السلام عليكم يسعدني ان اضع موضوع الصداقة واستعرض اساسياتها الواقعية على ضوء المباني الدينية والاخلاقية والعرف الذي ساد البشر، مسبقا قد تطرقت في ماكتبناه استرسالا دون ان نضع في البال فقاعة في فنجان هنا أو لدغة من هناك لتوسيع فجوة ما حدثت بين صديقين!
ست حلقات كلها على سبيل العموم واطلاق المفهوم لا لشخص بذاته.! فلم نخترع فيها فلسفة عويصة ولا استخدمنا طلسمات انما كتبناها بلسان عربي مبين يطرح صفات الصديق الحقيقي والاخر الذي يدعي الصداقة. لذا سنختتمها بإخماد طخية الفقاعة الفارغة، فنذكر اولاً بذم القرآن الكريم للنمامين وللساعي في الخراب بين الناس. ولا اظن صراخ القرآن هنا يغيب عن المتدين! ولا يمكن التعامي عن ان الله هو المطلع على ما تضمر النفوس وما تخفي الصدور:
"يا ويلنا ما لهذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة الا احصاها".
اما سيد الحكماء أمير المؤمنين عليه السلام فيوضح: (من أشرف اعمال الكريم غفلته عما يعلم) أي عدم ابراز ما يعلمه عن الاخر!، فضلا عن مقته للتشنيع والتشهير به.
على فرض حدوث هفوة ما من صديق لصديقه، فهل يصح وفق الاوامر والمباني اعلاه: الهتك وصب الزيت على نار الخلاف بين الصديقين؟! ومقت النميمة! فكيف بها ان كانت تهمة ملفقة مع سعي للخراب؟
اخلاقياً، فالاولى أن ينهض للصلح أو ينأى بعيداً ويهرب ويفر ويجتنب ولا يسمح بأي تثوير للشحناء.! فعملية النفخ في النار سيتزيدها اضراما،! وهي عملية لا يمارسها الانسان السوي ليوقع اكثر فاكثر بين الصديقين.!
وكذلك الاولى شرعا ان يجتهد لتهدئة النائرة ويسعى لتقارب المتخاصمين، لان الصديق بمثابة الاخ ينهض حينما يجد الحاجة لمؤازرة الصديق وخاصة في المحنة، وخير ما قالِِِِ الشاعر:
فليسَ الصديقُ صديقَ الرخاء*** ولكنْ إذا قعدَ الدهرُ قاما
ومن هنا فان "خبط الماء" في نهر الصداقة فعل مذموم ومفضوح سيعود سلبا على فاعله عاجلا او اجلا،! لانه سبيل العاجز وانه مكر خبيث سرعان ما سينقلب "السحر على الساحر" في ظل القاعدة القرآنية: "ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله".
كيف نختار الصديق الحقيقي؟
في مواضع شخصها الحكماء وعلماء الاخلاق وهي تسهل عملية انتقاء الصديق الحقيقي منها اختباره في السفر الطويل ذي المشقة فخلاله تنكشف السريرة وتظهر خبايا المرء، ومنها اختباره بالمال واستعلام أمانته وهي طامة كبرى في هذا الزمن الاغبر.! ومنها صدق حديثه ودماثة اخلاقه.! ومنها وقفته عند الشدة والحاجة،! ومنها سلوكه عند حدوث مشكلة ما، وهكذا في متفاوتات رتباً كحفظه لكرامة صاحبه وعدم التغرير به في صغيرة وكبيرة ورعاية الذمة فيه وفي سره وغيرها كثير.
ونشدد هنا على ان الهفوة الغير متعمدة لا تدخل في مدار الحديث بل ينبغي ان يحل إلتماس العذر للصاحب باعتباره أخ بدرجة تقتضي ان لا يغفل عن هتك حرمة الصداقة وان لا يسترخصها خاصة عند اؤلئك "المقتنصين". ولله در كثير الخزاعي الذي يعبر بأدق المعاني عن الصديق الحقيقي بقوله:
ليس خليلي بالملول ولا الذي *** إذا غبت عنه باعني بخليل
ولكن خليلي من يديم وصاله *** ويكتم سري عند كل دخيل
نصحتك لا تصحبْ سوى كل فاضل
خليق السجايا بالتعفف والظَّرفِ
**
ولا تعتمد غير الكرام فواحدٌ
من الناس إن حصَّلتَ خيرٌ من الألفِ
****
محبتي وتقديري اليك مستمرة ايتها المتحدرة من مدرسة الاصالة والحقيقة
احيي فيك وضعك ااصبع على موضع النزف دون ايهام او توهم
استاذتي نور المستوحشين
هي والله ماساة شعوبنا وامتنا وانسان الشرق
ابتلينا بنفاق على جميع الصعد
لنا ولهم الله
اخوك
مرتضى العاملي
أن تقدم النصح بكل صراحة لصديقك عندما يحتاج ..
أن تقدم له وجودك معه في أصعب الللحظات .. تسانده تساعده..
أن تجعل وجودك معه يغنيه عن كل شيء ..!!
أن تعطيه أذناً وقلباً ينصت لهمومه ومشاكله . .
وفكراً يعينه على حل تلك المشكلات .
.
أن لا تجعله يبحث عنك عندما يحتاجك ..
ولكن أن تكون بجانبه وقت حاجته لك ..
أن تكون وقت فرحه أول المهنئين ..
ووقت حزنه أول المستندين ..
هذا ماوجدتة عن الصديق أعجبني فنقلته لكم .. أشكرك أخي العاملي على هذا الطرح فما أحوج الأنسان الى صديق صدوق
احسنت يا عقد الياسمين على تعليقك الكريم النابع من روحك الطيبة
للحقيقة فان اكثر من يلوث شرف الصداقة هم اللاهثون وراء مصلحة يخال له ان فيها دسومة، او ممن يهوى في شراك الخائبين الفاشلين سياسيا واجتماعيا.
لقد ذم القرآن الكريم حالة الازدواجية والتذبذب بقوله تعالى في سورة النساء: "مذبذبين بين ذلك لا الى هؤلاء ولا الى هؤلاء ومن يضلل الله فلن تجد له سبيلا ".
لذلك فبسهولة يتمكن اي لئيم شراء متذبذب من الاصدقاء بوليمة واحدة
إن من الكلمات الشريفة المنسوبة إلى مولانا الإمام أبي جعفر محمد بن علي الجواد (عليه السلام).. كلمة تتعلق بالاخوان.. ففي هذه الأيام قلّ من نجده ممَنْ يمكن أن يوصف بأنه الأخ.
لأن العلاقات البشرية اليوم، قائمة على أساس المصالح الدنيوية الضيقة.. أما أن يجرد الإنسان أخاه من كل وصف، ومن كل عنوان دنيوي، ومن كل طمع مالي، ومن كل شيء سوى الله عز وجل.. أي أن يحبَّ الإنسان أخاه في الله عز وجل، فهذا من النادر جداً.
إن علامة هذه الأخوة أن الإنسان المؤمن لا يتوقع من أخيه شيئا، بل يغتنم هو الفرص ليُسدي لأخيه معروفاً.. وإن رأى من أخيه معروفاً، يتحين الفرص ليردّ الكيل، أو يرد الأجر بأضعاف مضاعفة، فهذه هي صفة الإنسان المؤمن.
وقد ورد عن الصادق (عليه السلام): (يأتي على الناس زمانٌ، ليس فيه شيء أعزّ من أخ أنيس، وكسب درهم حلال).. فمن وجد أخاً بهذه الصفة فليتشبث به، فإن هذه من كنوز الأرض.. والإنسان قد يرزق أخاً صالحاً، ولكن لسوء تصرفه، أو لغضبه، أو لمواقفه التي لا تطابق الشريعة، قد يُسلب هذه النعمة.
يقول الإمام الجواد (عليه السلام): (من استفاد أخا في الله، فقد استفاد بيتا في الجنة).. إن هذا ليس بأخ، وإنما هذا سلّم إلى الجنة، وهو مقاولك لأن يبني الله لك بيتاً في الجنة.. فيكفي في الأخ المؤمن أنه إذا رآك على باطلٍ، نصحك.. وإذا رآك في ضيق أو همٍ أو غمٍّ، أخرجك مما أنت فيه.. حتى أن الأمر يصل بالإمام علي (عليه السلام) إلى أنه كان يتأوه لفراق أحبته، ومن كان مَن خالص مودته.
شكرا لحضورك وتقديرك سيدتي عقد الياسمين
لك خالص دعائي