تحت عنوان "حزب الله يتعاظم" كتب اللواء الاحتياط في جيش العدو يعقوب عميدرور مقالا في صحيفة اسرائيل اليوم اعتبر فيه ان هناك خيارين بوجه حزب الله ،
إما السكوت امام قوته المتعاظمة او الحرب وهي التي ليس باستطاعة اسرائيل خوضها في هذه المرحلة، كما اشار الى عواقب اي حرب ضد حزب الله في ظل تنامي قوته العسكرية والتغطية السياسية لمقاومته، واللافت اعتباره ان الانجاز الوحيد لحرب تموز هو عدم وجود حزب الله بشكل ظاهر عسكريا على الحدود ، واللافت اكثر قوله ان علينا ان نصلي لكي لا تندلع الحرب معه بشكل مفاجئ!
ويقول عميدرور في مقاله:
"أولا ينبغي قول الحقيقة المريرة وفهمها: الحكومة الاسرائيلية فشلت تماما في خطوات انهاء الحرب في لبنان. فالوهم القاضي بانه يوجد سبيل سياسي للوصول الى انجازات ثبت عدم الاساس. قلة المكاسب التي لا تزال لدولة اسرائيل من الحرب تنبع جميعها من استخدام القوة العسكرية، سلاح الجو في هذه الحالة، بينما الخطوة السياسية لم تجلب سوى ثمار فجة. "انجازات" اسرائيل في الامم المتحدة تسمح لحزب الله بالتعاظم أكثر حتى مما قبل الحرب.
حزب الله يتعاظم، عسكريا وسياسيا، في ثلاثة مجالات:
فقد بنى قوته العسكرية الى مستوى ما قبل الحرب بل واكثر من ذلك، ولا سيما في مجال السلاح الصاروخي الثقيل وبعيد المدى. وفهم بان ضعفه الاساس يكمن في انه لم يكن لديه دفاع جوي – وعليه فانه يبنيه اليوم، وهو يجند ويدرب الاشخاص الذين سيحلون محل اولئك الذين فقدهم في القتال. التنازل الوحيد من جانب الحركة رمزي في اساسه: فهو يمتنع عن اقامة استحكامات قريبة ولا يرفع علمه على الحدود. لهذا الانجاز توجد اهمية هامشية فقط.
وقد جدد حزب الله شرعيته في الساحة السياسية اللبنانية في أنه اصبح عضوا محترما في الحكومة مع قدرة فيتو ومع اعتراف بكونه حامي لبنان بشكل رسمي. هذا الاعتراف سيسمح له بالعمل ضد اسرائيل بمزيد من الحرية.
لقد اثبت بان هناك خطوطا حمراء لن يوافق على التخلي عنها، وعند الحاجة لن يتردد في استخدام القوة ضد محافل قوة اخرى. ولكونه أقوى منها – فسيحقق مبتغاه. ولا يدور الحديث فقط عن انجاز سياسي داخلي بل عن شيء اكثر من ذلك – يتعلق في فهم العالم ومحافل القوة في لبنان بانه ليس هناك من يقف حيال الحزب في المواضيع الهامة له. الان واضح للجميع بان الغرب الديمقراطي لم يعد ذا صلة بما يجري في لبنان. ولهذا الفهم ايضا ساهمت اسرائيل بشكل غير مباشر عندما ساعدت الاسد، حامي وحليف حزب الله في لبنان على الخروج من دائرة العزلة الدولية بمجرد دخولها في محادثات سياسية معه.
وعليه، فان امام اسرائيل امكانيتي عمل مختلفتين تماما: السبيل الاول هو تكرار السلوك الاسرائيلي منذ الانسحاب احادي الجانب وحتى الحرب، أي عدم عمل شيء. متابعة ما يجري في لبنان استخباريا، الشكوى بين الحين والاخر الى الامم المتحدة – مع العلم ان ليس لهذا أي معنى عملي – والاستعداد للحرب القادمة والصلاة الا نفاجأ عندما تندلع.
المنطق في اساس هذا السبيل هو الرغبة في تأجيل المواجهة قدر الامكان، مع العلم انه في يوم اندلاعها ستكون أشد، والجبهة الاسرائيلية الداخلية ستكون اكثر انكشافا لنار اشد وحزب الله سيكون اكثر جاهزية للدفاع عن نفسه ضد سلاح الجو. الحجة المركزية لاصحاب هذا المفهوم هي انه لن يكون ممكنا تصفية حزب الله، وعليه يجب كسب الهدوء على مدى الزمن، وكلما كان الزمن اطول – يكون أفضل. وسواء من ناحية الجانب الاقتصادي الاسرائيلي ام من جانب الاستعداد العسكري.
فضلا عن ذلك، يقول المدافعون عن سبيل ضبط النفس ان اسرائيل لن تحظى بالعطف والدعم اذا ما هاجمت دون مبرر. تسلح منظمة ارهاب وعصابات في دولة سيادية وبموافقتها لا يشكل سببا مبررا لحرب في نظر العالم المتنور، بما في ذلك الولايات المتحدة.
السبيل الثاني هو الحرب الوقائية، أي محاولة استغلال ضعف حزب الله قبل أن يستكمل قواه، وضربه بمفاجأة. الهدف هو الوصول الى حسم في ميدان المعركة للتأكد من أن العالم سيمنع بعد هذه الحرب تسلح المنظمة.
افتراض المتبنين لهذا الرأي هو أنه اذا لم يتم وقف حزب الله الان فانه سيبتلع لبنان، بينما اذا ما ضربه الجيش الاسرائيلي بصعقة على ركبتيه فسيكون ممكنا تحول المنظمة الى عامل هامشي وخلق وضع جديد لا يكون فيه قادرا على ان يتسلح او ان يملي مواقفه على لبنان. الجهات الاخرى في لبنان ستشعر بانها أقوى، وعقب ضعف حزب الله ستستوعب قيمة العلاقات مع اسرائيل وتنجح في منع سيطرة شيعية راديكالية في لبنان.
من هذا التحليل ينشأ سؤالان مختلفان: الاول، ما هو السبيل الاسلم من زاوية نظر دولة اسرائيل؟ في السبيلين يوجد رهان، لدينا ما نخسره وما نربحه ايضا. السؤال الثاني اعمق، هل يوجد لدولة اسرائيل القيادة اللازمة للقرار في حرب وقائية وهل المجتمع الاسرائيلي مبني على قبول نتائج الحسم؟ حروب اسرائيل في العام 1956، في 1967 وفي 1982 كانت حروبا كهذه. هل يمكننا أن نكرر ذلك؟".. ختم عميدرور مقاله