ونكمل المسير .... فيه :
* ويقول الشيخ محمد محسن الشهير بالفيض الكاشاني ـ المتوفّى سنة 1019 ـ بعد الحديث عن البزنطي ، قال : دفع إليّ أبو الحسن عليه السّلام مصحفاً وقال : لا تنظر فيه ، ففتحته وقرأت فيه : ( لم يكن الّذين كفروا ... ) فوجدت فيها اسم سبعين رجلاً ...
قال : « .. لعلّ المراد أنّه وجد تلك الأسماء مكتوبة في ذلك المصحف تفسيراً للّذين كفروا والمشركين مأخوذة من الوحي ، لا أنّها كانت من أجزاء القرآن ، وعليه يحمل ما في الخبرين السابقين ...
وكذلك كلّ ما ورد من هذا القبيل عنهم عليهم السّلام ، فإنّه كلّه محمول على ما قلناه ، لأنّه لو كان تطرّق التحريف والتغيير في ألفاظ القرآن لم يبق لنا اعتماد على شيء منه ، إذا على هذا يحتمل كل آية منه أن تكون محرّفة ومغيّرة ، وتكون على خلاف ما أنزله الله ، فلا يكون القرآن حجّة لنا ، وتنتفي فائدته وفائدة الأمر باتّباعه والوصية به ، وعرض الأخبار المتعارضة عليه ... [/B] » .
ثم استشهد ـ رحمة الله تعالى ـ بكلام الشيخ الصدوق المتقدّم ، وبعض الأخبار (1) .
وقال بتفسير قوله تعالى : ( وإنّا له لحافظون ) :
«... من التحريف والتغيير والزيادة والنقصان.... » (2) . .
___________
(1) الوافي 1 : 273 ـ 274 .
(2) الأصفى في تفسير القرآن : 348 .
* ويقول الشيخ محمد بن الحسن الحرّ العاملي ـ المتوفّى سنة 1104 ـ ما تعريبه :
« .. إنّ من تتبّع الأخبار وتفحّص التواريخ والآثار علم ـ علماً قطعيّاً ـ بأنّ القرآن قد بلغ أعلى درجات التواتر ، وأنّ آلاف الصحابة كانوا يحفطونه ويتلونه ، وأنّه كان على عهد رسول الله عليه وآله وسلّم مجموعاً مؤلّفاً .. »
___________________________
انظر : الفصول المهمة في تأليف الامّة : 166 .
.
* وأورد الشيخ محمد باقر المجلسي ـ المتوفّى سنة 1111 ـ بعد أن أخرج الأحاديث الدالّة على نقصان القرآن كلاماً للشيخ المفيد هذا نصه :
« ... فإن قال قائل : كيف يصحّ القول بأن الذي بين الدفّتين هو كلام الله تعالى على الحقيقة من غير زيادة ولا نقصان وأنتم تروون عن الأئمة عليهم السّلام أنّهم قرأوا : كنتم خير أئمّة أخرجت للناس ، وكذلك : جعلناكم أئمّة وسطاً ، وقرأوا : ويسئلونك الأنفال ، وهذا بخلاف ما في المصحف الذي في أيدي الناس ؟ .
قيل له : قد مضى الجواب عن هذه ، وهو : إنّ الأخبار التي جاءت بذلك أخبار آحاد لا يقطع على الله تعالى بصحّتها ، فلذلك وقفنا فيها ولم نعدل عمّا في المصحف الظاهر على ما امرنا به حسب ما بيّناه .
مع أنّه لا ينكر أن تأتي القراءة على وجهين منزلتين ، أحدهما ، ما تضمّنه المصحف ، والثاني : ما جاء به الخبر ، كما يعترف مخالفونا به من نزول القرآن على وجوه شتى ... » .
_________________________________________
بحار الأنوار 89 : 75 .
* وهو ظاهر كلام السيد علي بن معصوم المدني الشيرازي ـ المتوفّى سنة 1118 ـ
في « شرح الصحيفة السجادية » فليراجع رياض السالكين في شرح صحيفة سيّد العابدين ، الروضة 42 .
______________
* وإليه ذهب السيد أبو القاسم جعفر الموسوي الخونساري ـ المتوفّى سنة 1157 ـ في كتاب ( مناهج المعارف ) فليراجع .
* وقال السيد محمد مهدي الطباطبائي ، الملقّب ببحر العلوم ـ المتوفّى سنة 1212 ـ ما نصّه :
« ... الكتاب هو القرآن الكريم والفرقان العظيم والضياء والنور والمعجز الباقي على مرّ الدهور ، وهو الحقّ الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من لدن حكيم حميد ، أنزله بلسان عربيّ مبين هدىً للمتقين وبياناً للعالمين ... ـ ثم ذكر روايتي : القرآن أربعة أرباع ، و: القرآن ثلاثة أثلاث ، الآتيتين ، وقال ـ والوجه حمل الأثلاث والأرباع على مطلق الأقسام والأنواع وإن اختلف في المقدار... » .
______________
الفوائد في علم الاصول ، مبحث حجية الكتاب ـ مخطوط .
* وقال الشيخ الأكبر الشيخ جعفر ، المعروف بكاشف الغطاء ـ المتوفّى سنة 1228 ـ ما نصّه :
« ... لا ريب في أنّ القرآن محفوظ من النقصان بحفظ الملك الدّيان ، كما دلّ عليه صريح الفرقان وإجماع العلماء في جميع الأزمان ، ولا عبرة بالنادر ، وما ورد من أخبار النقيصة تمنع البديهة من العمل بظاهرها ، ولا سيّما ما فيه نقص ثلث القرآن أو كثير منه ، فإنه لو كان كذلك لتواتر نقله ، لتوفّر الدواعي عليه ، ولاتّخذه غير أهل الإسلام من أعظم المطاعن على الإسلام وأهله ، ثم كيف يكون ذلك وكانوا شديدي المحافظة على ضبط آياته وحروفه ؟ ... فلابد من تأويلها بأحد وجوه ... » ...
___________________
كشف الغطاء في الفقه ، كتاب القرآن ، 299 .
* وقال السيد محسن الأعرجي الكاظمي ـ المتوفّى سنة 1228 ـ ما ملخّصه :
« .... وإنّما الكلام في النقيصة ، وبالجملة ، فالخلاف إنّما يعرف صريحاً من علي ابن إبراهيم في تفسيره ، وتبعه على ذلك بعض المتأخرين تمسّكاً بأخبار آحاد رواها المحدّثون على غرّها ، كما رووا أخبار الجبر والتفويض والسهو والبقاء على الجناية ونحو ذلك .... » .
ثمّ ذكر أنّ القوم إنّما ردّوا مصحف علي عليه السّلام ...« ... لما اشتمل عليه من التأويل والتفسير ، وقد كان عادة منهم أن يكتبوا التأويل مع التنزيل ، والذي يدلّ على ذلك قوله عليه السّلام في جواب الثاني : ولقد جئت بالكتاب كملاً مشتملاُ على التأويل والتنزيل ، والمحكم والمتشابه ، والناسخ والمنسوخ . فإنّه صريح في أنً الذي جاءهم به ليس تنزيلاً كلّه .... » .
______________________
(1) شرح الوافية في علم الاصول ـ مخطوط .
* وقال السيد محمد الطباطبائي ـ المتوفّى سنة 1242 ـ ما ملخّصه :
« .... لا خلاف أنّ كل ما هو من القرآن يجب أن يكون متواتراً في أصله وأجزائه ، وأمّا في محلّه ووضعه وترتيبه ، فكذلك عند محقّقي أهل السنّة ، للقطع بأنّ العادة تقضي بالتواتر في تفاصيل مثله ، لأنّ هذا المعجز العظيم الذي هو أصل الدين القويم والصراط المستقيم ممّا توفّر الدواعي على نقل جمله وتفاصيله ، فما نقل آحاداً ولم يتواتر يقطع بأنّه ليس من القرآن قطعاً .... » .
_________________
مفاتيح الأصول ، مبحث حجية ظواهر الكتاب .
* وقال الشيخ إبراهيم الكلباسي الأصبهاني ـ المتوفّى سنة 1262 :
« ...إن النقصان في الكتاب مما لا أصل له ..... » .
________________
(3) إشارات الأصول ، مبحث حجية ظواهر الكتاب .
* وصرّح السيد محمد الشهشهاني ـ المتوفىّ سنة 1289 ـ بعدم تحريف القرآن الكريم في بحث القرآن من كتابه ( العروة الوثقى ) ونسب ذلك إلى جمهور المجتهدين .
_________________
انظر : البيان في تفسير القرآن : 200 .
* وصرّح السيد حسين الكوه كمري ـ المتوفّى سنة 1299 ـ بعدم تحريف القرآن ، واستدلّ على ذلك بامور نلخّصها فيما يلي :
1 ـ الأصل ، لكون التحريف حادثاً مشكوكاً فيه .
2 ـ الإجماع .
3 ـ مناقاة التحريف لكون القرآن معجزة .
4 ـ قوله تعالى : ( لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ) .
5 ـ أخبار الثقلين .
6 ـ الاخبار الناطقة بالأمر بالأخذ بهذا القرآن .
_______________________
انظر : بشرى الوصول إلى أسرار علم الاصول ، مبحث حجية ظواهر الكتاب .
* وإليه ذهب الشيخ موسى التبريزي ـ المتوفّى سنة 1307 ـ في ( شرح الرسائل في علم الاصول ) واستدل له بوجوه ، ثم ذكر وجوهاً لتأويل ما دلّ بظاهره على الخلاف .
* وأثبت عدم التحريف بالأدلّة الوافية السيد محمد حسين الشهرستاني الحائري ـ المتوفّى سنة 1315 ـ في رسالة اسمها ( رسالة في حفظ الكتاب الشريف عن شبهة القول بالتحريف ) .
____________________
المعارف الجلية للسيد عبدالرضا الشهرستاني 1 : 21 .
* وقال الشيخ محمد حسن الآشتياني ـ المتوفّى سنة 1319 ـ :
« .... المشهور بين المجتهدين والاصوليّين ـ بل أكثر المحدّثين ـ عدم وقوع التغيير مطلقاً ، بل ادّعى غير واحد الإجماع على ذلك .... » .
____________
بحر الفوائد في حاشية الفرائد في الاصول ، مبحث حجية ظواهر الكتاب : 99 .
* وإليه ذهب الشيخ محمد حسن بن عبدالله المامقاني النجفي المتوفّى سنة 1323 ـ في كتابه ( بشرى الوصول إلى أسرار علم الاصول ) .
* وقال الشيخ عبدالله ابن الشيخ محمد حسن المامقاني ـ المتوفّى سنة 1351 ـ بترجمة ( الربيع بن خثيم ) بعد كلام له :
« .... فتحصّل من ذلك كلّه أنّ ما صدر من المحدّث النوري رحمة الله من رمي الرجل بضعف الإيمان ونقص العقل جرأة عظيمة كجرأته على الإصرار على تحريف كتاب الله المجيد ... » .
_______________
تنقيح المقال 1 : 426 .
* وقال الشيخ محمد جواد البلاغي ـ المتوفّى سنة 1352 ـ ما نصّه :
« .... ولئن سمعت من الروايات الشاذّة شيئاً في تحريف القرآن وضياع بعضه ، فلا تقم لتلك الروايات وزناً ، وقل ما يشاء العلم في اضطرابها ووهنها وضعف رواتها ومخالفتها للمسلمين ، وفيما جاءت به في رواياتها الواهية من الوهية من الوهن وما ألصقته بكرامة القرآن مما ليس له شبه به ... » .
______________
آلاء الرحمن في تفسير القرآن : 18 .
فهذه طائفة من كلمات أعلام الإمامية ـ في القرون المختلفة ـ الصريحة في نفي التحريف عن القرآن الشريف ...
وهو رأي آخرين منهم :
* كالشريف الرضي ـ المتوفّى سنة 406 .
* والشيخ ابن إدريس صاحب « السرائر في الفقه » ، المتوفّى سنة 598 .
* والفاضل الجواد ، من علماء القرن الحادي عشر ، في « شرح الزبدة في الاصول » .
* والشيخ أبي الحسن الخنيزي ، صاحب « الدعوة الإسلامية » المتوفّى سنة 1363 .
* والشيخ محمد النهاوندي ، صاحب التفسير ، المتوفّى 1371 .
* والسيد محسن الأمين العاملي ، المتوفى سنة 1371 ، في كتابه « الشيعة والمنار » .
* والشيخ عبدالحسين الرشتي النجفي ، المتوفّى سنة 1373 ، في « كشف الإشتباه في مسائل جارالله » .
* والشيخ محمد حسين كاشف الغطاء ، المتوفى سنة 1373 ، في « أصل الشيعة واصولها » .
* والسيد محمّد الكوه كمري المعروف بالحجّة ، التوفّى سنة 1372 في فتوىً له .
* والسيد عبدالحسين شرف الدين العاملي ، المتوفّى سنة 1381 ، في « أجوبة مسائل جار الله » .
* والشيخ آغا بزرك الطهراني ، المتوفّى سنة 1389 ، في رسالته «تفنيد قول العوام بقدم الكلام » .
* وسيدنا الجدّ السيد محمد هادي الميلاني ، المتوفّى سنة 1395 ، في فتوىً له .
* والسيد محمد حسين طباطبائي ، المتوفّى سنة 1402 ، في تفسيره الشهير « الميزان في تفسير القرآن » .
* والسيّد روح الله الموسوي الخميني ـ قائد الثورة الإسلاميّة ـ في بحثه الاصولي « تهذيب الاصول » في مبحث حجّية ظواهر القرآن .
* والسيد أبوالقاسم الخوئي في كتابه « البيان في تفسير القرآن » حيث بحث عن هذا الموضوع من جيمع جانبه وشيّد أركانه .
* وسيدنا الاستاذ السيد محمد رضا الگلپايگاني في فتوىً له .
* والسيد شهاب الدين النجفي المرعشي في فتوىً له .
ولو أردنا أن ننقل كلمات هؤلاء الأعاظم من علماء الشيعة في هذا المضمار لطال بنا المقام ، فمثلاً يقول الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء :
« ... وإنّ الكتاب الموجود في أيدي المسلمين هو الكتاب الذي أنزله الله إليه للإعجاز والتحدّي ولتعليم الأحكام وتمييز الحلال من الحرام ، وإنّه لا نقص فيه ولا تحريف ولا زيادة ، وعلى هذا إجماعهم .
ومن ذهب منهم أو من غيرهم من فرق المسلمين إلى موجود نقص فيه أو تحريف فهو مخطئ يردّه نصّ الكتاب العظيم ( إنّا نحن نزّلنا الذكر وإنّا له لحافظون ) .
والأخبار الواردة من طرقنا أو طرقهم الظاهرة في نقصه أو تحريفه ضعيفة شاذّة ، وأخبار آحاد لا تفيد علماً ولا عملاً ، فإمّا أن تؤوّل بنحو من الإعتبار أو يضرب بها الجدار ... » .
______________
راجع : أصل الشيعة وأًصولها 101 ـ 102 ، ط 15 .
ويقول السيد شرف الدين :
« .... المسألة الرابعة : نسب إلى الشيعة القول بتحريف القرآن بإسقاط كلمات وآيات ... :
فأقول : نعوذ بالله من هذا القول ، ونبرأ إلى الله تعالى من هذا الجهل ، وكلّ من نسب هذا الرأي إلينا جاهل بمذهبنا أو مفتر علينا ، فإنّ القرآن العظيم والذكر الحكيم متواتر من طرقنا بجميع آياته وكلماته وسائر حروفه وحركاته وسكناته تواتراً قطعياً عن أئمّة الهدى من أهل البيت عليهم السّلام لا يرتاب في ذلك إلاّ معتوه ، وأئمّة أهل البيت كلّهم أجمعون رفعوه إلى جدّهم رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم عن الله تعالى ، وهذا أيضاً ممّا لا ريب فيه .
وظواهر القرآن الحكيم فضلاً عن نصوصه أبلغ حجج الله تعالى ، وأقوى أدلّة أهل الحق بحكم الضرورة الأوليّة من مذهب الإماميّة ، وصحاحهم في ذلك متواترة من طريق العترة الطاهرة ، ولذلك تراهم يضربون بظواهر الصحاح ـ المخالفة للقرآن ـ عرض الجدار ولا يأبهون بها ، عملاً بأوامر أئمّتهم عليهم السّلام .
وكان القرآن مجموعاً أيام النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم على ما هو عليه الآن من الترتيب والتنسيق في آياته وسوره وسائر كلماته وحروفه ، بلا زيادة ولا نقصان ، ولا تقديم ولا تأخير ، ولا تبديل ولا تغيير .
وصلاة الإماميّة بمجرّدها دليل على ذلك ، لأنّهم يوجبون بعد فاتحة الكتاب ـ في كلّ من الركعة الاولى والركعة الثانية من الفرائض الخمس ـ سورة واحدة تامّة غير الفاتحة من سائر السور ، ولا يجوز عندهم التبعيض فيها ولا القران بين سورتين على الأحوط ، وفقههم صريح بذلك ، فلولا أنّ سور القرآن بأجمعها كانت زمن النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم على ما هي الآن عليه في الكيفية والكميّة ما تسنّى لهم هذا القول ، ولا أمكن أن يقوم لهم عليه دليل .
أجل ، إنّ القرآن عندنا كان مجموعاً على عهد الوحي والنبوّة ، ومؤلّفاً على ما هو عليه الآن ، وقد عرضه الصحابة على النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم وتلوه عليه من أوّله إلى آخره ، وكان جبرائيل عليه السّلام يعارضه صلّى الله عليه وآله بالقرآن في كل عام مرّة ، وقد عارضه به عام وفاته مرّتين ، وهذا كلّه من الامور الضرورية لدى المحقّقين من علماء الإمامية ، ولا عبرة ببعض الجامدين منهم ، كما لا عبرة بالحشويّة من أهل السنّة القائلين بتحريف القرآن والعياذ بالله فإنّهم لا يفقهون .
نعم ، لا تخلو كتب الشيعة وكتب السنّة من أحاديث ظاهرة بنقص القرآن غير أنّها ممّا لا وزن لها عند الأعلام من علمائنا أجمع ، لضعف سندها ، ومعارضتها بما هو أقوى منها سنداً ، وأكثر عدداً ، وأوضح دلالة ، على أنّها من أخبار الآحاد ، وخبر الواحد إنّما يكون حجّة إذا اقتضى عملاً ، وهذه لا تقتضي ذلك ، فلا يرجع بها عن المعلوم المقطوع به ، فليضرب بظواهرها عرض الحائط ...... » .
__________________________
أجوبة مسائل جار الله : 28 ـ 37 ، وانظر له : الفصول المهمة .
وسئل السيد محمد هادي الميلاني عن رأيه في المسألة فأجاب بما معرّبه :
« بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله وسلام على عباده الّذين اصطفى ، إنّ الذي نقطع به هو عدم وقوع أيّ تحريف في القرآن الكريم ، لا زيادةً ولا نقصاناً ولا تغييراً في ألفاظه ، ولو جاء في بعض الأحاديث ما يفيد التحريف فإنّما المقصود من ذلك ما وقع من تغيير معاني القرآن حسب الآراء السقيمة والتأويلات الباطلة ، لا تغيير ألفاظه وعباراته .
وأمّا الروايات الدالّة على سقوط آيات أو سور من هذه المعجزة الخالدة فمجهولة أو ضعيفة للغاية ، بل إنّ تلك الآيات السور المزعومة ـ كالسورتين اللتين رواهما في ( الإتقان ) أو تلك السورة التي رويت في ( دبستان المذاهب ) ، وكذا ما جاء في غيرهما من الكتاب ـ هي وحدها تكشف عن حقيقتها ، إذ لا يشكّ الخبير بعد عرضها على اسلوب القرآن البلاغي في كونها مختلفة باطلة .
هذا ، على أنّ أحداً لم يقل بالزيادة ، والقول بنقصانه ـ كما توهّمه بعضهم ـ لا يمكن الركون إليه ، لا سيمّا بعد الإلتفات إلى قوله تعالى ( إنّ علينا جمعه وقرآنه ) وقوله تعالى ( وإنّا له لحافظون ) وقول تعالى ( لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ) إلى غيرها من الآيات .
وبهذا الذي ذكرنا صرّح كبار علماء الإمامية منذ الطبقات الاولى كالشيخ المفيد والسيد المرتضى والشيخ الطبرسي ، وهم جميعاً يعتقدون بما صرّح به رئيس المحدّثين الشيخ الصدوق في كتاب ( الإعتقادات ) الذي ألّفه قبل أكثر من ألف سنة حيث قال : إعتقادنا أنّ القرآن الذي أنزله الله تعالى على نبيّه محمد صلّى الله عليه وآله وسلّم هو ما بين الدفّتين ، وهو ما في أيدي الناس ، ليس بأكثر من ذلك ـ إلى أن قال ـ ومن نسب إلينا أنّا نقول أنّه أكثر من ذلك فهو كاذب . .
والحاصل : إنّ من تأمّل في الآدلّة وراجع تأريخ اهتمام المسلمين في حياة الرسول صلّى الله عليه وآله وسلّم وبعده بضبط القرآن وحفظه ودراسته يقطع بأنّ سقوط الكلمة الواحدة منه محال .
ولو أنّ أحداً وجد حديثاً يفيد بظاهره التحريف وظنّ صحّته فقد أخطأ ، وإنّ الظنّ لا يغني من الحقّ شيئاً » .
والسيد أبو القاسم الخوئي بعد أن ذكر أسماء بعض النافين للتحريف من أعلام الإماميّة قال :
« والحقّ بعد هذا كلّه ، إنّ التحريف بالمعنى الذي وقع النزاع فيه غير واقع في القرآن أصلاً بالأدلّة التالية ... ... » .
ثم بيّن أدلّة النفي من الكتاب والسنّة وغيرهما .
______________________
راجع : البيان في تفسير القرآن : 207 .
وللسيد محمد حسين الطباطبائي بحث في « أنّ القرآن مصون عن التحريف » في فصول ، أورده في تفسيره القيّم ، في ذيل تفسير قوله تعالى : ( إنّا نحن نزّلنا الذكر وإنّا له لحافظون ) .
____________
راجع : الميزان في تفسير القرآن 12 : 106 .
والخلاصة ......:
أن ما جاء غير ما ذكر أعلاه من أمر التجريح بنا كشيعة ومتشعين وأمر أتهامنا بقولنا في ثبوت تحريف القرآن الكريم فهو باطل عندنا ولدينا ، وما أوردته اعلاه إثبات كبير ودليل قاطع ومن أكابر علمائنا ومفكرينا ومن جُــلهم وأغلبهم ، ومن تجرأ بالقول فيه بالتحريف منا او من المخالفين المعاندين أو الناصبين لنا العداء بسبب تشيعنا لأهل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسل فهو مرفوض ولا يعتد به ولا ندين به أبد الآبدين ، وإن جاء من يتهمنا بقول أو زور فيه فعليه ما يستحق من الله تعالى في الدنيا والآخرة ، وإن جيء بما يخالف قولنا أعلاه أو دل بشيء من غيره وأعتقادنا فيه سواء من قبلنا أو غيره ، فهو مرفوض تماما وعلى صاحبه وزره ولا تزر واوزرة وزر أخرى .
تم والحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف خلق الله تعالى ومظهر رحمته ومعدن حكمته محمد وآل بيته عليهم افضل الصلاة والسلام من الان إلي قيام يوم الدين أنه حميد مجيد واللعن الدائم على مخالفيهم ومنكري فضائلهم ومقاماتهم ومنزلتهم من الأولين والآخرين .
جمعتها من هنا وهناك للفائدة العامة
قربة إلي الله تعالى وبحوله وقوته .
حيـــــــــــــــــــــــدرة
__________________
أنـا لـلزّهراء أهـــــــدي قــلمي
هي وحي ـ وشعوري ـ ودمـــــــــي
أنــا لااعــرف الاّ حـــــــــــــبها
وألـى دِفءِ وَلاَهَــا أَحـتَـــــــــــــمِي
هـي من روح النبيّ المصطــفى
وإليهــا أنـا روحـي تـنتــــــــــــمي
وهـي الجـوهرة الفـــــــرد الّتي
خصّهــا الله بكـلّ القــــــــــــــــــــيم
إن تسـد مـريم فـي أمّـــــــــتها
فـلقد ســادت جـميـــــــــــــــع الأمـم
نسـبي منهـا ومنهـا حســـــبي
وكفـاني العـزً أنّـي فـاطــــــــــمي