حلقات مطارحات في العقيدةبالوثائق(بعد اخذ الاذن من سيدكمال الحيدري)
بتاريخ : 01-07-2011 الساعة : 01:12 PM
السلام عليكم اورد وبعد اخذ الان من سماحه السيد كمال الحيدري شخصيا حيث التقيته موخرا حلقات مطارحات في العقيده مع اضافه وثائق السيد واضافه وثائق
موقف ابن تيمية ممن آذى وسب علياً عليه السلام (1) 29/04/2010
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين وصفوة الله من الخلائق أجمعين المصطفى الأمين وآله الطيبين الطاهرين،
الموضوع
(موقف ابن تيمية ممن آذى وسب علياً عليه السلام).
سماحة السيد كمال الحيدري: بينا ان المراد من الناصبين يعني الذين يتدينون ببغض علي وأهل بيته، هذه هي النصوص الواردة أن هؤلاء لا فقط كانوا يبغضون بل كانوا يتقربون الله تعالى ببغض علي وأهل بيته عليهم أفضل الصلاة والسلام، وأن هذا النهج بدأ بشكل واضح وصريح على يد معاوية بن أبي سفيان، يعني معاوية هو أول من أسس هذا النهج بشكل رسمي عندما سنّ سب علي على المنابر، نعم، لعله كانت هناك إرهاصات قبل ذلك، ولكنه بشكل رسمي وبشكل واضح وصريح إنما بدأ على يد معاوية، وهذا ما يصرح به جملة من الأعلام،
شرح العقيده الطحاويه
لمحمد ناصرالدين البراك
ص360
مانصه(ومن ابغض عليا فهو ناصبي)
الوثائق
ومن أولئك الذين صرحوا بهذه الحقيقة هو الإمام القرطبي في كتابه (المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم، ج6، ص304)
تأليف الإمام الحافظ أبي العباس أحمد بن عمر بن إبراهيم القرطبي، المتوفى سنة 656هـ، حققه وعلق عليه وقدم له الدكتور محيي الدين ديب وأحمد محمد السيد ويوسف علي بدوي ومحمود إبراهيم، دار بن كثير، دمشق، بيروت، في هذا الكتاب يصرح الإمام القرطبي بهذه الحقيقة، وأنا بودي أن يلتفت إلى هذه الحقيقة بشكل واضح وصريح، يقول في ذيل الحديث الذي ورد في حديث الثقلين (إنما أنى بشر يوشك أن يأتيني رسول ربي فأجيب وأنا تارك فيكم ثقلين أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به ... إلى أن قال: ثم قال: وأهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي - يكررها رسول الله ثلاث مرات-)
في المقدمة بودي أن يلتفت أن الإمام القرطبي يعتقد أن المراد من أهل البيت في حديث الكساء وفي آية التطهير ليس نساءه وليس فلان وإنما يقول: هذا دليل على أن أهل البيت المعنيون في الآية هم المغطون بذلك المرطي في ذلك الوقت, يعني أصحاب الكساء، يعني الرسول (صلى الله عليه وآله)، فاطمة وأبوها وبعلها وبنوها، يصرح بهذا، إذن لا يقول لنا قائل: أن الإمام القرطبي عندما يقول أهل البيت يراد به نساء النبي؟ لا، بل يصرح في (ص302) من الكتاب، يقول: المراد من أهل البيت هم المغطون بذلك المرطي في ذلك الوقت. إذن خاصة بهؤلاء الخمسة. ثم يعلق في (ص304) يقول: هذه الوصية - التفتوا جيداً ودققوا في ذلك، الإمام القرطبي ليس إنساناً عادياً- وهذا التأكيد العظيم من الرسول الأعظم يقتضي وجوب احترام آل النبي وأهل بيته وإبرارهم وتوقيرهم ومحبتهم وجوب الفروض المؤكدة - لا أنه فرض بل من الفروض المؤكدة- التي لا عذر لأحد في التخلف عنها - لا أنه اجتهد فأخطأ- لا عذر لأحد في التخلف عنها.
هذا هو كلام إمام كالقرطبي يتكلم، ولا يستثني أحداً، يقول: إلا معاوية الذي هو صحابي وكاتب للوحي، لا لا، يقول: بني أمية، هذه فعالهم أنه قتلوا واستباحوا ولعنوا وفعلوا وفعلوا، هذا هو المصدر الأول. والقرطبي من أعلام مدرسة الصحابة
المورد الثاني ما ورد في (فتح الباري شرح صحيح البخاري، ج13، ص669) لابن حجر العسقلاني، الذي يعد من أعمدة النهج والاتجاه الأموي، يقول: ووقع في شرح الوجيز للرافعي عند ذكر الخوارج قال: هم فرقة من المبتدعة خرجوا على علي عليه أفضل الصلاة والسلام، ثم يقول: وليس الوصف من كلامه وصف الخوارج فقط - يعني الذين خرجوا على علي- الخوارج المبتدعة، وإنما هو وصف النواصب أتباع معاوية - الذين خرجوا على علي وكانوا أهل بدعة ليس هؤلاء الخوارج وإنما أتباع معاوية وأصحاب معاوية الذين هم نواصب، وهذه أيضاً حقيقة يؤكدها ابن حجر العسقلاني. وهناك حقيقة رأيتها، وجدت أن هذه الروايات مع الأسف الشديد لا توجد في الثقافة الإسلامية العامة، في كتاب (استجلاب ارتقاء الغرف بحب أقرباء الرسول وذوي الشرف، ج2، ص592) تأليف الحافظ شمس الدين محمد بن عبد الرحمن السخاوي، المتوفى 902هـ، تحقيق ودراسة خالد بن أحمد الصمي، بابطين، الجزء الثاني، دار البشائر الإسلامية، والذي يهمني في هذا الكتاب، هو أن أصل هذا الكتاب رسالة ماجستير تقدم بها المحقق إلى جامعة أم القرى بمكة المكرمة، وقد أجيزت بتقدير ممتاز مع التوصية بالطباعة وذلك مساء يوم الأحد 15/2/ 1420هـ. في هذا الكتاب ينقل رواية عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) ثم يعلق عليها. أما الرواية فهي عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): إن أهل بيتي - الإمام القرطبي بين المراد من أهل البيت هم فاطمة وأبوها وبعلها وبنوها- إن أهل بيتي سيلقون بعدي من أمتي قتلاً وتشريداً وإن أشد قومنا لنا بغضاً بنو أمية. صريحة الرواية، لا أشدهم سباً، ولا أشدهم شتماً، ولا اشدهم لعناً، بل أشدهم بغضاً، لا هم يبغضون علياً، بل هم أشد من يبغض علياً وأهل بيته عليهم أفضل الصلاة والسلام، وأنا لا أعلم إذا كان هؤلاء من المبغضين فماذا نفعل بحديث رسول الله عندما يقول: يا علي لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق. إذن هم من أوضح مصاديق المنافقين، معاوية وبني أمية جميعاً. وإن أشد قومنا لنا بغضاً بنو أمية وبنو المغيرة وبنو مخزوم. رواه الحاكم وقال صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ثم يقول مستدرك الحاكم ثم فلان ثم فلان ... هذه الرواية. بغض النظر قد يقول لنا قائل بأن هذه الرواية ضعيفة بفلان وفلان، المهم أن الواقع التاريخي يثبت هذه الحقيقة. المهم عندي هو التعليقة التي يعلق عليها بابطين الذي قدم هذه الرسالة إلى أم القرى في مكة المكرمة. يقول: لقد أثبتت - أنا اقرأ العبارة وإن كانت طويلة ولكن المشاهد فليعلم أن هذا الكلام قدم في جامعة أم القرى في مكة المكرمة- لقد أثبتت حوادث التأريخ أنه لم يقع على أسرة من صنوف العذاب وضروب التنكيل ما وقع على آل النبي وأهل بيته عليهم أفضل الصلاة والسلام - لم يقع على أحد، وعندما يقول آل البيت فواضح أن مراده من أهل البيت هم العترة يعني علي وفاطمة والحسن والحسين باعتبار أن رسول الله لم يكن موجوداً، بعد رحلته - مع أنها بلغت الغاية من شرف الارومة وطيب العنصر وقد أسرف خصوم هذه الأسرة الطاهرة في محاربتها وأذاقوها ضروب النكال وصبوا عليها صنوف العذاب ولم يرقبوا فيها إلاً ولا ذمة ولم يراعوا لها حقاً ولا حرمة وأفرغوا بأسهم الشديد على النساء والأطفال والرجال جميعاً في عنف لا يشوبه لين وقسوة لا يمازجها رحمة، حتى غدت مصائب أهل البيت مضرب الأمثال في فضاعة النكال، وقد فجرت هذه القسوة البالغة ينابيع الرحمة والمودة في قلوب الناس وأشاعت الأسف الممض في ضمائرهم وملئت عليهم أقطار نفوسهم شجناً.
بودي أن يلتفت إلى هذه الحقيقة وهو أن البغض والإسراف في بغض أهل البيت وصل إلى الصحابة وكبار الصحابة تركوا السنة النبوية خوفاً من معاوية لأنه علي كان يعمل بتلك السنة، تركوا السنة النبوية، لا السنة العلوية، لا السنة التي سنها علي، بل السنة التي سنها رسول الله، لماذا؟ لأن علياً كان يستن بها، فبغضاً لعلي تركوا سنة رسول الله، خوفاً من معاوية، هكذا كانوا يشيعوا الرعب والخوف والإرهاب في قلوب من يحب علياً ويوالي علياً ويريد علياً.
منها ما ورد في (السنن الكبرى، ج5، ص274، الحديث 9447) للإمام أبي بكر أحمد بن الحسين بن علي البيهقي، المتوفى 458هـ، خرج أحاديثه وآثاره وضبط نصه وعلق عليه إسلام منصور عبد الحميد، دار الحديث، القاهرة، المطبوع في سنة 1429هـ، الرواية هذه، يقول: أخبرنا أبو الحسن محمد بن الحسين ... إلى أن يقول أخبرنا ميسرة عن فلان عن فلان عن سعيد بن جبير قال: كنا عند ابن عباس بعرفة فقال: يا سعيد، مالي لا اسمع الناس يلبون؟ قلت: يخافون معاوية. فخرج ابن عباس من فسطاطه فقال: لبيك الله لبيك وإن رغم أنف معاوية، اللهم العنهم فقد تركوا السنة من بغض علي.
هذا الإرهاب الذي أوجده هذا الذي يصطلح عليه ابن تيمية ومن جاء بعده إلى يومنا هذا ويدافعون عن معاوية الذي يعبرون عنه بالملك المجاهد كاتب الوحي، معاوية، أنه أوجد إرهاباً في الأمة أن الناس يخافون أن يعملوا بسنة النبي لأن علياً كان يستن بها، بغضاً لعلي لا بغضاً للسنة.
الرواية الثانية في هذا المجال، ما ورد في (التعليقات السلفية على سنن النسائي، ج3، ص466) لأبي الطيب الفوجياني، صححه وعلق عليه وخرج أحاديثه أحمد شاغب وأحمد مجتبى السلفي، تقديم فضيلة الشيخ صالح اللخيدان، رئيس مجلس القضاء الأعلى بالمملكة العربية السعودية، المكتبة السلفية، باكستان. العبارة كما يلي، الرواية بعد أن يقول، عن سعيد بن جبير قال: كنت مع ابن عباس في عرفات، قال: مالي لا أسمع الناس يلبون. قلت: يخافون من معاوية. قال: فخرج ابن عباس من فسطاطه فقال: لبيك الله لبيك فأنهم قد تركوا السنة من بغض علي. في الحاشية يقول: صحيح الإسناد. الرواية صحيحة، أنهم تركوا السنة النبوية بغضاً لعلي. وهنا بودي أن ينظر المشاهد الكريم ما قاله في (شرح الإمام السيوطي وحاشية الإمام السندي على سنن النسائي في ج5، ص279) هذه هي عبارته، تعليقاً على الرواية يقول: وبهذا ظهر منشأ الخلاف بين العلماء في التلبية في عرفات. يقول: الآن اتضح اختلاف العلماء هل يلبون أو لا يلبون الذين لم يكونوا يلبون كان خوفاً من معاوية وإلا السنة النبوية كانت واضحة من أنه لابد من التلبية في عرفات. وظهر أن الحق مع أي الفريقين، من هنا اتضح أن السنة النبوية كانت التلبية، من بغض علي، يشرح ذلك، ما معنى من بغض علي؟ يقول: أي لأجل بغضه، أي وهو كان يتقيد بالسنن فهؤلاء تركوها بغضاً لعلي. هذه هي السياسة التي كان يستعملها بنو أمية وعلى رأسهم المنافق، بل على رأس المنافقين في بني أمية معاوية، أنهم حاولوا أن يقضوا لا على ذكر علي، بل يقضوا على السنة النبوية. وهذه قضية بودي أن المشاهد الكريم يلتفت إليها بشكل واضح ودقيق. فإذا كان الأمر كذلك وأنا أتصور أن القضية واضحة. فإذا كان معاوية بالخصوص وبني أمية بشكل عام من المبغضين لعلي عند ذلك يأتي الحديث المتواتر عن رسول الله (لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق) فإذا كانوا من المنافقين يعني معاوية ومن جاء بعده إذن يشملهم قوله تعالى: (إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنْ النَّارِ) عند ذلك واقعاً الإنسان يستغرب عندما يجد بعض أهل الجهل الذين يخرجون على بعض الفضائيات ويسمون أنفسهم أنهم أهل علم أن الصحابة جميعاً في الجنة، والله لا أعلم كيف يمكن لإنسان سوي لا لإنسان عالم، لإنسان سوي يحترم عقله ويحترم دينه ويقول أن الصحابة جميعاً في الجنة، مع أن هؤلاء ثبت بغضهم ونفاقهم وأنهم من أهل النار. وأنا أتصور أن الأنصار إنما خالفوا في السقيفة خلافهم كان لأنهم كانوا يخافون أن يأتي آل أبي سفيان إلى الحكم، وقد تحقق ما خافوا منه، يعني في نهاية المطاف لم يطل الأمر إلا ثلاثين عاماً أو أقل وجاء بنو أمية إلى الحكم وفعلوا أنهم أول ما فعلو أرادوا أن يقضوا إلى السنة النبوية وهذه هي الروايات الصحيحة التي تثبت هذه الحقيقة.
ومن هنا
أن النصوص واضحة الدلالة أن معاوية لم يكن فقط يشتم ويسب علياً، بل يأمر الآخرين أن يسبوا علياً، يعني أنه سن سنة، هذه القضية قد يقول البعض ما الدليل على أنه كان يأمر بذلك. أنا اكتفي هنا بكلام وبحثه إنشاء بعد ذلك سيأتي، أن ابن تيمية في (منهاج السنة، ج3، ص226) في الطبعة الحديثة، أما في الطبعة القديمة (ج5، ص40) يقول: وعن سعد بن أبي وقاص قال: أمر معاوية ابن أبي سفيان سعداً بالسب فأبى. لأن النصوص الموجودة في صحيح مسلم فلان، فنال معاوية منه، أو قال لما لا تسب أبا تراب، من هنا حاول البعض أن يقول أنه لم يكن بصدد سب علي، ولم يطلب من سعد سب علي، وإنما سأله لماذا أنت لم تفعل ذلك، فعندما قال أنا لا أفعل ذلك تورعاً استحسن منه ذلك، هذا صدر في تكلفاتهم، وبعد ذلك سيأتي البحث، ولكن هنا يصرح ابن تيمية يقول: أمر معاوية ابن أبي سفيان سعداً بالسب فأبى. فقال: ما منعك أن تسب علي بن أبي طالب، وهنا أيضاً بغض ابن تيمية يتضح، لأن الرواية تقول ما منعك أن تسب أبا تراب كما في صحيح مسلم، ابن تيمية لا يستطيع أن يقول أبا تراب، يقول: علي بن أبي طالب، ولذا في الحاشية يقول في النسخة الأخرى: أن تسب أبا تراب، وهي النص في صحيح مسلم وهو ينقل الرواية عن صحيح مسلم ولكن بغضه لا يمكن إلا أن يظهر على فلتات لسان وفلتات قلمه
وهنا ما الفرق بين أن يقول علي وبين أن يقول أبا تراب.
سماحة السيد كمال الحيدري: باعتبار أن أحب الأسماء لعلي هو كان أبو تراب. وسماه رسول الله بهذا، ولهذا هم لا يريدون أن يسموه بهذا، ولا يكنوه بهذا، لهذا السبب، وقلت في كل شيء الله سبحانه وتعالى (والمرء مخبوء تحت لسانه) قال: ما منعك أن تسب علي بن أبي طالب، قال: ثلاث قالهن رسول الله فلن أسبه، لئن يكون لي واحدة منهن أحب إلي من حمر النعم، سمعت رسول الله يقول لعلي وقد خلفه ... بعد أن يذكر هذه الأمور الثلاثة. ولكنه أنظر إلى حقد هذا الرجل، يقول: فهذا حديث صحيح رواه مسلم في صحيحه وفيه ثلاث فضائل لعلي لكن ليست من خصائص الأئمة ولا من خصائص علي، لا قيمة لها، مشتركة، سعد بن أبي وقاص يقول لو أن لي واحدة منها وهو صحابي، هكذا يقول، ولكن ابن تيمية بغضاً لعلي يقول: لا، هذه من المشتركات التي ليس لها قيمة، وهذا سيأتي بحثه عندما نقف عند هذه الخصائص والمناقب والفضائل لعلي وموقف شيخ الإسلام الأموي من هذه المناقب.
و
طبعاً هذا الحديث قضية سب وشتم معاوية لعلي قضية متواترة في كتب التاريخ وغيرها، لا شك فيها، ولكن وجدت رواية قيمة في هذا المجال وإن كان هناك كلام أن السند تام أو ليس بتام ولكنه هناك روايات أخرى تثبت هذه الحقيقة الرواية في (البداية والنهاية، ج11، ص50) لابن كثير الدمشقي، الرواية عن أبو زرعة الدمشقي حدثنا أحمد بن خالد الوهبي حدثنا محمد بن إسحاق عن عبد الله بن نجيح عن أبيه، الرواة ثقات، وإنما الكلام في (عن أبيه وعن سعد الذي ينقل الرواية) يقول: لما حجّ معاوية أخذ بيد سعد بن ابي وقاص فقال: يا أبا إسحاق إنا قوماً قد أجفانا هذا الغزو عن الحج حتى كدنا أن ننسى بعض سننه - لم يكن يعرف الحج- فنطف بطوافك، هذا أمير المؤمنين عند الأمويين لا يعرف أن يحج ولكن هو أمير المؤمنين، قال: فلما فرغ أدخله دار الندوة، يعني لما فرغ من الحج أدخله دار الندوة، يعني أدخل معاوية سعد، فأجلسه معه على سريره ثم ذكر علي بن أبي طالب فوقع فيه، فقال: أدخلتني دارك وأجلستني على سريرك ثم وقعت في علي تشتمه. هذه الرواية الأخرى التي تقول لماذا لا تسبه، هنا ليس فقط لا تسبه، يعني بعد أن شتم وسب علياً طلب من سعد فعندما أبى عن ذلك كما يقول ابن تيمية قال: لماذا تمتنع عن السب، لم يسأله استفهاماً وإنما سأله أمراً، لماذا أنت لا تشتم، الرواية طويلة، لا أريد أن أقول. يقول: الرواية بعد ذلك، عندما قال والله لئن يكون فيّ إحدى خلاله الثلاث أحب إليه أن يكون لي ما طلعت، ثم قال له بعد أن سمع لا أدخل لك داراً بعد هذا اليوم، ثم نفض رداءه ثم قام، هذا ما يقوله بشكل واضح وصريح ابن كثير في البداية والنهاية.
وهنا من
أهم الدلالات الأخرى التي يمكن أن نستفيدها، واقعاً نحن قلنا سابقاأكملنا أنه الدلالة الاولى المستفادة أن هذه دالة على البغض والبغض يدل على النفاق.
والدلالة الثانية التي يمكن استفادتها من هذا الحديث ولعله إن لم تكن أعظم شناعة وفضاعة وجرماً ومن الدلالة الأولى فليست من الدلالة والمضمون الأول وهو النفاق، وهو أنه ورد في أحاديث صحيحة مقبولة كثيرة في كلمات أعلام المسلمين، قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): من سب علياً فقد سبني، ومن آذى علياً فقد آذاني. الآن واقعاً الوقت لا يسع أن أقف أمام كل تلك المصادر التي تكلمت عن هذه الحقيقة وأقف عند أهم تلك المصادر.
من تلك المصادر المهمة التي أشارت إلى هذه الحقيقة ما ورد في (مسند أحمد بن حنبل، ج44، ص328) الرواية عن أبي إسحاق عن أبي عبد الله الجدلي قال: دخلت على أم سلمة فقالت لي: أيسب رسول الله فيكم؟ قلت: معاذ الله أو سبحانه الله أو كلمة نحوها. قالت: سمعت رسول الله يقول: من سب علياً فقد سبني. وهذه أم المؤمنين أم سلمة، من سب عليا فقد سبني. إذن حتى لو تنزلنا وقلنا أن السب والشتم لا يدل على البغض فلا أقل أنه من سب علياً فقد سب رسول الله (صلى الله عليه وآله) ثم يقول العلامة شعيب الأرنؤوط إسناده صحيح. هذه الرواية الأولى في هذا المجال. هذه الرواية وردت في مصادر أخرى سأشير لها.
الرواية الثانية ما ورد في (مسند أبي يعلى الموصلي، ج12، ص444) للإمام الحافظ علي بن مثنى التميمي، المتوفى سنة 307هـ، الرواية بودي أن المشاهد الكريم يلتفت إليها، قالت أم سلمة: رقم الحديث 7013، قالت أم سلمة: أيسب رسول الله على المنابر.
باعتبار كان أمير المؤمنين معاوية، واستطاع بنو أمية أن يحققوا الهدف الذي من أجله حاربوا الإسلام ورسول الله وفعلوا ما فعلوا إلى أن وصلوا إلى ما يريدون. قال: أيسب رسول الله على المنابر، لأني وجدت أن بعض هؤلاء الجهلة على الفضائيات ويقولون أن معاوية لم يفعل ذلك، ولا أعلم كيف أن علياً كان يسب على المنابر ومعاوية كان مخالفاً لذلك، أيعقل هذا. أُيسب رسول الله على المنابر. قلت: وأنى ذلك، كيف يعقل أن رسول الله يسب على المنابر. قالت: أليس يسب علي ومن يحبه، يعني ومن يحب علياً، فأشهد أن رسول الله كان يحبه، وهؤلاء يسبون علياً ومن يحب علياً، وأنا أضيف على هذه الرواية إنشاء الله تعالى بعد ذلك سيأتي في قضية الخندق (يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله) هؤلاء كانوا يسبون لا فقط رسول الله، بل يسبون الله سبحانه وتعالى، سباً مباشراً، لأنهم كانوا يلعنون ويشتمون ويسبون علياً ومن يحب علياً، وإنشاء الله تعالى أعد ا لمشاهد الكريم في الحلقات القادمة سنقف عند هذه الحقيقة، هذه من الأحاديث التي ينكرها ابن تيمية ويقول أنها موضوعة، وسيتضح بعد ذلك بأن هذا الحديث (يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله) هذه رواية عن أم سلمة، قالت أم سلمة: أيسب رسول الله على المنابر، قلت: وأنى ذلك، قالت: أليس يسب علي ومن يحبه، يعني ومن يحب علياً، فأشهد أن رسول الله كان يحبه. الرواية رجاله ثقات، وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد وأخرجه أحمد وهذا إسناد صحيح وذكره الهيثمي، وقد تكون بعض الطرق منقطعة أو بعض الطرق غير صحيحة ولكن الرواية لها طرق أخرى صحيحة ولا إشكال في ذلك.
وممن نقل هذه الرواية في (فضائل الصحابة، ج2، ص735، الحديث 1011) وكذلك في (خصائص أمير المؤمنين للنسائي، ص80، الحديث 91) وكذلك في (المستدرك على الصحيحين للحاكم النيسابوري، ج3، ص121) وقال صحيح ولم يخرجاه ووافقه الذهبي على أن الحديث صحيح. إذن النص الأول (من سب علياً فقد سبني) بالإضافة إلى هذا الذي قرأناه عن أم سلمة، وبشكل مباشر من سب علياً، كانوا يسبون علياً ومن يحب علياً، فكانوا يسبون الله ورسوله بشكل مباشر.
أما فيما يتعلق بحديث (من آذى علياً فقد آذى رسول الله) هذا المعنى بشكل واضح وصريح جاء في (فضائل الصحابة، ج2، ص784) لأحمد بن محمد بن حنبل، الرواية قال رسول الله: (من آذى علياً فقد آذاني) وأنا لا أعلم أن عاقلاً يشك أن إنساناً إذا سب وشتم إنساناً ألم يؤذه، واقعاً يمكن أن يقال لا يحصل أذى من السب والشتم واللعن على المنابر إذن (من آذى علياً فقد آذاني) هذا هو النص الأول في هذا المجال
النص الثاني، طبعاً النصوص كثيرة في هذا المجال وأنا أكتفي بهذا القدر، وهو ما ورد في (سلسلة الأحاديث الصحيحة، ج5، ص373، الحديث 2295) للعلامة الألباني، (من آذى علياً فقد آذاني) يقول: روي عن جمع من الصحابة، الأول عن عمر بن شاس رواه البخاري في التأريخ، والفسوي في المعرفة وأحمد وابن حبان والحاكم وصححه ووافقه الذهبي وابن عساكر ... والطريق الثاني عن سعد بن أبي وقاص رواه الهيثمي في المسند وأبو يعلى والقطيعي في زيادته على فضائل الصحابة وابن عساكر. الثالث جابر بن عبد الله رواه ابن عساكر قلت: فلان إسماعيل هذا صدوق توفي 241 هـ من شيوخ ابن ماجه لكن محمداً هذا وهو ابن جعفر الصادق تُكلم فيه. على القاعدة باعتبار ابن جعفر الصادق فلابد أن يكون مورداً للكلام لا ثقة. وبالجملة بعد أن يذكر طرق الحديث، وبالجملة فالحديث صحيح بمجموع هذه الطرق، لا أنه فقط حسن، فالحديث صحيح بمجموع هذه الطرق. إذن إلى هنا انتهينا إلى هذه الحقيقة الواضحة التي لا ريب فيها وهي أن معاوية كان يسب وكان يشتم علياً على المنابر، بل وكان يؤذي علياً على المنابر، لأنه أنا لا أتصور يوجد مصداق للأذى أوضح من السب والشتم واللعن على المنابر. هذه هي الحقائق التي انتهينا إليها من خلال الروايات الصحيحة المستفيضة، بل يطمأن الإنسان بصدورها عن النبي (صلى الله عليه وآله).
وفي
في الواقع أنه أنا اكتفي هنا بماذا يقول القرآن في هذا المجال، وبعد ذلك انتقل إلى كلمات النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) وكلمات علماء المسلمين في هذا المجال. أما على مستوى البحث القرآني قال تعالى في (سورة الاحزاب، الآية 57) (إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمْ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ) وبعضهم يقول لماذا تلعنون الصحابة، ماذا أقول لهؤلاء الجهلة الذين يجب أن يتعلموا شيئاً لأجل أن يتفقهوا في الدين، لا أن يحفظوا الروايات وهم لا يفهمونها، أنا وجدت أن بعض هؤلاء الذين يخرجون على الفضائيات الغريب أنه يكتب كتاباً في فضائل الصحابة وينقل هذه الرواية أن رسول الله قال من سب علياً فقد سبني ومن آذى علياً فقد آذاني وهو يخرج كالأعمى في الفضائيات ويقول أن جميع الصحابة في الجنة، شيء غريب واقعاً (لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِهَا لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِهَا .... أُوْلَئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ) واقعاً (أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا) انظروا إلى الآية المباركة قال: (إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمْ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِوَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَاباً مُهِيناً).
ومع ذلك يخرج هؤلاء الجهلة ويقولون أن معاوية من الصحابة وهو في الجنة. أما على مستوى الرواية ما ورد في (المستدرك على الصحيحين، ج3، ص121) أنا بودي أنه بنفس هذا البيان الذي أشرنا إليه موجود في كلمات ابن عباس، الرواية صحيحة طبعاً، الرواية قال: جاء رجل من أهل الشام فسب علياً عند ابن عباس فحصبه ابن عباس، ضربه الحصى، فقال: يا عدو الله آذيت رسول الله (صلى الله عليه وآله) إذن من سب فقد آذى رسول الله. (إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمْ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِوَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَاباً مُهِيناً) لو كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) حياً لآذيته، هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه. الآن لا أريد أن أعلق، لماذا لا يخرج مسلم والبخاري مثل هذه الأحاديث، ما هو الغرض، أليست صحيحة، واللطيف لا أنها فقط النيسابوري بل الذهبي في الحاشية يقول صحيح، يعني يوافق النيسابوري على ذلك. هذا على المستوى القرآني وعلى مستوى الروايات الواردة في المقام.
وأما على مستوى الكلمات، بودي أن المشاهد الكريم يلتفت بشكل واضح وصريح إلى هذا الكتاب، وهو (الصارم المسلول على شاتم الرسول، ص4) وعلى ساب الرسول وعلى من يؤذي الرسول، لشيخ الإسلام الإمام ابن تيمية، حققه وفصله وعلق حواشيه محمد محيي الدين عبد الحميد، المكتبة العصرية، صيداً، بيروت. البحث مفصل هناك انتقي منه ما أحتاج إليه، يقول: المسألة الأولى أن من سب النبي (صلى الله عليه وسلم) - على ما في الكتاب- من سب النبي من مسلم أو كافر فأنه يجب قتله. هذا رأي ابن تيمية، ثم يقول: هذا مذهب عليه عامة أهل العلم، لم يختلف أحد في هذه القاعدة، أن ساب الرسول وأن شاتم الرسول يجب قتله، إلى أن يقول: لا أنه يجب قتله. فقال - القاضي عياض-: أجمعت الأمة على قتل متنقصه من المسلمين وسابه وكذلك حُكي عن غير واحد الإجماع على قتله وتكفيره، ليس فقط يجب القتل وإنما الإجماع على أنه كافر، فمن سب علياً فقد سب رسول الله، ومن سب رسول الله فهو كافر يجب قتله. إذن الدلالة الجديدة لهذه الأحاديث الدالة على أن معاوية كان يشتم لا أنه يثبت نفاقه الذي له إسلام ظاهر وكفر باطن، بل يثبت كفر. يقول: وقال الإمام إسحاق بن راهويه أجمع المسلمون على أن من سب الله أو سب رسول الله أو دفع شيئاً أنه كافر بذلك وإن كان مقراً بكل ما أنزل الله ... ثم يقول: وتحرير القول وحكمه عند الأمة القتل ومن شك في كفره وعذابه كفر. يعني إذا شك أحد في كفر معاوية، أنا أتصور أنه نسي أنه ... أساساً هو لم يتعرض للروايات التي فيها سب علي وأهل بيته. يقول: ومن شك في كفره وعذابه كفر، وتحرير القول فيه أن الساب إن كان مسلماً - كمعاوية- فأنه يكفر ويقتل بلا خلاف، وهو مذهب الأئمة الأربعة وغيره. هذه هي النتيجة الأساسية التي ننتهي إليها والدلالة الحقيقية التي ننتهي إليها من هذه النصوص وهو أنه بعد أن ثبت أن معاوية ومن يسب علياً وأهل بيته أنهم منافقون بهذه الأحاديث الواضحة والصريحة ثبت أنهم كفار
وللاضافه
المحلى
لابن حزم
الجزءالخامس
ص85
قال علي لااذان ولااقامه لغير الفريضه
وفي صفحه86
واعتلوا بان الناس كانوا اذا صلوا تركوهم ولم يشهدوا الخطبه وذلك لانهم كانوايلعنون علي ابن ابي طالب فكان المسلمون يفرون وحق لهم
وهذا اعتراف انهم لعنوا الامام
والوثائق
معجم البلدان
للشيخ شهاب الدين الحموي الرومي البغدادي
المجلد الثالث
ص191
مانصه
ومنها خليده السجستاني
صاحب تاريخ ال محمد
قال الرهني واجل من ذلك كله انه لعن علي ابن ابي طالب على منابر الشرق والغرب ولم يلعن على منبرها الامره وامتنعوا على بني اميه حتى زادوا في عهدهم ان لايلعن على منبرهم احد الايصطادوا في بلدهم قنفذا ولاسلحفاه واي شرف اعظم من امتناعهم من لعن اخي رسول الله(ص9
الوثائق
(الصارم المسلول على شاتم الرسول، ص4) وعلى ساب الرسول وعلى من يؤذي الرسول، لشيخ الإسلام الإمام ابن تيمية، حققه وفصله وعلق حواشيه محمد محيي الدين عبد الحميد، المكتبة العصرية، صيداً، بيروت. البحث مفصل هناك انتقي منه ما أحتاج إليه، يقول: المسألة الأولى أن من سب النبي (صلى الله عليه وسلم) - على ما في الكتاب- من سب النبي من مسلم أو كافر فأنه يجب قتله. هذا رأي ابن تيمية، ثم يقول: هذا مذهب عليه عامة أهل العلم، لم يختلف أحد في هذه القاعدة، أن ساب الرسول وأن شاتم الرسول يجب قتله، إلى أن يقول: لا أنه يجب قتله. فقال - القاضي عياض-: أجمعت الأمة على قتل متنقصه من المسلمين وسابه وكذلك حُكي عن غير واحد الإجماع على قتله وتكفيره، ليس فقط يجب القتل وإنما الإجماع على أنه كافر، فمن سب علياً فقد سب رسول الله، ومن سب رسول الله فهو كافر يجب قتله.
الرواية الثانية ما ورد في (مسند أبي يعلى الموصلي، ج12، ص444) للإمام الحافظ علي بن مثنى التميمي، المتوفى سنة 307هـ، الرواية بودي أن المشاهد الكريم يلتفت إليها، قالت أم سلمة: رقم الحديث 7013، قالت أم سلمة: أيسب رسول الله على المنابر.
باعتبار كان أمير المؤمنين معاوية، واستطاع بنو أمية أن يحققوا الهدف الذي من أجله حاربوا الإسلام ورسول الله وفعلوا ما فعلوا إلى أن وصلوا إلى ما يريدون. قال: أيسب رسول الله على المنابر، لأني وجدت أن بعض هؤلاء الجهلة على الفضائيات ويقولون أن معاوية لم يفعل ذلك، ولا أعلم كيف أن علياً كان يسب على المنابر ومعاوية كان مخالفاً لذلك، أيعقل هذا. أُيسب رسول الله على المنابر. قلت: وأنى ذلك، كيف يعقل أن رسول الله يسب على المنابر. قالت: أليس يسب علي ومن يحبه، يعني ومن يحب علياً، فأشهد أن رسول الله كان يحبه، وهؤلاء يسبون علياً ومن يحب علياً، وأنا أضيف على هذه الرواية إنشاء الله تعالى بعد ذلك سيأتي في قضية الخندق (يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله) هؤلاء كانوا يسبون لا فقط رسول الله، بل يسبون الله سبحانه وتعالى، سباً مباشراً، لأنهم كانوا يلعنون ويشتمون ويسبون علياً ومن يحب علياً، وإنشاء الله تعالى أعد ا لمشاهد الكريم في الحلقات القادمة سنقف عند هذه الحقيقة، هذه من الأحاديث التي ينكرها ابن تيمية ويقول أنها موضوعة، وسيتضح بعد ذلك بأن هذا الحديث (يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله) هذه رواية عن أم سلمة، قالت أم سلمة: أيسب رسول الله على المنابر، قلت: وأنى ذلك، قالت: أليس يسب علي ومن يحبه، يعني ومن يحب علياً، فأشهد أن رسول الله كان يحبه. الرواية رجاله ثقات، وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد وأخرجه أحمد وهذا إسناد صحيح وذكره الهيثمي، وقد تكون بعض الطرق منقطعة أو بعض الطرق غير صحيحة ولكن الرواية لها طرق أخرى صحيحة ولا إشكال في ذلك.
وممن نقل هذه الرواية في (فضائل الصحابة، ج2، ص735، الحديث 1011) وكذلك في (خصائص أمير المؤمنين للنسائي، ص80، الحديث 91) وكذلك في (المستدرك على الصحيحين للحاكم النيسابوري، ج3، ص121) وقال صحيح ولم يخرجاه ووافقه الذهبي على أن الحديث صحيح. إذن النص الأول (من سب علياً فقد سبني) بالإضافة إلى هذا الذي قرأناه عن أم سلمة، وبشكل مباشر من سب علياً، كانوا يسبون علياً ومن يحب علياً، فكانوا يسبون الله ورسوله بشكل مباشر.
أما فيما يتعلق بحديث (من آذى علياً فقد آذى رسول الله) هذا المعنى بشكل واضح وصريح جاء في (فضائل الصحابة، ج2، ص784) لأحمد بن محمد بن حنبل، الرواية قال رسول الله: (من آذى علياً فقد آذاني) وأنا لا أعلم أن عاقلاً يشك أن إنساناً إذا سب وشتم إنساناً ألم يؤذه، واقعاً يمكن أن يقال لا يحصل أذى من السب والشتم واللعن على المنابر إذن (من آذى علياً فقد آذاني) هذا هو النص الأول في هذا المجال
النص الثاني، طبعاً النصوص كثيرة في هذا المجال وأنا أكتفي بهذا القدر، وهو ما ورد في (سلسلة الأحاديث الصحيحة، ج5، ص373، الحديث 2295) للعلامة الألباني، (من آذى علياً فقد آذاني) يقول: روي عن جمع من الصحابة، الأول عن عمر بن شاس رواه البخاري في التأريخ، والفسوي في المعرفة وأحمد وابن حبان والحاكم وصححه ووافقه الذهبي وابن عساكر ... والطريق الثاني عن سعد بن أبي وقاص رواه الهيثمي في المسند وأبو يعلى والقطيعي في زيادته على فضائل الصحابة وابن عساكر. الثالث جابر بن عبد الله رواه ابن عساكر قلت: فلان إسماعيل هذا صدوق توفي 241 هـ من شيوخ ابن ماجه لكن محمداً هذا وهو ابن جعفر الصادق تُكلم فيه. على القاعدة باعتبار ابن جعفر الصادق فلابد أن يكون مورداً للكلام لا ثقة. وبالجملة بعد أن يذكر طرق الحديث، وبالجملة فالحديث صحيح بمجموع هذه الطرق، لا أنه فقط حسن، فالحديث صحيح بمجموع هذه الطرق. إذن إلى هنا انتهينا إلى هذه الحقيقة الواضحة التي لا ريب فيها وهي أن معاوية كان يسب وكان يشتم علياً على المنابر، بل وكان يؤذي علياً على المنابر، لأنه أنا لا أتصور يوجد مصداق للأذى أوضح من السب والشتم واللعن على المنابر. هذه هي الحقائق التي انتهينا إليها من خلال الروايات الصحيحة المستفيضة، بل يطمأن الإنسان بصدورها عن النبي (صلى الله عليه وآله).
وفي
في الواقع أنه أنا اكتفي هنا بماذا يقول القرآن في هذا المجال، وبعد ذلك انتقل إلى كلمات النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) وكلمات علماء المسلمين في هذا المجال. أما على مستوى البحث القرآني قال تعالى في (سورة الاحزاب، الآية 57) (إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمْ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ) وبعضهم يقول لماذا تلعنون الصحابة، ماذا أقول لهؤلاء الجهلة الذين يجب أن يتعلموا شيئاً لأجل أن يتفقهوا في الدين، لا أن يحفظوا الروايات وهم لا يفهمونها، أنا وجدت أن بعض هؤلاء الذين يخرجون على الفضائيات الغريب أنه يكتب كتاباً في فضائل الصحابة وينقل هذه الرواية أن رسول الله قال من سب علياً فقد سبني ومن آذى علياً فقد آذاني وهو يخرج كالأعمى في الفضائيات ويقول أن جميع الصحابة في الجنة، شيء غريب واقعاً (لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِهَا لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِهَا .... أُوْلَئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ) واقعاً (أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا) انظروا إلى الآية المباركة قال: (إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمْ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِوَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَاباً مُهِيناً).
ومع ذلك يخرج هؤلاء الجهلة ويقولون أن معاوية من الصحابة وهو في الجنة. أما على مستوى الرواية ما ورد في (المستدرك على الصحيحين، ج3، ص121) أنا بودي أنه بنفس هذا البيان الذي أشرنا إليه موجود في كلمات ابن عباس، الرواية صحيحة طبعاً، الرواية قال: جاء رجل من أهل الشام فسب علياً عند ابن عباس فحصبه ابن عباس، ضربه الحصى، فقال: يا عدو الله آذيت رسول الله (صلى الله عليه وآله) إذن من سب فقد آذى رسول الله. (إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمْ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِوَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَاباً مُهِيناً) لو كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) حياً لآذيته، هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه. الآن لا أريد أن أعلق، لماذا لا يخرج مسلم والبخاري مثل هذه الأحاديث، ما هو الغرض، أليست صحيحة، واللطيف لا أنها فقط النيسابوري بل الذهبي في الحاشية يقول صحيح، يعني يوافق النيسابوري على ذلك. هذا على المستوى القرآني وعلى مستوى الروايات الواردة في المقام.
وأما على مستوى الكلمات، بودي أن المشاهد الكريم يلتفت بشكل واضح وصريح إلى هذا الكتاب، وهو (الصارم المسلول على شاتم الرسول، ص4) وعلى ساب الرسول وعلى من يؤذي الرسول، لشيخ الإسلام الإمام ابن تيمية، حققه وفصله وعلق حواشيه محمد محيي الدين عبد الحميد، المكتبة العصرية، صيداً، بيروت. البحث مفصل هناك انتقي منه ما أحتاج إليه، يقول: المسألة الأولى أن من سب النبي (صلى الله عليه وسلم) - على ما في الكتاب- من سب النبي من مسلم أو كافر فأنه يجب قتله. هذا رأي ابن تيمية، ثم يقول: هذا مذهب عليه عامة أهل العلم، لم يختلف أحد في هذه القاعدة، أن ساب الرسول وأن شاتم الرسول يجب قتله، إلى أن يقول: لا أنه يجب قتله. فقال - القاضي عياض-: أجمعت الأمة على قتل متنقصه من المسلمين وسابه وكذلك حُكي عن غير واحد الإجماع على قتله وتكفيره، ليس فقط يجب القتل وإنما الإجماع على أنه كافر، فمن سب علياً فقد سب رسول الله، ومن سب رسول الله فهو كافر يجب قتله. إذن الدلالة الجديدة لهذه الأحاديث الدالة على أن معاوية كان يشتم لا أنه يثبت نفاقه الذي له إسلام ظاهر وكفر باطن، بل يثبت كفر. يقول: وقال الإمام إسحاق بن راهويه أجمع المسلمون على أن من سب الله أو سب رسول الله أو دفع شيئاً أنه كافر بذلك وإن كان مقراً بكل ما أنزل الله ... ثم يقول: وتحرير القول وحكمه عند الأمة القتل ومن شك في كفره وعذابه كفر. يعني إذا شك أحد في كفر معاوية، أنا أتصور أنه نسي أنه ... أساساً هو لم يتعرض للروايات التي فيها سب علي وأهل بيته. يقول: ومن شك في كفره وعذابه كفر، وتحرير القول فيه أن الساب إن كان مسلماً - كمعاوية- فأنه يكفر ويقتل بلا خلاف، وهو مذهب الأئمة الأربعة وغيره. هذه هي النتيجة الأساسية التي ننتهي إليها والدلالة الحقيقية التي ننتهي إليها من هذه النصوص وهو أنه بعد أن ثبت أن معاوية ومن يسب علياً وأهل بيته أنهم منافقون بهذه الأحاديث الواضحة والصريحة ثبت أنهم كفار
وللاضافه
المحلى
لابن حزم
الجزءالخامس
ص85
قال علي لااذان ولااقامه لغير الفريضه
وفي صفحه86
واعتلوا بان الناس كانوا اذا صلوا تركوهم ولم يشهدوا الخطبه وذلك لانهم كانوايلعنون علي ابن ابي طالب فكان المسلمون يفرون وحق لهم
وهذا اعتراف انهم لعنوا الامام
والوثائق
معجم البلدان
للشيخ شهاب الدين الحموي الرومي البغدادي
المجلد الثالث
ص191
مانصه
ومنها خليده السجستاني
صاحب تاريخ ال محمد
قال الرهني واجل من ذلك كله انه لعن علي ابن ابي طالب على منابر الشرق والغرب ولم يلعن على منبرها الامره وامتنعوا على بني اميه حتى زادوا في عهدهم ان لايلعن على منبرهم احد الايصطادوا في بلدهم قنفذا ولاسلحفاه واي شرف اعظم من امتناعهم من لعن اخي رسول الله(ص9
الوثائق
موقف ابن تيمية ممن آذى وسب علياً عليه السلام(2) 06/05/2010
سماحة السيد كمال الحيدري: أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين
ذكرنا سابقاأن هناك مجموعة من الفضائل والمناقب اجتمعت لعلي عليه السلام بنحو لم تجتمع لأحد من الصحابة، صحابة رسول الله (صلى الله عليه وآله) لا يقول لنا قائل بأنه قد ذُكرت في كتب الآخرين فضائل لصحابة آخرين لرسول الله (صلى الله عليه وآله)، هذا إنشاء الله تعالى سأقف عند هذه المقولة التي بدأ يرددها البعض على بعض المواقع أو الفضائيات، نحن قلنا في أول هذه الحلقات أن المنهج العلمي الصحيح الذي نتبعه هو أننا نستدل ونحتج بالسنة النبوية المجمع عليها بين علماء المسلمين، وعندما أقول أنه اجتمع لعلي من الفضائل والمناقب ما لم يجتمع لأحد من الصحابة حتى أبي بكر وعمر فضلاً عن غيرهما، مرادي السنة النبوية المجمع عليها بين علماء المسلمين. بمختلف اتجاهاتهم وفرقهم. تقدم في الأبحاث السابقة بأنه ثبت لعلي عليه أفضل الصلاة والسلام بنحو صحيح ومتفق عليه بين علماء المسلمين أن من أحب علياً فقد أحب رسول الله (صلى الله عليه وآله)، من أحب علياً فقد أحبني، ومن أحب رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقد أحب الله، والنتيجة أن من أحب علياً فقد أحب الله سبحانه وتعالى، هذه هي الفضيلة الأولى التي تقدم الكلام عنها.
الفضيلة الثانية التي أيضاً اتفقت عليها كلمة علماء المسلمين أن من أبغض علياً فقد أبغض رسول الله (صلى الله عليه وآله) ومن أبغض رسول الله فقد أبغض الله، والنتيجة أن من أبغض علياً فقد أبغض الحلق سبحانه وتعالى.
المنقبة الثالثة التي وقفنا عندها وهو أنه (من سب علياً فقد سب رسول الله (صلى الله عليه وآله)، ومن آذى علياً) وأنا أتصور أن القضية واضحة أن من سب رسول فقد سب الله، إذن فمن سب علياً فقد سب الحق سبحانه وتعالى، بل قرأنا للمشاهد الكريم (من آذى علياً فقد آذى رسول الله، ومن آذى رسول الله فقد آذى الله سبحانه وتعالى) هذه هي مجموعة المناقب والفضائل التي أشرنا إليها في الأبحاث السابقة، طبعاً وهناك عشرات الفضائل والمناقب التي سنشير إليها وهي مختصة بعلي عليه أفضل الصلاة والسلام، لم ترد في حق أحدٍ من الصحابة، لا يقول لنا قائل: أنه ورد في حق فلان أو فلان ما يشابه ذلك، إنما ورد ذلك بشكل مذهبي إن صح التعبير، يعني ورد على هذا الكتاب دون هذا الكتاب، ورد في حق فلان من الصحابة شيء نقله البخاري أو نقله مسلم ولكن لم يتفق عليها عليه جميع علماء المسلمين، أؤكد للمرة الثانية أو الثالثة وهو أننا نريد في مقام الاحتجاج الاستدلال بتلك النصوص والروايات والأحاديث والآثار التي وردت عن النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) بشرطين،
الشرط الأول أن تكون تلك الأحاديث مجمع عليها بين جميع علماء المسلمين. الشرط الثاني أن تكون مقبولة وصحيحة عند علماء المسلمين،
وهنا لابد أن أشير أيضاً إلى قضية أخرى ولو إجمالاً وهو أننا عندما قلنا في الروايات المتقدمة (يا علي لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق) مرادنا من النفاق هو النفاق الإيمان لا النفاق العلمي، لأن هناك روايات بينت علامات النفاق، ولكن تلك علامات النفاق المرتبطة بالبعد العملي وليست بالبعد الإيماني، ولذا نجد بأن العلامة الآلوسي في (روح المعاني، ج14، ذيل الآيات من سورة محمد (صلى الله عليه وآله) وهي الآيات 27- 31) يقول بعد أن يثبت أن يزيد كان منافقاً، يقول: وقد جاء في الآثار المتواترة معنى وحينئذ لا مجال لك من القول بأن اللعين كان منافقاً، وقد جاء في الأحاديث الصحيحة علامات النفاق غير ما ذكر، يعني لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق، إذن القضية لا تنحصر بعلي عليه أفضل الصلاة، يعني ليس علي فقط هو ميزان الإيمان والنفاق. وهذا ما يؤكد عليه ابن تيمية في كل كتبه، أن هذه القضية ليست من مختصات علي. العلامة الآلوسي يجيب على ذلك، يقول: لكن قال العلماء هي علامات النفاق العملي لا الإيماني، وحديث لا يبغضك إلا منافق إشارة إلى النفاق الإيماني والعقدي، فقط هذه إشارة كان بودي أن أشير لها.
فتحصل إلى هنا أنه أساساً أولاً أن هذه المناقب والفضائل ثابتة لعلي وحده بإجماع المسلمين وليس لأحد غيره على الإطلاق، وثانياً أنه ثبت كمصداق من مصاديق من أبغضوا وسبوا وشتموا علياً هو معاوية. هذا ما تقدم بحثه في الأبحاث السابقة.
في الواقع بأن هذا التساؤل يُطرح كثيراً، وهو أنه قضية بغض علي أو سب علي لم يكن مختصاً بالصحابي معاوية، وإنما كان في غيره من الصحابة أيضاً فلماذا التركيز على معاوية، هذه القضية أشرنا إليها في أبحاث سابقة والآن نزيده توضيحاً، وهو أننا عندما نقف على معاوية ليس همنا شخص معاوية، ليس همنا هذا الشخص، وإنما وكما ذكرنا في أول هذه الأبحاث أنه هناك نهج أموي بُني على معالم ومن أهم معالم النهج الأموي الذي أسسه معاوية هو بغض علي عليه أفضل الصلاة والسلام، لا فقط بغض علي عليه أفضل الصلاة والسلام، بل بغض أهله عليهم أفضل الصلاة والسلام، وما يزيد الأمر خطورة أننا نجد أن هذا النهج انتشر بشكل كبير بين جملة من أعلام المسلمين والآن يوجد هناك أعلام من المعاصرين، كتّاب كبار يدافعون عن النهج الأموي، وعن نهج معاوية فيما أسس له، وهذا ما سيتضح إنشاء الله تعالى من خلال الأبحاث اللاحقة.
أنا أحاول أن أقف من الناحية التاريخية عند مجموعة من هؤلاء الأعلام الذين مع أنه ثبت أن معاوية كان مبغضاً وساباً وشاتماً لعلي، وأن من أبغضه فهو منافق، نجد أنهم يحاولون بكل ما أوتوا من قوة أن يدافعوا عن نهج معاوية، ونحن عندما تجدون أن مدرسة أهل البيت وأتباع مدرسة أهل البيت وعلماء مدرسة أهل البيت يوجد عندهم موقف من شخص أو من صحابي لا لأنه صحابي، بل لأنه منافق، بل لأنه يبني على بغض علي وآل علي وأهل بيت النبي (صلى الله عليه وآله) والكتب التي كتبت في هذا المجال، والدفاع الذي دُفع به عن معاوية لا يصدق، وأنا أتصور سيتضح للمشاهد الكريم من خلال الاستعراض الذي سنستعرضه جملة من هذه الحقائق. سوف أحاول إنشاء الله تعالى أن أقف في الدفاع المستميت الذي وقفه جملة من علماء المسلمين.
على سبيل المثال ما ذكره النووي، على سبيل المثال ما فعله صحيح مسلم، على سبيل المثال ما ذكره في البداية والنهاية ابن كثير، على سبيل المثال ما فعله ابن تيمية، على سبيل المثال ما ذكره ابن باز، على سبيل المثال ما ذكره محمد بن عبد الوهاب، وجملة من هؤلاء الذين نجد أنهم يدافعون عن معاوية دفاعاً لم يدافعوا به عن أحد آخر من الصحابة. قد يقول لنا قائل: لماذا تقول هكذا، فهؤلاء دافعوا عن فلان. أقول: نعم، ولكن نجد أن هناك تركيز على الدفاع عن معاوية، والأدهى من ذلك أنهم يحاولون أن يؤولوا كل ما صدر عن النبي (صلى الله عليه وآله) في معاوية وبني أمية، إما أن يرمونها بالضعف، إما أن يرمونها بالكذب، إما أن يرمونها بالوضع، إما أن يؤولوا مضمونها وهذا ما سنقف عليه.
من الكتب التي وقعت بيدي في الآونة الأخير هو كتاب (أعلام المسلمين، رقم 21 - هذا الكتاب سحبته من المواقع- معاوية بن أبي سفيان صحابي كبير وملك مجاهد) منير محمد الغضبان، دار القلم، دمشق بيروت. في هذا الكتاب يوجد على ظهر الكتاب يقول: لقد سارع الكثيرون فاتهموا الرجل - معاوية- أنه تمرد على أمير المؤمنين الشرعي علي بن أبي طالب، يعتبر هذا اتهام ليس له واقع، لم يتمرد على علي بن أبي طالب الذي هو الخليفة الرابع لا أقل بحسب اعتقاد مدرسة الصحابة، ونازعه الخلافة وعرض الأمة لسفك دمائها، أنه أعادها كسروية هرقلية استبدادية إلى أن يقول: أما علماء الكبار أئمة الإسلام محدثوه وفقائه ومفسروه ومؤرخوه فقد برءوا الرجل وقالوا عنه مجتهد أخطأ، وله الأجر والثواب إنشاء الله تعالى. هذا ما قاله. أنا بودي أن يلتفت إلى أسماء الذين أشار إليهم ممن دافعوا عن معاوية حتى يتضح الخط العام لهؤلاء.
اسحب الكتاب من هنا http://www.waqfeya.com/book.php?bid=367
يقول هذا ما قاله البخاري ومسلم والغزالي والنووي وابن تيمية والذهبي وابن كثير وابن حجر وغيرهم. غيرهم إنما هم تلامذة هذه المدرسة. هؤلاء الذين نحن مراراً وتكراراً من غير الغزالي فقط مراراً وتكراراً قلنا هؤلاء هم الذين أسسوا النهج الأموي العام، النهج الأموي العام على مستوى الحديث أُسس في كتابي البخاري ومسلم وستتضح القرائن على ذلك، وعلى مستوى التنظير نجد ذلك بشكل واضح عند ابن تيمية والذهبي وابن كثير وابن حجر ومن جاء بعدهم وقلدهم في هذا المجال أمثال محمد بن عبد الوهاب وابن باز من هذه الطبقة. وأنا لا أذكر هؤلاء باعتبار أنهم واقعاً ليسوا علماء بالمعنى الحقيقي، يعني ليسوا من المجتهدين، هؤلاء مجموعة من المقلدة قلدوا ابن تيمية ومن جاء بعده، ومع ذلك سنقف قليلاً عند بعض كلمات محمد بن عبد الوهاب وابن باز الذي يحاول البعض وبعض الأصوات النشاز التي تحاول تكريم محمد بن عبد الوهاب وغيره مع أنه ليس إلا مقلد صغير حتى في كلماته فهو ينقل كلمات ابن تيمية وهذا ما سأشير إليه بعد ذلك إنشاء الله تعالى.
طبعاً، هذا الكتاب فيه مقدمته يوجد هذا البحث، ينقل عن الإمام ابن كثير في المقدمة، يقول - ابن كثير صاحب البداية والنهاية والتفسير-: انعقدت الكلمة على معاوية وأجمعت الرعايا على بيعته في سنة 41، ثم يقول: فلم يزل بالأمر مستقلاً إلى سنة وفاته، والجهاد في بلاد العدو قائم، وكلمة الله عالية والغنائم ترد إليه من أطراف الأرض والمسلمون معه في راحة وعدل، وكأن أصحاب علي الذين كان يقتلهم تحت كل حجر ومدر ليسوا من المسلمين، والأبناء أبناء أولئك الآباء الذين الآن يقتلون أتباع وشيعة أهل البيت عليهم أفضل الصلاة والسلام. والمسلمين معه في راحة وعدل وصفح وعفو، ثم ينقل كلام الإمام الذهبي يقول: معاوية بن أبي سفيان أمير المؤمنين- هذا المنافق، هذا الإنسان الذي يبغض ويسب ويشتم علياً بهذا استحق افتخاراً أن يكون أمير المؤمنين، وواقعاً هو أمير مؤمنيهم- ملك الإسلام أبو عبد الرحمن القرشي الأموي المكي. ثم هذا الرجل في مقدمة كتابه يبين لماذا كتب هذا الكتاب، يقول: ما اعتقد أن شخصية في تأريخنا الإسلامي ومن الرعيل الأول من الصحابة - لا أعلم متى صار الطلقاء وابن الطلقاء من الرعيل الأول من الصحابة، التفتوا إلى المغالطات والكذب الصريح على المسلمين- الذين تربوا على يدي رسول الله وعاشوا وحي السماء قد نال من التشويه والدس والافتراء ما نال معاوية بن أبي سفيان - المشاهد الكريم لابد أن يلتفت لم يكن يكفينا معاوية- رضي الله عنهما - يعني أبو سفيان ومعاوية- لقد أصبح كثير من المعلومات ثابتة في أذهان الناس لا تقبل الشك ولا تقبل الجدل ولا تتناسب أبداً والمستوى اللائق بصحابة رسول الله
في (صحيح مسلم، ج4، ص387 ) حققه وخرج أحاديث وعلق عليه الشيخ مسلم بن محمود عثمان السلفي الأثري، فلا شك أن هذا الكتاب بتحقيق منهم. ينقل رواية عن ابن عباس، قال: كنت ألعب مع الصبيان فجاء رسول الله فتواريت خلف باب، قال: فجاء فحطأني حطأة وقال: اذهب وادعوا لي معاوية. قال: فجئت فقلت هو يأكل، قال: ثم قال اذهب وادعوا لي معاوية. قال: جئت فقلت هو يأكل. ... إلى أنه فقال: لا أشبع الله بطنه. هذه الرواية التي تنقل وهي من المسلمات عند القوم، ولذا من حيث السند هؤلاء لم يستطيعوا أن يتلاعبوا بسند هذه الرواية، ولكن المهم عندي أن تعلموا أن هذه الرواية أين نقلها؟في أي باب؟ التفتوا جيداً في أي باب نقلها وبعد أي حديث نقلها؟ البحث في هذا اليوم فيه مقدار من الدقة
في باب (من لعنه النبي أو سبه أو دعا عليه وليس هو أهلاً لذلك) تبين أن رسول الله أيضاً كان يسب، تبين أن رسول الله غير عادل، فنسقط عدالته، نقسط الإنسان الذي قال عنه تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنْ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى). وسأقرأ لكم من الروايات لنرى مسلم ماذا يفعل برسول الله لأجل معاوية. قال: وليس هو أهلاً لذلك، كان له زكاة وأجراً ورحمة، يعني أنه رسول الله عندما دعا على معاوية هذا بالنسبة إليه رحمة وزكاة. هذا في (باب 25 من كتاب البر والصلة، رقم الرواية 2604)
قبلها توجد رواية أخرى ينقلها بهذا المضمون، وهي، حدثني أنس بن مالك قال: كانت عند أم سليم يتيمة أو مصغرة (يُتيمة) وهي أم أنس، فرأى رسول الله اليتيمة، فقال: أنت هي لقد كبرت لا كبر سنك، فدعا على هذه اليتيمة. الرواية طويلة ... فرجعت اليتيمة إلى أم سليم تبكي فقالت أم سليم ما لك يا بنية، قالت الجارية: دعا علي نبي الله أن لا يكبر سني، فالآن لا يكبر سني حتى لقيت رسول الله ... الرواية تقول: خرجت أم سليم مستعجلة ثم دخلت على رسول الله فقالت لها رسول الله: ما لك يا أم سليم، فقالت: يا نبي الله أدعوت على يتيمتي، قال: وما ذاك يا أم سليم، قالت: ... فضحك رسول الله ثم قال: يا أم سليم أما تعلمين أن شرطي على ربي أني اشترطت على ربي فقلت إنما بشر أرضى كما يرضى البشر وأغضب كما يغضب البشر فأي ما أحد دعوت عليه من أمتي بدعوة ليس لها بأهل أن يجعلها له طهوراً وزكاة وقربة يقربه بها منه يوم القيامة.
إذن تبين هذا النص التفت جيداً مسلم، أن هذا النص دعاء لمعاوية أو دعاء لمعاوية، هو ملتفت أنه دعاء على معاوية، ولكنه ذكره في هذا الباب وبعد هذه الرواية للإشارة إلى أنه لم يكن أهلاً لذلك فيستحق به الزكاة والرحمة والمغفرة والقربى من الله سبحانه وتعالى.
انظروا إلى الإمام النووي الذي ذكره أيضاً صاحب كتاب (معاوية) قال ممن دافع عن معاوية هو الإمام النووي، الإمام النووي في (المنهج شرح صحيح مسلم بن الحجاج، ج15، ص371) دار المعرفة، بيروت، في ذيل شرح هذا الحديث يقول - النووي-: لماذا أن مسلم جاء ووضع هذا الحديث بعد ذاك الحديث وفي هذا الباب، هذه عبارته، يقول: وقد فهم مسلم رحمه الله من هذا الحديث أن معاوية لم يكن مستحقاً للدعاء عليه، ولذا وضعه في هذا الباب وبعد حديث أم سليم. فلهذا أدخله في هذا الباب وجعله، هذه نقطة انتهى، مسلم فعل ذلك. يقول: وجعله غيره من مناقب معاوية، يعني دعاء النبي الذي كان دعاء على معاوية صار دعاءً لمعاوية، وجعله غيره من مناقب معاوية لأنه في الحقيقة يصير مستحقاً للدعاء عليه، وفي الحديث ... إلى غير ذلك. هذا ما يقوله النووي.
ثم نأتي إلى (البداية والنهاية، ج11، ص401) لابن كثير وقد تكلم بشكل أوضح عن القضية، العبارة واقعاً الإنسان يقشعر بدنه منها. بعد أن ينقل رواية (لا أشبع الله بطن) قال: فما شبع بعدها. باعتبار أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) دعا عليه. يقول ابن كثير، التفتوا جيداً أيها المشاهد الكريم أنا عندما جعلت ابن كثير وابن حجر وابن تيمية من أصحاب الاتجاه الأموي والإسلام الأموي البعض قال بأي دليل، هذه من الأدلة. يقول: وقد انتفع معاوية بهذه الدعوى في دنياه وأخراه، أما في الدنيا فأنه لما صار في الشام أميراً كان يأكل في اليوم سبع مرات، يجاء بقصة فيها لحم كثير وبصل فيأكل منها ويأكل في اليوم سبعة أكلات بلحم، ومن الحلوى والفاكهة شيئاً كثيراً، ويقول والله ما أشبع وإنما أعيى وهذه نعمة ومعدة يرغب فيها كل الملوك، أن يأكلوا كثيراً ولا يشبعوا. وأما في الآخرة فقد أتبع مسلم - التفتوا جيداً، إذن ابن كثير التفت إلى النكتة التي يريد أن يشير لها مسلم في صحيحة- وأما في الآخرة فقد أتبع مسلم هذا الحديث بالحديث الذي رواه هو والبخاري وغيرهما من غير وجه عن جماعة من الصحابة أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: اللهم إنما أنا بشر فأي ما عبد سببته، تبين أن رسول الله سباباً في غير محله، فأي ما عبد سببته، هذا هو رسول الله عند النهج الأموي، هذا هو مقام رسول الله عندهم فما بالك بمقام علي وفاطمة وأهل البيت عند أصحاب النهج الأموي والمدرسة الأموية، فأي ما عبد سببته أو جلدته أو دعوت عليه وليس لذلك أهلاً، والله هذا لا يصدر عن أصاغر الناس، عن أصاغر الذين لهم مروءة، لا أقول أنهم من أهل الإيمان والعلم لا أقول أنهم من العلماء ومن الأئمة والحفاظ لا أقول أنهم من الخلفاء الكبار، لا، أواسط الناس وأصاغرهم هذا الكلام لا يصدر منهم. وليس لذلك أهلاً فأجعل ذلك كفارة وقربة تقربه بها عندك يوم القيامة. التفتوا إلى محل الشاهد من كلام ابن كثير، ماذا فهم من الإمام مسلم في صحيحة. يقول: فرّكب مسلم من الحديث الأول وهذا الحديث فضيلة لمعاوية. يعني لمن يدقق تبين أنه ليس مسلم بصدد أن يعيب على معاوية أن يذم معاوية، أن يقول دعاءً صدر من النبي على معاوية، ولهذا نحن صنفنا صحيح مسلم في النهج الأموي. فرّكب مسلم من الحديث الأول وهذا الحديث فضيلة لمعاوية ولم يورد له غير ذلك، يعني لم يذكر في كل صحيح مسلم غير هذا النص. وهناك نصوص أخرى قد نتعرض لها.
إذن إلى هنا اتضح أن هؤلاء لأجل الدفاع عن معاوية مستعدون لانتقاص رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأن يتهموه بمثل هذه الاتهامات.
الآن أقرأ لكم عبارة لعلها أوضح من هذه جميعاً، وممن يستندون إليه في تصحيح أحاديثهم، حيث يعد عندهم العلامة الأكبر في الجرح والتعديل وهو العلامة الألباني في (سلسلة الأحاديث الصحيحة، ج1، القسم 1، الحديث 82، ص165) يقول: لا أشبع الله بطنه، يعني معاوية، يقول: إن رسول الله بعث .... قلت: وهذا إسناد صحيح، رجاله كلهم ثقات. ثم يقول: وقد يستغل بعض الفرق هذا الحديث ليتخذوا منه مطعناً في معاوية
- إذن تبين أن هذا ليس مطعناً في معاوية بل هو دعاء ومكرمة لمعاوية وليس دعاءً على معاوية- وليس فيه ما يساعدهم على ذلك، كيف وفيه أنه كان كاتب النبي- ولذلك قال الحافظ ابن عساكر، أنه أصح ما ورد في فضل معاوية، هذا أفضل ما ذكر في معاوية- فالظاهر أن هذا الدعاء منه (صلى الله عليه وآله) غير مقصود - أصلاً هي عبارة لغو صدرت من رسول الله (صلى الله عليه وآله)، لا أعلم هؤلاء ألم يقرءوا القرآن ألم يتدبروا قوله تعالى (وَمَا آتَاكُمْ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا) (وَمَا يَنْطِقُ عَنْ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى) يقول: كأي إنسان عادي ساهٍ غافل لم يكن مقصوداً- بل هو مما جرت به عادة العرب في وصل كلامها بلا نية، كقوله في بعض نسائه فلان، وقوله وقوله، ويمكن أن يكون ذلك - هذا هو موقع ومقام سيد الكونين محمد، سيد الأنبياء والمرسلين عند النهج الأموي، أيها المسلمون عندما نقول النهج الأموي هذا، المشكلة ليست في النهج الأموي فقط في سب علي وبغضه، لا، النهج الأموي كان قائماً على أساس طمس الإسلام، وليس النهج الأموي معاوية ويزيد وبني أمية بل كل امتدادات النهج الأموي إلى يومنا هذا- ويمكن أن يكون ذلك منه (صلى الله عليه وآله) بباعث البشرية التي أفصح عنها هو نفسه عليه السلام في أحاديث كثيرة متواترة. التفتوا باعث البشرية ما هو، وكأن باعث البشرية لا يكون إلا بالتنقيص، يعني عندما القرآن يقول (إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ) يعني إذا قال (إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ) يعني كل النقائص البشرية أيضاً لابد أن توجد في رسول الله، التفتوا ماذا يقول- منها حديث عائشة، قالت: دخل على رسول الله (صلى الله عليه وآله) رجلان فكلماه بشيء لا أدري ما هو - تكلموا مع رسول الله، هذا الذي عبر عنه القرآن الكريم (وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ) و(وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ) انظروا ماذا يقولون؟ يقولون بأحاديث متواترة وردت عن رسول الله - فكلماه بشيء لا أدري فأغضباه- إلى هنا نتحمله- فلعنهما وسبهما - هذا رسول الله عند النهج الأموي- فلما خرجا قلت: يا رسول الله، من أصاب من الخير شيئاً ما أصابه هذان. قال: وما ذاك. قالت: قلت لعنتهما وسببتهما - تبين رسول الله عندما سبها ولعنهما ولم يكن ملتفتاً إلى ذلك، بل أن عائشة هي التي نبهته إلى ذلك، أنت تعلم ماذا فعلت بهؤلاء، أنت لعنتهما وسببتهما- قال: أوما علمتي ما شارطت عليه ربي، قلت اللهم إنما أنا بشر فأي المسلمين لعنته أو سببته فأجعله له زكاة وأجراً، رواه مسلم مع الحديث الذي قبله في باب واحد، باب من لعنه النبي أو سبه أو دعا عليه وليس هو أهلاً لذلك، كان له زكاة وأجراً ورحمة.
إذن تبين أيضاً من المدافعين عن معاوية أيضاً العلامة الألباني، أنه لا يوجد عنده استعداد أن يقبل، وأنا لا أعلم ألستم تقولون أن الصحابة غير معصومين، قولوا أنه أخطأ، وعلى خطأه استحق ذلك، يقول: لا، عندما تصل القضية إلى معاوية فهو خط أحمر نخطّأ رسول الله ونقول أنه قاله بلا نية ونقول أنه يصدر منه ما يصدر من البشر من النقائص ومن السب واللعن حتى نحفظ مقام معاوية
وهنا توجد نكتتان قبل أن أشير إلى تتمة البحث، بودي أنيلتفت لهما:
النكتة الأولى: العجيب أن مسلم نجده عندما يأتي إلى آكلي مال الحرام ينقل رواية عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: من أكل الحرام حاله حال من يأكل ولا يشبع. كأنه ينسى، الله سبحانه وتعالى أخذ منهم فقه الحديث، لأنهم بصدد تنقيص رسول الله (صلى الله عليه وآله)، انظروا إلى ذلك، في (صحيح مسلم، ج2، ص190، باب تخوف ما يخرج من زهرة الدنيا، باب41، من كتاب الزكاة، الحديث 1052) يقول: فمن يأخذ مالاً بحقه يبارك له فيه، ومن يأخذ مالاً بغير حقه فمثله كمثل الذي يأكل ولا يشبع.
سبحان الله أعمى الله بصيرة هؤلاء، إذا كان من يأكل ولا يشبع مدحاً وفضيلة ومنقبة لماذا أن رسول الله يمثّل به ويشبّه به من يأكل مال الحرام؟! أنا أضع هذا بيد المحققين والمنصفين، إذا كان الأكل بلا شبع (يأكل ولا يشبع) كانت صفة مدح، قد يقول قائل: هل يوجد من قال أن هذه الصفة للمدح؟ الجواب: نعم، بودي أن المشاهد الكريم يلتفت إلى هذه العبارة في (سير أعلام النبلاء، ج3، ص123 ) للإمام الذهبي، بعد أن ينقل (لا أشبع الله بطنه) يقول: فسره بعض المحبين - محبي معاوية- قال (لا أشبع الله بطنه) حتى لا يكون ممن يجوع يوم القيامة. لأن الخبر عنه أنه قال (أطول الناس شبعاً في الدنيا أطولهم جوعاً يوم القيامة) فمعاوية رسول الله دعا له أن لا يشبع حتى لا يجوع يوم القيامة. ولذا الذهبي الذي يعبر عنه بأنه أمير المؤمنين يقول وهذا التكلف لا نستطيع أن نقبله. قلت: هذا ما صح والتأويل ركيك وأشبه منه - يعني في الركة- قوله عليه السلام اللهم من سببته أو شتمته من الأمة فأجعلها لها رحمة، أو كما قال وقد كان معاوية معدوداً من ... الخ. يقول هذه تأويلات ركيكة ولكن المدافعين عن معاوية يحاولوا أن يجعلوا ... لأنهم لا يستطيعوا أن يناقشوا في سند الروايات فيضطرون أن يتلاعبوا وينتقصوا رسول الله حتى يحموا حمى ومقام معاوية. هذه نكتة.
النكتة الثانية أن الشيء الغريب، وأنا أتصور أن ابن كثير لم يكن ملتفتاً عندما ذكر هذا المعنى، واقعاً لو كان يعلم بأنه غداً سيأتي من يربط هذا النص بنصوص أخرى لما ذكر هذا المعنى. قال في (البداية والنهاية، ص400) قال: كان يأكل في اليوم سبع مرات ويأكل في اليوم سبع أكلات بلحم، وكأن هؤلاء نسوا ما ورد في صحيح البخاري، عجيب واقعاً أنا لا أعلم من أين جاء بهذا الخبر ولكنه ينطبق عليه ما ورد في (الجامع الصحيح للبخاري ج3، ص434، باب طعام الواحد يكفي لاثنين، الحديث رقم 5393) المكتبة السلفية، ينقل رواية متعددة، الرواية الأولى عن محمد بن نافع، يقول: كان ابن عمر لا يأكل حتى يؤتى بمسكين يأكل معه، فأدخلته رجلاً يأكل معه، فأكل كثيراً، فقال: يا نافع لا تدخل هذا عليّ، سمعت النبي يقول: المؤمن يأكل في معٍ واحد والكافر يأكل في سبعة أمعاء. والرواية الأخرى رقم (5394) يقول: عن ابن عمر، إن رسول الله قال: إن المؤمن يأكل في معٍ واحد وإن الكافر أو المنافق - لا الكافر فقط بل قد يكون ظاهراً مسلماً كمعاوية- فلا أدي أيهما قال عبيد الله، يأكل في سبعة أمعاء
. إذن هذه الرواية واردة في (صحيح مسلم ج3، ص588).
إذن إلى الآن اتضح لنا:
أولاً: ما هو موقف مسلم في صحيحه من معاوية الذي كان يسب ويلعن علياً ويشتم علياً على المنابر، ما هو موقف النووي من معاوية والدفاع عنه، ما هو موقف ابن كثير في الدفاع عن معاوية، ما هو موقف العلامة الألباني المعاصر في الدفاع عن معاوية.
وفي الواقع أنه هل يوجد آخرون دافعوا عن معاوية؟ قلت: واقعاً الذين دافعوا عن معاوية حتى ولو كان على حساب انتقاص مقام رسول الله(صلى الله عليه وآله) ليسوا قليلين من النهج الأموي لا من علماء المسلمين، وإلا عموم علماء المسلمين هم من مدرسة الصحابة وهؤلاء لهم موقفهم الواضح من معاوية ومن بني أمية وسأشير إلى جملة من أسماء كبار علماء المسلمين الذين لهم موقف من معاوية ومن بني أمية.
انظروا إلى هذا الحديث الذي قرأناه في الحلقات السابقة، الرواية عن سعد بن أبي وقاص في صحيح مسلم، قال: أمر معاوية ابن أبي سفيان سعداً فقال: ما منعك أن تسب أبا تراب، قال: أما ما ذكرت ثلاث .... وقد قرأنا الرواية.
انظروا إلى (النووي، ج15، في ذيل هذا النص) يقول: قوله أن معاوية قال لسعد ابن أبي وقاص ما منعك أن تسب أبا تراب، قال العلماء الأحاديث الواردة التي في ظاهرها دخل على صحابي يجب تأويلها. هذه قاعدة، حتى لو لزم أن تنقصوا من حق رسول الله، لابد أن لا ينتقص، ويكون في علم المشاهد الكريم والله لا يقولون كل ذلك لجميع الصحابة، وإنما يقولون لصحابة معينين، مخصوصين، ومن أولئك معاوية، يعني لو ورد في الأحاديث ما ينقص علياً لا توجد عندهم مشكلة، لو وردت هناك روايات ما ينقص عمار، بل حتى من يقتل عمار لا توجد مشكلة، وإنما المشكلة أن هناك صحابة معينين ومنهم معاوية، ينبغي إذا وردت رواية أن تأول تلك الرواية، انظروا إلى التأويل الذي ذكره الإمام النووي لهذه الرواية، فقوله معاوية هذا ليس فيه تصريح بأنه أمر سعداً بسبه، وإنما سأله عن السبب المانع له من السب، لم يقل له سب علياً وإنما سأله لماذا لا تسب، مع أن نص الرواية هو أمر معاوية بن أبي سفيان سعداً، انظروا التكلف البارد والتعسف في التأويل وفي بيان النصوص يقول: وإنما سأله عن السبب المانع له من السب كأنه يقول هل امتنعت تورعاً أو خوفاً أو غير ذلك، فإن كان تورعاً، يعني من الورع لم تسب علياً وإجلالاً له عن السب فأنت مصيب محسن، معاوية يقول له أحسنت أنك لم تسب علياً، انظروا في جواب هذا، أنا لا اريد أن أجيب من عندي، أريد أن أجيب بما ذكره علم من الأعلام المعاصرين من مدرسة الصحابة، هذا من مدرسة النهج الأموي ولكنه في كتاب (فتح المنعم شرح صحيح مسلم، ج9، ص332) الأستاذ الدكتور موسى شاهين لاشين، دار الشروق، وهو من أعلام المصريين وأعلام الأزهر نجد هناك، ينقل عبارة يقول: أمر معاوية بن أبي سفيان سعداً، المأمور به محذوف لصيانة اللسان عنه، والتقدير أمره بسب علي وكان سعد قد اعتزل الفتنة، يعني الحرب بين علي ومعاوية، فقال ما منعك أن تسب أبا تراب معطوف على محذوف، والتقدير أمر معاوية سعداً أن يسب علياً فامتنع فقال له ما منعك، ويحاول النووي تبرئة معاوية من هذا السوء، وبعد أن يذكر ما قاله النووي يقول: وهذا تأويل واضح التعسف والبعد والثابت، هذا عالم من علماء مدرسة الصحابة ومن علماء الازهر، والثابت أن معاوية كان يأمر بسب علي وهو غير معصوم، يعني معاوية، فهو يخطأ، ولكننا يجب أن نمسك عن انتقاص أي من أصحاب رسول الله، إذن هو يعتقد أنه ولذا قلت أنه من مدرسة الصحابة، ولكنه يثبت أن معاوية كان ساباً، وهذا أيضاً من أولئك الذين أشرنا إليهم في مدرسة الصحابة
سماحة السيد كمال الحيدري: اعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين. اللهم صل على محمد وآله محمد. في المقدمة بودي ان اشير بانه هذا البحث انما عرضت له لسبب بسيط جدا وهو اننا عندما نراجع الاتجاه الاموي بشكل عام والنهج الاموي بشكل عام نجد انه يحاول ان يقلل من قيمة الحادثة والواقعة التي وقعت في كربلاء، وبالخصوص لا يريد ان يعطي بعدا اساسيا للدم الذي اريق في كربلاء من سبط رسول الله صلى الله عليه وآله، وبطبيعة الحال يحاول ان يرتب على ذلك اثر انه ارض كربلاء والتربة الكربلائية والتربة الحسينية ايضا ليست لها تلك القيمة التي يحاول اتباع مدرسة اهل البيت ان يعطوا قيمة لهذه التربة ولهذه الارض بقصدها وزيارتها وشمها وو الى غير ذلك، بل اكثر من ذلك نجد انهم يحاولون ان يفضلوا عليها، ماذا يفضلوا؟ يفضلوا عليها دم عمر بن سعد الذي قُتل يقولون ان قتله كان اعظم من قتل الحسين عليه افضل الصلاة والسلام.
ولكنه سأقرأ النصوص له من الاتجاه الاموي لتتبين له هذه الحقيقة. الحقيقة التي نريد ان نقف عندها هو ان هؤلاء يحاولوا ان يقللوا قيمة الحركة الحسينية والنهضة الحسينية لا في زمان وقوعها فقط بل على مر التاريخ والى يومنا هذا وانا اتصور ان المشاهد الكريم يكفي ان ينظر بنظرة عابرة الى جملة من الفضائيات التي تنتسب الى الاتجاه الاموي ليجد ان هناك تركيز على الشعائر الحسينية وعلى قضية الارتباط بالنهضة الحسينية، وعلى قضية الارتباط بالحسين وبدم الحسين والبكاء على الحسين وعلى قضية الارتباط بتربة الحسين والتربة الحسينية، انا اتصور ان القضية واضحة لمن يراجع ولمن ينظر الى هذه الفضائيات، ولذا ارتباط هذا البحث ببحثنا السابق وهو او ما هو موضوع بحثنا وهو معالم الاسلام الاموي نريد ان نقول للمشاهد الكريم ان قضية الحسين ليست هي قضية ابتدعها الشيعة، ليست القضية الحسينية من ابتداعات ومن الامور التي ابتدعتها مدرسة اهل البيت واتباع وشيعة مدرسة اهل البيت وانما القضية الحسينية والدم الحسيني والتربة الحسينية من الامور التي اهتم بها الوحي الالهي، من الامور التي اهتم بها النبي الاكرم صلى الله عليه وآله سيد الانبياء والمرسلين، من القضايا التي بكى عندها الرسول الاعظم، من الامور التي وقف عندها النبي الاكرم وائمة اهل البيت عليهم افضل الصلاة والسلام الآن ما اريد اتكلم عن ما ورد عن ائمة اهل البيت في قضية التربة الحسينية وعن دم الحسين عليه افضل الصلاة والسلام، وانما اريد ان اتكلم بالخصوص في ما ورد عن الرسول الاعظم صلى الله عليه وآله وفيما ورد عن الإمام امير المؤمنين عن الإمام علي بن ابي طالب فيما يتعلق بارض كربلاء والتربة الكربلائية والتربة الحسينية وهنا لابد ان لا يخلط المشاهد الكريم من اقول التربة ليس مرادي ذلك القطعة من التراب التي نسجد عليها، لا، مرادي ارض كربلاء التربة بالمعنى اللغوي لا بالمعنى الاصطلاحي يعني ان نأخذ قطعة منها ونصلي عليها ذلك له حديث آخر الآن ليس محل بحثي هذا، وهنا نريد ان نقول بأنه نحن نهتم بذلك لان النبي الاكرم صلى الله عليه وآله اهتم بذلك، نحن نقدس ونتبرك بهذه التربة لان رسول الله صلى الله عليه وآله اعطى قيمة خاصة وخصوصية خاصة لهذه التربة لم نعهدها في اي تربة وفي اي ارض وفي اي دم من دماء الانبياء والاوصياء جميعا، هذه هي القضية المركزية التي اريد ان اطرحها، اما لماذا اقول الاتجاه الاموي يحاول ان يضعّف هذا يقلل من اهمية هذا؟ خير شاهد على ما اقول انظروا ماذا يقول الشيخ ابن تيمية ما يصطلحون عليه بشيخ الاسلام ويقولون انه محب لعلي ولأهل بيت علي، انظروا ماذا يقول في منهاج السنّة المجلد الثالث لابن تيمية، منهاج السنّة النبوية التي هي تحقيق الدكتور محمد رشاد سالم، الطبعة الثانية منها، طبع على نفقة كذا (1411 من الهجرة-1991) بمناسبة افتتاح المدينة الجامعية، هناك في صفحة (70) من هذا الكتاب انظروا ماذا يقول، انظروا ماذا يقول هذا الانسان حتى يتضح لجميع للمسلمين بل لاتباع ابن تيمية الذي يعتقدون انه يحب اهل البيت ومن اهل البيت الحسين بلا شك يعني سبط رسول الله يعني ريحانة رسول الله يعني سيد شباب اهل الجنة يعني واحد من اصحاب الكساء الذين هم اهل البيت وغير ذلك، انظروا ماذا يقول، يقول: "ومن المعلوم ان عمر بن سعد امير السرية" انظروا كيف يقلل القضية اذن الذين قاتلوا الحسين كانوا سرية يعني مئة نفر، مئتين نفر، عشرين نفر خمسين نفر ثلاثمئة نفر وليس جيش كامل ابتعثه ابن زياد بأمر يزيد لمقاتلة الحسين، انظروا قلت لكم بهذا الاسلوب، "ان عمر بن سعد امير السرية التي قتلت الحسين" يقبل انه قاتل سبط رسول الله، قاتل ريحانة رسول الله قاتل سيد شباب اهل الجنة، التفت "مع ظلمه (يقبل انه كان ظالما لا يعبّر عنه انه كذا غير ذلك يقول ظلم ليس اكثر) وتقديمه الدنيا على الدين (التفت) لم يصل في المعصية الى فعل المختار بن ابي عبيد الذي اظهر الانتصار للحسين" يعني معصية المختار اعظم عند الله من معصية قاتل الحسين، هذا معناه ماذا؟ هذا معناه ان دم عمر بن سعد اهم واعظم واشرف عند ابن تيمية من دم الحسين
ولهذا الدم او انه لا واقعا دم الحسين كدم اي سبط من اسباط الانبياء السابقين كأي مسلم كأي مؤمن كأي صحابي، يعني ساوى رسول الله بين دم الحسين وبين دماء الآخرين من الصحابة من الاسباط من الاولاد من الاقرباء من اولي القربى من اهل البيت لا توجد هناك خصوصية؟ في الواقع هذه قضية اساسية بودي ان المشاهد الكريم يلتفت اليها بشكل دقيق ان الرسول الاعظم صلى الله عليه وآله او بعبارة اوضح ان الله سبحانه وتعالى كيف تعاطى وتعامل مع دم الحسين اولا ومع التربة التي اريق فيها دم الحسين ثانيا، هاتان قضيتان انا اريد ان اقف عندها ان شاء الله تعالى في هذه الليلة، في الواقع ان النصوص في ذلك كثيرة والمصادر كثيرة ولكن انا احاول ان اقف عند اهم النصوص الواردة في هذا المجال وعند كبار علماء مدرسة الصحابة يعني ممن لا يشك في علمهم وفي كونهم يعدون من الائمة الكبار في علم الحديث وفي علم الجرح والتعديل والرجال، المصدر الاول دكتور ما ورد في فضائل الصحابة لابن حنبل، رسائل جامعية كتاب فضائل الصحابة للإمام ابي عبد الله احمد بن محمد بن حنبل المتوفى سنة (241 من الهجرة) حققه وخرّج احاديثه وصي الله بن محمد عباس الاستاذ المشارك بجامعة ام القرى بمكة المكرمة، الجزء الثاني طبعة جديدة ومنقحة دار ابن الجوزي، في هذا الكتاب التي هي الآن حتى تكون محفوظة، الطبعة الثالثة جميع الحقوق محفوظة لدار ابن الجوزي الطبعة الثالثة (1426 من الهجرة) يعني من احدث الطبعات في هذا المجال، هناك في الجزء الثاني صفحة (965) من الكتاب في الحديث (1357) في فضائل الصحابة قال "حدثنا عبد الله، قال حدثني ابي، (قال فلان قال حدثني فلان) عن عائشة او ام سلمة كان وكيع شك هو ان النبي قال لاحداهما" الآن سواء كانت ام المؤمنين عائشة او ام المؤمنين ام سلمة لا فرق، "لقد دخل (من يقول؟ رسول الله) لقد دخل عليّ البيت ملك لم يدخل عليّ قبلها، فقال لي: ان ابنك هذا حسين مقتول، فان شئت آتيك من تربة الارض التي يقتل فيها، قال: فاخرج اليّ تربة حمراء" الآن لا اعلم ولا اريد ادخل في التفسير لماذا ان تربة كربلاء صارت تربة حمراء؟ ما هو اثر دم الحسين حتى يؤدي الى ان تكون هذه التربة تربة حمراء؟
المهم الآن ما اريد ادخل الله يعلم اريد ان اقف عند نص الاحاديث حتى لا يقولون ان هذا التفسير من اين جاء به لا يوجد في النص، نريد ان نكون حرفيين ولا نخرج عن النصوص ابدا، انظروا ماذا يقول في ذيل الحديث المحقق يقول التفتوا جيدا بودي ان يلتفت يقول
"اسناده صحيح"، اعيده "اسناده (الحديث 1357 يقول) اسناده صحيح"ثم يقول "واخرجه في المسند وقال الهيثمي في مجمع الزوائد رواه احمد ورجاله رجال الصحيح، واخرجه الطبراني عن عائشة، واخرجه احمد وقال في مجمع الزوائد رواه احمد وابو يعلى والبزار والطبراني ورجاله ثقات" هذا النص هذا المورد الاول دكتور. المورد الثاني ما ورد في مسند ابي يعلى الموصلي، في مسند ابي يعلى الموصلي الجزء الاول صفحة (298) هذا هو النص، بودي ان يلتفت، مسند ابي يعلى الموصلي الإمام الحافظ احمد بن علي بن المثنى التميمي المتوفى سنة (307 من الهجرة) الجزء الاول، حققه وخرّج احاديثه حسين سليم اسد، مكتبة الرشد ناشرون، دار المأمون للتراث، حتى نعرف الطبعة ايضا اي طبعة المشاهد الكريم يستطيع ان يراجعها كما يريد، الطبعة الاولى سنة (1430 من الهجرة)، انا حاولت انه استخرج او اتي بالطبعات الحديثة وجزاه الله هنا واقعا لابد بين قوسين اشكر الاخوة الذين هيئوا لنا هذه المصادر بشق الانفس وبعثوه الينا ان شاء الله سبحانه وتعالى يشركهم في اجر هذه البرنامج ويجعله ان شاء الله في ميزان حسناتهم، انظروا ماذا يقول "الرواية عن عبد الله بن نجي عن ابيه انه سار مع علي وكان صاحب مطهرته" طبعا الجزء الاول صفحة (298) الحديث (363)، يقول "انه سار مع علي وكان صاحب مطهرته (يعني عندما يريد ان يتطهر هذا كان) فلما حاذى نينوى، وهو منطلق الى صفين (في معركته مع معاوية) فنادى علي: اصبر ابا عبد الله، اصبر ابا عبد الله بشط الفرات، قلت: وماذا يا ابا عبد الله؟" قلت وماذا يسأل.
"قال (علي اجابه) "قال دخلت على النبي (صلى الله عليه وآله) ذات يوم وعيناه تفيضان" وهو يبكي بكاء شديد، تفيضان يعني ان الدموع تنهمر مستمر
قال قلت يا نبي الله اغضبك احد (حتى ادى الى هذا الحال)؟ ما شأن عينيك تفيضان؟ قال بل قام من عندي جبريل قبل" يعني قبل ما تأتي جاءني جبريل، التفتوا انا بعد لا يوجد عندي وقت بعد ذلك ان اعيد هذه النصوص دكتور، اولا الذي جاء به من؟ جبريل، ثانيا ان رسول الله عيناه تفيضان من الدمع، "فحدثني ان الحسين يقتل بشط الفرات" الآن هذه النكتة لعله والله العالم ان رسول الله يريد ان يقول مع انه قريب من شط الفرات ولكن يقتل ضمآنا يقتل عطشانا على اي الاحوال الآن ما اريد ان ادخل في تفسير الرواية، قال "ان الحسين يقتل بشط الفرات، قال: فقال هل لك (من قال؟ جبريل لرسول الله) هل لك ان اشمك من تربته؟" ما ادري والله ما هي الخصوصية في هذه التربة ان اولا يأتي بها جبريل وثانيا يعرض على رسول الله ان يشم هذه التربة، لماذا؟ الآن كما قلت مرارا لست بصدد انه اتكلم في شرح الرواية وفي تفسير الرواية هذا من الواضح ان هذه التربة التي جاء بها ليست هي قطعة من الارض المادية، والا قطعة من الارض المادية تلك بعد لم يقع عليها دم الحسين حتى تكون حمراء، اذن قضية مرتبطة بعالم الغيب مرتبطة بعالم الملكوت مرتبطة بعالم آخر والا بعد لم يقع عليها دم الحسين كيف تكون حمراء وفيها خصوصية يشم منها رائحة الحسين، اي تربة هذه؟ قال جبرائيل للنبي "هل لك ان اشمك من تربته؟ قال: قلت نعم (يعني اريد ان اشمها)، قال: فمد يده فقبض قبضة من تراب فاعطانيها، فان لم املك عيني ان فاضتا" واضح هذا المعنى، الرواية التفتوا جيدا، المعلق يقول "اسناده حسن"، ثم يقول وقال "وذكر الهيثمي في مجمع الزوائد وقال رواه احمد وابو يعلى والبزار والطبراني ورجاله ثقات"
الى الآن واضح انه كل الروايات التي ننقلها روايات اما صحيحة واما حسنة ورجالها ثقات، يقول "ونينوى بكسر اوله، وسكون ثانية وفتح (فلان بوزن فلان) وهي قرية يونس عليه السلام بالموصل، وبسواد الكوفة ناحية قال لها منها كربلاء التي قتل بها الحسين معجم البلدان الجزء الخامس.. الى آخره"، هذا هو المصدر الثاني. المصدر الثالث نفس هذا المعنى ورد ايضا في مسند ابي يعلى الموصلي ايضا في نفس الجزء السادس صفحة (129) في نفس هذا الكتاب يعني في نفس الذي اشرنا اليه وهو في الحديث (3402) الجزء السادس "عن انس بن مالك قال استأذن ملك القطر ربه ان يزرو النبي" هذا يكشف عن انه هذه القضية كانت مرة واحدة او تكررت على النبي؟ مرات، لانه مرة جبرائيل ومرة ملك لم ينزل عليّ قبل، ومرة ملك القطر يعني ملك المطر، يعني المشاهد لابد ان يلتفت ان هذه القضية ليس مرة ومرتين جاءت الى النبي وانما كان الوحي الالهي كان يؤكد على هذه القضية، يعني مرة جبرائيل ومرة ملك المطر ومرة ملك لم يسبق ان جاءني قبل ذلك ونحو ذلك، قال "عن انس بن مالك" طبعا حدثنا "عمارة بن زاذان حدثنا ثابت البناني " طبعا هذا عمارة بن زاذان فيه كلام وبعد ذلك سيأتي، "عن انس بن مالك قال: استأذن ملك القطر ربه ان يزور النبي، فأذن له، وكان في يوم ام سلمة (في اليوم الذي كان عند ام سلمة ام المؤمنين) فقال النبي يا ام سلمة احفظي علينا الباب لا يدخل علينا احد، قال فبينما هي على الباب اذ جاء الحسين بن فاقتحم، ففتح الباب، فدخل، فجعل النبي يلتزمه ويقبله، فقال الملك: اتحبه؟ قال نعم، قال: ان امتك ستقتله ان شئت اريتك المكان الذي تقتله فيه"
الآن الحديث واقعا فيها ذيل طويل، لا ينسب القتل الى سرية كما يحاول هذا صاحب الهوى الاموي والعقيدة الاموية الشيخ ابن تيمية ان ينسبه الى ماذا؟ الى سرية، النص ماذا يقول؟ الامة
اريد ابين بانه كيف يريد يستسهل الامر يقلل من اهميته وعظمته، قال "ان امتك ستقتله ان شئت اريتك المكان الذي تقتله فيه، قال نعم، قال فقبض قبضة من المكان الذي قتل فيه فاراه فجاء سهلة او تراب احمر" يقول "عند احمد (المعلق يقول) عند احمد فضرب بيده فاراه ترابا احمر، فاخذته ام سلمة فجعلته في ثوبها" يعني اعتنت بهذه القبضة من التراب، الآن اذا نحن والله ما ادري اذا اخذنا قبضة من تراب كربلاء واحتفظنا، يقول اشركت هذه بدعة، هذا الكلام الذي واقعا للجهلة، هذا فعل ام المؤمنين، يقولون لم يفعله صحابي ولا صحابية، هذا فعل صحابية فعل زوج النبي فعل ام المؤمنين، هذه رواية ما فيها شك، وأمام رسول الله ونحن نعلم ان رسول الله صلى الله عليه وآله هذا اقرار داخل في اقرار النبي، "فاخذته ام سلمة فجعلته في ثوبها، قال ثابت فكنا نقول: انها كربلاء" يعني هذه القطعة من كربلاء، يقول "اسناده حسن (الحاشية رقم 2 المعلق يقول) واخرجه احمد، وابو نعيم في دلائل النبوة، واخرجه احمد من طريق مؤمل كلاهما وذكر الهيثمي في مجمع الزوائد وقال رواه احمد وابو يعلى والبزار والطبراني باسانيد وفيها عمارة بن زاذان، وثقه جماعة" لانه قلت فيه كلام انه موثق او غير موثق، "وفيه ضعف (طبعا في نظره في نظر المحقق) وبقية رجال ابي يعلى رجال الصحيح وانظر سير اعلام النبلاء" وسيأتي بعد ذلك، هذا ايضا مورد آخر. من الموارد الاخرى التي ورد ولا مجال للشك فيه ما ورد في مسند الإمام احمد المجلد (44)، الموسوعة الحديثية مسند الإمام احمد بن حنبل المتوفى (241 من الهجرة) حقق هذا الجزء وخرّج احاديثه وعلّق عليه شعيب الارنؤوط، محمد نعيم العرقسوسي، ابراهيم الزيبق، محمد انس، الجزء الرابع والاربعون، مؤسسة الرسالة، في الطبعة الثانية (1429 من الهجرة)، هناك في الجزء (44) صفحة (143) من الكتاب وهذه نص العبارة، صفحة (143) في الحديث (26524) الرواية "ان النبي قال لاحداهما (يعني عائشة او ام سلمة) لقد دخل عليّ البيت ملك لم يدخل عليّ قبلها فقال لي ان ابنك هذا حسين مقتول وان شئت اريتك من تربة الارض التي يقتل بها، قال فاخرج تربة حمراء، حديث حسن بطرقه
ومن الموارد الاخرى التي ورد فيها ما ورد في صحيح الجامع الصغير لتأليف محمد ناصر الدين الالباني، اشرف على طبعه زهير الشاويش، المجلد الاول، المكتب الاسلامي، هناك يقول الجزء الاول صفحة (73) الحديث (61) يقول "اتاني جبريل فاخبرني (من الذي جاءه؟ جبريل امين الوحي الذي لا يأتي لامور عادية وانما لمهمات الامور يكون جبرائيل هو الواسطة) فاخبرني ان امتي ستقتل ابني هذا يعني الحسين، واتاني بتربة من تربته حمراء (يقول) صحيح"
التفتوا جيدا ثم يقول لابد من الرجوع الى الصحيحة يعني سلسلة الاحاديث الصحيحة رقم (821)، انا بودي يسمح لي ان ارجع الى سلسلة الاحاديث الصحيحة، تأليف محمد ناصر الالباني، المجلد الثاني يعني من الحديث (501 الى الحديث 1000) هناك في الحديث (821) يقول "اتاني جبريل فاخبرني ان امتي ستقتل ابني هذا يعني الحسين، فقلت هذا؟ فقال نعم؛ واتاني بتربة من تربته حمراء، اخرجه الحاكم وعنه البيهقي (الى ان يقول) الرواية عن ام الفضل بنت الحارث انها دخلت على رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقالت: يا رسول الله اني رأيت حلما منكرا الليلة، قال: وما هو؟ قالت انه شديد، قال: وما هو؟ قالت رأيت كأن قطعة من جسدك قطعت ووضعت في حجري، فقال: رأيتي خيرا؛ تلد فاطمة ان شاء الله غلاما فيكون في حجرك (يعني رسول الله عبّر لها رؤياها) فولدت فاطمة الحسين، فكان في حجري كما قال رسول الله، فدخلت يوما الى رسول الله فوضعته في حجره، ثم حانت مني التفاتة فاذا عينا رسول الله (صلى الله عليه وآله) تهريقان من الدموع (تجري جريان من الدموع) فقلت يا نبي الله بابي انت وامي ما لك؟ فذكره (فذكر هذا، قال واتاني بتربة حمراء من تربته)، قال وقال صحيح على شرط الشيخين".