وصية لأمام لخميني الى السيد محمد باقر الحكيم
قبل 29 عام كتب الامام الراحل روح الله الخميني وصية الى شهيد المحراب السيد محمد باقر الحكيم ( قدس ):
بسم الله رب السماوات والاراضين
(( كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتجاهدون في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم )) (( أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وأن الله على نصرهم لقدير الذين أخرجوا من ديارهم بغير حق الا أن قالوا ربنا الله ))
السيد الجليل والمجاهد الشجاع محمد باقر الحكيم دامت بركاته وحفظه الله ذخرا للاسلام وبالأخص الشعب العراقي المظلوم أنكم كما قال عنكم سيد شهداء العراق الشهيد السعيد محمد باقر الصدر ( قدس سره ) بأنكم الابن البار وفعلا يليق هذا الاسم بجنابكم الكريم فانكم ابن الاسلام البار وانكم على هدى من آمركم ان شاء الله أسأل الله لكم الصبر والتوفيق على مكارة هذا الطريق طريق الجهاد الذي ارتضاه الله لكم وهو باب من أبواب الجنة خص الله به أولياءه المخلصين وان ينصركم الله على أعدائه واعداء نبيه ويوفقكم للنصر واقامة حكم الله في أرض الستة المعصومين ( ع ) وارض الأنبياء الطاهرين وتخليص الشعب العراقي المظلوم من زمرة فاسدة لم يعرف لها التاريخ أمثال جرمها وتسلطها وعنجهيتها .
ولدي العزيز اعلم بان الله سيمتحن قلبك وقلوب ممن يلتفون حولك ليمحص ويختار الأخص منكم فلا تغرنك كثرة ممن يلتفون حولك القلوب شتى والنوايا مختلفة ولا تغرنك كثرتهم وصرخاتهم بالمديح لك حتى لا يدخل الشيطان الغرور على قلبك ، عليك بالصبر على آمرهم وستمر عليكم فتن كثيرة لا تمر أحدها الا ان تأخد منكم مأخدها وتجرف معها أصحاب الطمع ومن يتبعك لمصلحة المال والجاه ولا يبقى معك الا المخلص الذي امتحن الله قلبه للايمان وكلما ازدادت عليكم الفتن غربلتهم غربلة تهز القلوب وفتنتهم بفتن تعمي الأبصار يزول فيها من اتبعوك عن المصالح ويتركوك وراء ظهورهم ويرافقون أعدائك وكمنوا لك بشباك حيلهم ليقعوا بك بعدما كانوا لقدميك يقبلون ، واعلم يابني بأن كثيرا من الأفئدة تهوي اليك بدون ان يروا حتى وجهك أو يتحدثوا معك وهم عنك بعيدين في العراق وخارجه مطيعين لك فلا تقصر عن نصرتهم فانهم أفضل لك من كثير ينامون تحت جناحك واعلم يا ولدي ان هجرتك وجهادك سيطول سنين مليئة بالفتن والأتعاب من اقرب الناس اليك فاصبر وتوكل على الله وستدور رحاها هذه الدنيا وستدخل العراق انشاء الله بارادة غير ارادتك وبغير رضى منك ومن انصارك المخلصين وستكونون مجهولين في الأرض معروفين في السماء بنواياكم وان الله سيكون معكم بقدر ما أنتم معه وستواجهون في بلدكم غير الذي تتوقعون وتتهمون من كنتم تتوخون وسيستضعفكم الجاهلون لكنكم ستسكتون وتصبرون على مضض من اجل سمعه دينكم واسلامكم وسترفعون شعار أمير المؤمنين في القلب شجى وفي العين قدى وستدعي فئات بأنهم هم الأفضل وهم الأولى ويتناحرون تناحر الخصوم الشجعان وستثار فتن كثيرة أنت فيها غير حاضر لشئ أتنبأ ولكن لا أبوح به لأن الله يمحوا ما يشاء ويثبت وعنده ام الكتاب فاذا لم تكن حاضر فالله يعين وينصر من ينصرك ويؤيد من احبك واذا كنت حاضرا أوصيكم ومن معك اذا مرت بكم الفتن التي أتوقعها لكم فالتزموا الصبر واتبعوا اهل العلم والمعرفة فانهم هم الذين يقودونكم طريق الصلاح والخير واعلم يا ولدي بان الامة ستجمع عليكم بعد ان نبذتكم وراء ظهورها وسترى فيكم الحق والعدل بعدما اتهمتكم بالخيانة والارهاب وسيدوسون بيوتكم كما داسوا باب أمير المؤمنين (ع) معتذرين له وطالبين منه قبول الولاية والايمان فان هذا الحدث وهذا اليوم سيعيده التاريخ من جديد وسترى وترون ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين ، ان تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم ، حفظكم الله ورعاكم وسدد خطاكم ودعائي لكم وللشعب العراقي المظلوم وأخص منه المؤمنين والمخلصين لأصحاب الدين وسلامي لكل المجاهدين والأبطال في داخل العراق الذين يواجهون وبكل شجاعة أعداء الدين والانسانية وهم أصحاب الفضل علينا جميعا وما النصر الا من عند الله العزيز الجبار والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته