اقول :
سبب نزول النص ومضمونه في الاية المباركة ، معلوم عند كلا الفريقين ، وهو تشريع الولاية الحق وعهدها للاطهار المعصومين من ال البيت عليهم السلام ، ( بيعة الغدير )
الا ان المهم فيما يخص الاية لعله مرتبط بحيثيتين*;
اولاً - انّ اكمال الدين كان بالولاية ، وهذا امر عظيم وخطير الشأن لمن يتفحص في العقائد*
ذلك أنّ الدين هو منظومة العقيدة المتكاملة للعبد اتجاه الخالق ( اصولا وفروعا ) ، ونقص احد اركانها او فروعها هو خلل / نقص في تمام الدين .
ولقد علمنا من مضمون آيات اخرى ان الاية اعلاه تتحدث عن جزئية اساسية واصيلة في منظومة العقيدة الاسلامية ( وليس فرع ثانوي ) ، وهذا يمكن استظهاره من الآيتين التاليتين على الاقل :
فـ أولي الامر في الاية رقم 1 امر اوجبه الله على المسلمين ، وطاعتهم هي كطاعة الله ورسوله ( بمقتضى العطف ) .
و الذين آمنوا في الاية رقم 2 قد اشتركت مع ولاية الله والرسول ، وحصر الامر بهم عن غيرهم ( بمقتضى إنّما : تفيد الحصر ) .
وعليه بعد ان اسس القران منظومة الهداية الحق والتي هي القران الكريم ، ورسوله ، وولاة الامر الحق المنتخبين من الله وخلفائه من بعده ، وهم انفسهم خواص المؤمنين الذين جعلهم الله اولياء المسلمين ( الولاية الدينية العامة الشاملة في منظومة الهداية ) .
ثانياً - ان تمام النعمة بالولاية .
والنعمة هي الخير الذي يناله المرء ، سواء معنوية او مادية ،
ولمّا كانت الولاية هي نعمة من الله اصلها عقائدي فهي نعمة معنوية تصب في تحصيل كمال الانسان وصلاح اخرته ، فاذا علمنا مما سبق ان الولاية هي من اساسيات الدين والتشريع ، فهذا يعني انها من ابلغ النعم التي انعم الله بها على الناس .
فأذا تفحصنا قيمة واهمية هذه النعمة في القرآن وجدنا انها من النعم التي بها يهتدي الانسان الى الصراط المستقيم ، وهو صراط الانبياء والرسل الذين انعم الله عليهم وهداهم الى ثابت الصراط المستقيم وبهداهم يهتدي الناس الى الصراط المستقيم
وعليه : فمن يطيع الله والرسول والذين آمنوا ( ولاة امور المسلمين الحق ) سيكون معهم على نفس الصراط المستقيم ، وحيث ان الدين الاسلامي هو الدين والتشريع الخاتم الى يوم القيامة ، فان منظومة هداية الناس بعد الرسول والى يوم القيامة والمتمثلة بولاية ال البيت الاطهار هي اكبر نعمة عليهم ، لانها استمرار لخط الرسالة وممثلة عنها ، وبهم يستقيم الدين ويهتدي الناس في كل جيل الى الصراط المستقيم ولولا وجودهم لما أمكن الاهتداء الى الصراط المستقيم ، او الضمان من عدم الانحراف عنه.
وحرف العطف ( الواو ) في "اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي " ، يبين ان الولاية فيها فضلين على الناس وهما :
1- اكتمال الدين الحق بها
2- واتمام نعمة الهداية الضرورية الى يوم الدين
فالحمد لله رب العالمين ، والسلام على عباده الصالحين ، محمد وال بيته المطهرين .
والله اعلم
الباحث الطائي
التعديل الأخير تم بواسطة الباحث الطائي ; 06-07-2015 الساعة 10:28 AM.
في مثل هذه الليلة التي أسدل الحزن ستاره على قلوب الشيعة والموالين ونعى فيها جبرائيل وضجت ملائكة السماء وصاحت اليتامى والفقراء واضعيتاه ودخل الخوف في قلوبنا جميعا وبدأت قصتنا ومعاناتنا مع الظلم والظالمين والحقد والحاقدين. بكل ما تملكه النفس والقلب والروح. تهدمت والله أركان الهدى....... ألا إن حزب الله هم الغالبون فإن حزب الله هم الغالبون