ,, فلا يستطيع ان يحيا و يتطور و يبني نفسه الى بمباركة دول الكفر والاستكبار العالمي ؟؟..اتراكم اعتدتم ان تقبعوا في اقبية التذلل و الاسترحام و التظلم والتشكي والتباكي فرحتم تنزعون عن الامة اية قدرة للتغيير و التحول نحو الافضل ؟؟..
و ختاماً يا سيد اسلام آل محمد اقول لك ...
ان العيب كل العيب ان تأكلوا من موائد الغير ثم تبصقوا عليها و العيب كل العيب ان تقبعوا تحت سقف ثم تنقبونه حقدا منكم بأيديكم و العيب كل العيب ان يعتاش من يدعي الاسلام المحمدي الاصيل و ينصب نفسه سلطاناً على الفقهاء و تاجاً للعلماء و فقيهاً للأتقياء وووو ... من بركات ثورة تصدقت بها اميركا التي تمثل سياستها رأس الكفر العالمي و قمة الهرم المعادي للأسلام المحمدي الاصيل والتي لم تتصدق ( ان صح ادعاؤكم الواهم ) بها من اجل اعين علمائكم بل لطرح اجندات تخدم مصالحها الخاصة ,, فأذا كانت الثورة الاسلامية في ايران التي قادها الامام الخميني هي ثورة اميركية ,, فخزي و عار على فقهائكم و علمائكم ان يتنعموا في امنها و امانها و يسترزقوا من خيراتها .
اكتبوا يا سيد ,, اسلام آل محمد ,, و اكتبوا معبرين عن فكر خطكم و منهج قياداتكم الدينية فكلما كتبتم اقحمتم انفسكم في دائرة المقارنات التي تفرض نفسها على الواقع رغماً عنكم فيكتشف الناس حقيقتكم