|
عضو برونزي
|
رقم العضوية : 64421
|
الإنتساب : Feb 2011
|
المشاركات : 1,498
|
بمعدل : 0.30 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
منتدى الجهاد الكفائي
السلفية السورية تتجمهر على أسوار بغداد
بتاريخ : 17-03-2012 الساعة : 07:18 PM
السلام عليكم
السلفية السورية ظاهرة اخوانية منذ نهاية الاربعينات من القرن الماضي لكنها لم تبن نفسها إلا من خلال قراءات يتيمة للسياسة
وتمظهرات اكثر يتما في القضايا التاريخية التي مرت في لحظات التحدي بعد
هزيمة 1967 وماتلاها من مراجعات فكرية وسياسية عزت السقوط الى حال الوهن الذي اصاب الامة العربية والاسلامية بعد انهيار عصر الخلافة الاسلامية عبر انهيار الخلافة العثمانية !.
والسلفيون في الثورة السورية فئة معينة لكنهم ليسوا الفئة الاكثر حضورا في التظاهرات السياسية السلمية المطالبة بتحقيق اهداف حددتها التظاهرات السياسية منذ سنة من الان وهم ليسوا من فئة السلفية
العربية في المغرب او تونس مثلا حيث يميل السلفيون المغاربة الى العمل الدعوي الاسلامي والاستغراق في قراءة النص ومعالجة الواقع بروح العودة الى تاريخ الخلافة الصالحة او السلف الصالح وكل سلفية
لها خصائص مختلفة عن السلفية التي تتكون في مكان اخر من حيز البلاد الاسلامية وكلما اقتربت السلفية ودعاتها من الهلال الخصيب وبلاد الشام حتى تقترب من الكتائب السرية والجنود المجهولين الذين
يعملون لحساب اجندات تؤمن بضرورة استعادة تاريخ الخلافة الاسلامية الراشدة بالقوة والسيف شانها في ذلك شان السلفية في القاعدة القادمة من السعودية او مصر وما ايمن الظواهري سوى ظاهرة في
السلفية تؤمن بالسيف والارتكاب العسكري او الارهابي لتحقيق اغراض معينة وما تنظيم "جند الشام" سوى نسخة حقيقية من السلفية المصرية!.
بعد سقوط النظام العراقي حصل تعاون وثيق بين السلفية السورية وتيارات سلفية عراقية وجرى تلاقح افكار وتنسيق وعمل مشترك انطلاقا من قراءة سياسية ومسلمات درجت عليها الاحزاب السلفية في العالم
العربي ازاء القضايا التي تتصل بشكل واخر بالعمل الطائفي المشترك والنظرة الى وجود قوات اجنبية في بلد مسلم وفي هذا الاطار جرى التعاون وثيقا بين جند الشام الذين يتخذون من الاراضي اللبنانية مقرا
ومنطلقا لهم وبين تيارات سلفية واخرى "جهادية" للعمل في العراق تعضيدا لفكرة مواجهة "المحتل" وتأكيدا على عمل مشترك ازداد وتكثف ونشط بفاعلية كبيرة بعد ظهور فصائل مسلحة تؤمن بالسلاح وتخطط
لقلب نظام الحكم الوطني وتقيم اوثق العلاقات مع دول غربية كما جرى في قيادات مايسمى "الجيش الاسلامي" احدى الفصائل المسلحة التي تؤكد معلومات امنية انها تابعة لنائب الرئيس طارق الهاشمي واغلب
هذه القيادات تقيم في فرنسا ولديها اموال تصل الى الملايين من الدولارات كانت جنتها في حوادث خطف وقتل وابتزاز كان الجيش مارسها في السنوات التي تلت سقوط النظام العراقي السابق ومنها حادثة
اختطاف صحفية امريكية وما نجم عن هذه العملية من دفع فدية مالية قدرت في حينها من عام 2006 بخمسة ملايين دولار وتقول معلومات مطبقة ان عناصر من الجيش الاسلامي تشعر باستياء شديد من وجود
وفرة مالية بيد فئة في القيادة مقيمة في فرنسا و"جوع" حقيقي تحول الى ظاهرة تعرف بها الفئات او المجموعات المقاتلة وهي حالة غريبة في وسط يؤمن بالمشاركة في كل شيء ابتداءً بتقطيع الضحايا بعدالة
وتوزيع المال الآتي من خزائن الفدية بعدالة مماثلة!. وحدث ان السلفية السورية اضمحل عملها ولم تعد تنشط في المناطق الغربية من العراق بفعل عاملين اساسيين هما تطور العمل الامني للجيش والقوات
المسلحة والشرطة والاجهزة الامنية والاستخبارية ووصول العشائر والقبائل العربية العراقية في تلك المناطق الى ضرورة اعلان موقف وطني حازم ازاء تنظيم القاعدة والتيارات السلفية النشطة التي كانت
تستهدف ايامذاك البنية العسكرية والاقتصادية والاجتماعية والخدمية والبشرية في تلك المناطق لا لشيء إلا لان أبناء المنطقة الغربية ادركوا حقيقة الاهداف التي ينطوي عليها برنامج القاعدة والسلفية السورية
ولذا كان القرار العشائري والسياسي كما قرار الحكومة المركزية حسم الصراع مع القاعدة والسلفيين بالجهد السني العربي العراقي لان القاعدة لايخرجها الا سنة العراق ومن العبث ادخال الشيعة
طرفا في معادلة "اجتثاث" السلفية الجهادية والقاعدة من العراق . بهذا الاضمحلال جرى تحجيم التيارات السلفية التي ترفع السيف لتحقيق الاغراض والاهداف السياسية الخاصة لكن التطور العاصف الذي
جرى في سوريا حرك امال خلايا نائمة للقاعدة والسلفية الجهادية العراقية باتجاه التحرك "سلميا" وباستثمار مناسبة المولد النبوي الشريف لدعم "الثورة السورية" وهو شعار عام يستبطن في الجوهر فعلا
طائفيا له علاقة بنصرة التيارالسلفي الطائفي في سوريا حيث تؤكد المعلومات ان هذا التيار لديه اجندة مختلفة عن الاجندة السياسية الخاصة بالثورة السورية ففي حلب وحدها تم تهجير 1200أسرة شيعية
لاسباب طائفية وفي ريف دمشق تم ذبح أسرة شيعية عراقية مكونة من 5 افراد بالخناجر ناهيك عن القيام باعمال خطف استهدف بنات عراقيات قاصرات والمطالبة بفدية كبيرة تقدر بـ60000 الف دولار مقابل
اطلاق سراحهن ومحاولات مستمرة لاستهداف مواطنين عراقيين !. ماجرى في الفلوجة خلاف المتوقع ونقيض للحالة السياسية المنسجمة مع روح المصالحة الوطنية التي جرى الاتفاق عليها خلال السنوات
التسع الماضية فلأول مرة يرفع المحتفلون لافتات كتب عليها "عذرا درعا" و"عذرا دمشق" وهي لافتات لا يبدو أنها ترفع لصالح مفردات درج الربيع العربي على تناولها واستحسانها في اطار الدعوة الى
العدل والحرية والحقوق المدنية وقيام سلطة ديموقراطية ودستور جديد يعبر عن آمال الأمة السورية وطموحاتها الجديدة قدر ما تنم عن شعور طائفي مشترك وتضامن غير مدروس من وجهة نظر وطنية محلية
مع أمراء وجماعات كانت تشتغل في العراق برعاية أجندات خارجية ودعمها اللوجستي لذبح الشيعة في النجف وكربلاء وبغداد لأنهم روافض وذبح السنة في الانبار وسامراء والفلوجة ذاتها باعتبارهم متعاونين
مع "الاحتلال" ومشاركين في العملية السياسية وذبح الأكراد في كركوك والسليمانية واربيل كونهم انفصاليين ودعاة دولة كردية !. كان الأولى بهذه اللافتات ان ترفع في أجواء مصالحة وطنية حقيقية بين أبناء
الوطن الواحد واذا كان ثمة من اعتذار فمن المفترض ان يرفع طلبا للمغفرة والاعتذار من أسر الحي العسكري في الرمادي والحي العسكري قرب منطقة الحسينية المحرومة ، ضواحي بغداد، وشيوخ عشائر الانبار وكل العسكريين والمدنيين الذين قطعت رؤوسهم القاعدة في الطريق الى دمشق!.
|
|
|
|
|