السؤال : هل يجب الحج على المكلف حال كونه مصاباً بمرض وراثي أضعف جسده وقواه، ومع هذا الحال يحتاج للمحافظة على نفسه من أنوع الإرهاق الشديد، وإلا عاوده الألم المبرح والشديد ؟!!.. الجواب : إذا كانت المباشرة حرجية عليه فلا تجب، ولكن مع اليأس من الشفاء تجب الاستنابة للحج.
السؤال : ما حكم من يذهب للحج دون أن يُخمس، علماً بأنه قد نوى أن يُخمس عند عودته من الحج ؟!!.. الجواب : لا يجوز التأخير في إخراج الخمس فإنه غصب حرام، ولكن حجه صحيح إذا كان ثوب طوافه وهديه غير متعلق للخمس.
*****الغذاء الروحي*****
كما أن لله تعالى تجليات في السنة مرة واحدة كليلة القدر وعرفة.. فإن له كذلك تجليات أسبوعية في ليلة الجمعة ونهارها. وكذلك له تجليات يومية في ساعة الظهر وهي موعد الصلاة الوسطى.. وكذلك له تجليات ساعة السَحَر من كل ليلة.. فهل من مغتنم قبل فوات الأوان ؟!!..
روي أنه قيل لسيدنا ومولانا أبي جعفر الإمام محمد بن علي الباقر (عليهما السلام) : كيف أصبحت ؟!!..
قال عليه السلام : "أصبحنا غرقى في النعمة، موفورين بالذنوب، يتحبّب إلينا إلهنا بالنعم، ونتمّقت إليه بالمعاصي، ونحن نفتقر إليه، وهو غني عنّا ".
روي عن سيدنا ومولانا أبي عبدالله الإمام جعفر الصادق عليه السلام : " من قال : [ ما شاء الله ].. ألف مرة في دفعة واحدة رُزق الحج من عامه، فإن لم يُرزق أخّره الله حتى يرزقه ".
إن القاعدة المعروفة تقول : أن عدو صديقي عدوي، وصديق صديقي صديقي، صديق عدوي عدوي، وعدو عدوي صديقي.. فهل ننظر إلى أعداء الله، وأصدقاء أعداء الله، وأعداء أولياء الله تعالى على أنهم أعداءنا ؟!!.. وهل ننظر إلى أولياء الله، وأولياء أولياء الله، وأعداء أعداء الله تعالى على أنهم أحباؤنا ؟!!.. وهل الدين إلا الحب والبغض..!!؟
****حدود المملكة ****
إن الحواس هي حدود مملكة البدن، فمن يريد أن يسيطر على العاصمة، لابد أن يراقب الحدود البحرية والبرية والجوية : المطارات، والموانئ.. وموانئ البدن ومطاراته ومنافذ مملكة الروح، هي عبارة عن هذه الحواس.. فلو سيطر الإنسان على شبر مربع، يكون قد تمكن من مملكة الوجود.. والشبر هو عبارة عن الوجه، الذي يتكون من العينين، والأذنين، واللسان بما فيه - هذا المثلث المظلم والنوراني في نفس الوقت -.. فإذا تمت السيطرة على هذه النقاط، فإنه يصل إلى مقامات لا تخطر ببال أحد ( غضوا أبصاركم، ترون العجائب )..!!
سؤال :
لماذا مبدأ التوسل بأهل البيت، والله عز وجل يقول في كتابه بما معناه أنه عز وجل أقرب للإنسان من حبل الوريد ؟!!..
الجواب :
إنّ الله سبحانه أمرنا بذلك بقوله تعالى : ( وابتغوا إليه الوسيلة ).. فالأنبياء والأوصياء والأولياء الصالحين إنّما هم واسطة فيض، ومن الوسائل التي نصل بها إلى الله سبحانه. فالتوسّل بهم توسل بالله جلّ جلاله، بل لو لم نتوسّل بهم فإنّا خالفنا الله في عبادته والتوسّل به؛ لأنّ الله يريد العبادة والتوسّل الذي هو يأمر بها، كما قال الشيطان عندما أمره الله أن يسجد لآدم أن يعفيه عن هذه السجدة ويسجد لله سجدة لم يسجدها أحد من الملائكة، فأبى الله عليه ذلك وقال : أريد العبادة والسجدة التي أنا أريدها لا التي تريدها انت . وقد ورد في أحاديثنا عن الأئمة الأطهار عليهم السلام : " بنا عرف الله وبنا يعبد الله ". فهم باب الله الذي منه يؤتى، وهم السبب المتّصل بين السماء والأرض، وهم سفن النجاة من ركبها نجا ومن تخلّف عنها غرق وهوى.
*****اللقاء في جوف الليل *****
إن جوف الليل هو موعد اللقاء الخاص بين الأولياء وبين ربهم.. ولهذا ينتظرون تلك الساعة من الليل - وهم في جوف النهار - بتلهّف شديد.. بل إنهم يتحملون بعض أعباء النهار ومكدراتها، لانتظارهم ساعة ( الصفاء ) التي يخرجون فيها عن كدر الدنيا وزحامها.. وهي الساعة التي تعينهم أيضا على تحمّل أعباء النهار في اليوم القادم.. وبذلك تتحول صلاة الليل ( المندوبة ) عندهم، إلى موقف ( لا يجوز ) تفويت الفرصة عنده، إذ كيف يمكن التفريط بمنـزلة المقام المحمود ؟!!.. ومن الملفت في هذا المجال أن النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم أوصي أمير المؤمنين بصلاة الليل ثلاثاً، ثم عقّب ذلك بالقول : اللهم أعنه..!!