|
المستبصرون
|
رقم العضوية : 75401
|
الإنتساب : Oct 2012
|
المشاركات : 219
|
بمعدل : 0.05 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
نور علي 5
المنتدى :
منتدى العقائد والتواجد الشيعي
بتاريخ : 20-10-2012 الساعة : 01:52 AM
الجزء الثاني
بداية الصراع الداخلي
مع الوقت أصبحت أجيد اللغة العربية كتابة واستيعابا ولكن بقيت مشكله النطق مازالت تشكل عقبة ،، وأصبحت أعرف الكثير في أمور الدين ،، ولكن كلما ازددت معرفة بالإسلام كلما قارنت بينه وبين الدين المسيحي
بمعلوماتي البسيطة ،، فأجد أن الدين المسيحي أفضل ،، شعر سيد بخطورة الموقف وبدأ يتبع سياسة جديدة معي بدون أن يشعرني بذلك ، يكلفني بأن أعيد كتابة موضوع ديني له من ملخصاته أو أبحاثة أو كتبه ويوهمني بأنه مشغول وأن خطي جميل ويريد مني أن أضع الفواصل والإشارات وأصحح الأخطاء الإملائية له وكنت أفعل ،،وأتعب وأنا أعيد كتابة الموضوع لكن لم يكن يبدي اهتماما بما فعلت تكرر الأمر كثيرا ، وأيضا لم يجد مني سيد أي استجابة وكنت مازلت لا أفهم ما أقرأ كثيرا ،،
لكن ما أتعلمه في المدرسة يزيد عقلي حيرة ،، أتذكر نظرات المعلمة لي عندما كانت تشرح عن شخصية عمر بن الخطاب وكيف كانت تخافه النساء ويفر من أمامه الأطفال وقالت أنها تحب الخليفة عمر لأنه شجاع فسألت المعلمة ببراءة : وأين هي الشجاعة في ذلك ،، هل إخافة النساء وإرعاب الأطفال شجاعة ؟؟
الرسول يعامل النساء برحمة ويعامل الأطفال بحب فلا يفرون منه فلم يفرون من عمر ؟
فنظرت لي نظرات طويلة مصدومة ولا اعرف سبب هذه النظرات هل هي فعلا لا تعلم الإجابة،، أو أنها تعلم أني سنية واستغربت من سؤال لا يصدر من سنية فقالت كلمات لم افهمها ،
وتابعت كلامي أنا ببراءة أنا أحب الرسول أكثر وأحب علي بن أبي طالب أيضا أكثر منه ،، فتغير لون وجهها ،، ولأنها تحبني سكتت ولم تقل شيئا
وأتذكر عندما كنت اسأل الموجه الذي أتى لزيارتنا في الفصل لم كل كتب التربية الإسلامية تروي الكثير عن عمر وعن أبو بكر والأحاديث الكثيرة المروية عنهم ولا يوجد أي حديث للإمام علي ، للحسين ، ولفاطمة بنت رسول الله ،
وكلما سمعت عن تصرفات عائشة وكيف أنها تفشي أسرار الرسول وما تفعله عندما تغضب منه كنت أقارن عائشة بي فأقول أنا إنسانة عادية ولا أجرأ أن أفعل ما تفعله عائشة أو حتى حفصة فكيف بزوجة نبي !!!
ومن كثرة اسألني وتذمري وتشوش عقلي استدعت المدرسة أخي الأكبر باعتباره ولي أمري ولا اعرف سبب استدعائه ولا ما دار بينه وبين إدارة المدرسة وأعلم أني متفوقة واسمي على لوحة الشرف كل عام ،
لكن الاستدعاء كان لشيء آخر..
وصادف مع هذا الوقت عندما حدثت التفجيرات في العراق وراح ضحيتها عشرات الشيعة وكنت يومها لا اعرف مسمى شيعه ولا من هم الشيعة ، كنت ابكي بحرقة عليهم وأنا احتضن الصحيفة التي نشرت الخبر ،، وغضب أخي من تصرفاتي الغريبة وعلا صوته بكلمات لوم قاسية فما كان مني أن صرخت لم يحدث هذا للبشر لم المسلمون يقتلون بعضهم بعضا ،،ليتني عدت للدين المسيحي فهو دين سماحه وحب فذهل أخي من ردي وبدون وعي منه ضربني بقسوة.
الرؤيا الصادقة
بعدها رأيت في منامي رؤيا : رأيت الأمام علي عليه السلام يجلس في مدخل بيتنا على كرسي كبير ويلبس ملابس بيضاء وفرحت بوجوده واندفعت إليه ولكن قوة من الخلف تجذبني بعيدا عنه وأقاوم هذه القوة للوصول إليه وأقاوم ،، وأقاوم ،، كانت القوة أشبه بالعاصفة التي تشدني إلى الخلف ،، لكن نجحت أخيرا وأقبلت إليه ورأيت رأسه مربوط وينزف دما ،، وكنت ابكي وأبكي وهو ينظر إلي بنظرات اختلطت بين الحزن والألم لكنها مملوءة بالحنان والشفقة،، وقال لي جملة واحدة ولم أفهم معناها إلى الآن : قال لي مشيرا إلى رأسه الشريف : حربكم آذتني !!!!!
لا أعلم أي حرب يقصد ؟!!
وما كنت اعرف شي عن مقتل أمير المؤمنين عليه السلام وقتها ولكني تفاجأت عندما أخبرني سيد انه قتل بضربة ابن ملجم بسيفه على رأس الإمام عليه السلام ،،،
يا للغرابة لقد رايته معصوب الرأس بالمنام .
وتكررت هذه الأحلام المرتبطة بأهل البيت كثيرا ،،
كانت تحدث لي أمور غريبة بعض الشيء لا تفسير لها عندي ،، لكن استسلم لها ،، سعيدة بها ،، كنت أظن أن كل الناس لديهم ما لدي من هذه القوى الغريبة ،، لذلك لم استغرب ولم أخف ،،
حتى أمي لاحظت ذلك علي ولا أدري ربما كانت تشعر بالخوف مني
لكن عندما أخبر بها سيد كان يهلل فرحا ويطلب مني ان لا أخبر أحدا
ولذلك قد لا يكون مناسب ذكرها ،، لكنها على حد كلام سيد هي كرامات
من الله ،،،
بداية الشرارة التي قادتني إلى مذهب الحق
كنت ذاهبة مع السائق والخادمة إلى أحد المكتبات لشراء لوازم المدرسة وبعد ساعة تقريبا لما خرجنا وجدت السيارة قد حشرت وسط عشرات السيارات بعد ذلك عرفت إن هذا المكان حسينية ،، كنا مضطرين للبقاء حتى يخف الازدحام ونستطيع التحرك ،، كان صوت الميكرفون ينبعث إلي واضحا عاليا ،، وصوت الخطيب اسمعه بوضوح شدني رغما عني للاستماع ،، كان يتحدث عن مظلومية الزهراء وما حدث لها ،، كنت استمع باستغراب كأنه يروي قصة ،، وكان السائق البنغالي الوهابي يحاول صرف انتباهي عن الاستماع ولما بدأ صوت الخطيب يقطعه أنين عبراته أحسست بقلبي يعتصر ،، ولما بكى الخطيب بكيت معه وبدأ السائق يقول هؤلاء شيعه كفرة ،،
شيعة ؟؟ ما معنى شيعة ؟؟ ومن هم الشيعه ؟؟ لكن هل هم كفار كما يقول هذا السائق الوهابي ؟
لكن هم يتكلمون عن الزهراء ؟ والزهراء علمني ( سيد ) أنها فاطمة ابنه الرسول العظيم ؟؟
لكن الألم لم يفارقني حتى بعد أن وصلت إلى البيت وطبعا سبقني السائق إلى أمي ليخبرها بما حدث ، التي جاءت تسألني عن سبب بكائي فأخبرتها بما حدث لكنها قالت بحنانها المعهود وابتسامتها لا تفارقها نحن والشيعة أخوة لكن لهم طريقتهم ولنا طريقتنا ولا أريدك أن تتأثري بما تسمعين ،، لكن بمجرد ،أن كلمني ( سيد ) كالعادة كل ليلة ليطمئن علي أخبرته بالتفصيل عن كل شي وأسئلة كثيرة متلاحقة مني وهو صامت حتى ضننته لا يسمعني ،،
وكررت عليه أسئلتي فقال: نامي الآن وغدا سوف أمر عليك لآخذك من المدرسة للغداء في بيتي وسوف أرد على كل أسألتك ،
وكانت هنا البداية أخبرني السيد بحقيقة ما سمعت بدون تفاصيل كثيرة لكني شعرت أن السيد أيضا خنقته العبرات وهو يحدثني ،، لكنه رد على كل اسألتي،،،
وقلت وأين أجد هؤلاء الشيعه وأين يعيشون فأشار إلى زوجته وأطفاله ضاحكا هؤلاء عينة من الشيعة ؟ فقلت مستغربة وأنت شيعي ؟ قال نعم وقلت وأنا سيد !!! أنا ماذا ؟؟
تتوالي الصدمات
بدأت رحلتي مع السيد بسرية تامة شهرين فقط حتى حدثت الصدمة الثانية لي ،، أمي التي ليس لي بالدنيا غيرها ( زوجة أبي ) مرضت
بالسرطان رغم إني لم أعرف طبيعة مرضها إلا بعد وفاتها وطلب مني سيد الدعاء لها ،، دعوت كثيرا استنجدت بأهل البيت بالزهراء بأم البنين أن تبقى لي أمي ،، فلم يعد لي أحد غيرها،،
لكن الله أراد أن تموت أمي بين يدي كما مات أبي من قبل بين يدي ،، رحلت أمي وتركتني وحيدة ،، أحسست باليتم والضعف والوحدة ،، تحولت نظرات اخوي الاثنين إلى نظرات غريبة كأنها والله أعلم فيه ملامح الشماتة كأنني فأر وقع أخيرا بالمصيدة لا سند له ولا عون ،، لم يبق لي سوى سيد ،
غريب ان تموت أمي ولم يستجيب الله لي ولم يلبي أهل البيت لي هذا الطلب الوحيد الذي طلبته !!!
الغريب في الأمر أن قبل وفاة أمي بساعات تسللت إلى غرفة العناية المركزة بدون علم احد وتنقلت بدون أن يشعر بي احد ابحث عن أمي
لكن سقطت عيناي على فتاة شابة جميلة نائمة وكل الأجهزة حولها
فاقتربت منها بهدوء وأنا أحبس أنفاسي ،، قدامي ترتجفان خوفا
حتى أصبحت قرب سريرها مباشرة ومددت يدي ووضعتها على يدها فأخذت أتوسل بأهل البيت أن تشفى وقلت لهم إن كنتم تحبوني فأطلب منكم أن تشفوها ،، اعلم أني أجهل حتى صيغة الدعاء لكن كنت اطلب منهم بتوسل ،، وأنا مستمرة بدعائي لها دخلت علي امرأة عرفتني بنفسها إنها أمها
نظرات الاستغراب والدهشة من وجودي بادية على وجهها ،، فاستأذنت منها خجلا أن تسمح لي بأن تتركني لحظات معها وافقت الأم كأنها غريق يتعلق بقشة ،، استمريت بدعائي للفتاه بتوسل طالبة من الله وأهل البيت التعجيل باستجابة دعائي ،، بعدها تحدثت الأم بدون أن اطلب منها ذلك وأخبرتني أن ابنتها بحالة خطرة ولا أمل من الشفاء وان نجت ستكون مشلولة بقية عمرها وان أبوها يسابق الزمن لينهي إجراءات سفرهم إلى الخارج لعلهم يجدون لها أملا بالعلاج بعد حادث سيارة ،،
فدعوت لها وخرجت وقلبي حزين من أجلها ،،
لكن بعد شهر تقريبا كنت خارجة من المدرسة وأنا أعبر الشارع باتجاه السيارة التي ينتظرني فيها السائق إذا بي انتبه لأمراه تتجه مسرعه باتجاهي وقبل أن أتكلم أخذتني بأحضانها وهي تقول الحمد لله إني رأيتك أخيرا ،، لم اعرفها من تكون لكنها عرفتني بنفسها ،، إنها أم الفتاة التي كانت بالمستشفى ،، أخبرتني بما أسعدني كثيرا حيث قالت انه بعد خروجي مباشرة من عند ابنتها فتحت البنت عينيها ،، وسرعان ما تماثلت للشفاء ولم يحدث لها ما توقعه الأطباء وحالتها بتحسن سريع لأنها الآن تأخذ جلسات علاج طبيعي وتمشي بصورة طبيعيه ،،
رغم فرحتي الكبيرة لهذا الخبر ،، إلا أني استغربت واعتصر قلبي حزنا كيف يستجيبون دعائي للغير ولا يستجيبون دعائي لنفسي ولم يشفوا أمي.
الطامة الكبرى
جاء الدور لسيد ليرحل ويتركني ،،
جاءني سيد بعد وفاة أمي بشهرين وملامحه يعصرها الألم ،،ليخبرني بما دمر حياتي وقلبها رأسا على عقب ،،
قال لي بحزن جاء الوقت الذي يجب علي الرحيل عنك ،،
وبكلمات يمزقها الخوف والألم قلت : لم سيد ؟؟ لم تتركني وليس لي من الدنيا سواك !!!!!
كان يغالب ألمه عندما رد علي وهو يبعد عيناه عني وتبدو على ملامحه الحيرة والحزن ،،،،
لقد طلب مني أخواك الابتعاد عنك ،، لقد كبرت ولا مبرر شرعي لوجودي معك ،،، وأخاف أن أتهم بخيانة الأمانة ،، وعلي أن ابتعد وأتركك برعاية الزهراء ،،
لا ،، سيد لا تتركني أنت كل أهلي ،، وأنا ليس لي أحد في هذه الدنيا غيرك ،، رجوته ،، بكيت ،، توسلت ،، حاولت بكل الطرق أن أتشبث به لكي لا يتركني ،، انهرت دخلت المستشفى بسببه ،، كنت بحاله سيئة جدا لا اعرف غير كلمة سيد تتردد على لساني ،،
لا فائدة رحل سيد ،،
وبقيت وحيدة ،، حزنت على سيد أكثر من حزني على فقد أمي وأبي
والى هذه اللحظة لا أنام ليلا حتى ابكي حزنا على سيد ،،
كيف لا أبكي وهو كان أهلي وأمي وأبي وعائلتي وكل شي لي في هذه الدنيا ،،
وتحول حزني على سيد إلى كره شديد لكل الدنيا وما فيها ورفضا لكل ما حولي وانسحابا من الحياة وقررت أن أبتر سيد في داخلي فهو لا يستحق أن ابكي عليه لأنه تخلى عني .
غيرت رقم هاتفي النقال ، وغيرت البريد الالكتروني وأغلقت كل المنافذ بيني وبين سيد حتى لا ادع له أي مجال للاتصال بي ،
وعدت منهكة القوى ،، فاقدة كل أحساس للحياة ،، وحيدة بكل ما للكلمة من معنى .
وكانت صدمتي بفقد سيد فوق احتمالي،، ولازلت أعاني منها ،،
وحدث من أخوتي ما توقعه والدي رحمه الله قبل رحيله ،،
كل حقوقي نكروها ،، بل أصبحت اهدد بالطرد أذا ما اشتكت زوجتيهما مني بدون سبب وبتلفيق التهم لي ،،
لم أكن أريد شيئا ،، فقط أن أشعر أن لي أهل ،، لكن هيهات
وحيدة ،، غريبة ،، يتيمة تخلى العالم كله عني ،، ولم استطع بحبي وطيبتي وهدوئي وخجلي أن ازرع الحب بيني وبينهم ،،
عالم البالتوك
وجدت كتاب في معرض الكتاب حول ( مناظرات في البالتوك ) ولم أكن قبلها اعرف البالتوك كان حول مناظرات بين علماء من الطرفين الشيعة والسنة في غرف البالتوك مثل غرفة الغدير ،،اسمه كتاب الانتصار.
قرأت الكتاب لكن لم افهم الكثير منه لكني أردت أن ادخل البالتوك لعلني استفيد ، وتهدأ نفسي وترتاح ،،
في هذه الفترة كان بداخلي صراح بين الدين المسيحي والمذهب الشيعي والمذهب السني .وربما أريد أن أجد أي منفذ لترك المذهب الشيعي والعودة للدين المسيحي فقط انتقاما من سيد .
تعرفت على برنامج البالتوك وتعلمت على دخوله،، ومنها بدأت أبحث عن طريقي ،،وأكمل المسيرة وحدي.
كنت ادخل الغرف المسيحية بداية الأمر كالتائه الذين لا يعرف أين يستقر،،
البرنس كان أدمن بأحد الغرف المسيحية من أسئلتي البسيطة عرف أني مسلمة وبمعلوماتي البسيطة كنت اسأل ،، لا ادري هل كنت فعلا أريد المعرفة ،، هل فعلا قررت العودة للدين المسيحي ،، أو كنت استفزه فقط
كنت اشعر بان هذه الغرف باردة ميتة تشعر وكأنك تشاهد فيلم سينمائي مليئا بالشعارات المنمقة ترددها ألسنتهم بدون وعي ،،يبيحون لأنفسهم أمور لا يقبلها العقل ،،،يخدعون أنفسهم بكلام لا معنى له مبني على العاطفة دون العقل ،، عقول فارغة ،،
وتذكرت سيد بعلمه وكلامه وثقافته وقوة منطقه وأسلوبه بالرد على أسئلتي وقارنت بينه وبين البرنس الذي هاجمني عندما أحس بعدم تفاعلي مع كلامه بمنطق تافه، وعقل فارغ ،،
حاول البرنس أن يخيفني مرة ويستخدم أسلوب التهديد معي مرة أخرى
ولا عندي غير أن أقول: هكذا هم العرب ،،
وشعرت بالألم الشديد عندما تطاول على ذات الرسول الأكرم فخرجت من غرفهم وقد قررت أن لا أعود
دخلت غرفة منهاج السنة وأنصار أهل البيت ،، فقط كنت استمع بدون أن يشعر بي احد
أيام طويلة وأنا لا اسمع غير موضوع المتعة ،، وموضوع الخمس ،
ولم أكن أعرف لا معنى المتعة ولا حتى الخمس ،، حتى من كلامهم لم أفهم منه شيء،،
وأيضا موضوع تحريف القرآن والمراجع ،،
يتبع
|
|
|
|
|