أبو هريرة كذوب دجال
هو أبو هريرة الدوسي الذي كثر حديثه عن رسول الله حتى بلغت خمسة آلاف و ثلاثمائة و أربع و سبعين حديثا ً و هذا الكم الهائل يعادل ثلاثة أضعاف ما أخرجه الحفاظ عمن يسمون العشرة المبشرين بالجنة علما ً بأنهم سبقوا أبا هريرة إلى الإسلام بفترة تتراوح بين 15 إلى 20 سنة , و علما ً أن أبا هريرة صحب رسول الله مدة سنة و بضعة أشهر فقط و قضى سنتين في البحرين . أسلم أبو هريرة بعد غزوة خيبر سنة 7 للهجرة و بعثه رسول الله مع العلاء بن الخضرمي إلى البحرين عام 8 هجريا ً , لذلك فإن من الناحية العملية مدة صحبته لرسول الله لا يمكن أن تستوعب هذا الكم الهائل من الأحاديث.
روى أبو نعيم عن قطر بن خليفة عن أبي خالد الوائلي قال : سمعت علي بن أبي طالب يقول : أكذب الأحياء على رسول الله أبو هريرة الدوسي ( الإيضاح 29 و شرح إبن أبي الحديد ج 4 ) .
فقد كان أبو هريرة يردد حين يروي عن رسول الله يقول : حدثني خليلي ــ قال خليلي ــ رأيت خليلي فقال له علي بن أبي طالب : متى كان رسول الله خليلك يا أبا هريرة ( تأويل مختلف الحديث لإبن قتيبة ص 33 ) .
جاء في : ( تاريخ المدينة المنورة ج3 , سير أعلام النبلاء ج 2 , كنز العمال ج 10 ) أن عمر قال لأبي هريرة : لتتركن الحديث عن رسول الله أو لألحقنك بأرض دوس .
روى إبن أبي الحديد ج4 أن عمر ضرب أبا هريرة بالدرة و قال : قد أكثرت الحديث و أحر بك أن تكون كاذبا ً على رسول الله .
جاء في العقد الفريد ج 1 أن عمر قال لأبو هريرة لما عزله عن البحرين : يا عدو الله و عدو كتابه سرقت مال الله .
روى الرامهرمزي عن السائب عن يزيد أنه ٌ قال : أرسلني عثمان بن عفان إلى أبي هريرة فقال : قل له يقول أمير المؤمنين لك ما هذا الحديث عن رسول الله لقد أكثرت لتنتهين أو لألحقنك بجبال دوس . ( رواه أيضا ً المحدث الفاضل ص 554 ) .
و قد أنكرت عائشة كثيرا ً من أقوال أبي هريرة , و قد روى الحاكم في المستدرك ج3 , الذهبي , إبن عساكر عن عائشة أنها دعت أبا هريرة فقالت : يا أبا هريرة ما هذه الأحاديث التي تبلغنا أنك تحدث بها عن رسول الله هل سمعت إلا ما سمعنا و هل رأيت إلا ما رأينا فقال : يا أماه كان يشغلك عن رسول الله المرآة و المكحلة و التصنع لرسول الله .
روى مسلم في صحيحه ج2 و مسند أحمد بن حنبل ج 6 عن عروة أن عائشة حدثته فقالت:ألا يعجبك أبو هريرة , جاء فجلس إلى جانب حجرتي يحدث عن النبي يسمعني ذلك و كنت أسبح فقام قبل أن أقضي سبحتي و لو أدركته لرددت عليه .
روى أبو أسامة عن الأعمش قال : كنت إذا سمعت الحديث من أحد أتيته فاعرض عليه فحدثته ذات يوم بحديث أبي هريرة فقال : دعني من ابي هريرة إنهم كانوا يتركون حديثه .
روى سفيان الثوري عن منصور عن إبراهيم قال : لم يكونوا يأخذون من حديث أبي هريرة إلا ما كان في صفة جنة أو نار .
روى أبو يوسف قال : قلت لأبي حنيفة الخبر يجيء عن رسول الله يخالف قياسنا ما نصنع به , قال : إذا جاءت به الرواة الثقات عملنا به و تركنا الرأي فقلت : ما تقول في أبي بكر و عمر و عثمان و علي فقال : كل الصحابة عدل ما عدا أنس بن مالك و أبو هريرة .
حتى هارون الرشيد الفاسق البعيد عن الرواية كذب أبا هريرة و إتهمه و قد روى ذلك ( إبن عساكر و المعافي بن زكريا) .
و قد قال إبراهيم بن سيار في تأويل مختلف الحديث ص 32: إن أبا هريرة كذبه عمر و عثمان و علي و عائشة .
و هنا يطرح السؤال نفسه لماذا كان أبو هريرة صوته خافت في زمن أبي بكر و عمر و لم ينبس ببنت شفة و لم يتجرأ على ذكر الأحاديث عن رسول الله و لما جاء عثمان تحرك قليلا ً بحماية بني أمية ثم إشتدت صولاته و جولاته في عهد معاوية .
و إليكم بعض ما نسبه أبو هريرة إلى نفسه :
و الله الذي لا اله إلا هو إن كنت لأعتمد بكبدي على الأرض من الجوع و إن كنت لأشد الحجر على بطني من الجوع و لقد قعدت يوما ً في الطريق إلى المسجد فمر أبو بكر فسألته عن آية من كتاب الله ما سألته إلا ليشبعني فمر و لم يفعل ثم مر عمر بي فسالته عن آية من كتاب الله ما سألته إلا ليشبعني فمر و لم يفعل ثم مر أبو القاسم فتبسم حين رآني و عرف ما في نفسي و ما في وجهي ثم قال : أبا هر قلت : لبيك يا رسول الله , قال : إلحق فمضى و تبعته فدخل فأذن لي فدخلت فوجدت لبنا ً من قدح فقال رسول الله : من أين هذا اللبن , قيل : أهداك إياه فلان بن فلان , فقال رسول الله : أبا هر , قلت لبيك , قال : إلحق إلى أهل الصفة فادعهم لي أن يقول : فساءني ذلك و قلت : و ما هذا اللبن في أهل الصفة و كنت أحق به فأشربه و أتقوى به . فجاء أهل الصفة فشرب الجميع و شربت و شرب رسول الله . ( رواه البخاري في صحيحه ) . هذا الحديث رواه أبو هريرة و ليت أحدا ً من أهل الصفة روى هذا الحديث معه مع العلم أن عددهم سبعون رجلا ً .
إن هذا المشرد الجائع الذي شغلته هرته و الذي لم يشبع يوما ً كاملا ً في حياة رسول الله جاء بأحاديث عن رسول الله أحصاها أهل العلم بعشرات المئات و له في البخاري وحده أربعمائة و ستة و أربعين جديثا ً أما الخلفاء الأربعة فقد روى البخاري عنهم ربع ما رواه عن أبي هريرة .
فلينظر العاقل إلى تأخر إسلام أبو هريرة و خموله ثم لينظر إلى الخلفاء الأربعة فكيف يكون أبو هريرة حافظا ً للحديث أكثر منهم مجتمعين .
روى البخاري في كتابه باب كتابة العلم عن أبي هريرة أنه قال : ما من أصحاب رسول الله أحد أكثر حديثا ً مني إلا ما كان من عبدالله بن عمرو بن العاص فإنه كان يكتب و لا أكتب . فهذا كلام صريح من أبي هريرة بأن عبدالله بن عمرو كان أكثر حديثا ً منه عن رسول الله فكانت كل أحاديث عبدالله سبعمائة فكيف يروى عن أبي هريرة آلاف الأحاديث .
و بدأ أبو هريرة في زمن عثمان يدس الأحاديث عن رسول الله إرضاء ً لأسياده بني أمية الذين أمسكوا بمفاصل الدولة .
روى الذهبي في ميزان الإعتدال أن أبو هريرة قال : لكل نبي خليلا ً من أمته و أنا خليلي عثمان . و روى أيضا ً : لكل نبي رفيق في الجنة و رفيقي فيها عثمان .
لكن كل علماء أهل السنة أجمعوا على بطلان هذا الحديث و إعتبروه من منكرات أبو هريرة .
أما في عهد معاوية فقد أكثر الكذب على رسول الله ذما ً و قدحا ّ ببني هاشم الكرام و خاصة في الإمام علي ومدحا ً ببني أمية و الصحابة .
أخرج البغدادي بسنده عن أبي هريرة قال : ناول النبي معاوية سهما ً و قال له خذ هذا السهم حتى تلقاني في الجنة .
أخرج إبن عساكر و البغدادي و محمد بن عائذ عن أبي هريرة قال : سمعت رسول الله يقول : إن الله إئتمن على وحيه ثلاث أنا و جبرائيل و معاوية .
أخرج أبو العباس بن الوليد عن أبي هريرة قال : سمعت خليلي رسول الله يقول : إن لأبي بكر قبة من درة بيضاء لها أربعة أبواب تخترقها رياح الرحمة ظاهرها عفو الله و باطنها رضوان الله كلما إشتاق إلى الله إنفتح له باب مصراع ينظر منه إلى الجنة .
و لينال رضى معاوية و بني أمية شرع ينال من الإمام علي بأحاديث باطلة و طبعا ً عن النبي كما عادته فيقول : سمعت النبي يقول أن المدينة حرمي فمن أحدث فيها حدثا ًفعليه لعنة لله و الملائكة و الناس أجمعين و أنا أشهد أن علي بن أبي طالب أحدث فيها .
و قام ببث أحاديث كاذبة عن رسول الله في أحكام الطهارة فقد روى في المبسوط ج 13 , الكامل لإبن عدي 2 , السرخسي ج 1 أن أبا هريرة قال : سمعت رسول الله يقول : من غسل ميتا ً فليغتسل و من حمله في نعشه فليتوضأ , فرد عليه إبن العباس و قال : أيلزمنا الوضوء من حمل عيدان يابسة .
روى مسلم في صحيحه ج5 و أحمد في مسنده ج 2 عن أبي هريرة قال : إن رسول الله يأمر بقتل الكلاب إلا كلب صيد أو كلب غنم أو ما شابه أو كلب زرع . فقيل لإبن عمر : إن أبا هريرة يقول أو كلب زرع فقال إن لأبي هريرة زرعا ً . و هنا لا يخفى أن قول إبن عمر هو تكذيب و إستهزاء بكلامه .
روى مسلم في صحيحه في كتاب التوبة عن أبي هريرة أنه قال : سمعت رسول الله يقول : يجيء يوم القيامة ناس من المسلمين بذنوب أمثال الجبال فيغفرها الله لهم و يضعها على اليهود و النصارى .
مساكين هم اليهود و النصارى ألم تكفهم أوزارهم حتى يحملوا أوزار المسلمين و كيف يستقيم هذا الكلام مع قوله تعالى: { وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى } و هل هذه إلا بشرى للمسلمين العصاة الذين عاثوا فسادا ً في العباد و البلاد كي تقر أعينهم و يستريح بالهم لأن عدد اليهود و النصارى أكثر من عدد المسلمين و هل هذا إلا قمة التعصب ضد الآخرين و هل هذا هو العدل الإلهي كي يعذب الله قوما ً بذنوب غيرهم سبحانك اللهم ما هذا إلا إفتراء على نبيك محمد و طعنا ً في عدلك و عدالتك .
روى أحمد في مسنده ج 2 : دخل رجل من قريش على أبي هريرة و هو في حلة يتبختر فيها فقال : يا أبا هريرة إنك تكثر الحديث عن رسول الله فهل سمعته يقول في حلتي شيء .
قال أبو هريرة : و الله إنكم لتؤذونا سمعت أبا القاسم يقول : إن رجلا ً ممن كان قبلكم بينما يتبختر في حلة إذ خسف الله به الأرض فهو يتجلجل فيها حتى تقوم الساعة فو الله ما أدري لعله من قومك أو رهطك . و الذي يظهر من هذا الخبر أن أبا هريرة جعل من حديث رسول الله موضع سخرية و إن وضعه و نسبه الأحاديث عن رسول الله شاع حتى بين السفهاء بدليل طلب هذا السفيه القرشي حديثا ً بخصوص حلته مما كان من أبي هريرة إلا أن رماه بما لا تقوم له قائمة .
لو كان مزود أبي هريرة صحيحا ً و ملأ ثمره العباد و البلاد مدة تزيد عن نصف قرن على قول الآخر , لعلم به القاصي و الداني و لنظمت الشعراء به القصائد من الشعر و لأصبحت قصائد مزود أبي هريرة معلقة على الكعبة مع المعلقات المشهورة و حفظها الكبار و الصغار لكن هيهات إن هذا المزود قد أوقع أبا هريرة في مشكلة و خبر نسيه المسلمون و لكنه ذكرهم من حيث لا يدري .
و الخبر هو : روى البخاري في تاريخه الصغير ج 1 , الحافظ يحيى بن معين في تاريخه ج 1 , الطبراني في المعجم الكبير ج 7 , البيهقي , الذهبي , و إبن عبد البر و غيرهم أن النبي دخل على جماعة جالسين و هم سمرة بن جندب و أبو محذورة , و أبو هريرة , فقال لهم : آخركم موتا ً في النار .
أما سمرة بن جندب فمات سنة 58 هـ ( ذكره إبن الأثير في تاريخه , سير أعلام النبلاء ج3 ) . و أبو محذورة فمات سنة 59 هـ ( ذكره إبن سعد , الإستيعاب , سير أعلام النبلاء ) .
أما بطلنا المقدام أبو هريرة فبقي حيا ً إلى ما بعد وقعة الحرة و ذلك في عام 63 هـ كما جاء في رواية الإمام أحمد بن حنبل و هذا يعني أنه الذي بشره رسول الله بالنار .
إخوتي بعد كل هذه الحقائق التي ذكرتها و التي لا تشكل عشر معشار عشيرة من فضائح هذا الرجل الذي إدعى كذبا ً عن رسول الله , فإن كان فعلا ً أبو هريرة صادق و ناقل أمين عن رسول الله عندها يكون السفاح شارون الصهيوني بطلا ًُ للسلام .
و أكثر ما يثير حفيظتي من أحاديث أبو هريرة الكاذبة عن رسول الله تلك التي تدعو إلى إطاعة الحكام عادلين كانوا أم ظلام .
روى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة أنه قال سمعت رسول الله يقول : إسمع و أطع الأمير و إن جلد ظهرك و أخذ مالك فاسمع و أطع .
روى البخاري في كتابه الفتن عن أبي هريرة أنه قال : سمعت رسول الله يقول : من رأى من أميره شيئا ً يكرهه فليصبر عليه فإن من فارق الجماعة شبرا ً مات ميتة جاهلية .
روى مسلم عن أبي هريرة عن رسول الله : عليك السمع و الطاعة في عسرك و يسرك و منشطك و مكرهك .
أنا هنا أجزم أن مثل هذه الترهات الغبية من المستحيل أن تصدر عن رسول الله فهو الحق و العدل الإلهي في الأرض فكيف به أن يطلب من عباد الله أن يخنعوا للظلم و العدوان و إن صدر مِن مَن يسمون أنفسهم ظلما ً و جورا ً أمراء , و إذا كان هذا الكلام صحيح لماذا خرجت عائشة و معاوية على إمام زمانهم الإمام علي إذا ً هما ماتا ميتة جاهلية .
لكن هذه الترهات جاءت لتحلل لوعاظ السلاطين الظالمين في عهد بني أمية و بني العباس و ليضمنوا لهم إستمرار حكمهم بغطاء الإسلام و أحاديث رسول الله .
و لعل تمسك مسلمي اليوم بهذه الأحاديث التي يرفضها العقل قبل الدين هو بسبب جبن علماء السنة , فإذا بنا نرى علماء الوهابية يقدمون الطاعة لآل سعود رغم فسادهم الديني و السياسي و الأخلاقي و نرى الأزهر لا يحرك ساكنا ً أمام ظلم حسني اللا مبارك و رغم إرتمائه بحضن الصهاينة و الفساد الأخلاقي الذي إجتاح البلاد كل ذلك إعتمادا ً على روايات ألفها أبو هريرة و نسبها كذبا ً إلى رسول الله .
العبارة المنتشرة عند أهل السنة تقول : فقد أمرنا أن لا ننازع الأمر أهله إلا أن تروا كفرا ً بواحا ً عندكم من الله فيه برهان . فأي أمير أو أي رئيس أو خليفة يتظاهر بالكفر البواح يا ترى و أين هذا الكلام من قول رسول اله : (( من رأى منكم منكرا ً فليغيره ......)) .
بالله عليكم إخوتي الكرام سنة كنتم أو شيعة أليست مثل هذه الأحاديث من موضوعات بني أمية التي طلبوا من أبو هريرة أن يخترعها من أجل أن يثبتوا حكمهم .
إحكموا بالحق فإنه سلطان كل مكان و زمان و لنتخلص من عصبيات الجاهلية و حقدها الأعمى و لا تكونوا من الذين قيل فيهم : (( إن حب الشيء يعمي و يصم )) .