العودة   منتديات أنا شيعـي العالمية منتديات أنا شيعي العالمية المنتدى الفقهي

المنتدى الفقهي المنتدى مخصص للحوزة العلمية والمسائل الفقهية

إضافة رد
   
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع

الصورة الرمزية alyatem
alyatem
عضو برونزي
رقم العضوية : 77639
الإنتساب : Mar 2013
المشاركات : 741
بمعدل : 0.17 يوميا

alyatem غير متصل

 عرض البوم صور alyatem

  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : المنتدى الفقهي
افتراضي محمد باقر الصدر..السيرة والمسيرة في حقائق ووثائق-تأليف احمد عبدالله ابو زيد العاملي
قديم بتاريخ : 31-03-2013 الساعة : 10:35 AM


بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

محمد باقر الصدر
السيرة والمسيرة في حقائق ووثائق



تأليف

احمد عبدالله ابو زيد العاملي










موضوع مرتبط قبل استعراض الكتاب
حوار مع مؤلف كتاب محمد باقر الصدر..السيرة والمسيرة في حقائق ووثائق

http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?t=174076



الكتاب تجده هنا
دائرة معارف الشهيد السيد محمد باقر الصدر : كتب وتسجيلات صوتية وصور
http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?t=172799



من مواضيع : alyatem 0 هل أن كنوز الطالقان في أفغانستان أم في إيران؟!!
0 زيارة قرية المنتظرين للحجة(عجل الله فرجه الشريف) في مدينة طالقان
0 حق اليقين.. في تنزيه أعراض النبيين
0 الرد التحريري على السيد حسن الكشميري
0 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء

الصورة الرمزية alyatem
alyatem
عضو برونزي
رقم العضوية : 77639
الإنتساب : Mar 2013
المشاركات : 741
بمعدل : 0.17 يوميا

alyatem غير متصل

 عرض البوم صور alyatem

  مشاركة رقم : 2  
كاتب الموضوع : alyatem المنتدى : المنتدى الفقهي
افتراضي
قديم بتاريخ : 31-03-2013 الساعة : 10:36 AM


السيرة والمسيرة في حقائق ووثائق ج‏1، ج‏1، ص: 9


***
«بسم الله الرحمن الرحيم‏

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
قد سرّني بصورة خاصّة بحثكم القيّم عن تاريخ العراق الجهادي وموقف العلماء فيه، فلعمري إنّ من الضروري لنا اليوم إبراز هذه الجوانب التاريخيّة من حياتنا، التي تبرهن على المواقف الجبّارة التي لعبها الإسلام ضدّ الاستعمار والمستعمرين، متمثّلًا في علمائه وقادته الفكريّين ..»
«إنّ هذا الشريط بكلّ سرّائه وضرّائه، بكلّ يسره وعسره، بكلّ آماله وآلامه، قصّة فريدة فيها كلّ ما يشرّف الإنسان من معانٍ وقِيَم ومُثُل.
لا أدري كيف جرفني الماضي وأنا أريد أن أكتب عن الحاضر والمستقبل، بل أدري؛ لأنّ الماضي حاضرٌ دائماً وليس منفصلًا عن المستقبل بحال من الأحوال».
«مخلصكم محمّد باقر الصدر» «1»

***
__________________________________________________
(1) المقطع الأوّل والسطر الأخير من رسالة للسيّد الصدر (رحمه الله) إلى السيّد هادي خسروشاهي، والمقطعان الثاني والثالث من رسالةٍ له إلى السيّد عبد الغني الأردبيلي (رحمه الله).

السيرة والمسيرة في حقائق ووثائق ج‏1، ج‏1، ص: 10

____________
(1) المقطع الأوّل من مخطوطة كرّاس (خلافة الإنسان وشهادة الأنبياء) ، والثاني من رسالة له رحمه الله إلى طلاّبه سنة 1399 هـ [1978].


السيرة والمسيرة في حقائق ووثائق ج‏1، ج‏1، ص: 11

«أي بنيّ! ... إنّما قلبُ الحَدَث كالأرض الخالية، ما ألقي فيها من شي‏ءٍ قبلَته، فبادرتُك بالأدب قبل أن يقسوَ قلبُك ويشتغلَ لبُّك، لتستقبلَ بجدِّ رأيك من الأمر ما قد كفاك أهلُ التّجارب بغيتَه وتجربتَه، فتكون قد كفيتَ مؤونةَ الطّلب، وعوفيتَ من علاج التجربة، فأتاك من ذلك ما قد كنّا نأتيه، واستبان لك ما ربّما أظلم علينا منه.
أي بنيّ! إنّي وإن لم أكن عُمّرتُ عمر من كان قبلي، فقد نظرت في أعمالهم وفكّرت في أخبارهم وسرت في آثارهم، حتّى عدت كأحدهم، بل كأنّي بما انتهى إليّ من أمورهم قد عُمّرت مع أوّلهم إلى آخرهم، فعرفتُ صفوَ ذلك من كدره، ونفعَه من ضرَرِه، فاستخلصتُ لك من كلّ أمرٍ جليلَه، وتوخّيتُ لك جميله، وصرفتُ عنك مجهولَه» «1».
الإمام علي عليه السلام
***

«إنّي لمّا تصفّحت أخبار الأمم وسِيَرَ الملوك وقرأت أخبار البلدان وكتب التواريخ، وجدتُ فيها ما تستفاد منه تجربةٌ في أمور لا تزال يتكرّر مثلها ويُنتظر حدوث شبهها وشكلها ... ورأيتُ هذا الضرب من الأحداث إذا عرف له مثالٌ ممّا تقدّم وتجربةٌ لمن سلف، فاتّخذ إماماً يقتدى به، حذر ممّا ابتلى به قومٌ، وتمسّك بما سعد به قومٌ؛ فإنّ أمور الدنيا متشابهة، وأحوالها متناسبة، وصار جميع ما يحفظه الإنسان من هذا الضرب كأنّه تجارب له، وقد دفع إليها واحتنك بها، وكأنّه قد عاش ذلك الزمان كلّه، وباشر تلك الأحوال بنفسه، واستقبل أموره استقبال الخَبِر، وعرفها قبل وقوعها، فجعلها نصب عينه وقبالة لَحظِه، فأعدّ لها أقرانها وقابلها بأشكالها. وشتّان بين من كان بهذه الصورة وبين من كان غِرّاً غُمْراً لا يتبيّن الأمر إلّا بعد وقوعه، ولا يلاحظه إلّا بعين الغريب منه، يحيّره كلُّ خطبٍ يستقبله، ويدهشه كلّ أمر يتجدّد له» «2».
أبو علي مسكويه الرازي (ت: 421 هـ)

***

__________________________________________________
(1) تحف العقول: 70؛ بحار الأنوار 218: 77- 219
(2) تجارب الأمم 1: 1- 2.


السيرة والمسيرة في حقائق ووثائق ج‏1، ج‏1، ص: 12

«عليكم أن تحملوا أنفسكم وتعوّدوها على وضع الحبّ والبغض جانباً لدى كتابة التاريخ. وعليكم أن تكتبوا الحقائق، وإن لزم من ذلك تضرّركم أو تضرّر من تربطكم بهم علاقة.
أنا أيضاً من الممكن أن أقع في الخطأ، ولا ينبغي أن تمرّوا من جانب أخطائي أو ما تعتقدونه كذلك من دون أن تحرّكوا ساكناً، ولا ينبغي أن تحاولوا إخفاء ذلك، فهذا لا ينسجم مع المهمّة التي أخذتموها على عاتقكم، والمؤرّخ الذي يمتشق قلمه لله لا يلغو ولا يكتم الحقائق.
إذا أردتم أن يكون التاريخ الذي تكتبونه مفيداً للإسلام والمسلمين، فعليكم أن تكتبوه بعيداً عن أيّة أغراض، حاولوا أن تكونوا مؤرّخين بهذا النحو. وعليكم أن تبيّنوا المسائل والحوادث كما وقعت، ولا يكونّن في ما تكتبونه مبالغة أو سترٌ للأمور ..» «1».
الإمام الخميني (ره)

***

«إنّ عدم الاعتراف بالنقص يعني عدم إمكانيّة معالجته، إنّ هذه المهمّة مناطة بكم، لا سيما الفضلاء الشباب: اطرحوا هذا الموضوع وكرّروا طرحه، اكتبوا واستدلّوا عليه، ناقشوا الذين يعارضون هذا المنحى، جادلوهم بالحق، وأثبتوا لهم أنّ هذا المريض مريضٌ حقّاً، وأنّ هذا الجسم الحي يعاني الألم، وما لم يفهموا ألمه، سيبقى مريضاً دائماً» «2».
الإمام الخامنئي‏

***

__________________________________________________
(1) نهضت امام خمينى (فارسي)، ط 15، 1 : 11ـ 12.
(2) الحوزة العلميّة في فكر الإمام الخامنئي: 166.


من مواضيع : alyatem 0 هل أن كنوز الطالقان في أفغانستان أم في إيران؟!!
0 زيارة قرية المنتظرين للحجة(عجل الله فرجه الشريف) في مدينة طالقان
0 حق اليقين.. في تنزيه أعراض النبيين
0 الرد التحريري على السيد حسن الكشميري
0 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء

الصورة الرمزية alyatem
alyatem
عضو برونزي
رقم العضوية : 77639
الإنتساب : Mar 2013
المشاركات : 741
بمعدل : 0.17 يوميا

alyatem غير متصل

 عرض البوم صور alyatem

  مشاركة رقم : 3  
كاتب الموضوع : alyatem المنتدى : المنتدى الفقهي
افتراضي
قديم بتاريخ : 31-03-2013 الساعة : 10:38 AM


السيرة والمسيرة في حقائق ووثائق ج‏1، ج‏1، ص: 13 ـ 14

* لا بدّ لكلّ عمليّة إصلاح أن تتبنّى مفاهيم عامّة وتصوّرات عامّة- تتحدّد بالتدريج- عن وضع الحوزة في الأمّة، وماذا يُراد من الحوزة للأمّة، وما هو الدور الذي يجب أن تؤدّيه للأمّة. يجب أن نبدأ من مفهوم يشخّص رسالة الحوزة في الأمّة، ثمّ على ضوء هذا المفهوم نضع نظامها الإداري وسياستها الماليّة، ونضع مناهجها الدراسيّة. على أساس هذا المفهوم نبني هذه الحوزة، لا أنّه نبني الحوزة وبعد هذا نفكّر في جانبها الوظيفي.
* قد يكون الإنسان عادلًا بالنسبة إلى سلوكه الذاتي الشخصي، ولكنّه لا يكون عادلًا بالنسبة إلى سلوكه الوظيفي بتلك الدرجة، ولذلك يحتاج إلى درجة من التوعية وتنمية هذا الجانب الوظيفي، ولذلك لو لم يوعِّ ويثقِّف ويمرِّن هذا الوجود الوظيفي، فسوف يحصل اختلال في مستوى التديّن.
* هل تصدّقون أنّه في النجف الأشرف نفسه، في مركز الحوزة العلميّة في النجف، الذي من المفروض أن يموّن بإشعاعه الفكري والعلمي والروحي والديني كلّ العالم، أو على الأقلّ كلّ العالم الإسلامي، أو على الأقلّ كلّ العالم الشيعي، يوجد آلافٌ من الناس لا يعرفون أحكام رسالتهم، غير منفتحين على رسالة مكّة ولا على مبادئ مكّة، منجرفون مع تيّارات أخرى أو جاهلون أو مقصّرون .. من الذي يسأل عن هؤلاء أمام الله؟ نحن نسأل أمام الله عن منحرف انحرف عن دينه، وعن منحرف انحرف في آخر نقاط العالم الإسلامي في وجود إمكانيّات، فكيف لا نسأل عن منحرف انحرف في أوطاننا، في أهلنا، في بلدنا؟! كيف ندّعي أنّنا من الدعاة إلى الله ويوجد في بلدنا من لا يعرف من الإسلام شيئاً ونحن لا نفكّر فيه؟
* لماذا تعيش الحوزة في هذا البلد مئات السنين، ثمَّ بعد هذا يظهر إفلاسها في نفس هذا البلد الذي تعيش فيه؟! .. وإذا بأبناء هذا البلد أو ببعض أبناء هذا البلد، يظهرون بمظهر الأعداء والحاقدين والحاسدين والمتربّصين بهذه الحوزة .. ألا تفكّرون في أنَّ هذه جريمتنا قبل أن تكون جريمتهم؟ في أنّ هذه هي مسؤوليّتنا قبل أن تكون مسؤوليّتهم؟ لأنّنا لم نتعامل معهم، نحن تعاملنا مع أجدادهم ولم نتعامل معهم!
هذه الأجيال التي تحقد علينا، التي تتربّص بنا اليوم، تشعر بأنّنا نتعامل مع الموتى، لا نتعامل مع الأحياء، ولهذا يحقدون علينا، ولهذا يتربّصون بنا؛ لأنّنا لم نقدّم لهم شيئاً، لأنّنا لم نتفاعل معهم.
* اليوم أمام كلّ واحد منّا صار واضحاً أنّ أيّ انحراف عن خطّ الإسلام في سلوكنا، في وضعنا، في أخلاقنا، في عواطفنا، هذا الانحراف، هذا التكاسل، هذه النزعة التحطيميّة التحريميّة لأيّ نوع من العمل الصالح في الحوزة، هذا الذي يؤدّي بنا إلى ما أدّى، وسوف يؤدّي إلى الدمار حتماً إذا لم يتغيّر الوضع الداخلي في الحوزة. لا يكفي أن يتغيّر الوضع الخارجي، يحتاج الوضع الداخلي إلى التغيير، تحتاج ضمائرنا إلى تطهير، تحتاج نفوسنا إلى تطهير، نحتاج أن نشعر بمسؤوليّتنا اليوم ..
* إنّ الإسلام الذي قام بإعالتك، قام بالإنفاق عليك أو عليّ، قام بإعالتنا والإنفاق علينا .. هذا الإسلام نحن مدينون له بوجودنا، مدينون له بأموالنا، مدينون له بكرامتنا، بعزّتنا، بكلّ ما نملك من اعتبار، هذا الإسلام إذا كلّفنا أن نقيم على الضيم أسبوعاً، أو أسبوعين، شهراً أو شهرين، أن نتحمّل الأذى في سبيل الله، أن نصمد، أن نصبر في سبيل أن لا يتفتّت، في سبيل أن يواصل وجوده حتّى تنكشف هذه الأزمة عن الإسلام والمسلمين .. إذا كلّفنا ذلك فليس هذا التكليف بالنسبة إلينا تكليفاً غير طبيعي؛ لأنّه هو المحسن الذي كان دائماً يقدّم ونحن نأخذ، الذي كان دائماً يتفضّل ونحن نستفيد، الذي كان دائماً يسدّد ونحن نتمتّع بكلِّ ما يقدّم لنا من خيرات ومكاسب وجاه عريض .. ما هو جاهنا؟! ما هو اعتبارنا لولا الإسلام؟! (1)
* إذن لا بدّ من حسين جديد لهذه الحركة ولا بدّ من زينب، ولا بدّ من رجال كأصحاب الحسين (ع)، وهذا أمر مستحيل، فلا يمكن لأيّ إنسان أن يمتلك كلّ هذه المواصفات التي يمتلكها الحسين (ع)، ولا مقوّمات ثورته بالكامل. وإذا كان الأمر مستحيلًا، فلا بدّ من قطارٍ من الدماء ورتلٍ ضخمٍ من التضحيات تشكّل بمجموعها جزءاً من مقوّمات مأساة الطف، لتحرّك ضمير هذه الأمّة الميتة وتوقظ مشاعرها وأحاسيسها، وعلى المسلمين أن يكونوا دائماً على أهبّة الاستعداد لتلبية نداء الإسلام متى استصرخهم لنصرته، لعلّ في قطار الدم عودةً إلى الواقع الرسالي الكريم (2)
* [و] أنتم معي على الرغم من الزّمان، وعلى الرغم من المكان، ولتكن هذه المعيّة في اللّه، ومن أجل اللّه، تعبيراً حيّاً عن لقائنا باستمرار، إلى أن يجتمع الشمل وتعود الأغصان إلى الشجرة الأمّ.
والسّلام عليكم من قلب لا يملّ الحديث معكم ورحمة اللّه وبركاته (3)

__________________________________________________
(1) مقاطع من محاضرات للسيّد الصدر (رحمه الله) خلال السنوات 1385، 1387 و 1389 هـ، تراجع في محلّها من الكتاب‏
(2) المجموعة الكاملة لمؤلّفات السيّد محمّد باقر الصدر 13: 95، محاضرة حول ثورة الإمام الحسين‏
(3) من رسالة صوتيّة مسجّلة للسيّد الصدر (رحمه الله)، تجد نصّها كاملًا ضمن أحداث سنة 1394 هـ.


السيرة والمسيرة في حقائق ووثائق ج‏1، ج‏1، ص: 15

- 1-

«العلاقات في داخل كلّ أمّة قد تكون غير قائمة على أساسٍ حق، قد يكون الإنسان المستضعف فيها جديراً بأن يكون في أعلى الأمّة ..
هذه الأمّة، تعاد فيها العلاقات إلى نصابها الحق. هذا هو الشي‏ء الذي سمّاه القرآن الكريم بيوم التغابن. يحصل التغابن عن طريق اجتماع المجموعة، ثمّ كلّ إنسان كان مغبوناً في موقعه في الأمّة، في وجوده في الأمّة، بقدر ما كان مغبوناً في موقعه في الأمّة يأخذ حقّه، يأخذ حقّه، يوم لا كلمة إلّا للحق».
محمّد باقر الصدر
2 / 5 / 1979 م‏
- 2-

«... السيّد محمّد باقر الصدر الذي كان عقلًا إسلاميّاً مفكّراً، وكان مرجوّاً أن ينتفع منه الإسلام بشكل أوسع، وأنا أرجو أن يُقبِلَ المسلمون على مطالعة كتب هذا الرجل العظيم، حشره الله تعالى مع أجداده العظام، وحشر أخته المظلومة مع جدّتها» «1».
روح الله الموسوي الخميني‏

- 3-

السيّد الصدر مظلومٌ لأنّه ولد في الشرق، ولو كان مولوداً في الغرب لعلمتم ماذا يقول الغرب فيه ... هذا الرجل فلتة، هذا الرجل عجيبٌ في ما يتوصّل إليه وفي ما يطرحه من نظريّات وأفكار «2».
أبو القاسم الموسوي الخوئي‏

- 4-

على الزعيم السياسي أن يرى لليوم وللغد ولما بعد الغد، وهذا متوفّرٌ في السيّد محمّد باقر الصدر، وحسبه أنّه استطاع أن يضع حلولًا لأمور بقيت عالقة مائةً وخمسين عاماً تهيّب الفقهاء من الدنوّ منها «3».
موسى الصدر

- 5-

هذا الرجل أخرج النجف من الكتب الصفراء إلى الكتب البيضاء، هذا الرجل عرّف العالم على النجف الأشرف بعد أن كانت مطمورة .. «4»
محمّد جواد مغنيّة

__________________________________________________
(1) صحيفه نور (فارسي) 14 : 280 .
(2) قولان للسيّد الخوئي (رحمه الله) (انظر أحداث سنة 1369 هـ) [في الكتاب].
(3) الإمام السيّد موسى الصدر .. محطّات تاريخيّة [السيد حسين شرف الدين ، دار الارقم ، بيروت، 1996] : 49
(4) انظر أحداث سنة 1395 هـ.


السيرة والمسيرة في حقائق ووثائق ج‏1، ج‏1، ص: 16

- 6-

«يحقّ لكلّ مجمع علمي أن يرفع رأسه فخوراً بما قدّمه إنسانٌ كبيرٌ كهذا العالم الجليل. كان دونما ترديد نابغةً وكوكباً ساطعاً؛ فهو من الناحية العلميّة جمع في رجل واحد الشمول والعمق والإبداع والشجاعة العلميّة، ويعدُّ مؤسّساً وصاحب مدرسة في علم أصول الفقه، وفي الفقه والفلسفة، وما يرتبط بهذه العلوم.
ما كان يمتلكه من كفاءة غير عاديّة، ودأب قلّ له نظير، جعل منه عالماً متعمّقاً في ألوان الفنون، ولم ينحصر ذهنه البحّاث ورؤيته الثاقبة في آفاق علوم الحوزة المتداولة، بل أحاط بالبحث والتحقيق كلّ موضوع يليق بمرجع ديني كبير في عالمنا المتنوّع المعاش، خالقاً من ذلك الموضوع خطاباً جديداً، وفكراً بكراً، وأثراً خالداً.
درّة علم وبحث، وكنزٌ إنسانيٌّ لا نفاذ له، لو بقي ولم تتطاول إليه اليد المجرمة لتخطفه من الحوزة العلميّة، لشهد المجتمع الشيعي خاصّة، والإسلامي عامّة، في المستقبل القريب، تحليقاً آخر في سماء المرجعيّة والزعامة العلميّة والدينيّة.
الشهيد آية الله الصدر هو دونما شكّ أسوة وقدوة للطلّاب والفضلاء الشباب؛ دروسه في بناء الإنسان لم تنته بشهادته المفجعة، ومنهجه في البحث ماثل أمام الفضلاء الشباب في الحوزة العلميّة، وإشارة إصبعه توجّههم إلى طريق العظمة والمجد العلمي، مقروناً بالتفتّح والرؤية العلميّة.
الحوزات العلميّة اليوم بحاجة أيضاً إلى الشهيد الصدر، وإلى كلّ عنصر فيه من الهمّة والطاقة، ما يساعدهم على متابعة طريقه العلمي، ورؤيته الإسلاميّة، ونظرته العالميّة.
صلاةً وتحيّةً من الأعماق أبعثها إلى تلك الروح الطاهرة، وإلى أخته الشهيدة المظلومة بنت الهدى، سائلًا الله سبحانه وتعالى الرحمة وعلوّ المنزلة لهما، وتوفيق نموّ الفضلاء الشباب في الحوزات وتربيتهم على هذا النحو.
السيّد علي الخامنئي‏
21 شوّال 1421 هـ» «1».

- 7-

«كان أحد أصدقائنا يقول: ... عندما كنتُ صغيراً .. كنتُ أرى الأطفال يتجمّعون حول القطار عندما يتوقّف، وكانوا ينظرون إليه ولسانُ حالهم يقول: ما هذا المخلوق العجيب؟! وكان واضحاً أنّه يحتلُّ في قلوبهم مكانةً ومنزلة، وما دام متوقّفاً فقد كانوا ينظرون إليه بعين التعظيم والتكريم والاحترام والإعجاب. ولكن عندما تحين ساعة الانطلاق، يأخذون بالهرولة إلى جانبه ليرشقوه بالحجارة. وكنتُ أعجب لهذا الأمر وأتساءل: إذا كان لا بدّ من رميه بالحجارة، فلماذا لا يُرمى وهو ساكن؟! وإذا كان جديراً بالاحترام، فلماذا لا يكون له ذلك وهو يتحرّك؟!
لقد بقي هذا الأمر بمثابة اللغز بالنسبة لي، إلى أن كبرت ودخلت المجتمع، حيث وجدت أنّ حياتنا [ ] تخضع لهذا القانون المطّرد؛ فإنّ أيّ شخص وأيّ شي‏ء، طالما هو ساكن فهو محترم، طالما هو صامت فهو معظّم ومبجّل، ولكن بمجرّد أن يتحرّك يصبح بلا مُعين، بل يصبح مرمىً للحجارة ..» «2».
مرتضى المطهّري.

***
__________________________________________________
(1) من نداء الإمام الخامنئي إلى (المؤتمر العالمي للإمام الشهيد الصدر (قدس سره))
(2) احياى تفكّر اسلامى (فارسي) : 22- 23، وما بين [ ] : «نحن الإيرانيّين».


من مواضيع : alyatem 0 هل أن كنوز الطالقان في أفغانستان أم في إيران؟!!
0 زيارة قرية المنتظرين للحجة(عجل الله فرجه الشريف) في مدينة طالقان
0 حق اليقين.. في تنزيه أعراض النبيين
0 الرد التحريري على السيد حسن الكشميري
0 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء

الصورة الرمزية alyatem
alyatem
عضو برونزي
رقم العضوية : 77639
الإنتساب : Mar 2013
المشاركات : 741
بمعدل : 0.17 يوميا

alyatem غير متصل

 عرض البوم صور alyatem

  مشاركة رقم : 4  
كاتب الموضوع : alyatem المنتدى : المنتدى الفقهي
افتراضي
قديم بتاريخ : 31-03-2013 الساعة : 10:51 AM


السيرة والمسيرة في حقائق ووثائق ج‏1، ج‏1، ص: 17 - 18

كلمة شكر


لأشكرنّك إنّ الشكر من أممٍ حقٌّ على حامل المعروف مفروضُ «1»
البحتري‏

أيّ شكرٍ به أقوم لقومٍ حمّلوني من الجميل جبالا «2»
ناصيف اليازجي‏
__________________________________________________
(1) ديوان البحتري‏
(2) ديوان ناصيف اليازجي.


السيرة والمسيرة في حقائق ووثائق ج‏1، ج‏1، ص: 19

إنّ أخلاقيّة البحث العلمي تستدعي الإشارة إلى أنّ الكتاب لم يكن ليصدر بصيغته الحاليّة لولا مساعدة العديد من الأشخاص وتواتر خدماتهم. وقبل سرد أسمائهم، أرغبُ في التوجّه بالشكر الخاص إلى من كان له ارتباطٌ خاصٌّ بهذا المشروع، وأتقدّم بالشكر أوّلًا إلى:


ممثَّلًا بمديره العام السيّد نور الدين الإشكوري الذي بسط لي يد جوده، وأطلق عنان عونه، ومنحني وافر ثقته، واضعاً تحت تصرّفي الكامل أرشيفاً معلوماتيّاً ضخماً.
* وأشكر إلى جانبه السيّد حامد علي الحسيني الذي بذل على مدى سنين متمادية جهوداً جبّارة في سبيل جمع هذا الأرشيف، فيسّر لي بذلك الاطّلاع على ما أفادني في الكتاب أيّما إفادة.
* كما أتوجّه بالشكر الخاص إلى أسرة الشهيد الصدر على حسن استقبالها وعظيم لطفها، وبذلها ما أمكن من مساعدةٍ وإرشاد: زوجته السيّدة أم جعفر الصدر، ونجله السيّد محمّد جعفر، وكريمتيه أم أحمد وأم علي، وقد تفضّلت السيّدات بقسطٍ من وقتهنّ صرفنه في مطالعة الكتاب في مسودّته قبل الأخيرة، متفضّلات بالإضافة والتصحيح بالقدر الذي سمح به الوقت.
* ولا يفوتني استنزال الرحمة على روح السيّد عبد الغني الأردبيلي (ره)، الذي أثمرت مثابرته وجهوده مجموعة نفيسة من الوثائق والمعلومات والمحاضرات والتقريرات، والتي كان لها دور بارز في إثراء مواد الكتاب.
* وإلى جانب من ذكرت، أتقدّم بالشكر الخاص إلى كلّ من كانت له علاقة خاصّة بهذا المشروع بالذات، دون الأعمال الأخرى المرتبطة بالسيّد الصدر، وأذكر منهم «1»:
الدكتور جودت القزويني.
السيّد حسين شرف الدين.
الشيخ عبد الحليم الزهيري.
السيّد علي أكبر الحائري.
الشيخ محمّد رضا النعماني.
السيّد محمّد الغروي.
السيّد محمود الخطيب.
وذلك على تفاعلهم الخاص مع المشروع وبذلهم ما أمكنهم في سبيل تطويره وإنجاحه.
* ثمّ أتوجّه بالشكر إلى كلّ من أفادني ممّن عاصر الشهيد الصدر (ره) وعايشه، وجاد عليّ بما لديه أو بشي‏ءٍ منه، إضافةً إلى كلّ من أفادني في هذا العمل بنحو أو بآخر، بإعارة كتابٍ أو نقل معلومةٍ أو الإجابة عن استفسار أو تقديم خدمة، أو غير ذلك ممّا ساعد في اكتمال هذا العمل ..

__________________________________________________
(1) سأعمد إلى سرد أسماء الأشخاص بحسب التسلسل الأبجدي.









من مواضيع : alyatem 0 هل أن كنوز الطالقان في أفغانستان أم في إيران؟!!
0 زيارة قرية المنتظرين للحجة(عجل الله فرجه الشريف) في مدينة طالقان
0 حق اليقين.. في تنزيه أعراض النبيين
0 الرد التحريري على السيد حسن الكشميري
0 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء

الصورة الرمزية alyatem
alyatem
عضو برونزي
رقم العضوية : 77639
الإنتساب : Mar 2013
المشاركات : 741
بمعدل : 0.17 يوميا

alyatem غير متصل

 عرض البوم صور alyatem

  مشاركة رقم : 5  
كاتب الموضوع : alyatem المنتدى : المنتدى الفقهي
افتراضي
قديم بتاريخ : 31-03-2013 الساعة : 10:53 AM


السيرة والمسيرة في حقائق ووثائق ج‏1، ق‏1، ص: 25

مقدمة المؤلف‏

السيرة والمسيرة في حقائق ووثائق ج‏1، ق‏1، ص: 26

«إنّي رأيت أن لا يكتب إنسانٌ كتاباً في يومه إلّا قال في غده: لو غيّر هذا لكان أحسن، ولو زيد كذا لكان يستحسن، ولو قدّم هذا لكان أجمل، ولو ترك هذا لكان أفضل. وهذا من أعظم العبر، وهو دليلٌ على استيلاء النقص في جملة البشر».
العماد الإصفهاني‏
«لو كنت لأنتظر الكمال لما فرغت من كتابي إلى الأبد».
تاي تنج «1»

________________
(1) قصّة الحضارة 1: ك.

السيرة والمسيرة في حقائق ووثائق ج‏1، ق‏1، ص: 27

لا زلتُ أذكر جيّداً إحدى سهراتنا مطلع التسعينات في ليلة من ليالي صيف عاملة، حيث البحر يلوح نهاراً لمن أمعن النظر في الأفق، ومن خلفنا وعلى مقربة منّا الجبل الرفيع، الذي سقت تربتَه دماءُ الشهداء الذين قضوا فيه ذوداً عن حمى الدين.
كان المتسامرون يتجاذبون أطراف الحديث حول بعض الفتاوى الفقهيّة، والتي كانت بنظر بعضهم مطّاطيّة يحار فيها المكلّف. وكان كلُّ شي‏ءٍ طبيعيّاً قبل أن يختم والدي الحديث معزّزاً يأس المتسامرين بقوله: «لو كان السيّد محمّد باقر الصدر حيّاً لعالج المسألة بطريقة مختلفة».
ربّما لم أكن يومها أعرف شيئاً عن السيّد محمّد باقر الصدر سوى أنّ له في مكتبة والدي كتاباً فلسفيّاً كان قد أثار فضولي ضميرُ الجمع المتّصل (نا) المثبت في عنوانه، وقد حفّته في مخيّلتي أحاديث المهابة والتقدير التي كنتُ أسمعها من والدي حول وزن الكتاب العلمي، فكنتُ أكتفي بنقله من مكانٍ إلى آخر داخل المكتبة التي كنتُ ملتزماً بترتيبها كلّما سنحت لي الفرصة.
لقد تساءلتُ في تلك الليلة عن السبب الذي قد يجعل هذا السيّد يعالج المسألة بطريقة مختلفة، وما هو السبب الذي يجعله متميّزاً؟! ومع أنّي لم أحاول يومها التثبّت من إمكان المصادقة على هذه المقولة، ولم أحاول البحث عن جواب تساؤلي، إلّا أنّني أودعتُه صفحة من صفحات الذاكرة، علّي أجد له يوماً جواباً.
وبعد عدّة سنوات، تيسّر أمر سفري إلى الجمهوريّة الإسلاميّة في إيران من أجل متابعة الدراسة، حيث رحت ألتقي بمحمّد باقر الصدر متألّقاً في منتديات العلم والمعرفة، فضلًا عن حضوره البارز نقطةَ حسمٍ وفاصلةَ نزاعٍ في أسطر الخطاب السياسي لمختلف شرائح المعارضة العراقيّة، حيث لعب بوضوح دور (ليلى) التي يسعى إلى وصلها الجميع. ولا ينبغي لي أن أُغفل عظيم الحفاوة التي يحظى بها عند طبقة الكسبة والمعوزين من العراقيّين المهاجرين، الذين لا يضنّون عليه بعبارات الترحّم والتحسّر، وقد أسكنته تلك المنزلةَ الرفيعة ترابيّتُه العجيبة التي عاش بها معهم ..
في هذه المنتديات عثرتُ على جواب تساؤلي القديم الذي سبقني إليه والدي بسنوات، فقد أدركتُ- وبوضوحٍ لا يساوره شكّ- أنّ الحديث عن الصدر حديثٌ عمّا هو (مختلف)، إلّا أنّ اختلافه هذا وخروجه عن كثيرٍ من مسلّمات بيئته لم يكن خروج المتهوّر، بل خروج الثمر اليانع عن جذع أمّه. وفي هذه المنتديات أيضاً، عرفت معنى (نا) التي رفعها الصدر شعاراً، بل وجدته هو بنفسه (نا) أخرى، إذ كان بحق- طيّب الله رمسه- ضميراً فاعلًا لرفع الجمع المتّصل ..
لقد شكّلت محطّتي الجديدة هذه سبباً دعاني إلى محاولة التعرّف على شخص محمّد باقر الصدر بشكل أعمق، ثمّ على مواقفه في ميادين المعرفة وحقول العمل السياسي والاجتماعي، وقد شدّني إليه محاضرةٌ بصوته سمعت كلماتها مرّات عديدة، وقد أكّدت لي إخلاص الرجل وتمحضّه .. إلّا أنّ هذه المحاولة جرّتني- من حيث لا أدري- إلى التأريخ للحوزة العلميّة في‏

السيرة والمسيرة في حقائق ووثائق ج‏1، ق‏1، ص: 28

النجف عموماً خلال نصف القرن- أو يقل- الذي عاشه محمّد باقر الصدر.
وبعد رحلة طويلة نسبيّاً مع الصدر- لا أجدني الآن مهيّئاً من الناحية النفسيّة للحديث عنها وعمّا اكتنف بعض محطّاتها- تأكّد لي أنّه شكّل مفصلًا ومنعطفاً رئيساً ومهمّاً في سير الفكر والمعرفة والتصوّرات السياسيّة والاجتماعيّة خلال نصف القرن الأخير في بيئتنا التي نعيش فيها، ورسم للحوزة العلميّة في النجف الأشرف خطّاً أوشك أن يكون في كثيرٍ من معالمه غريباً عليها. وهذه القفزة التي جاد بها الصدر امتازت- أفقيّاً وعموديّاً- عن قفزات كثيرة مشكورة اتّجهت في الخط نفسه، فاستحقّت شيئاً من الوقوف عندها للتأمّل والاستزادة، الأمر الذي جعل من المفيد- إن لم نقل من الضروري- للمتحرّكين والنامين مراجعة سيرته الذاتيّة والفكريّة، من أجل إكمالها أو تصحيح ثغراتها ..
ومن هنا، فقد حاولت- وبالقدر الذي سمحت به أوقات الفراغ والعطل المتقطّعة- أن أفي السيّد الصدر (ره) بعض حقّه على هذه الأمّة وعليّ شخصيّاً، فإنّي وإن لم ألتقِ به ولم أعاصره- إذ كنتُ يوم شهادته أحرق شهري الحادي والعشرين- إلّا أنّي أعتبره المعلّم والمربّي والأستاذ، وأنا في الواقع إنما أفي رسالته بعض حقّها. ومن هذا المنطلق سعيتُ إلى إنجاز بضعة خطوات تمثّلت في الأمور التالية:
1- توثيق سيرته ومسيرة الحركة الإسلاميّة في النجف بالنحو الموجود في الكتاب، والذي كنتُ أفكّر في تقديمه أطروحةً جامعيّة، إلّا أنّي وجدتُ أنّ الفائدة التي تُرجى منه أكبر من أن تعلّق على حاجة شخصيّة، فصرفتُ النظر عمّا جال في البال، لعلّ الله يحدث بعد ذلك أمراً. وقد شكّل هذا الكتاب نواة الفيلم الوثائقي الذي أنتجته قناة (المنار) بعنوان (شهيد العراق .. الصدر الأوّل)، وذلك بعد أن ضمّت إليه الجهود المشكورة التي بذلها الأخ أيمن زغيب في فترة زمنيّة قياسيّة، حيث أخرج الفيلم خلال أيّامٍ معدودات.
2- إكمال ما بدأه السيّد حامد علي الحسيني، الذي كان قد جمع مختلف المقالات التي نشرت سابقاً باسم السيّد الصدر (ره) وبغير اسمه، إضافةً إلى مجموعة من المحاضرات غير المنشورة التي كان قد دوّنها دون تصرّف السيّد عبد الغني الأردبيلي (ره) .. فأضفت إليها كثيراً ممّا تحصّل لديّ أثناء البحث، ثمّ قمتُ بتصحيح المجموع وتوثيق مصادره لـ (مركز الأبحاث والدراسات التخصصيّة للشهيد الصدر (قدس سره)) المنبثق عن (المؤتمر العالمي للإمام الشهيد الصدر (قدس سره)) الذي اختار لها عنوان (ومضات). ويفترض بهذا المجلّد أن يصدر قبل صدور هذا الكتاب.
3- التوسّط لنشر مجموعة من الدروس المتفرّقة التي كان السيّد الصدر (ره) قد ألقاها في سالف السنين، وذلك في مجلّات مختلفة، وكانت هذه الدروس قد بقيت- لأسباب عديدة- حبيسة الرفوف، وتبدأ بالظهور تباعاً بإذن الله تعالى.
4- جمع عدّة مئات من الدراسات العلميّة التي كتبت حول السيّد الصدر (ره) لنشرها في عشرة

السيرة والمسيرة في حقائق ووثائق ج‏1، ق‏1، ص: 29

مجلّدات. وكنتُ- قبل هذا الكتاب- قد انتهزت إحدى العطل الدراسيّة لإعداد وتحقيق مجلّدين ضمّا مجموعة من الدراسات المنطقيّة والفلسفيّة التي كتبت حول الفكر المنطقي والفلسفي للسيّد الصدر (ره)، وقد حالت بعض الظروف دون طباعتهما. وبقي الأمل في أن أوفّر بعض الوقت لإنجاز مجلّدين آخرين كنتُ قد أعددت خطّتهما ليضمّا خيرة الدراسات في حقل أصول الفقه.
وبهذه الأمور أكون قد شارفتُ على طي مرحلة من مراحل حياتي أفدتُ منها الكثير، على الرغم ممّا جرّته عليّ من إرهاق نفسي وجسدي ومادي، وما تخلّلته من لحظات الضعف الكامل والانهيار، حتّى عقدت العزم لمرّات عديدة على اعتزال العمل وإتلافه من رأس، بسبب النكسات التي كنتُ أمنى بها، ولكنّ السيّد الصدر (ره) كثيراً ما كان يتراءى لي ببسمته المعذّبة، مستمطراً ما تبقّى من عيون القلب، موشكاً أن يخاطبني بصمته الناطق معاتباً، فأمتثل وأمضي، داعياً المولى تبارك وتعالى أن يكتب لي في ما قمت به الخير، وأن يعزل عنه ما يشوبه من عيوب قد تلصق به ..
وقد شجّعني على القيام بهذه الأعمال- إضافةً إلى ما مرّ- الحاجة الماسّة التي عكسها لي العديد من الشخصيّات الثقافيّة العراقيّة حول حاجة الباحثين والدارسين في العراق إلى ما يعينهم في أطروحاتهم ودراساتهم، خاصّةً أنّ ذكر اسم محمّد باقر الصدر في العراق كان يكلّف الشخص حياته، إذ تمّ تغييبه وتغييب مدرسته في العراق تغييباً يكاد يكون مطبقاً «1»، في حين احتلّ في تونس- مثلًا- الدرجة الأولى لدى المثقّفين الإسلاميّين الذين يبحثون عن قيادة أيديولوجيّة، وقد جاء- من حيث الإقبال على قراءة كتبه- بعد القرآن الكريم «2».
وأنا في الوقت الذي أشعر فيه- بحمد الله تعالى- بالطمأنينة والغبطة لأدائي بعض الواجب، أشعر بشي‏ءٍ من الاستياء إزاء الآثار السلبيّة التي قد تخلّفها أعمال من هذا القبيل، من قبيل الانشداد- ولو الباطني- إلى الأشخاص بما هم أشخاص، مع أنّ الرسالة لا تتوقّف عند أحد. وإذا قدّر للواحد منّا اجتياز هذه العقبة، فإنّه لن ينجح في الحؤول دون اقترانه في أذهان الناس بهذا الشخص.

__________________________________________________
(1) حتّى أنّ السيّد الصدر وأخته بنت الهدى لم يرد لهما ذكرٌ في كتاب (المنتخب من أعلام الفكر والأدب) الذي دوّنه مؤلّفه في النجف الأشرف في ظلّ حكومة البعث، وهذا يعكس مدى القمع الإعلامي الذي مورس في سبيل تغييب هذا الرجل.
(2) الحركات الإسلاميّة المعاصرة في الوطن العربي، الإسلام الاحتجاجي في تونس: 257.


من مواضيع : alyatem 0 هل أن كنوز الطالقان في أفغانستان أم في إيران؟!!
0 زيارة قرية المنتظرين للحجة(عجل الله فرجه الشريف) في مدينة طالقان
0 حق اليقين.. في تنزيه أعراض النبيين
0 الرد التحريري على السيد حسن الكشميري
0 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء

الصورة الرمزية alyatem
alyatem
عضو برونزي
رقم العضوية : 77639
الإنتساب : Mar 2013
المشاركات : 741
بمعدل : 0.17 يوميا

alyatem غير متصل

 عرض البوم صور alyatem

  مشاركة رقم : 6  
كاتب الموضوع : alyatem المنتدى : المنتدى الفقهي
افتراضي
قديم بتاريخ : 31-03-2013 الساعة : 10:54 AM


- 1-
حول منهج الكتب‏

لم يكن في نيّتي عندما شرعت في تصنيف الكتاب أن أدوّن أكثر من مائة صفحة، فلم أضع خطّة عمل علميّة أستظلُّ بمعالمها، بل كانت مجموعة من الضوابط التي احتفظتُ بها في الذهن.
ولمّا أخذ العمل بالتوسّع شيئاً فشيئاً، وجدتني بحاجة إلى إرساء مجموعة من الضوابط التي ينبغي أن يسير تصنيف الكتاب على أساسها، فكنتُ أقتنص- من خلال أهم المفردات التي أواجهها

السيرة والمسيرة في حقائق ووثائق ج‏1، ق‏1، ص: 30

- مجموعةً من القواعد، ثمّ أحاول تطبيقها على موارد الكتاب الأخرى. ولكنّ هذه العمليّة تزامنت مع تصنيف الكتاب، ولم تسبقه ليكون التصنيف من رأس قائماً على أساسها، الأمر الذي ربّما أدّى إلى بروز بعض- أو كثيرٍ من- الاستثناءات، والتي لا يسمح لي الوقت فعلًا بتداركها.
ومن هنا، فإنّنا إذا تحدّثنا عن بعض الخصائص المتعلّقة بمنهج الكتاب، فإنّنا لا نتحدّث عن موجبات أو سالبات كليّة- بالاصطلاح المنطقي- خاصّةً أنّ هناك بعض الموارد التي تأبى طبيعتها أن تخضع للمنهج المذكور. وفي ما يلي بعض هذه المعالم:

اعتماد السرد الحولي غير الموضوعي‏

من المعلوم لدى متابعي نتاجات الشهيد الصدر (ره) أنّه نعى في أواخر حياته على التفسير التجزيئي للقرآن الكريم عدم وفائه بمتطلبّات الحياة، فدعا إلى اتّباع التفسير الموضوعي بوصفه خطوة متأخّرة زماناً ومتقدّمة درجةً على التفسير التجزيئي، منوّهاً في الوقت نفسه بأهميّة التفسير التجزيئي بوصفه خطوة ضروريّة لا يمكن من دونها الحديث عن تفسير موضوعي- خلافاً لما هو مرتسمٌ في ذهن الكثيرين- وهو الأمر نفسه الذي نواجهه لدى الحديث عن الدراسة التكامليّة لحياة الأئمّة الأطهار (عليهم السلام) بوصفها دراسة متأخّرة زماناً عن الدراسة التجزيئيّة التفصيليّة.
لسنا هنا بصدد الحديث عن نظرة الشهيد الصدر (ره) إلى تفسير القرآن الكريم أو دراسة حياة الأئمّة (عليهم السلام)، بل بصدد الإشارة إلى أنّ الدراسات الموضوعيّة- الأعمّ من القرآنيّة وغيرها- تكون بطبيعتها متأخّرة زماناً عن الدراسات التجزيئيّة، هذا بعيداً عن معنى (الموضوعيّة) التي مارسها السيّد الصدر (ره) بالذات في تفسير القرآن الكريم.
وإذا كان الأمر كذلك، فلماذا لا يُصار إلى الكتابة عن سيرة الشهيد الصدر (ره) وتاريخ الحركة الإسلاميّة في زمانه بالطريقة التجزيئيّة، لتتاح الفرصة أمام الدارسين للكتابة موضوعيّاً؟!
ونحن لا نريد التعريض بالأسلوب الذي أطبق على اتّباعه من كتب حول سيرة الشهيد الصدر (ره)، والذي اتّبعناه نحن أيضاً في بعض ثنايا هذا الكتاب، وذلك لعلمنا بأنّ الدافع الذي أدّى بهم إلى الكتابة على النحو المذكور هو أنّهم افترضوا إلمام القرّاء مسبقاً بالكثير من تفاصيل حياته (ره) والظروف الذي عاش فيها، أو أنّ أوقاتهم وظروفهم لم تكن تسمح لهم بأكثر من هذا، إضافةً إلى أنّ كثيراً من الكتابات جاء تدويناً لمجموعة من الخواطر المختزنة، وأصحاب هذه المصنّفات مشكورون على أيّة حال.
وفي ما يلي نستعرض مؤاخذتين على الكتابة الموضوعيّة غير المسبوقة بكتابة تجزيئيّة:
الأولى: أنّ الاعتماد على خلفيّات القارئ في مدى اختزانه للمعلومات لا يصلح أن يكون مبرّراً كافياً إذا ما أخذنا بعين الاعتبار أنّ نسبة هذا الصنف من القرّاء نسبة ضئيلة جدّاً، خاصّةً وأنّ الحقبة التي أعقبت شهادته قد شهدت تعتيماً إعلاميّاً شرساً داخل العراق على وجه الخصوص.

السيرة والمسيرة في حقائق ووثائق ج‏1، ق‏1، ص: 31

ومن هنا رأينا أن نضيف إلى الحديث عن سيرة الشهيد الصدر (ره) الحديثَ عن المسيرة بشكل عام، لكن بالمقدار الذي يتيح للقارئ فهم واستيعاب الجوّ الاجتماعي والسياسي العام الذي تحرّك فيه، خاصّةً وأنّي على اعتقاد بأنّ قيمة ما أنجزه (ره) لا تظهر بشكل واضح إلّا إذا وضع ضمن معادلة متعدّدة الأطراف. ومن هنا فقد جاء الكتاب يحمل عنوان «1» :

محمد باقر الصدر السيرة و المسيرة في حقائق ووئائق‏

ولعلّنا استطردنا في سرد ما يتعلّق بتحرّكات السيّد محسن الحكيم (ره)، حتّى ربّما اشتمل الكتاب على تأريخ سيرته هو أيضاً، وقد كانت هذه النتيجة تراكميّة غير متعمّدة، وقد احتفظتُ بها لما فيها من فائدة في التأريخ لتلك المرحلة التي ربّما رغب الكثيرون في الاطّلاع عليها.
وقد عثرت على مواد نافعة تؤرّخ لتاريخ المرجعيّة بشكل عام، إلّا أنّ خروجها عن غرض الكتاب الرئيس أعفانا من إدراجها، وهي في العمدة موجودة في كتاب (اسناد انقلاب اسلامى)، أي (وثائق الثورة الإسلاميّة)، وغيره من الكتب.
الثانية: أنّ عدم الإلمام بالتفاصيل الجزئيّة يفضي إلى ارتسام صورة مشوّهة غير متكاملة في المرحلة الموضوعيّة، وهو بالضبط ما سيعاني منه التفسير الموضوعي للقرآن الكريم إذا لم تسبقه تجربة تجزيئيّة مشبعة.
وفي هذا الصدد تحلو لي الإشارة إلى ما منيت به شخصيّاً لدى اطّلاعي على مقطعٍ من الرسالة التي كان قد وجّهها السيّد أبو الحسن الإصفهاني (ره) إلى الملك فيصل الأوّل عام 1924 م، والتي جاء فيها: «.. قد أخذنا على عاتقنا عدم المداخلة في الأمور السياسيّة والاعتزال عن كلّ ما يطلبه العراقيّون، ولسنا بمسؤولين عن ذلك، وإنّما المسؤول عن مقتضيات الشعب وسياساته جلالتكم‏». وكنتُ قد قرأت هذا المقطع أوّل الأمر في صحيفة (الجهاد) «2»، وارتسمت في ذهني انطباعات معيّنة حول السيّد الإصفهاني (ره) وقناعاته، ولم أتساءل عن مكان وتاريخ ورود هذا المقطع، وعن نصّه الكامل، كما لم تكن لديّ معلومات كافية حول سيرة السيّد الإصفهاني (ره). وبعد ذلك قرأت في كتاب (المرجعيّة العاملة) أنّ السيّد الإصفهاني (ره) كان معارضاً لتنصيب فيصل ملكاً «3»، كما قرأت في الكتاب المذكور بعض ما يرتبط بظروف إبعاده إلى إيران، ثمّ حول ظروف عودته المشروطة بعدم التدخّل في السياسة. عندها احتملتُ أن يكون المقطع الذي كنتُ قد قرأته محكوماً لهذا الشرط، أعني شرط

__________________________________________________
(1) أمّا العنوان الفرعي: (عرض تفصيلي موثّق لسيرة الشهيد الصدر من الولادة حتّى الشهادة) ففيه بعض التسامح من جهة أنّ الكتاب يشتمل على ما يرتبط به قبل ولادته وبعد شهادته‏
(2) صحيفة الجهاد، العدد (363)، 24 / 10 / 1988 م، ولمّا لم يتسنَّ لي الرجوع إلى الصحيفة لدى تدوين هذا النص، نقلته عن (العلّامة العسكري بين الأصالة والتجديد: 141- 142)، نقلًا عن الصحيفة، وفيه (سياساته) بدل (سياسته)
(3) المرجعيّة العاملة: 50.

السيرة والمسيرة في حقائق ووثائق ج‏1، ق‏1، ص: 32

عدم التدخّل في السياسة، فبدأت انطباعاتي تتبدّل؛ لأنّ القائد قد يجد المصلحة في الصمت لفترة ريثما تصبح الفرصة مناسبة للعمل. ولم يطل تفكيري، لأنّي تأكّدت من صحّة هذا الاحتمال من خلال ما قرأته في كتاب (العلّامة العسكري بين الأصالة والتجديد) «1»، وقد وجدتُ تفصيل الأمور في كتاب (حياة الإمام السيّد أبو الحسن الموسوي الإصفهاني (قدس سره) .. دراسة وتحليل) الذي أورد مفصّلًا مواقف السيّد الإصفهاني (ره) من الانتخابات عام 1341 هـ، وإليك هذه المواقف الثلاثة:

«
بسم الله الرحمن الرحيم‏
نعم، قد صدر منّا تحريم الانتخابات في الوقت الحاضر، لما هو غير خفي على كلّ باد وحاضر. فمن دخل فيه أو ساعد عليه، فهو كمن حارب الله ورسوله وأولياءه صلوات الله عليهم أجمعين.
الأحقر أبو الحسن الموسوي الإصفهاني«2»
»

«
بسم الله الرحمن الرحيم‏
إلى إخواننا المسلمين! إنّ هذا الانتخاب يميت الأمّة الإسلاميّة، فمن انتخب بعد علمٍ بحرمة الانتخابات حرمت عليه زوجته وزيارته، ولا يجوز ردّ السلام عليه، ولا يدخل حمّام المسلمين. هذا ما أدّى إليه رأينا، والله العالم بالصواب.
الأحقر أبو الحسن الموسوي الإصفهاني «3»
»

«إنّنا قد حكمنا سابقاً بحرمة الدخول في الانتخابات، ولم يتغيّر الحكم ولم يتبدّل، والأمر كما كان.
الأحقر أبو الحسن الموسوي الإصفهاني «4»
»

وبعد نفي السيّد الإصفهاني والميرزا النائيني (ره) بتاريخ 8 / ذي القعدة / 1341 هـ إلى إيران، وغيرهما من العلماء، تمّ التوصّل إلى حلٍّ للمشكلة عبر التعهّد بعدم التدخّل في أمور السياسة، فحرّر السيّد الإصفهاني (ره) الرسالة التالية إلى الملك فيصل، قبل أن يرجع إلى العراق بتاريخ 18 / رمضان / 1342 هـ. وقد جاء في الرسالة- التي تشتمل على المقطع المذكور في أوّل الكلام- ما يلي:

«
بسم الله الرحمن الرحيم‏
حضرة جلالة ملك العراق أيّد الله ملكه وسلطانه.
بعد السلام عليكم والسؤال عن أحوالكم ورحمة الله وبركاته.
نعرض أنّ كتابكم المؤرّخ 26 رجب، المرسل مع حجّتي الإسلام جناب الشيخ جواد صاحب الجواهر وجناب ميرزا مهدي آية الله زاده دامت بركاتهما، أخذته بكمال الاحترام. وكما ذكرتموه فيه وأودعتموه في مطاويه، صار [معلوماً] لدينا، ولقد أفاد بما دار بينكم من الشؤون وبيان الأسباب الموجبة إلى تأخير حركتنا، وطلب جلالتكم المؤازرة، وكذلك المحروس السيّد باقر سركشيك قام بواجبه، وأبلغ خطاباته الشفاهيّة. هذا وإن كنّا قد أخذنا على عاتقنا عدم المداخلة في الأمور السياسيّة، والاعتزال عن كلّ ما يطلبه العراقيّون، ولسنا بمسؤولين عن ذلك، وإنّما المسؤول عن مقتضيات الشعب وسياسته جلالتكم، ولكنّ المؤازرة للملوكيّة حسبما تقتضيه الديانة الإسلاميّة، ذلك من مبدئنا الإسلامي. وأمّا ما أمرتم من توحيد الكلمة وتوطيد عرى الصداقة بين إيران والعراق، فذلك من وظائفنا الدينيّة. وحينما دخلنا إيران [لم‏] نزل نبذل الجهد في ذلك، وسوف تظهر نتيجة أعمالنا المبرورة.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الأحقر أبو الحسن الموسوي الإصفهاني‏
[الختم‏]
21 شعبان 1342»
«1»

__________________________________________________
(1) العلّامة العسكري بين الأصالة والتجديد: 141
(2) حياة الإمام السيّد أبو الحسن الموسوي الإصفهاني (قدس سره) .. دراسة وتحليل: 123
(3) حياة الإمام السيّد أبو الحسن الموسوي الإصفهاني (قدس سره) .. دراسة وتحليل: 125
(4) حياة الإمام السيّد أبو الحسن الموسوي الإصفهاني (قدس سره) .. دراسة وتحليل: 128.
(1) حياة الإمام السيّد أبو الحسن الموسوي الإصفهاني (قدس سره) .. دراسة وتحليل: 135

السيرة والمسيرة في حقائق ووثائق ج‏1، ق‏1، ص: 33

ولكنّه عاد إلى ممارسة نشاطاته السياسيّة سنة 1360 هـ أثناء حركة رشيد عالي الكيلاني كما سيأتي معك بإذن الله تعالى ضمن أحداث تلك السنة.
وهناك موارد كثيرة من هذا القبيل سيقف عليها القارئ الكريم في هذا الكتاب. فالكثير من الأحداث المتداولة والمعروفة، لا يُعلم (سبب نزولها)، من قبيل الرسالة التي حرّرها السيّد الصدر (ره) متحدّثاً عن حقيقة علاقته بأستاذه «2»، فإنّ وراء (نزولها) أسباباً ستجدها إن شاء الله تعالى موثّقة بخطّ السيّد الصدر (ره) «3»، إلى غير ذلك من الأمور التي لا يتّسع المقام لسردها.

__________________________________________________
(2) انظر: موسوعة الإمام الخوئي 1: 27 (المقدّمة)
(3) انظر أحداث سنة 1396 هـ.

ملاحظة: كل ما يقوله المؤلف المحترم (انظر أحداث سنة) فهو يقصد الاحداث التي جاءت في كتابه الذي تم ترتيبه على اساس سنوات عمر السيد الشهيد قدس الله روحه الطاهرة! فتنبه.


من مواضيع : alyatem 0 هل أن كنوز الطالقان في أفغانستان أم في إيران؟!!
0 زيارة قرية المنتظرين للحجة(عجل الله فرجه الشريف) في مدينة طالقان
0 حق اليقين.. في تنزيه أعراض النبيين
0 الرد التحريري على السيد حسن الكشميري
0 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء

الصورة الرمزية alyatem
alyatem
عضو برونزي
رقم العضوية : 77639
الإنتساب : Mar 2013
المشاركات : 741
بمعدل : 0.17 يوميا

alyatem غير متصل

 عرض البوم صور alyatem

  مشاركة رقم : 7  
كاتب الموضوع : alyatem المنتدى : المنتدى الفقهي
افتراضي
قديم بتاريخ : 31-03-2013 الساعة : 10:51 AM


اللهم صل على محمد وآل محمد

قمت بتقسيم الكتاب الى عدة اقسام يسهل تحميلها

وها هو القسم الاول
من الجزء الاول / القسم الاول

http://www.hajr-up.info/download.php?id=8699


الصفحات من 1 ـ 24
ويحتوى على المواضيع التالية

الاهداء
ايها القاري الكريم
كلمة شكر

مع وجود الملف بصيغة وورد (هنا)

نسألكم الدعاء


من مواضيع : alyatem 0 هل أن كنوز الطالقان في أفغانستان أم في إيران؟!!
0 زيارة قرية المنتظرين للحجة(عجل الله فرجه الشريف) في مدينة طالقان
0 حق اليقين.. في تنزيه أعراض النبيين
0 الرد التحريري على السيد حسن الكشميري
0 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء

الصورة الرمزية alyatem
alyatem
عضو برونزي
رقم العضوية : 77639
الإنتساب : Mar 2013
المشاركات : 741
بمعدل : 0.17 يوميا

alyatem غير متصل

 عرض البوم صور alyatem

  مشاركة رقم : 8  
كاتب الموضوع : alyatem المنتدى : المنتدى الفقهي
افتراضي
قديم بتاريخ : 31-03-2013 الساعة : 10:52 AM


اللهم صل على محمد وآل محمد

المصادر والمراجع

هناك مصادر الكتاب يجب وضعها قبل التسلسل في عرض نص الكتاب
لأن المؤلف يرجع إليها كثيرا في الهامش
دون ذكر اسم المؤلف أحيانا أو ذكر الطبعة والمطبعة وتاريخ الطباعة
ولذلك يتوجب الرجوع إليها للتوثيق
وقد ذكرها في الجزء الرابع من الكتاب

http://www.hajr-up.info/download.php?id=8799

وكذلك هناك ملحقات تصب في نفس الغاية

الملحقات

آثار السيد الشهيد الصدر قدس سره
ابرز طبعات كتبه
موسوعة تراث الشهيد الصدر
ما كتب عن السيد الصدر
تواريخ دروسه الاصولية
تلامذة السيد الصدر قدس سره

http://www.hajr-up.info/download.php?id=8800

ملحق الصور

وهناك ملحق الصور
منها صور ملونة للسيد الشهيد
وصور اخرى للعلماء رحمهم الله تعالى
جاءت في الجزء الخامس من الكتاب


http://www.hajr-up.info/download.php?id=8801

وفقكم الله تعالى ونسألكم الدعاء
وبانتظار الباقي ان شاء الله تعالى


من مواضيع : alyatem 0 هل أن كنوز الطالقان في أفغانستان أم في إيران؟!!
0 زيارة قرية المنتظرين للحجة(عجل الله فرجه الشريف) في مدينة طالقان
0 حق اليقين.. في تنزيه أعراض النبيين
0 الرد التحريري على السيد حسن الكشميري
0 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء

الصورة الرمزية alyatem
alyatem
عضو برونزي
رقم العضوية : 77639
الإنتساب : Mar 2013
المشاركات : 741
بمعدل : 0.17 يوميا

alyatem غير متصل

 عرض البوم صور alyatem

  مشاركة رقم : 9  
كاتب الموضوع : alyatem المنتدى : المنتدى الفقهي
افتراضي
قديم بتاريخ : 31-03-2013 الساعة : 10:58 AM


الأمر الخامس‏

لا شكّ في أنّ العلماء ليسوا معصومين وليسوا منزّهين عن الهفوات. يقول الشيخ مرتضى المطهّري (ره) تحت عنوان (فكرة العوام حول الكريّة واعتصام العلماء) متحدّثاً عن وضع العلماء ونظرة الناس إليهم، ما ترجمته:

السيرة والمسيرة في حقائق ووثائق ج‏1، ق‏1، ص: 47

«إنّ بعض الناس يتصوّر أنّ تأثير الذنب على الإنسان يتفاوت بين فردٍ وآخر، بحيث تؤثّر المعصية في الإنسان العادي وتخرجه من حالة التقوى والعدالة، ولكنّها لا تؤثّر في طبقة العلماء، لأنّهم يتمتّعون بحالة من الكريّة والاعتصام، نظير ما في الماء القليل والكثير؛ فإنّ الماء الكثير إذا بلغ قدر كرٍّ لم ينجّسه شي‏ء؛ مع أنّ الإسلام لا يقول بكريّة أحد ولا باعتصامه ...» «1». وحول عدم ارتفاع طبقة العلماء الكبار عن النقد يقول (ره) في أجوبته عن النقود الموجّهة إلى كتابه (مسألة الحجاب) ما ترجمته:
«أنا كانت لديّ مجموعة من الانتقادات، وقد صرّحت في بعض كتاباتي بأنّ المراجع ليسوا فوق النقد بحسب المفهوم الصحيح لهذه الكلمة، وكنتُ ولا زال أعتقد بأنّ كلّ من ليس معصوماً ويترفّع بنفسه عن الانتقاد ففي ذلك خطرٌ عليه وعلى الإسلام. وأنا بطبيعة الحال لا أزكّي نفسي وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ «2»، ولكن ما أعرفه هو أنّي حفظت لساني عن التعرّض لأحد بسوء، خصوصاً إلى طبقة المراجع، حتّى عن الذين وصلني منهم سوء، هذا مع عدم التقائي مع العوام في اعتقادهم بأنّ كلّ من وصل إلى مقام المرجعيّة فهو مورد عناية إمام الزمان (ع) الخاصّة، وأنّه مصون عن الخطأ والذنب والفسق. وإلّا، إن كان الأمر كذلك، فَقَدَ شرط العدالة موضوعه» «3».
إلّا أنّنا مأمورون بالتريّث في إصدار الأحكام، وأن نراعي في مقام بلورة ردّات الفعل دوائر الأحكام الشرعيّة واللياقات، فلا يجوز الطعن في دين أحد في حال من الأحوال .. ولتكن الحريّة التي نتحلّى بها في النقاش مقيّدة بما تفرضه القيود الشرعيّة، ويتطلّبه البحث العلمي والأخلاقي.

الأمر السادس‏

لم يعد خافياً على أحد أنّ الحوزة العلميّة تشتمل على تيّارين مختلفين في طريقة تعاملهما وتفاعلهما مع فكرة العمل الإسلامي وإقامة الحكومة الإسلاميّة، إضافةً إلى الموقف من وظيفة المرجع ودوره في عصر الغيبة. ومن هنا، فما قد لا يستحسنه القارئ من أعمال معروضة في الكتاب قد يكون ناتجاً عن الاختلاف في كبريات العمل مع الشخص الوارد ذكره في الكتاب. ومهما كان رأي القارئ في ما يقرأ، ومهما كانت الدرجة التي وصل إليها في قناعاته إزاء حدثٍ أو شخص، فليترك حيّزاً من (المعذريّة) للطرف الآخر في ما اعتقده أو قام به. وعلى هذا الأساس لا أجدني مجبراً في كلّ موردٍ مبرّرٍ عند أصحابه أن أشير إلى هذه المسألة، وليعتبرها القارئ من الكبريات التي يستطيع تطبيقها في كثيرٍ من الموارد التي جاءت في الكتاب.
وإلى جانب ذلك، أطلب من القارئ الكريم أن يأخذ بعين الاعتبار أنّ هناك تفاوتاً بين العلماء في مستوى الوعي والاهتمامات، وهذا ليس افتراءً، وإنّما هو تقريرٌ لواقع ملموس، ولا أحسبني مطالباً أمام أبناء جلدتنا بالبرهنة على ذلك.
ولكن يحلو لي ذكر حادثتين: إحداهما ذكرها لي أحد السادة أثناء تشرّفه بزيارة النجف الأشرف‏

__________________________________________________
(1) اصل اجتهاد در اسلام (فارسي)، مجموعه آثار20 : 176؛ وانظر: محاضرات في الدين والاجتماع: 529. وفي تتمّة الكلام ما يرتبط ببحث العصمة
(2) يوسف: 53
(3) پاسخهاى استاد به نقدهايى بر كتاب مسأله حجاب (فارسي)، مجموعه آثار19: 623؛ أجوبة الأستاذ: 148- 149.


السيرة والمسيرة في حقائق ووثائق ج‏1، ق‏1، ص: 48

بعد سقوط نظام البعث، حيث التقى بأحد المراجع المعاصرين المقلَّدين هناك، وبعد أن أكّد لي على تقوى الرجل العالي وورعه وطيبته و ... ذكر لي أنّه بينما كان يبدي لوعته من الوضع الجديد الذي خيّم على العراق، كان ذاك العالم يشكر الله تعالى لأنّ بيته موجود، ودرسه قائم.
كما سمعتُ من أحد معارفي أنّه اعترض على أحد كبار المراجع المعاصرين في قم بأنّ أهالي المنطقة الفلانيّة يشكونه إلى الله تعالى لعدم إرساله العدد الذي يفي بحاجاتهم من المبلّغين، فيجيبه متعجّباً بأنّه سبق وأن أرسل إليهم نسخاً من رسالته العمليّة!!
فهذان نموذجان من اتّجاه نسلّم له بالتقوى والعدالة على المستوى الشخصي، ومتى ما أمّوا الصلاة اقتدينا بهم، ولكنّ كلامنا في ما يصطلح عليه السيّد الصدر (ره) بـ «العدالة الوظيفيّة» التي لا ملازمة- عنده (ره)- بينها وبين «العدالة الذاتيّة».
وعلى الضفة المباينة يقف عددٌ من العلماء ذوي رؤى وآفاق مختلفة تماماً. وتعقيباً على المثال الأخير الذي سقناه، نجد السيّد الصدر (ره) يكتب في إحدى رسائله الخطيّة:

«إنّ المسألة- كما أظنّكم تعرفون بفهمكم الاجتماعي المعهود للأمور- [ليست‏] مسألة منشور يكتبه الإنسان في السرداب فيقرأه الآخر في السطح فيهتدي، بل هي مسألة تفاعل وعلاقات وتأثير»«1»؛ فبينما يعتبر الفهم الاجتماعي إحدى بديهيّات العمل وحاجاته عند السيّد الصدر (ره)، قد لا يكون لهذه المقولة تعريفٌ واضحٌ في قاموس ذاك.
يقول السيّد محمّد حسين الطباطبائي (ره) ما ترجمته:
«ألا يجب علينا في عالمٍ مثل عالمنا الذي نعيش فيه، حيث تركّزت قدرات الاستقلال المادي المعنوي بيد خصومنا الألدّاء، أن نبادر لنصرة حقائق هذا الدين ونسعى لإحياء كلمته؟ أم يجب علينا أن نترك هذه الأمانة الإلهيّة الثمينة لعبةً تتقاذفها أفكار الخصوم وتلوكها ألسنتهم وتعبث بها أقلامهم، لنجلس نحن في بيوتنا ونمضي الأيّام بحياتنا المعيشيّة بحجّة أنّ للدين صاحباً! فالله عزّ اسمه هو حافظ هذا الدين، والإمام صاحب الزمان (عجّل الله فرجه) صاحبه! لذلك ليس علينا سوى أن نَكِلَ الأمانة (الدين) إلى الله وإلى الإمام صاحب الزمان (عجّل الله فرجه)، ثمّ نتوجّه بالخطاب إلى ساحة الإمام المقدّسة ونقول: [فَاذْهَبْ‏] أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ «2»، ترى ما هو دخل حفظ الله للدين وحراسة الإمام له بوظيفتنا العبوديّة؟ ...» «3».
إنّ هذا التفاوت في مستوى الوعي ونوعيّة الهموم المعاشة، سينعكس- لا محالة- على سيرة هؤلاء العلماء، وسيؤدّي إلى بروز أنحاء من الاختلافات في ما بينهم. ومن هنا وجدتُ مناسباً الإشارة إلى أنّ قسماً من الاختلاف يرجع إلى هذا النقطة.
وتتميماً لهذه المسألة، لا بأس بالإشارة إلى القطيعة الموجودة بين هذين الاتّجاهين في ما يتعلّق‏

__________________________________________________
(1) تجدها بإذن الله تعالى في إحدى رسائله سنة 1396 هـ
(2) المائدة: 24
(3) الشيعة .. نص الحوار مع المستشرق كوربان: 231؛ وانظر الأصل الفارسي في: شيعه .. مجموعه مذاكرات با پروفسور هانرى كربن (فارسي) : 207.


السيرة والمسيرة في حقائق ووثائق ج‏1، ق‏1، ص: 49

باطّلاع كلٍّ منهما على فكر الآخر. ونحن لا نريد تبرئة أتباع التيّار الإصلاحي المتّهمين بعدم اطّلاعهم الكافي على التراث. ولكن إذا اقتصرنا في عرضنا على الرموز، فإنّ رموز التيّار الإصلاحي- في دائرته الضيّقة- معترفٌ لهم بتمكّنهم من التراث، إلّا أنّني- وبحسب ما أجد- لا أرى مزيد اهتمام من الطرف الآخر بالاطلاع على نتاجاتهم وآرائهم. ولهذا أجد- في معايشاتي اليوميّة- الكثير من المعجبين بفكر السيّد الصدر (ره) الأصولي وفكر الشهيد مطهّري (ره) الفلسفي، ولكنّهم ليسوا على استعداد للاطلاع على نتاجاتهم وآرائهم في ما يتعلّق بما خرجوا به عن الوضع الرتيب. وقد عزّز هذا الواقعَ المزاوجةُ الحاصلة بين التغيير في المجال الإداري والفقهي والحكومتي والدراسي وبين الانقلاب في المجال العقائدي، ما يساهم في انكفاء الطالب عن ذلك، مع أنّه لا ملازمة بين المجالين على الإطلاق.
وفي ما يتعلّق بالسيّد الصدر (ره)- موضوع دراستنا- نقل لي أنّ أحد المراجع ردّ في درسه إشكال أحد طلبته الذي لجأ فيه إلى حساب الاحتمال- الذي يستخدمه السيّد الصدر (ره) بكثرة- معلّلًا بأنّ «ما جاءنا من الغرب نردّه إليه‏». وعبّر أحد مدرّسي الفلسفة عن هذه النظرة في تعبيره بأنّ نظريّة الاستقراء قد أتى بها السيّد الصدر (ره) من «ألعاب القمار»!!
ونحن نسأل: هل هذا تشويه عفوي، أم أنّه لجوءٌ عمدي إلى نفور المتشرّعة من الغرب ومن القمار لقلب الطاولة على أطروحة الصدر الذي لا ذنب له سوى أنّه استخدم مصطلحاً خلت منه كتب القوم، ولم يذكره الشهيد الثاني في فقهه أو الوحيد البهبهباني في أصوله؟! وعلى ماذا يعتمد الفقهاء- ومنهم فقيهنا- في حياتهم اليوميّة وفي تجميعهم للقرائن في بحوثهم الفقهيّة والرجاليّة؟ وهل أنّ تكوّن البذور الأوليّة لنظريّة الاحتمال الرياضيّة في مناخ ألعاب الحظ والقمار، بدءاً من لوسا باسيولي وجيرولاموا كاردانو ونيكولو فونتانا تارتاجليا، مروراً بجاليليو جاليلي في أجوبته الرياضيّة عن أسئلة صديقه المقامر، وصولًا إلى بليز باسكال في جوابه عن سؤالي شيفلييه دي ميريه المتعلّقين بالقمار كذلك .. هل هذا التكوّن التاريخي يجوّز لنا تسطيح المسألة التي تغيّرت ماهيّة البحث فيها بشكل شبه كامل في مطلع القرن العشرين مع هنري بوانكاريه وألفرد نورث وايتهد وبرتراند رسل وريتشارد فون مايسز وهانز رايشنباخ وجون ماينار كينز وأندريه كولموغوروف وكارل بوبر وشارلي دنبر برود وردولف كارناب وغيرهم الكثير .. لتصبح من أعقد وأعوص المشكلات التي يواجهها البحث الفلسفي للفكر البشري عموماً .. هل هذا التكوّن يجوّز تسطيح المسألة إلى هذا الحد؟!
إنّ القطيعة إلى هذا الحد غير قابلة للتحمّل، وإذا قدّر لها البقاء، فالحلُّ الناجع هو أن يلتزم كلُّ طرف الصمت تجاه أطروحات الطرف الآخر ..

الأمر السابع‏
رجوعاً إلى أصل الموضوع، نجد أنّ الناس قد انتهجوا أحد منهجين، كلاهما لا يخلو من عيب:

السيرة والمسيرة في حقائق ووثائق ج‏1، ق‏1، ص: 50

أ- فهم إمّا يغمضون أعينهم عن الواقع وينظرون إلى كائناته بنظّارات ميتافيزيقيّة، ليقنعوا أنفسهم بأنّه واقع مثالي .. وهذا ممّا ينعكس سلباً على وعيهم بدرجة كبيرة، لينعكس ذلك بدوره سلباً ولمرّة أخرى على الواقع نفسه. وهو الحال عند كثيرٍ من الناس وطلبة العلوم الدينيّة.
ب- وإمّا يتسرّعون ويتساهلون في الطعن بدين الناس، لتخرج مسألة التبصّر والنقد عن إطارها الرسالي والتربوي- الذي هو غايتها الأصيلة- إلى إطار التشهير المحض.
وهنا بالذات كلامٌ للسيّد الصدر (ره) يحاكي المسألة من بعيد، حيث يقول:
«وأنا أرى من فضول القول أن أتحدّث عن صحّة التنظيم وضروراته بالنسبة إلى الحوزة لعلاقتها بمستقبلها، فإنّ هذا أعتبره أمراً ضروريّاً لا ينبغي تركه، كما أنّي أعتبر أنّ المستوى الفكري الذي أعيشه معكم قد تعدّى مرحلة النزاع حول صحّة ذلك، وإنّما أتيت بموضوع النظام لكي أنبّه على نقطة مهمّة، وهذه النقطة هي أنّ دعاة التنظيم في الحوزة وأنصار هذه الفكرة لا ينبغي لهم الغلوّ في التحمّس لهذه الفكرة حتّى تصبح هذه الفكرة عندهم غاية ووسيلة تخرج الفكرة التنظيميّة عن حدودها الصالحة، وتعتبرها الحدّ النهائي، وهذا هو موضع الخطر» «1».
ج- وأكاد أرى تغييباً كبيراً لمنهجٍ ثالثٍ أحقّ بالتبنّي، وتتلخّص معالمه في ضرورة وعي الواقع على ما هو عليه، والإقرار قولًا وعملًا بأنّ العصمة لأهلها، والاعتراف بأنّ علماءنا ليسوا معصومين، وبأنّهم ليسوا طينةً واحدة، وبأنّ مسيرتهم حافلة بالاختلاف هنا وهناك، لكن دون أن يستلزم ذلك الطعن بدين أحد منهم، ومحاولة إيجاد العذر الشرعي حتى مع عدم المصادقة على صحّة العمل بنظر أحدنا، ثمّ تمييز حسنات هذا الواقع عن قبيحه، وتبنّي الحق وتولّيه، ورفض الباطل والتبرّئ منه، والعمل قدر المستطاع على رفع ما يُمكن الوقوف عليه من عيوب.
وكما ألمحنا إليه سابقاً، فإنّ غياب الإمامة المعصومة القائمة بالفعل يجعل لافتراض اجتماع الخطأ مع براءة الذمّة حيّزاً واسعاً، إضافةً إلى ما أمرنا به في الأصل من التريّث والحمل على الأحسن قدر المستطاع .. الأمر الذي يستوجب الأناة في إصدار الأحكام، وهو- أي إصدار الأحكام- أمرٌ لشدّ ما ابتعدت عنه.
ولا بأس هنا بالإحالة إلى نصٍّ يسجّل فيه الإمام الخميني (ره) شيئاً ممّا يتعلّق بما نحن فيه؛ فهذا الرجل الذي شدّد على عدم التشاغل بالتناحرات الداخليّة وتشهير بعضنا البعض «2»، حمل في الوقت نفسه وبشكلٍ واضحٍ وعنيف على تيّار سائدٍ في الحوزة العلميّة «3»، وشدّد على ضرورة كتابة التاريخ كما وقع ودون كتمان الحقائق، ولو أدّى ذلك إلى تضرّر بعض الناس «4»، وهو ما يُفهم من كلام الإمام الخامنئي المتقدّم في دعوته إلى إفهامهم بأنّ هذا المريض مريضٌ حقّاً.
__________________________________________________
(1) من محاضرة للسيّد الصدر (رحمه الله) سنة 1385 هـ تنشر قريباً ضمن كتاب (ومضات) عن المؤتمر العالمي للإمام الشهيد الصدر (قدس سره)
(2) الجهاد الأكبر: 30- 40
(3) وسيأتيك في هذه المقدّمة بعض كلماته حول ذلك‏
(4) نهضت امام خمينى (فارسي)، ط 15، 1: 11 - 12. وقد تقدّم النصّ في مطلع الكتاب، ولعلّه يتكرّر لاحقاً.


من مواضيع : alyatem 0 هل أن كنوز الطالقان في أفغانستان أم في إيران؟!!
0 زيارة قرية المنتظرين للحجة(عجل الله فرجه الشريف) في مدينة طالقان
0 حق اليقين.. في تنزيه أعراض النبيين
0 الرد التحريري على السيد حسن الكشميري
0 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء

الصورة الرمزية alyatem
alyatem
عضو برونزي
رقم العضوية : 77639
الإنتساب : Mar 2013
المشاركات : 741
بمعدل : 0.17 يوميا

alyatem غير متصل

 عرض البوم صور alyatem

  مشاركة رقم : 10  
كاتب الموضوع : alyatem المنتدى : المنتدى الفقهي
افتراضي
قديم بتاريخ : 31-03-2013 الساعة : 10:58 AM


السيرة والمسيرة في حقائق ووثائق ج‏1، ق‏1، ص: 51

الأمر الثامن‏
وأخيراً أشير إلى فائدة الثقافة التاريخيّة ومساهمتها في التخفيف من حدّة الأزمات النفسيّة التي قد يولّدها الاصطدام مع الواقع الخارجي ومعطياته.
ودعونا هنا نعرّج مباشرةً على ما يرتبط من الكتاب بهذا الجانب، فإنّنا قد نورد بعض الروايات التي قد لا يستسيغها القارئ- وإن كنّا قد نبّهنا على أنّنا لا نتبنّى كلّ ما نورده- فيردّها لمجرّد تصادمها مع بعض المسلمّات التي لا يصادق على سلامتها الواقع الخارجي. ومنهجنا في التعامل مع أصل الجامع الذي تجتمع حوله الأخبار قائمٌ على حساب الاحتمالات، وإليك بعض النماذج:

المثال الأوّل:
يحضرني الآن مثالٌ أوردناه ضمن أحداث سنة 1387 هـ: فقد حدّثني الأستاذ محمود سالم صاحب دار الفكر ببيروت بأنّه كان يزور السيّد الصدر (ره) مرّتين في السنة تقريباً، وقد بقي على ديدنه هذا حتّى بعد طلب السيّد الصدر (ره) منه التوقّف عن طباعة كتبه نتيجة بعض الحرج الذي وقع فيه (ره) مع دار أخرى. وذات مرّة وصل الأستاذ سالم إلى منزل السيّد الصدر (ره) عند الظهر في وقتٍ لم يره مناسباً للزيارة، فقصد حرم الإمام علي (ع) ريثما يصبح الوقت ملائماً. وقد تأذّى هناك من مشهد قابضي النذورات وغيرهم من المعتاشين على هذه الأمور. وعندما التقى بالسيّد الصدر (ره) أخبره بما جرى معه، فبادله (ره) استياءه هذا، فقال له: «سيّدنا، أنتم العلماء، أليس من واجبكم الردع عن هذه الأمور؟!»، فتبسّم السيّد الصدر (ره) وأجابه بكلّ شفافيّة: «إنّ مشكلة علماء السنّة هي أنّهم توظّفوا عند الدولة، فهم عنها ساكتون، ومشكلتنا نحن أنّ وارداتنا من عامّة الناس، فنسكت عنهم قليلًا».
قد يسارع بعض القرّاء لردّ هذه الرواية مع ما تحمله، لمجرّد إشعارها بأنّ العنصر المالي دخيلٌ في تحديد مسار بعض سياسات المرجعيّة. وأنا أقدّر شعور هذا الصنف من القرّاء، لأنّني أعي تماماً طبيعة البيئة التي تكوّنت فيها قناعاته، ولكنّي على الصعيد الشخصي تجاوزت هذه المرحلة ولم أعد أشعر بأزمة نفسيّة إذا طرقت سمعي هذه الحكايا، لأنّني وبكل بساطة استطعت الجمع بين الإيمان العملي بعدم عصمة من لم تثبت عصمته، وبين محاولة تبرير الدوافع متى كان مجالٌ لذلك، والمجال واسع .. ولستُ أدري حقّاً ما المشكلة في أن نفترض صحّة رواية من هذا القبيل- طبعاً بعد الإيمان بأنّ الإمكان لا يكفي في نفسه مبرّراً للبناء على الصحّة إذا لم تتوفّر المبرّرات الموضوعيّة لذلك- ونفترض في الوقت نفسه أنّ الذين راعوا عوام الناس كانوا فعلًا بانين بأنّ المصلحة الدينيّة من وراء مراعاتهم والحفاظ على مقدّرات المؤسّسة المرجعيّة أكبر من مفاسد مقاطعتهم؟! ما المشكلة في ذلك حتّى لو اعتقدنا مثلًا بأنّهم مخطئون وبأنّ المفاسد هي الأعظم؟! طبعاً، جواب السيّد الصدر (ره) هذا ممّا يُمكن تأييده بحوادث أخرى:
1- فالشهيد مرتضى المطهّري (ره) يشير إلى الموضوع بالشفافيّة نفسها وبالوضوح نفسه، حيث يعترف بأنّ من العناصر الإيجابيّة للعامل المالي لدى الشيعة استقلال المؤسّسة الدينيّة عن الدولة وقدرتها على الوقوف بوجهها، ولكن من عناصره السلبيّة حمل العلماء على مراعاة أذواق عوام‏

السيرة والمسيرة في حقائق ووثائق ج‏1، ق‏1، ص: 52

الناس ومعتقداتهم، والحفاظ على حسن ظنّ هؤلاء الناس بهم «1»، وعندما يتحدّث (ره) عن ذلك- وهو المعايش والمعاين لشؤون المرجعيّة عن قرب- فهو لا ينطلق في حديثه من فراغ.
2- وعندما تمّ تدشين مدرسة (الخان) التي تولّى بناءها وإدارتها من قبل السيّد حسين البروجردي (ره) الشيخ مجتبى العراقي، وتمّ تعيين السيّد بدلا والشيخ عبد الحسين الدشتي وشخصين آخرين لإعانة الشيخ العراقي في إدارة المدرسة، تمّ إدخال اللغة الإنجليزيّة مادةً للتعليم. ولمّا عُرض ذلك على السيّد البروجردي (ره) استحسن الفكرة قائلًا: «من يعرف لغة واحدة فهو شخص، ومن يعرف لغتين فهو شخصان، ومن يعرف ثلاثاً فهو ثلاثة أشخاص‏».
ولكن سرعان ما التقى به أحد الأشخاص وقال له: «إذا علم الناس أنّك تبذل أموالهم في سبيل تدريس اللغة الأجنبيّة فستسقط من أعينهم‏»، فاقتنع (ره) بذلك وأعرض عن الفكرة «2».
3- وإذا عدنا قليلًا إلى الوراء، سنجد قريباً منه ما يذكره السيّد محسن الأمين (ره) في ترجمة السيّد حسين ابن السيّد دلدار علي ابن السيّد محمّد معين الدين النقوي النصيرآبادي الرضوي اللكهنوئي، حيث يقول:
«لمّا وصل مجلّد الصلاة من كتابه مناهج التحقيق إلى صاحب الجواهر كتب فيما كتب إليه: (بالله أقسم أنّها كاسمها، إذ هي منهج التدقيق لمن أراد إلى التدقيق سبيلًا، ومعارج التحقيق لمن رام على التحقيق دليلًا، وهداية الحق لطالب الحق، ونجاة الصدق لمريد الصدق. كيف لا! وهي من مصنّفات فرع تلك الذات الملكوتيّة، وغصن تلك الشجرة الزيتونيّة المتبحبح من الأبوّة بين الإمامة والنبوّة، الإمام ابن الإمام، والهمام ابن الهمام، لا يقف على حدٍّ حتّى ينتهي إلى أشرف جدّ، ذريّة [بعضها] من بعض، والله سميع عليم. ولمّا وصلت إلينا رتعت النواظر في خمائل رياضها الزاهرة، وابتهجت الخواطر بتحقيقاتها الباهرة ... إنّ رجائي ممّن هو كعبة رجائي أن ترسلوا باقي أجزاء المناهج إن كانت له بقيّة، وإلّا فمأمولي والتماسي السعي في إتمامه، فإنّني رأيته ما بين، فقد اشتمل على مزيد التحقيق. ولعمري لهو بذلك حقيق، فالتماسي لكم بل إلزامي إيّاكم الجدّ في ذلك ليقرّ به ناظري ويبتهج به خاطري ...)».
ويعلّق السيّد الأمين (ره) قائلًا:
«وأنت ترى في هذه الكتابة أثراً ظاهراً لمراعاة المصلحة العامّة؛ فصاحب الجواهر يطلب ويؤكّد أن ترسل بقيّة الأجزاء إليه، فهل كان في حاجة إليها؟! وإذا كان يرسل بواسطته ثمانين ألف ليرة عثمانيّة إلى الشيخ لإيصال الماء إلى النجف، وإن لم يساعد التوفيق على وصوله، وألوف الروبيّات لتفضيض ضريح العباس (ع)، وتعمير قبري مسلم وهانئ كما يأتي، فلا حرج على الشيخ في ما كتب» «3».
__________________________________________________
(1) مشكل اساسى در سازمان روحانيت (فارسي) : 299- 300؛ وانظر: محاضرات في الدين والاجتماع: 554
(2) مجلّه حوزه (فارسي)، شماره (43) : 167، مصاحبه با حاج آقاى مجتبى عراقى؛ چشم وچراغ مرجعيت .. گفتگو با شاگردان آيت لله بروجردى (فارسي) : 175. والمصدر الثاني هو عين المصدر الأوّل ولكن بعنوان آخر، فما ورد في (يادنامه شرق، ضميمه رايگان تاريخ وانديشه، شماره 12، ويژه آيت الله بروجردى، فروردين85 : 16) نقلًا عن المصدر الثاني من أنّ إعراض السيّد البروجردي (رحمه الله) عن المشروع كان نتيجة اعتراض التجّار والمؤمنين ليس دقيقاً، بل الوارد ما أوردناه في المتن‏
(3) أعيان الشيعة (ط. ق) 9: 173.


من مواضيع : alyatem 0 هل أن كنوز الطالقان في أفغانستان أم في إيران؟!!
0 زيارة قرية المنتظرين للحجة(عجل الله فرجه الشريف) في مدينة طالقان
0 حق اليقين.. في تنزيه أعراض النبيين
0 الرد التحريري على السيد حسن الكشميري
0 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)



تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الشبكة: أحد مواقع المجموعة الشيعية للإعلام

الساعة الآن: 04:07 PM.

بحسب توقيت النجف الأشرف

Powered by vBulletin 3.8.14 by DRC © 2000 - 2024
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات أنا شيعـي العالمية


تصميم شبكة التصاميم الشيعية