قوله تعالى: «أم حسبت أن أصحاب الكهف و الرقيم كانوا من آياتنا عجبا» الحسبان هو الظن، و الكهف هو المغارة في الجبل إلا أنه أوسع منها فإذا صغر سمي غارا و الرقيم من الرقم و هو الكتابة و الخط فهو في الأصل فعيل بمعنى المفعول كالجريح و القتيل بمعنى المجروح و المقتول، و العجب مصدر بمعنى التعجب أريد به معنى الوصف مبالغة.
وروى عن المنهال بن عمر قال: رأيتُ رأس الحسين (ع) بدمشق وبين يديه رجل يقرأ (أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَبًا) فأنطق الرأس بلسان فصيح فقال: " أعجب مِن أصحاب الكهف قتلي وحملي ".
ومنها: ما نقله الشبلنجي الشافعي قال: روى ابن خالويه عن الأعمش عن منهال الأسدي قال: " والله رأيتُ رأس الحسين رضي الله عنه حين حمل وأنا بدمشق وبين يديه رجل يقرأ سورة الكهف حتّى إذا بلغ الرجل(أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَبًا) الكهف/9 فنطق الرأس وقال: " قتلي لأعجب مِن ذلك ".
نور الأبصار في مناقب آل بيت المختار لمؤلّفه مؤمن بن حسن مؤمن الشبلنجي الشافعي مِن أعلام القرن الثالث عشر الهجري؛ الخصائص للسيوطي، ج2، ص127.
والحمد لله ربِّ العالمين،
السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى أولاد الحسين