بالأسماء والممولين .. إسرائيل تقوم بتسليح ميليشيا الحر وجبهة النصرة
بتاريخ : 21-08-2013 الساعة : 09:50 PM
يتجه الجيش الإسرائيلي ، في إطار خطة "تعوزا" لإعادة هيكلة وحداته وتسليحه ،إلى التخلي عن قسم كبير من سلاحه المستهلك الذي سيجري بيعه في الأسواق الخارجية، لاسيما الشرق أوسطية والأفريقية. وكان الجيش الإسرائيلي أعلن مؤخراأن خطة "تعوزا" تهدف إلى تحويل وحداته القتالية إلى"وحدات صغيرة وذكية" تعتمدأساسا على التكنولوجيا الحديثة، الأمر الذي سيرتب عليه التخلي عن قسم كبير من دباباته وطائراته وبعض قطعه البحرية، فضلا كمية كبيرة من الأسلحة البرية الخفيفة والمتوسطة، كالمدافع والرشاشات وقاذفات الصواريخ المضادة للدبابات...إلخ. ويأمل الجيش من بيع الأسلحة التي سيتخلى عنها في تعويض جزء هام من المقتطعات التي قررتها الحكومة من موازنته العسكرية.
المعلومات الواردة من المؤسسة العسكرية، وبعضها نصف سري/ نصف علني، تشيرإلى أن تركيا تشكل إحدى الأسواق الأساسية للأسلحة التي سيجري التخلي عنها،لاسيما في مجال الطيران والأسلحة البرية الثقيلة وبعض الوحدات البحرية. وكان مسؤول دائرة الصادرات العسكرية في وزارة الدفاع الإسرائيلية، العميد احتياط"شمعيا أفيئيل"، ذكر أن "تركيا هي إحدى الأسواق التي يعول عليها في تصريف الأسلحة التي سيجري التخلي عنها، خصوصا وأن إسرائيل ترى في تركيا رصيدااستراتيجيا لها"، كاشفا عن أن الأتراك، وفي إطار عملية إعادة التطبيع بينها وبين إسرائيل، جددوا طلبات عسكرية جرى تجميدها بعد حادثة " أسطول الحرية"، وأن إسرائيل " تقوم بدراسة الطلبيات التركية التي وصلتها مؤخرا".
وإذا كانت معلومة، إلى حد ما، مجالات تصريف الأسلحة الثقيلة التي سيجري التخلي عنها، فإن الأسلحة المتوسطة والخفيفة، لا مجال لتصريفها إلا في "أسواق الميليشيات والحروب الأهلية" الأفريقية والشرق أوسطية، كما يقول مصدر مطلع في"ها آرتس" لـ"الحقيقة"، بالنظر لأن معظمها أصبح من أجيال أخرى، وهو ما لاترغب أي دولة مهما كانت صغيرة باقتنائه.
على هذا الصعيد، كشفت مصادر مطلعة في إسرائيل، وموثوق بها تماما، أن الاتصالات التي جرت مؤخرا بين جهات أمنية سعودية وإسرائيلية أسفرت عن اتفاق الطرفين على شراء كمية من هذه الأسلحة لصالح" الجيش السوري الحر"والجماعات المسلحة الإسلامية الأخرى"التي تملك السعودية سيطرة أمنية وسياسيةعليها". وطبقا لما كشفته هذه المصادر، فإن السعودية سددت فعلا، أو هي في الطريق إلى تسديد، 50 مليون دولار ثمنا لصفقة من هذه الأسلحة تتضمن قواذف مضادة للدروع، ورشاشات فردية، ومدافع، وعربات خفيفة،وأجهزة اتصالات ورؤية ليلية من أجيال أقل حداثة"
لا تؤثر على الجيش الإسرائيلي في حال وقعت في أيدي الجيش السوري أوالحركات الإرهابية التي تتحالف معه"، في إشارة إلى حزب الله و"حركة الجهاد الإسلامي"، على اعتبار أن "حماس" خرجت من هذ التحالف منذ عام على الأقل.كما وتتضمن ذخيرة وقطع تديل لهذه الأسلحة تكفيها لستة أشهر على الأقل. لكن مصدرا إسرائيليا آخر لفت إلى أن بعض مكونات هذه الصفقة عبارة عن أسلحة شرقية غنمتها إسرائيل في حروبها العربية، وأعادت تأهيلها وتحديث بعضها.
ولفت المصدر أيضا إلى أن الحكومتين التركية والأردنية أبلغتا الحكومة الإسرائيلية موافقتهما على تمرير هذه الأسلحة عبر أراضيهما، لاسيما وأن قسما كبيرا منها ،مثل العربات والمدافع، لا يمكن تمريره عبر طرق التهريب السرية التقليدية مثل ميناء طرابلس شمال لبنان، أو المعابر السرية قرب "قلعة جندل" في سفوح جبل الشيخ،حيث يتولى "لواء الفرقان" في الجيش الحر، الذي يتزعمه "محمد الخطيب" (الملقب بـ"كلينتون")،
عملية تهريب هذه الأسلحة بمعرفة ومساعدة عناصر تابعين لجورج صبرةفي منطقته "قطنا" (جنوب دمشق) ، بينما يساعدهم في ذلك على الجانب الآخر (عملاء ومنبوذين من قبل مجتمعهم"الدرزي"بسبب قبولهم الجنسية الإسرائيلية)،أبرزهم "مندي صفدي"،(واسمة الاصلي منذر ) عميل "الموساد"البارز وصديق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتياهو. علما بأن "مندي صفدي"يتولى أيضا منذ ربيع العام الماضي على الأقل إدارة بعض قنوات الاتصال بين الجهات الإسرائيلية وبعض أعضاء قيادة "الائتلاف"
وكانت "الحقيقة" حصلت على معلومات مؤكدة من ثلاثة مصادر على الأقل، تشيرإلى أن مندي صفدي التقى أكثر من عشر مرات منذ صيف العام الماضي قيادات من"الجيش الحر"، لاسيما رياض الأسعد، ومسؤولين في مكتب "المجلس الوطني السوري" و"إعلان دمشق" أبرزهم جبر الشوفي و جورج صبرة ، اللذان يمثلان رياض الترك في "المجلس". وقد جرت هذه اللقاءات جميعها في استانبول وفي العاصمة البلغارية ،صوفيا،اعتبارا من مطلع آب / أغسطس العام الماضي. علما بأنصحيفة"ها آرتس" كانت أشارت في 16 من الشهر المذكور إلى "دورهام يقوم به مندي صفدي في الاتصال مع المعارضة السورية في بلغاريا"، دون أن تحدد طبيعته!؟
وكان نتياهو و وزير خارجيته أفيغدور ليبرمان و جهاز"الموساد" أوفدا"مندي صفدي" قبل ذلك إلى العاصمتين المذكورتين للاجتماع برياض الأسعد، ثم سليم إدريس( أحد أشهر تلك اللقاءات حصل مع رياض الأسعدفي حزيران / يونيو العام الماضي، يوم زعمت جهات معارضة أنه هرب إلى بلغاريا ومعه 2 مليون دولار.
وكان التسريب مقصودا بهدف التعمية على اللقاء!!). وكان رئيس جهاز "الموساد"نصح نتياهو بأن يكون "مندي صفدي" ، الذي يحمل الجنسية الإسرائيلية، والذييعمل مديرا لمكتب الوزير الليكودي أيوب قرة، بأن يكون هو قناة التواصل الأساسية مع المعارضة السورية على اعتبار أنه"سوري"، بخلاف أيوب قرة، وبالتالي "من حقهالالتقاء بأبناء بلده، ولا يمكن بالتالي للسلطات السورية أن تتهم معارضيها بالعمالة
اجتماعات "مندي صفدي" مع الأسعد وسليم إدريس، وفي مرات أخرى معنائب المراقب العام للأخوان المسلمين فاروق طيفور، فضلا عن جورج صبرة،تمحورت منذ ربيع العام الماضي على الجوانب العسكرية. حيث اتفق الطرفان علىإنشاء إذاعة للمعارضة تبث على الموجة المتوسطة من مرصد جبل الشيخ على غرارإذاعة مليشيا أنطوان لحد التي كانت تبث من "مرجعيون" زمن الاحتلال الإسرائيلي لجنوب لبنان. ويبدو أن المشروع لم يتم ، لأسباب غير معروفة. لكن أهم ما اتفق عليهالطرفان في حينه هو سيطرة مسلحي "الأخوان المسلمين" على شريط بعمق 5 ـ إلى10 كم في مناطق الجولان المحررة، وعلى طول المنطقة منزوعة السلاح، بذريعة "منع المنظمات الأصولية من احتلالها". وفي هذا الإطار ينبغي فهم الهجمات التي بدأها"الجيش (الإسرائيلي) السوري الحر" على مواقع الجيش السوري في الخطوط الأمامية، ، منذ نيسان /أبريل 2012
وطبقا لمصادر مقربة من قيادة"الجيش الحر" في تركيا، فإن مندي صفدي بحث مؤخرا جوانب لوجستية وأمنية لعملية توريد السلاح الإسرائيلي الممول سعوديا إلى "الجبهة الجنوبية" في درعا ( عبر الأردن) وإلى "الجبهة الشمالية" في حلب وريفها (عبر تركيا). ومن المتوقع أن تبدأ مكونات السلاح الإسرائيلي بالوصول خلالالأسابيع القادمة، لاسيما بعد أن بدأت الدول الغربية تتلكأ في تسليح المعارضة السورية وتتنصل من وعدها لها بذلك، الأمر الذي دعا العميل الأميركي ـ الإسرائيلي سليم إدريس إلى اتهام بريطانيا بـ"خيانة المعارضة السورية"، ودعا إسرائيل إلى اغتنام الفرصة لتوريد السلاح والتربح من الجيب السعودي! ودفع 50 مليوندولار من السعودية لتمويل تسليح المعارضة السورية من سلاح الجيشالإسرائيلي
الحلقة الوسيطة مندي الصفدي ( واسمة الاصلي منذر)
من هو مندي الصفدي منسق السلاح الاسرائيلي مع المعارضة السورية
منذر الصفدي يعمل مع عضو الكنيست ايوب قرة ، ومندي وهو منالجولان لكنه اضطر للهرب من قريته بسبب مواقفه المؤيدة لليمين الإسرائيلي ثم غيّر اسمه إلى "مندي".
معلناً انسلاخه النهائي عن شعبه والتحاقه تابعاً لأكثر رموز الصهيونيةفاشية غادر قريته مجدل شمس في الهضبة السورية المحتلة قبل عدة سنوات على خلفية مواقفه الموالية لحركات صهيونية معروفة. و عين رئيساً لأحد صناديق الاقتراح في انتخابات الكنيست الأخيرة.
انكشاف الصفدي الى العلن
بحسب هاآرتس "أن الصفدي ذهب إلى بلغاريا من خلف السفير الاسرائيلي شاؤول كميصا في بالغاريا واعتبرنفسة ممثلا رسميا لدولةإسرائيل، وأنهُ-أي الصفدي- دعي من قبل البرلمان البلغاري لمناقشة القضية السورية بصفته ممثل لإسرائيل، والتقى مع أشخاص بشكل غيرعلني"، مضيفاً "لا أريد أن أتحدث عن هذا لأنه موضوع حساس، هذه واحدة منالأمور التي لا يتم التحدث عنها في وسائل الإعلام،
وكان أن السفير الإسرائيلي في بلغاريا شاؤول كميصا قد أرسل خطاباإلى وزارة الخارجية الإسرائيلية يستفسر فيه عن الخطوات التي أقدم عليهاايوب قرا ومندوبة مندي الصفدي وهل يعلم بها مسئولي الدبلوماسية الإسرائيلية وقال السفير ان السيد صفدي اتصل بي هاتفيا معرفاً نفسه وأوضحأن قرا بعثه للعمل على الاتصال والتعاون مع معارضين سوريين فيبلغاريا من خلال اجتماعات جمعت شخصيات المعارضة مع برلمانيين بلغار".
من جانبه قال الصفدي لهاآرتس أن "زيارة بلغاريا ولقائه مع شخصياتمن المعارضة السورية جاءت بناء على طلب من هيئة حكومية رسمية" لميسمها الصفدي الذي أضاف: " هناك أشياء لا يعرفها السفيرالاسرائيليولا يعرفها ايوب قرا، ولا استطيع أن أتوسع في التحدث عنها لوسائل الإعلام، أنا بالإضافة لمنصبي الرسمي موظف حكومي يمكنني القيام بخدمات لهيئة أخرى.....؟؟؟؟ تنتمي لنفس الحكومة".
وأضاف الصفدي "لدينا اتصالات من معارضين سوريين بالخارج"، وقال" عندما كان ليبرمان يريد مني أن ننظم لقاءات مع المعارضة السورية لم يكن لدية أيمشكلة في ذلك".
وأشارت هاآرتس إلى أن الصفدي أدعى أن مسئولين في الخارجية كانوا على إطلاعدائم بزيارته لبلغاريا وبمسارها، منهم نائب وزير الخارجية داني إيالون،الذي قال عنه الصفدي أنه أجتمع معه لدي عودته على إسرائيل.
ونقلت مواقع الكترونية جولانية عن أحد أقارب مندي الصفدي تأكيده أن قراراً بـ"الحرمان" قد صدر بحقه "نتيجة حصوله على الهوية والجنسية الإسرائيلية ومواقفه السياسية، كما قررت عائلته إبعاده عنها نتيجة هذه المواقف غير المشرفة،وأضاف: "أهالي الجولان لا يعرفون (الآن) عن مندي الصفدي شيئاً، وما يعرفونه هوانه شوهد مؤخراً عبر الصور على حاجز ايرز وهو يوزع الحلوى على الجنود الإسرائيليين لدى دخولهم إلى غزة".