أكد معارض سعودي وجود خلافات كبيرة بين اقطاب وامراء الاسرة الحاكمة في بلاده، متوقعا ان يشتد الصراع بعد وفاة ولي العهد الامير سلطان الذي وصف حالته الصحية بالحرجة جدا.
وقال الباحث والسياسي السعودي المعارض حمزة الحسن يوم الجمعة، في تصريح خاص لقناة العالم الاخبارية ضمن برنامج "الرأي الاول": هناك ازمة حكم متعددة الجوانب تتعلق بالخلافات داخل الاسرة الحاكمة، التي هي ليست بجديدة لكنها لم تكن بهذه الحدة التي تشاهد اليوم من التنازع الشديد الذي يصل الى مستوى التخطيط للقيام بانقلاب كما فعل الامير بندر بن سلطان.
واضاف الحسن: ان جانبا من ازمة الحكم يعود الى التوتر في العلاقة بين الاطراف الحاكمة اي بين الطرف السلفي المؤسساتي وبين المؤسسة الدينية مع العائلة المالكة، بالاضافة الى خلافات ومشاكل اخرى.
واشار الى ان ولي العهد الامير سلطان لا يمارس السلطة بسبب المرض وسط توقعات بقرب وفاته بسبب شدة تفاقم حالته، منوها الى ان الاشكال يدور في الوقت الحاضر حول الامير نايف بن عبد العزيز، الذي سيصبح تلقائيا وليا للعهد باعتباره نائبا ثانيا لرئسيس مجلس الوزارء، الامر الذي يتوقع ان يواجه باعتراض شديد من قبل امراء الجيل الثاني، منوها الى ان الامير مسعد بن عبد العزيز يرفض حضور جلسات مجلس الوزراء منذ تعيين نايف نائبا ثانيا لرئيس المجلس.
واكد الحسن، ان الخلاف بين هؤلاء الامراء سيشتد بعد وفاة الامير سلطان، وسيكون بين الامير نايف والعصبة السديرية من جهة وعدد كبير من الامراء الذين يكبرونه ويعتقدون بأحقيته في الحكم.
وحذر من تداعيات الانشقاقات في العائلة المالكة على المجتمع حيث ان لكل طرف في الحكم قواه المؤيدة له في المؤسسات والمجتمع، معتبرا ان الامير نايف سيستقطب جزء كبيرا من المؤسسة الدينية المتطرفة التي يراهن على دعمها له، كما انها هي ايضا تعتمد على دعمه الكبير لها.
واوضح، ان ذلك سيحصل مع القوى الاخرى وسيشمل الانقسام رجال الاعمال، بمعنى ان الانقسام لن ينحصر بالعائلة المالكة وانما ستكون له انعكاسات في الشارع، محذرا من ان محاولة اي طرف استخدام قواه على الارض ستؤدي بشكل طبيعي الى عدم الاستقرار والتوتر.
واضاف الحسن: ان هناك اطرافا تملك القوة القابضة حيث ان للامير نايف اكثر من 300 الف مجند من الاستخبارات والمباحث وقوى الامن الداخلي والشرطة وحرس الحدود، وسيجندهم بالتأكيد مع السلفيين المتطرفين في معركة الخلافة، كما ان الامراء الاخرين يملكون الاموال والعصب الاميرية ويجرون معهم مجموعات من المثقفين او غيرهم، ما سيؤدي الى المزيد من عدم الاستقرار.
واعتبر ان هذا الخلاف اسقط بشكل كبير هيبة الحكم والعائلة المالكة وجعل الاخرين يتجرأون عليها، مشيرا الى العنف الذي يضرب بين الفينة والاخرى المملكة يرتبط في جزء منه بالاستهانة بالنظام والعائلة المالكة، التي تحاول ان تقول انها لا زالت قوية ومسيطرة على الحكم.
واضاف الحسن: ان قوى القمع الرسمي موزعة بين أمراء متعددين، حيث يمسك الملك بالحرس الوطني وجهاز الاستخبارات الذي يرأسه الامير مقرن، كما انه يسيطر على مجموعات مليشيات، فيما يرأس ولي العهد الامير سلطان الجيش بالاضافة الى وزارة الداخلية، موضحا ان هناك اطرافا وعوائل اخرى من ابناء عبد العزيز ممن يبحثون عن حصصهم في الحكم وقد يتحالفون مع بعض الاطراف لتحقيق ذلك.
واكد الحسن، ان مشاكل المملكة السعودية لا تقتصر على الانشقاق بين العائلة المالكة بل تواجه تحديات كثيرة، معتبرا ان عوامل تثبيت الحكم السعودي تنقلب اليوم على النظام، حيث انحطت شرعية النظام في السنوات الاخيرة، بعد المواقف السعودية ال لمختلف القضايا الاسلامية والمخالفة لشرع الاسلام، خاصة في حصار غزة وغيرها، كما ان العائلة المالكة غير ملتزمة دينيا.